هل قصة فيلم طروادة حقيقية
هل قصة فيلم طروادة حقيقية؟ وهل ما عرض في الفيلم يعبر عن الواقع؟ تراودني تلك الأسئلة كثيرًا منذ أن شاهدت الفيلم للمرة الأولى، والتي تطلبت الكثير من البحث لمعرفة الأحداث الحقيقية ومدى إخلاص كاتب الفيلم لها في المعالجة.
هل قصة فيلم طروادة حقيقية
تعد ملحمة طروادة بالنسبة للغالبية في اليونان على مر التاريخ ليست مجرد أسطورة أو خرافة، فهي بمثابة لحظات تاريخية حاسمة، كما أن بعض المصادر التاريخية مثل هيرودوت وعالم الرياضيات والفلكي والجغرافي إراتوستينس قد أظهرت أن قدماء الإغريق افترضوا واقعية تلك الحرب.
- بالحديثة عن حقيقة قصة فيلم طروادة، يجب أن نعلم أن الإلياذة قد ذكرت أن صراعًا عظيمًا اشتعل في نهاية العصر البرونزي ودام لمدة تجاوزت العشر سنوات.
- قام هوميروس بوصف ملحمة طروادة بطريقة مذهلة في أبيات الإلياذة، فكانت الأحداث حية للغاية حتى أن العديد ممن سمعها يعتقد في حقيقة قصة فيلم طروادة.
- كانت مدينة طروادة مطمعًا للقوى العظمى القديمة؛ نظرًا لأنها كانت مدينة ثرية بالمعادن النفيسة وتقع في موقع هام في آسيا الصغرى.
- تمثلت القوى المتحاربة في الجيوش اليونانية بقيادة أجاممنون مقابل جيش الدفاع المكون من أبناء مدينة طروادة تحت قيادة أمير طروادة هيكتور ابن ملكها بريام.
- يقول هوميروس في الملحمة أن باريس ابن الملك بريام تمت دعوته للتحكيم بين الآلهة ومن تكون الأجمل؟ (أفروديت أو أثينا أو هيرا).
- قامت أفروديت بوعد الأمير باريس بن بريام بمنحه أجمل امرأة على الأرض كرشوة، وهي زوجة ملك أسبرطه مينيلوس هيلين، وهذا ما حدث بالفعل حيث قام الأمير باريس باختطافها عائدًا بها خلف أسوار طروادة.
- أطلق اليونانيون حملة عسكرية واسعة بقيادة أجاممنون ملك ميسينا شقيق ملك أسبرطة مينيلوس بهدف الاستطلاع واستعادة الأميرة المفقودة (هيلين).
- استعان أجمانيون بأخيل؛ نظرًا لقوته الأسطورية وقدراته القتالية الخارقة رغم الخلاف المحتدم بينهم، لكن أخيل وافق ليخلد اسمه في التاريخ وينال الأمجاد.
- قام الإغريق بقيادة أخيل بحصار مدينة طروادة لمدة تجاوزت العشرة أعوام جرت خلالها العديد من المعارك الملحمية الخالدة.
- بالحديث عن حقيقة قصة فيلم طروادة التي استلهم منها العديد من الفنانين أعمالهم الجاذبة للجماهير، لا يجب أن نغفل صراع أخيل مع هيكتور.
اقرأ أيضًا: قصة فيلم حصان الحرب
صراع أخيل مع هيكتور
جاءت رواية أحداث حرب طروادة في ملحمة الإلياذة ضمن قصيدة كتبت بعد خمسة قرون من الحرب المزعومة، لكن خلال عصر القرون وجدت جدالات مُطولة بين المؤرخين والعلماء حول شخصية هيكتور الغريم التقليدي لأخيل في الميثولوجيا الإغريقية، والذي قدم دورًا هامًا في ملحمة الإلياذة.
- يجب ألا نغفل الشخصية المقابلة له في الأحداث والتي كان الأسطورة أيضًا وهي شخصية هكتور.
- هيكتور هو أمير مدينة طروادة وقائدها ومتصدر صفوف جيشها في العديد من المعارك التي خاضتها، كما يعد هيكتور أكثر من تصدى للهجمات الإغريقية المتكررة.
- اشتهر هيكتور بالجمع بين الفروسية والحنكة العسكرية والسياسية والشجاعة المطلقة في المواجهات الحربية.
- كما أنه الابن الأكبر للملك بريام ملك طروادة، وولي عهده وأخو الأمير باريس الذي تسبب في كل تلك الحروب المدمرة.
- في إحدى المعارك التي هاجم فيها الإغريق شواطئ طروادة، قاد هيكتور قوات الدفاع عن المدينة، وقتل بتروكلوس ابن عم أخيل والذي سرق درعه وسيفه ليحارب بهما.
- بعد مقتل بتروكلوس على يد هيكتور اعتقادًا منه أنه أخيل غضب غضبًا شديدًا.
- قرر ألا يدفن ابن عمه حتى يأخذ بثأره، اندفع أخيل الغاضب للوصول إلى هيكتور، وبالرغم من الشجاعة التي عُرف بها هيكتور إلا أن الهلع قد تمكن منه بسبب الغضب في عيني أخيل.
- قرر هيكتور أخيرًا أن يواجه أخيل بمساعدة أخيه دوفيوس، لكن أثينا قامت بجعل دوفيوس غير مرئي.
- توسل هيكتور إلى أخيل أن يكرم جثته وألا يمثل بها، وأن يعيدها إلى أبيه لعمل إجراءات الجنازة الملائمة.
- كان أخيل في حالة ثورة جنونية ورفض التفاوض مع هيكتور وباغته برمي الحربة، لكن هيكتور تمكن من تفاديها ساعدت آثينا أخيل بإعادة الحربة إلى يده.
- بعد اليأس من قوة وغضب أخيل قرر هيكتور أن يسقط بشجاعة في ساحة القتال؛ طامحًا في أن التاريخ سوف يذكر شجاعته إلى الأبد وبدأ في تحدي أخيل.
- لاحظ أخيل شرخ غير ملحوظ في درع هيكتور في منطقة الرقبة فقام بطعنه من خلالها برمحه ليسقط هيكتور.
- أثناء موت هيكتور البطيء توعد بأن باريس وأبولو سوف يأخذون بالثأر.
موت أمير طروادة على يد أخيل
- قام أخيل بتنفيذ وعده وقام بالتمثيل بجثة هيكتور، فقام باستخدام حبل أجاكس في ربط أقدام جثة هيكتور في عربته الحربية.
- لم يكتفي بذلك فحسب بل بدأ بالدوران بالعربة جارًا جثة أمير طروادة حول أسوار مدينته الباكية أمام أعين سكانها، كما قام أخيل باصطحاب الجثة إلى معسكر الإغريق.
- حتى أتته الآلهة تطلب منه تكريم الجثة وتسليمها إلى بريام الذي لا يكف عن رثاء ولده، عرف بأن أخيل سيسلمه الجثة ذهب إلى معسكر الإغريق حيث استلم الجثة من أخيل، وعاد ليقيم له مراسم الدفن اللائقة.
- حزنت مدينة طروادة بأسرها على البطل هيكتور بما فيهم هيلين على الرغم من أنها ليست من طروادة، وأنها من الأسباب الأساسية لحدوث كل ذلك.
- كانت قيمة هيكتور عند أهل طروادة أنه قدم حياته في سبيل حماية وطنه وظل خالدًا في ذاكرتهم على أنه الأمير مروض الخيول.
خدعة حصان طروادة
بعد صراع دام قرابة العقد بين الإغريق وسكان طروادة؛ طمعًا في دخول المدينة والظفر بثرواتها والاستحواذ على مستعمرة جديدة للإغريق بموقع استراتيجي في آسيا الصغرى، وبعد الصمود المُطلق من جيش طروادة وسكانها تحت الحصار لجأ الإغريق إلى حيلة الحصان لدخول المدينة.
- حيث قاموا بصنع حصان خشبي ضخم كهدية لسكان طروادة ورمز للسلام وانتهاء الحرب تم إنشائه تحت مباركة إبيوس في ثلاثة أيام.
- تمثلت الحيلة في ملؤه من الداخل بأفضل محاربين اليونان؛ حتى يخرجوا للقتال بقيادة أوديسيوس في اللحظة المناسبة.
- بينما ينتظر باقي أفراد الجيش خارج أسوار المدينة الحصينة حتى يؤذن لهم بالدخول وقام أحد جواسيس الجيش اليوناني اسمه سينون بإقناع ملك طروادة بريام بقبول الهدية وعرض السلام.
- قامت طروادة بتلقي الهدية برغم تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى قام كل من هيلين وديفوبوس بفحص الهدية ليأمر ملك بريام بإدخالها في النهاية وسط احتفال كبير.
- ما لبث أن خيم الليل على المدينة حتى خرج الجنود من داخل الحصان، بينما كان السكان في حالة سكر إثر الاحتفال.
- قام من كان داخل المدينة من الجيش الإغريقي بفتح البوابات ليهجم باقي الجيش منتهزين الفرصة المنتظرة منذ عشرة أعوام.
- فما كان من الجيش المحتل إلا أن بدأ في النهب والقتل دون رحمة ويروى في الملحمة أن جميع من في طروادة من رجال قد تم قتله وتم أسر جميع النساء والأطفال كعبيد.
- تم قتل أخيل على يد باريس حيث أصابه بسهم في عقبه الذي يشتهر بأنه نقطة ضعف أخيل ليخر صريعًا، وتنتهي بذلك ملحمة طروادة الأسطورة.
مراجعة فيلم طروادة
في عام 2004 صور المخرج ولفجانج بيترسين ملحمة الإلياذة في عمل سينمائي جذب العديد من عشاق الأفلام الأسطورية والحربية، واستطاع الفيلم جذب الأنظار عالميًا نظرًا للتقنية العالية المستخدمة في هذا العصر، والشعبية العالية التي يتمتع بها أبطاله خاصةً براد بيت الذي جسد شخصية أخيل.
- معالجة الملحمة كان متوازنًا بين الواقعية واستلهام روح الأساطير الإغريقية لتقديم عمل اسطوري بطريقة تناسب متطلبات سوق السينما في مطلع الألفية الثالثة.
- تناول الفيلم الملحمة بشكل واقعي ومعاصر دون التوغل في الميثولوجيا الإغريقية.
- بما أن بطل الفيلم هو أخيل كان الفيلم متحيزًا له بشكل كبير على الرغم من تعرية عيوب شخصيته من غرور وعدم الانتماء إلا لمصالحه الشخصية والعائلية.
- الإنتاج كان ثريًا واستطاع بناء مواقع تصوير واقعية ومقنعة للمشاهد بشكل كبير؛ حتى أنك تشعر بالسفر عبر الزمن إلى الماضي في كثير من المشاهد.
- الأداء الحركي كان رائعًا من الجميع والتجسيد التعبيري كان معبرًا عن انفعالات ودوافع كل شخصية.
- استخدم الموسيقار جيمس هورنر النحيب في الجنائز اليونانية مع صوت طبول الحرب؛ لتقديم تجربة صوتية فريدة لا تزال راسخة في أذهان كل من شاهد الفيلم حتى الآن.
بعد بيان هل قصة فيلم طروادة حقيقية أم لا؟ نكتشف في النهاية أن تلك الملحمة الأسطورية بلا شك كان لها تأثير كبير على التراث اليوناني، بل وعلى كل من شاهد الفيلم.
تابعنا على جوجل نيوز