المساواة بين الرجل والمرأة في العمل.. الطريق لمجتمع أفضل

تواجه المرأة لا سيما في المجتمع الشرقي الكثير من الاضطهادات، وسلب لحقوقها بادعاء أنها امرأة خُلِقَت لأعمال المنزل، ومُتعة الرجل، برغم أن الإسلام عظم من مكانة المرأة وحث على حصولها على حقوقها، حتى شُنّت الحركات النسوية للمساواة بين الرجل والمرأة في كثير من المجالات، لا سيما العمل، وفي إيزيس دعونا نُعرفكُم عن الأمر بشيءٍ من التفصيل.

المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل

حظيت المرأة بالمساواة بينها وبين الرجل في العمل في الدين الإسلامي، فلم يمنع الدين من إشغال المرأة بعض الوظائف التي تتناسب معها، ولكن من شروط التحاق المرأة بالعمل هو أن يكون متناسبًا مع حفظ كرامتها، وبعض الشروط الأخرى الواجب توافرها لكي تتمكن المرأة من العمل.

فقد كانت النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يقومن بالكثير من الأعمال، ومنهن من كانت تقوم بتلك الأعمال داخل المنزل، ومنهن من كانت تقوم بذلك خارج المنزل، فلم يضع الدين الإسلامي حدود لعمل المرأة، ومن بين هؤلاء السيدات أسماء بنت أبي بكر، فقد كانت تقوم بأعمال كثيرة، ومنها ما كان يتم خارج المنزل ومنها الآخر داخله.

وفقًا لما تحدثت به نفسها، قد ذكرت الأعمال التثي كانت تقوم بها، وقالت: “تزوَّجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناضح – هو الجمل – وغير فرسه، فكنت أَعلِف فرسَه، وأستقي الماءَ، وأَفرِز غربةَ الدلو وأعجن، ولم أكن أُحسِن الخَبْزَ، فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صِدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ“.

تعرفي أيضًا على: حوار هادف: المساواة بين الرجل والمرأة.. السبيل لاستقرار الحياة

أعمال السيدات في زمن الرسول

دائمًا ما نلجأ إلى ديننا الإسلامي في معرفة الأحكام الخاصة بالمرأة، بل والتعرف على الأحكام الخاصة بالرجال أيضًا في الأمور التي تتسبب لهم في الشعور بالحيرة، ومن بين الأشياء التي يختلف عليها الكثير من الرجال في زمننا الحاضر هو عمل المرأة، يظهر بين الرجال عدد كبير منهم يحكم على الزوجة بعدم العمل.

يكون المُبرر الأساسي له في ذلك قوله إنه من الأشياء المُحرمة لعدم الخلط بين الرجال والسيدات، وبالفعل من الأمور المُحرمة الاختلاط، ولكن ماذا عن المرأة التي تُحافظ على القواعد والأسس والحدود التي وضعها لها الدين الإسلامي، هنا يكون لها الحق بالعمل، ولا يحق للزوج منع زوجته عن العمل في تلك الحالة لعدم وجود المبررات التي تستدعي ذلك.

فمن أكبر الدلائل على المساواة بين الرجل والمرأة في هذا الشأن.. هو طبيعة عمل السيدات في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يظهر ذلك في الغزوات، فلم تخلو غزوات الرسول من السيدات، واللواتي كانوا يساعدن في الإسعافات الأولية وعلاج المصابين.

فقد حفظ التاريخ للبعض منهن مواقفهم البطولية، ومن الأمثلة المشرفة على ذلك السيدة بنت قيس الغفارية، والتي قد برز دورها في غزوة خيبر، ومن عظيم نيلها في ذلك الحدث هو تقليد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها بقلادة شبيهة للوسام الحربي الذي يتم الحصول عليه في وقتنا هذا.

قبل وفاتها أوصت تلك السيدة أن تُدفن القلادة معها، وبالفعل هذا ما تم فعله عند وفاتها، وذلك بعد أن كانت القلادة تُزين صدرها طوال حياتها، وكانت مثال للمرأة التي تعمل نظرًا لحاجة المُجتمع لها.

شروط عمل المرأة

وُضِعَت بعض الشروط والتي دلت على المساواة بين الرجل والمرأة، ويجب أن تلتزم بها كل سيدة تُريد العمل، وفي حال توافرها يجب ألا يعترض الزوج على عمل الزوجة وعدم سلب تلك الحرية منها، ومن بين تلك الشروط ما يلي:

• ضرورة واحتياج المرأة للعمل.
• دور المرأة الكبير في الوظيفة.
• عدم وجود شخص من أقاربها حسب درجة القرابة يعولها في حال حاجتها إلى العمل.
• لا يوجد لها من يقوم بها.
• عدم قدرة الرجل على إكفاء حاجتها من المال لاحتياجات المعيشة الضرورية.
• لا تخرج المرأة متعطرة أو متبرجة.
• المحافظة على قانون عدم الاختلاط الإسلامي.
• تجنب الاختلاط بالرجال سواءً كان في العمل أو في المواصلات.

تعرفي أيضًا على: أسئلة عن المساواة بين الرجل والمرأة

كيفية تحقيق المساواة بين الجنسين بالعمل

الكثير من الطرق يتم من خلالها تحقيق تلك العدالة التي تبحث عنها كل سيدة في كافة أنواع المجتمعات التي تسلب منها هذا الحق، فيما يلي سوف نعرض العوامل التي يتم على أساسها تحقيق المساواة بين المرأة الرجل في العمل، وهي:

1- المرونة في مواعيد العمل

في بعض المجالات يستغل أصحاب العمل حاجة المرأة وبالتالي يقدمون أجور أقل من التي يتم تقديمها للرجال، وذلك مُقابل توفير المرونة الزمنية، والتي تُمثل الخيار الأفضل للمرأة، أي أنها يكون من الأفضل لها العمل لعدد ساعات قليلة تتناسب مع طبيعة عيشها وحياتها وظروفها مقابل أخذ راتب أقل من الرجل.

هُنا وعلى الرغم أنها تبدو للبعض استغلال للمرأة، إلا أنها تسمى على الجانب الآخر مرونة زمنية، تستطيع المرأة من خلالها التوفيق بين العمل وحياتها الشخصية، وفي الوقت نفسه تحصل على الأجر الذي يتناسب مع حاجتها فهي من تستطيع اتخاذ القرار بذلك.

تعرفي أيضًا على: لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة

2- التدريب الإداري

من بين الأعمال التي يتم بها استبعاد المرأة من إشغالها منصب المدير، وذلك وفقًا للظروف التي تمنعها من التواجد في مكان العمل طوال الوقت، والتي تتمثل في التغيب لأيام طويلة عن العمل، وهذا ما يجعل النسبة الأكبر من الالتحاق بوظيفة المدير الإداري خاصة بالرجال.

لكنه قرار خاطئ، فيجب تدريب كافة المرشحين للالتحاق بتلك الوظيفة سواءً كانوا من الرجال أو السيدات، ومن ثم يتم اختيار الأكفأ منهم، وذلك التدريب يكون إعطاء تدريبات إدارية للموظفين وبنهاءً على الكفاءة يتم تحديد الأكفأ لتلك الوظيفة.

3- قائمة بمواعيد العمل المتبادلة

من الهام أن يتوافر في مجال العمل قائمة يتم وفقًا لها تقسيم المواعيد وأيام العمل ووفقًا لذلك تتحقق المساواة بين الرجل والمرأة في طبيعة العمل، حيث يتم من خلالها مراعاة أن المرأة تقوم بأعمال أكثر من الرجل، مثل تربية الأطفال في المنزل.

ترتبط السيدات بمواعيد أكثر من الرجال والتي تربط بينها وبين أطفالها من أطباء واجتماعات خاصة بالمدارس وغيرها من الارتباطات الأخرى التي تحتاج بها المرأة بمرونة المواعيد، من النادر أن نجد من الأعمال ما يراعي مسؤولية المرأة الخارجية، ولكنه من الأشياء المهمة والتي يتم بها تنسيق المواعيد لما يتناسب معها، وهذا حق من حقوقها في العمل.

تعرفي أيضًا على: خاتمة عن المساواة بين الرجل والمرأة

4- الحد من المساواة والفصل وفقًا للظروف الحياتية

الجدير بالذكر أن كافة المديرين يضعون من قوانين العمل ما يساوي بين الرجل والمرأة سواء كان في المواعيد او ما غير ذلك من اشياء تتعارض معهم ومع ظروف حياتهم، وهو من النهج الخاطئ الذي يسير عليه المديرين.

لذا يُفضل أن يراعي المدير كافة الاختلافات بينهم، والتي من بينها حاجة الموظفة إلى بعض الاستثناءات في العمل التي تختلف عن الموظف الآخر، وهنا يجب على المدير الفصل وعدم رفض تلك الاستثناءات لمجرد أن الزميل الآخر لم يطلبها، ويعود الأمر هنا إلى مراجعة المدير إلى ضرورة حاجة المرأة إلى ذلك الاستثناء دون الخلط بينها وبين غيرها من زملاء العمل.

المساواة بين الرجل والمرأة في العمل يجب أن يكون النهج المًتبع في كافة الدول، فقط ما عليها سوى المحافظة على الشروط التي تُتيح لها مزاولة العمل بأريحية.