أسباب الطلاق في المجتمعات العربية
أسباب الطلاق في المجتمعات العربية تنتشر بشكل بالغ وخطير، فإن الطلاق لا يؤثر فقط على أسرة واحدة بل هي سلسلة من الآثار السلبية التي تصيب جسد المجتمعات العربية، لذا يجب معرفة تلك الأسباب لتجنب الوقوع بها، كما يجب معرفة كيف يمكن التصدي لتلك الأزمة.
أسباب الطلاق في المجتمعات العربية
1- ظروف المعيشة
تقع ظروف المعيشة على رأس قائمة الأسباب التي تتسبب في انتشار الطلاق، الضغط الاقتصادي الواقع على كاهل رب الأسرة الذي هو الزوج وشريكته في الحياة التي هي الزوجة تخلق نوع من اليأس، عدم القدرة على مواكبة متطلبات الحياة العديدة تتسبب في الشعور بعدم القدرة على إتمام حياة زوجية مستقرة مما يدفع الزوجة لطلب الطلاق.
2- شعور الزوج بالندية
الزواج هو العلاقة المقدسة التي تنجح عند التزام كل طرف فيها بدوره، عند اختفاء هذا المبدأ تظهر الندية والعناد بين الزوجين الذي يؤدي لتتفاقم الأزمات لا حلها مما يجعل الحياة الزوجية مضطربة بشكل كبير مما يجعل الطلاق هو الطريق الوحيد أمام الزوجين للتخلص من التوتر في تلك الحياة، تلك الندية التي انتشرت في العلاقات بسبب انتشار عدد من المفاهيم الخاطئة الخاصة بالمرأة أو الرجل.
3- غياب لغة الحوار
الحوار هو الوسيلة الأولى للتواصل بين الأزواج وعندما تغيب تلك اللغة ينشأ ما يعرف بالخرس الزوجي، كما تتواجد فجوة بين الزوج والزوجة التي بدورها تجعل الحياة مستحيلة، فكيف يمكن للمرء أن يعيش دون تفاهم أو نقاش؟ لهذا يلجأ العديد من الأزواج للطلاق دون الالتفات لحل الأزمة المتسببة به.
4- غياب قيم الزواج الأساسية
الزواج في ماهيته هو العلاقة التي تتسم بقيم الحب والمودة والتراحم بين أطرافها، الزواج هو السكن لكل من الزوج والزوجة وبسبب تلاشي تلك القيم من منظومة الزواج تصبح العلاقة جافة مليئة بالتوتر والأزمات وعدم الثقة في الطرف الآخر مما يجعل الطلاق هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الجفاف والتوتر.
5- العنف الأسري
تعاني العديد من النساء من العنف الأسري بأشكاله سواء كان جسدي أو نفسي مما يجعلها ساعية في الحصول على الخلاص من تلك العلاقة السامة بالطلاق.
6- وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي من أهم العوامل في قائمة أسباب الطلاق في المجتمعات العربية، عملت وسائل التواصل الاجتماعي على زيادة حالات الخرس الزوجي فكل من الزوجين منشغل بعالمه الافتراضي.
علاوة على ذلك قامت برفع التوقعات عند الشباب والفتيات فأصبح الشاب يريد الحياة المثالية والفتاة فائقة الجمال أصبحت الفتيات تريد الحياة الراغدة المنعمة، ولكن عند النزول لأرض الواقع تختفي تلك التوقعات مما يخلق شعور بكره الزوج أو الزوجة للآخر.
7- عدم التكافؤ
التكافؤ المادي والاجتماعي بين الزوجين هو أمر هام وغيابه يتسبب في ظهور النظرة الدونية لأحد الزوجين مما يجعل الحياة بينهم مستحيلة، كما أنه يخلق نوع من الحقد والانشغال بإذابة هذا الفارق لا الانشغال بكيفية إنجاح الزواج مما يجعل الطلاق هو النهاية المنطقية.
8- التدخلات الخارجية
عند وقوع الأزمات بين الزوج والزوجة يجب عليهم أن يقوموا بحلها دون أي تدخل من الأهل أو الأصدقاء، تلك التدخلات تساهم في رفع نسبة سوء الفهم مما يجعل الأزمات متراكمة لا محلولة وبزيادة الأزمات يصبح الطلاق هو النهاية.
اقرأ أيضًا: قصص ندم بعد الطلاق.. الانفصال ليس الحل الأمثل
9- التنصل من المسؤولية
الزوج والزوجة تقع على عاتقهم مسؤوليات تجاه الزواج، فالرجل هو السند المادي ورب الأسرة القدوة الأولى لأبنائه وركن الأمان لزوجته، والزوجة هي الأم الفاضلة التي تزرع القيم الهامة بعقول أطفالها والمنزل هو مسؤولياتها الأول، عند غياب تلك الأدوار وترك المسؤوليات جميعها على عاتق طرف واحد لن يصبح هناك وقت طويل حتى يزهد هذا الطرف العلاقة برمتها ويتركها بالطلاق وتفكك الأسرة كاملة.
10- الخيانة أو تعدد الزواج
الخيانة عندما تصدر من الزوج لا تقبل بها الزوجة وسيكون مطلبها الأول هو الطلاق، فزيادة معدلات الخيانة في الوطن العربي تتناسب طرديًا مع ارتفاع معدلات الطلاق.
كما تعتبر بعض الزوجات أن الزواج الثاني هو شكل مقنن من الخيانة فلا تستطيع الاستمرار في الحياة الزوجية بعد حدوثه، كما أن هناك بعض الأزواج الذين لا يستطيعون التوفيق بين زوجاته مما يخلق نوع من الأزمات التي تنتهي بالطلاق مما يجعل الزواج الثاني أيضًا في علاقة طردية مع نسبة الطلاق في المجتمعات العربية.
11- عدم التوافق في العلاقة الزوجية
العلاقة الحميمة هي أحد الأركان الهامة في الزواج، عند عدم رضاء طرف عن تلك العلاقة يخلق هذا نوع من التوتر الذي يجعل المشكلات تظهر بشكل أسرع ويصبح حلها شبه مستحيل مما يجعله من أهم أسباب الطلاق في المجتمعات العربية بسبب غياب الثقافة الجنسية.
معدلات الطلاق في المجتمعات العربية
ارتفعت معدلات الطلاق ونسبته في المجتمعات العربية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تفاقم أسباب الطلاق وفي التالي جدول يضم المراكز الأولى في نسبة الطلاق على مستوى الدول العربية.
الدولة | نسبة الطلاق من إجمالي الزيجات | الترتيب |
الكويت | 48% | الأول |
جمهورية مصر العربية | 42% | الثاني |
الأردن | 37.2% | الثالث |
قطر | 37% | الرابع |
لبنان | 34% | الخامس |
الإمارات العربية المتحدة | 34% | الخامس |
السودان | 30% | السادس |
العراق | 22.7% | السابع |
المملكة العربية السعودية | 21.5% | الثامن |
طرق التصدي لأزمة الطلاق في المجتمعات العربية
أوجدت الدول العربية حلول للحد من أزمة الطلاق المتفاقمة بعدد من الوسائل التي أثبتت نجاحها المبدئي مما يبشر بقلة نسبة الطلاق في المجتمعات العربية في المستقبل.
- إلزام الزوجين بحضور دورات عن قيم الزواج وطرق إنجاحه.
- مشروعات الضمان الاجتماعي التي تساعد الأسر في التصدي للأزمات الاقتصادية.
- قوانين عادلة تلزم الطرفين بعدم التأثير على الأبناء.
آثار الطلاق السلبية على المجتمعات العربية
هناك العديد من الآثار السلبية على الواقعة على مجتمعات العربية بسبب زيادة معدلات الطلاق وتفاقم نسبة التفكك الأسري، تلك الآثار التي يمكن أن تدمر دول كاملة مجتمعيًا مما يجعلها في خطر الإطاحة بها من خارطة العالم دون مبالغة.
- زيادة معدلات الجرائم.
- زيادة نسبة التشرد وظهور أطفال الشوارع.
- الخوف من الارتباط مرة أخرى مما يساهم في غياب قيم الأسرة العربية واندثارها.
- قلة معدلات التحصيل الأكاديمي للأطفال الناشئين في كنف أب وأم مطلقين.
- زيادة نسبة الاكتئاب.
- انتشار ثقافة الوحدة.
- زيادة معدل التسرب من التعليم.
- انخفاض معدل الإنتاج.
دور المؤسسات في التوعية عن الطلاق
المؤسسات المختلفة في الدول العربية لها دور هام في التوعية ضد مخاطر الطلاق وتعريف المجتمع بأهمية الأسرة والزواج السليم وفي التالي ذكر لبعض الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها.
- وضع مناهج تعليمية توضح قيم الأسرة السليمة.
- برامج إذاعية وتلفزيونية تساهم في نشر خطر الطلاق وتأثيره على المجتمع.
- تثقيف الشباب المقبل على الزواج عن طريق منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
- وضع قوانين تعاقب الأهل المتسببين في إلحاق الضر بالأبناء أيًا كانت صورته.
- وضع قوانين رادعة ضد العنف الأسري.
- الاهتمام بوثائق الطلاق لضمان حقوق الزوجين والتوعية على كيفية الحصول عليها.
أسباب الطلاق في المجتمعات العربية في تزايد مستمر كما أنها متعددة لهذا يجب على الشباب المقبل على الزواج عدم اتخاذ تلك الخطوة دون ثقة، وعلى الدول العربية أن تزيد من جهودها في التصدي لتلك الأزمة.
تابعنا على جوجل نيوز