هل العطر يبطل الصيام
هل العطر يبطل الصيام؟ وما هي مفسدات الصوم؟ فما هي إلا مجرد أيام قليلة ويطل علينا شهر رمضان المعظم، وعلينا أن نكون على علم بكافة أحكامه وتشريعاته، حتى يمنّ الله عز وجل علينا بعظيم الأجر والثواب، ونخرج من ذلك الشهر وقد كان لنا الفوز العظيم بأن نكون من العتقاء من النار، لذا ومن خلال موقع إيزيس دعونا نتعرف على إجابات تلك الأسئلة عبر السطور التالية.
هل العطر يبطل الصيام؟
يعلم الله عز وجل أن أمر الصيام من شأنه أن يشق على المسلم، لذا فعندما فرضه جل في علاه جعله أيامًا معدودات، فقد قال جل في علاه فيما يخص الصوم في كتابه العزيز في سورة البقرة الآيات من 183 إلى 185:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ“.
لذا فعلى كل مسلم ومسلمة أن تُحسِن اِغتنام تلك الأيام القلائل، وأن تقضيها فيما يرضي الله عز وجل، لن يكون ذلك إلا من خلال التعرف على شعائر الله عز وجل فيما يخص الصيام، حتى لا يجد المؤمن أن صومه قد ضاع هباءً ولم ينل منه سوى الجوع والعطش.
فالبحث عن إجابة سؤال هل العطر يبطل الصيام؟ نجد أنه ليس من المفسدات كونه لا يصل إلى الجوف، لكن البخور من شأنه أن يكون عكس ذلك لتطاير الأبخرة منه ووصولها إلى الجوف عن طريق الأنف.
فيجوز للمسلم التطيب بالعطر واستنشاقه دون حرج، كون العطر لا يفسد الصوم، لكن على المرأة أن تعلم أن وضعها للعطر أمام المحارم لا شيء فيه، وهم من ذكرهم الله عز وجل في الآية الكريمة رقم 31 من سورة النور، حيث قال الله تعالى:
“وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
أما في حالة وضعها للعطر أمام غير المحارم، ففي تلك الحالة تشرع في أن تقوم بإثمًا عظيمًا، على الرغم من أنه لا يتسبب في فساد صومها كم رأينا في الجواب على سؤال هل العطر يبطل الصيام؟ إلا أنه من المؤكد أنه سيكون سببًا في انتقاص أجرها.
يرجع ذلك إلى أن وضع العطر سواء في نهار رمضان أو غيره من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كونه شبه من تقوم بذلك بمن وقعت في فاحشة الزنا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي موسى الأشعري: “إذا استعطرتِ المرأةُ فمرَّت على القومِ لِيجِدوا ريحَها فهي زانيةٌ” صحيح.
تعرفي أيضًا على: هل لمس رجل غريب يبطل الصيام
مبطلات الصيام
بعد أن تناولنا الجواب على سؤال هل العطر يبطل الصيام؟ كان من الضروري أن نتعرف على كل ما هو مفسد للصوم، حيث أتت تلك المبطلات على النحو التالي:
أولًا: تناول الأطعمة والمشروبات عن عمد
من تناول أي من الطعام أو الشراب خلال نهار شهر رمضان المعظم على أن يكون ناسيًا، فعليه في تلك الحالة أن يكمل صيامه وليعلم أنه صحيحًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ” صحيح رواه أبي هريرة.
أما إن كان ذلك في غير شهر رمضان المعظم، فعلى المسلم أن يعلم أنه قد فسد صومه، أما في حالة تناول الطعام والشراب عن عمد دون أن يكون هناك سببًا أو عذرًا يبيح للمسلم الإفطار، ففي تلك الحالة لن يكفر عن ذنبه صيام الدهر بأكمله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَن أَفطرَ يومًا من رمضانَ من غيرِ رُخصةٍ، ولا مَرضٍ؛ لَم يَقضِهِ صومُ الدهرِ كُلِّهِ، وإن صامَهُ” رواه أبو هريرة.
ثانيًا: ممارسة العلاقة الزوجية والاستمناء
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل بسورة البقرة الآية رقم 187: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”
أي أن الله عز وجل قد أجاز للمسلم أن يعاشر زوجته معاشرة الأزواج في ليالي الشهر الكريم بعيدًا عن وقت الصيام، فالصوم هو عدم تلبية رغبة البطن والفرج، على الرغم أنها أمور قد أجازها الله عز وجل، إلا أنها تكون إثمًا كبيرًا إن قام بها الرجل أو المرأة في نهار رمضان.
فإن وقع الرجل على امرأته في ذلك الوقت، يكون عليه التكفير عن ذلك الإثم، إما بعتق ربة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا، قالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقالَ: تَصَدَّقْ بهذا قالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَما بيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فأطْعِمْهُ أَهْلَكَ. [وفي رواية]: بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ وَهو الزِّنْبِيلُ وَلَمْ يَذْكُرْ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ” صحيح.
كذلك فالاستمناء أو ممارسة العادة السرية من الأمور التي تفسد الصوم، بخلاف أنها من المحرمات حتى وإن لم يرد نصًا صريحًا بذلك، فبالنظر إلى الحكم الديني في الجواب على سؤال هل العطر يفسد الصيام نجد أن الأمر يحتاج إلى الاستفسار وعرضه على رجال الدين للتأكد.
لكن في حالة العادة نجد أن القلب من شأنه أن يكون نافرًا من ذلك الفعل كونه خروجًا عن الفطرة التي خلق الله عليها الإنسان، لذا في تلك الحالة علينا أن نعود إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
“الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ” صحيح رواه النعمان بن البشير.
تعرفي أيضًا على: هل المكياج يبطل الصيام
ثالثًا: الحيض والنفاس
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معاذ بن جبل: “لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ، ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ: فما زاد على ذلك فهي مُستحاضةٌ، تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ، إلا أيامَ أقرائِها، ولا نفاسَ دون أسبوعَين، ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ يومًا، فإن رأتِ النُّفَساءُ الطهرَ دون الأربعِين صامَتْ وصلَّتْ، ولا يأتيها زوجُها إلا بعد الأربعِينَ“.
ففي كلتا الحالتين الحيض والنفاس يفسد صوم المرأة وعليها القضاء، كونها تعامل معاملة المريض الذي من شأنه أن يقضي في أيام أخرى كما جاء في آيات القرآن الكريم السابق ذكرها.
رابعًا: التقيؤ عن عمد
عندما يغلب القيء المرء ففي تلك الحالة لا يفسد صومه، أما إن وضع إصبعه في جوفه متعمدًا التقيؤ يبطل الصوم وعليه القضاء، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن ذرَعَه القيْءُ في شهْرِ رمضانَ، فلا يُفْطِرْ، ومَن تقيَّأَ أفطَرَ” رواه أبو هريرة.
تعرفي أيضًا على: هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام
بالنظر إلى جواب سؤال هل العطر يبطل الصيام؟ يتبين لنا أن ديننا دين اليسر الذي منّ الله به علينا، فلك الحمد يا ربنا على نعمة الإسلام.
تابعنا على جوجل نيوز