لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة

لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة؟ وما هو الفرق بينهما؟ إن الشريعة الإسلامية جعل الرجال قوامون على النساء في بعض الحقوق مثل: الميراث، لكن المقصود بمطالبة بعض الجمعيات النسائية بالمساواة بين الجنسين من حيث مفهوم إننا جميعًا بشر وأحرار في القرارات الخالية من العادات والتقاليد التي فرضتها المجتمعات، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتحدث بالتفصيل حول سؤال لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة

لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة؟

إن مناداة النساء بالمساواة بين الرجل والمرأة من الأمور التي خُدعت بها المرأة، حيث إنه في الطبيعي لا يمكن التساوي بين أي الأشخاص بشكل عام، وذلك لأن لو حدث هذا بالفعل لأصبح المهندس مثل عامل البناء، والطبيب مثل الممرض، ونجد أن موضوعنا اليوم هو الحديث عن لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة؟

حيث نجد أن من ينادون بهذه المساواة عليهم أن يقوموا بالمساواة في البداية بين الرجل والمرأة في الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، أو في مهام الرجال وهي حمل السلاح والخوض في الحروب، وما إلى ذلك من أشياء لا يمكن المساواة فيها على الإطلاق، وسوف نستعرض اليوم هذه الفوارق من خلال السطور التالية:

الدورة الشهرية

إن هذه الفترة تؤثر على قوى المرأة الذهنية، وهي تعد مشكلة صحية عند النساء، وقد أكد الطبيبان “جب هارد – فيشر”، أن المرأة أثناء فترة الطمث تتأثر قواها الذهنية كثيرًا، كما أن فترة الحمل أيضًا تؤثر بدورها على حالة المرأة النفسية، وتجعل مزاجها متقلب وعقلها شارد أغلب الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل في التفكير والتأمل لديهن.

من الجدير بالذكر أيضًا أنه عندما تم وضع الكونجرس الأمريكي مشروع للعمل على تعديل الدستور، حتى يتم كفالة المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل، التي قامت بالاعتراض عليها بعض الجمعيات والمؤسسات النسائية، ذلك لأن المساواة الكاملة سوف تتطلب ما يأتي:

  • إن المساواة بين المرأة والرجل يجعل المرأة ملزمة بالعمل، ولن تقدر على التفرغ والجلوس بالمنزل وقتما تشاء، الأمر الذي يجعل العمل من الأمور الإجبارية.
  • إن مساواة المرأة بالرجل تجعل القوانين تلغي إلزام الرجل بالنفقة، كما أنها تجعل للرجل أيضًا حق في النفقة من مال المرأة.
  • كما أنه في حال المساواة بين الرجل والمرأة سوف تنتج عنها إلغاء الامتيازات التي توضع للمرأة خصيصًا في السجون.
  • إن المساواة بين المرأة والرجل سوف تُلزم المرأة بالتجنيد بالجيش مثل الرجال تمامًا.

بعد ذلك تم إيقاف هذا القرار تبعًا للاعتراضات التي تقدمت من هذه المؤسسات النسائية، ولكن قامت المحكمة بالقضاء أنه من حق الولايات افتتاح المعاهد الخاصة بالفتيات، كما أنها قضت بحق النساء في العمل ساقيات في الحانات، الأمر الذي يشير إلى مدى التخبط الذين تعيش به المجتمعات في البلاد الأجنبية، الذي يخرجون عن الشريعة الإسلامية.

تعرفي أيضًا على: كتب عن المساواة بين الرجل والمرأة

ما هو الفرق بين العدل والمساواة؟

إن العدل والمساواة ليس لهم معنى واحد، حيث إن تطبيق العدل مع المرأة لا يعني مساواتها بالرجل من كافة الجوانب على الإطلاق، وهناك أوجه متعددة في الشريعة الإسلامية التي تحث على المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام، وذلك لأن هناك فارق بين الرجل والمرأة بالطبع في الإسلام بأغلب الأحكام التشريعية، ليس الذكر كالأنثى.

إن المساواة تعنى المماثلة، حيث نجد أنه معنى المساواة يوجد في قول الراغب الأصفهاني: ” قول الراغب الأصفهاني: المساواة المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل، يقال هذا الثوب مساوٍ لذلك الثوب، وهذا الدرهم مساو لذلك الدرهم وساويت هذا بهذا، أي: رفعته حتّى بلغ قدرَهُ ومَبْلَغَه، كما قال الله عز وجل: “حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ”، [الكهف: 69].

أما عن معنى العدل، فهو يعني الإنصاف في كل شيء وإعطاء كل ذي حقٍ حقه، ومن هذا التعريف يمكننا استنتاج الفرق بين المساواة والعدل؟ حيث يقال إن ممارسة العدل مع المرأة لا يعني المساواة التامة، فالمساواة هي رفع قيمة أحد الطرفين حتى يتساوى كلٍ منهما مع الآخر في كل شيء، ونجد أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يخلطون بين العدل والمساواة.

إن التساوي بين الرجل والمرأة من كافة الجوانب يعتبر ظلم قد يتعرض له أحد الطرفين، وهذا لأنه حتى يمكننا المساواة يجب أن يكون هناك تماثل بين الأطراف من كل الجوانب، وهذا لا يمكن أن يتواجد بين الرجل والمرأة، بسبب وجود فروق واضحة، وهذه الفروق تجعل المساواة من الأمور الظالمة لأحد الأطراف.

حيث إننا عند النظر إلى قضية المساواة بين الرجل والمرأة لعرفنا أن هناك ظلم كبير سوف يقع على المرأة، وذلك لأن هناك فروق واضحة بينها وبين الرجل، وذلك في قوله تعالى: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى [آل عمران:36]، وذلك لرؤية الإسلام أن المرأة سوف تُظلم إذا تم مساواتها بالرجل، وذلك لأنها سوف تتكلف بما لا تقدر على فعله لعدم مناسبته لخلقتها وطبيعتها التي خلقها الله –عز وجل- بها.

كما أن العدل هو أن يكون للرجل والمرأة خصائص تليق بكلٍ منهما وبما يتناسب مع قوة تحملهم وطبيعتهم، حيث قال الله –سبحانه وتعالى-: لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا”، [البقرة :286]، لهذا السبب نهانا الله –عز وجل- عن طلب المساواة بين الرجل، وذلك في قوله تعالى:

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا[النساء: 32].

كما أن قال الإمام ابن كثير –رحمة الله عليه- أيضًا بخصوص هذا الشأن ما يلي: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ“، المقصود هنا في الأمور الدينية والدنيوية، بالإضافة إلى أنه قد جاء عن السيدة أم سلمة -رضي الله عنها-: “يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث

المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام

استكمالًا للحديث عن إجابة سؤال لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة؟ نجد أن هناك بعض الأمور التي قامت الشريعة الإسلامية بالمساواة بين الرجل والمرأة فيها، ولكن هذه الأمر تقتضي المساواة، كما أن التفرقة بينهم في الإسلام كانت تبعًا لطبيعة كلٍ مهما، وسوف نستعرض الآن أوجه المساواة التي حددها الإسلام فيما يلي:

1- المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق المدنية

إن الشريعة الإسلامية قامت بالمساواة بين الجنسين في كافة الحقوق المدنية بجميع مستوياتها، مثل التعاقد وحقوق الملكية والبيع والشراء والهبة وحق توكيل الغير، حيث إن الإسلام أقر أن للمرأة شخصيتها التامة التي يمكن من خلالها أن تقوم بالتصرف في حالها كيفما ترغب، وهذا تبعًا للشريعة الإسلامية.

تعرفي أيضًا على: ميراث المرأة في الشريعة الإسلامية

2- التساوي بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية

إن الدين الإسلامي يساوي بين الرجل والمرأة في قيمتهما الإنسانية، حيث إنه –جل وعلا- خلق الجنسين من طينة واحدة، فنجد أنه لا يتواجد أي فارق بينهما من حيث الفطرة والأصل، ولا في القيمة أو الأهمية، حيث إن الله تعالى خلق المرأة كنفس من حقها التوافق مع النفس الأخرى، وهي خلقت لتتكامل مع روح أخرى، حيث قال الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا.

كما أقر الإسلام أن قيمة الرجل والمرأة لا تتقرر تبعًا لنوعهما، بل وفقًا لأعمالهما ولتقواهم، حيث قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ“، [الحجرات:13].

3- المساواة بين الرجل والمرأة في حق الانفصال

لقد قام الدين الإسلامي بالسماح للمرأة وجعلها قادرة على الانفصال عن زوجها، وذلك مثلما أعطى للرجل حق الانفصال عن زوجته، وهذا على الرغم من فرق الطريقة والأسلوب الذي يتم من خلاله الانفصال، فنجد أن المساواة هنا في الحق وليس في الطريقة، حيث تقدر المرأة على استعمال هذا الحق من خلال الخلع أما الرجل فيكون عن طريق الطلاق.

4- المساواة بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب

إن كل شخص في الشريعة الإسلامية مسؤول عما يقوم به من أعمال، والدليل على ذلك قوله تعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ”، [الطور:21]، كما جاء أيضًا في قوله عز وجل: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”، [النجم:39]، الأمر الذي يؤكد أن الله يجازي الرجل والمرأة على أعمالهما الصالحة دون وضع فروق بين الفاعل.

الدليل على هذا قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا“، [النساء :124].

تعرفي أيضًا على: الفرق بين حقوق المرأة والنسوية

الفروقات بين الرجل والمرأة في أحكام الشرعية الإسلامية

في إطار عرض إجابة سؤال لماذا لا يمكن المساواة بين الرجل والمرأة؟ سوف نتطرق إلى أبرز الفروقات التي أقرتها الشرعية الإسلامية في بعض الأحكام، وذلك لأن الله –عز وجل- هو الذي خلق الرجل والمرأة، وهو سبحانه الأعلم بطبيعية كلٍ منهما وقدرته وما هو أصلح لهما في كافة أمور الحياة.

لذا نجد أن أحكام الشرعية الإسلامية مبينة على هذا الأساس وعلى الاختلافات الطبيعية التي تقوم على التفرقة بينهما في بعض التكاليف التعبدية، والهدف من هذه الفروقات هو مراعاة المرأة والتخفيف عنها، وهذا من رحمة الله تعالى بها، وسوف نتعرف على الأمور التشريعية التي تخالف فيها المرأة الرجل من خلال الآتي:

  • الحيض والنفاس: إن الشريعة الإسلامية أسقطت عن المرأة أداء الصلاة والصيام خلال فترة الدورة الشهرية والنفاس، وهذا لدفع المشقة عنها، وبعض الأمور الأخرى التي في علم الله تعالى.
  • مخالفة عورة المرأة للرجل: في الإسلام نجد أن عورة المرأة تخالف عورة الرجل، حيث نجد أن بدنها كله عورة أمام الرجال الأجانب عنها، فليس عليها سوى إظهار الوجه والكفين فقط.
  • نفقة المرأة: من الحقوق التي شرعها الله تعالى على الرجل هو جعل المرأة لها حق النفقة على الرجل، وذلك لأن الدين الإسلامي أعفاها من كافة الأعباء التي تخص الحياة، والرجل هو المكلف بها، حيث إنه يجب عليه أن يوفر لها ما تحتاج إليه من مأكل ومشرب وكساء ومسكن، كما أنه المرأة المتزوجة وجب نفقتها على الزوج، وذلك في قوله تعالى: “وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ“.
  • كما أن المرأة إذا كانت غير متزوجة أو في فترة العدة، فإن النفقة الخاصة بها تكون واجبة على أوليائها.
  • جعل الله تعالى نصف الميراث فقط للمرأة، وذلك لما أقره الإسلام بأن الرجل هو المكلف بالإنفاق على الأسرة بالكامل، وهذا مهما كانت المرأة تمتلك، وذلك في قوله تعالى: “لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ“، وذلك لتحقيق العدل والتوازن في أعباء الرجل التي يتحملها.
  • شهادة المرأة تختلف عن شهادة الرجل: في الإسلام جعل شهادة امرأتين تعادل شهادة امرأة واحدة، وذلك في قول الله تعالى: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ”، هذا الأمر لأن طبيعة المرأة النفسية متقلبة، حيث نجد أن الإسلام جعل هذا الأمر للحيطة والضمان لا أكثر، وهذا لا يعيب المرأة أو قدرها.

إن الفروقات بين الرجل والمرأة وعدم المساواة بينهما أمرٍ لا يعيبها ولا ينتقص من قدرها، ولكن هو رحمةً من الله –جل وعلا- لمعرفته بطبيعة كلٍ منهما.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا