المرأة في مجتمعاتنا العربية.. رحلة معاناة ومشقة

معاناة المرأة في المجتمع العربي تؤثر على كافة أطيافه، المرأة هي كل المجتمع لا نصفه هي الأم والزوجة والمربية التي تعد النشء القوي الصلب القادر على النهوض بأمته، ومعاناتها في المجتمعات الشرقية تقوم في أساسها على تجريدها من صفتها الإنسانية التي كرمها بها الله، ويتضح ذلك جليًا عبر موقع إيزيس.

معاناة المرأة في المجتمع العربي

غالبًا ما يُنظر إلى العالم العربي على أنه مكان لا يقدم الكثير من الحقوق للمرأة، ولكن برزت محنة المرأة العربية الحقيقية في السنوات الأخيرة بسبب افتقارها إلى الحماية القانونية والاجتماعية، تلك التي تمكنها من الشعور بالأمان ضد العديد من جرائم العنف وتخرجها من قالب النظرة المتدنية.

علاوةً على أن الافتقار إلى التعليم والرعاية الصحية من القضايا الرئيسية التي ساهمت في خلق أزمة المرأة في مجتمعاتنا العربية، فالتعليم في بعض الثقافات العربية يُعد عيب مشين يخجل منه الأب الذي سمح لابنته بتلقي تعليمها.. وذلك لا يُمثل إلا القليل من معاناة المرأة العربية في المجتمع العربي.

1- التعرض للعنف

العنف ضد المرأة في المجتمع العربي ينتشر بشكل كبير إما بسبب ثقافة الوصاية الأبوية التي تجعل الضرب والاعتداء من أسس التربية السليمة، أو التعرض للعنف النفسي الذي يُوقع على المرأة من ابتزاز عاطفي أو جسدي أو جنسي.

يكون العنف في أبهى صوره متمثلًا في زواج القاصرات والتعرض للتحرش والاغتصاب، تلك الصور من العنف تجعل مجتمعاتنا العربية ملاذ غير آمن للمرأة.

تعرفي أيضًا على: اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

2- التمييز على أساس الجنس

ذلك يحرم العديد من النساء من فرص عمل ومناصب مرموقة ومساهمات يُمكن أن تُغير الحياة العملية للمرأة بشكل كامل، حيث يقوم عدد كبير من أصحاب الأعمال والشركات بتوظيف الرجال لا بسبب المهارة بل بسبب كونهم رجال.

ذلك التميز يجعل المجتمع فاقد لعدد من الكوادر الهامة في مُختلف المجالات، كوادر متميزة يمكن أن تساهم في تطور أوطانها إذا ما أتيحت لهن الفرصة المناسبة الملائمة لقدراتهن.

3- المواقف التقليدية تجاه أدوار الجنسين

يضع المجتمع عدد من الصور النمطية حول صفات المرأة والرجل، تلك الصور النمطية التي تخص المرأة بالتحديد تجعلها مُلزمة في عين المجتمع بمجموعة من التصرفات، التي تنم عن الدونية في حال الإخلال بها.

يلزم المجتمع المرأة أن تتصف بالهدوء والرقة، لذا عند تعرضها لأحد مظاهر العنف وحاولت أن تتصرف بحديّة دفاعًا عن نفسها يرمقها المجتمع ويرفض ردود أفعالها.

كما يرى بعض الأفراد في المجتمع العربي أن دور المرأة أن تلزم البيت دون تعليم أو عمل مناسب لطبيعة أسرتها، وإن استطاعت أن تنظم حياتها بشكل مناسب وخرجت لإتمام الدراسة أو لإيجاد عمل تنهال عليها اتهامات الإهمال والتنصل من المسؤولية.

ذلك ما حرم الدول العربية من نساء نابغات في العلوم المختلفة، وظهر فيه معاناة المرأة العربية في المجتمع العربي، وذلك نتيجة توزيع الأدوار النمطية بشكل عقيم بين المرأة والرجل، التي بدورها لا تتناسب مع طبيعة العصر الحالي.

4- القوانين واللوائح الظالمة

العديد من القوانين التي تساهم بشكل كبير في ضياع حقوق المرأة بل تُقصر في حمايتها، تلك القوانين هي المتعلقة بما يسمى (قضايا الشرف)، التي تمنح الآباء والأزواج والأخوة الحق في انتهاك حقوق النساء دون وجه حق، علاوةً على استغلال ذلك لتحقيق مصالح شخصية.

لا تقتصر القوانين التي تهتك المرأة في المجتمعات العربية على قانون قضايا الشرف، بل على القوانين السياسية.. فعدد مقاعد المرأة في البرلمان 10 مقاعد فقط.

ففي مِصر لا يتجاوز وجود المرأة نسبة 30% من أعضاء البرلمان، أما هُناك بعض دول الخليج التي تنعدم المشاركات السياسية النسائية فيها، ونسبة وجود المرأة في البرلمان لا تتجاوز 18%

تعرفي أيضًا على: هل تسقط حضانة الأم إذا تزوجت في القانون السعودي

أشكال الحد من معاناة المرأة العربية

في ظل إلقاء الضوء على بعض الأشكال التي تُمثل معاناة المرأة في المجتمع العربي، جاءت طُرق يُمكن أن تحد من هذه المعاناة، علاوةً على المساعدة بشكل جذري في منح المرأة كامل حقوقها.

  • قوانين ردع العنف.
  • توفير الفرص في مجال العمل والسياسة.
  • نشر الوعي عن خطورة التمييز الجنسي.
  • مبادرات توعوية عن دور المرأة في المجتمع العربي.

تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

نساء برزت في المجتمع العربي رغم التحديات

تُشكل عِدة نساء نماذج العربيات الناجحات، فنّ مصدر إلهام للفتيات والنساء في المنطقة العربية، ومن خلال نجاحاتهنّ تمثّل أن الإصرار والعمل الجاد وسيلة يُمكنها التغلب على عقاب المجتمع العربي.

1- زُها حديد

المهندسة العراقية التي صنعت العديد من الصروح التي أبهرت العالم، استطاعت أن تصل لقمة مجدها بالرغم من تعرضها للإحباط في بلدها الأم، كانت هي المرأة العربية الأولى التي تتولى إنشاء متحف أمريكي عندما انتهت من إنشاء مبنى (مركز رونتال للفن المعاصر).

لم تتوقف إنجازات زها حديد عند هذا الحد، بل إنها قامت بتصميم المتحف القومي للفنون بروما، الذي نالت عنه جائزة سترلنج عام 2010، كما أنها أول امرأة حاصلة على جائزة برتزكر للهندسة المعمارية عام 2004 بل وكانت أصغر الحاصلين عليها على مدار تاريخ الجائزة.

2- رضا الطبولي

هي النسوية الليبية التي تناضل لتنال المرأة العربية حقوقها في المساواة بينها وبين الرجل، أسهمت في تأسيس منظمة (معًا نبنيها) لجعل المرأة الليبية مُشاركة في أمور بلادها، كان لها دور في مخاطبة المنظمات الحقوقية العالمية حول حقوق المرأة العربية.

3- هيفاء سديري

المرأة التونسية التي أسست منصة غير ربحية باسم (Enter & Cruch) تساعد رائدات الأعمال من الوطن العربي في البدء بتمويل مشروعاتهن عن طريق إيصالهن بالمستثمرين والمتبرعين، تلك المنصة التي تأسست على مبدأ المساواة والرغبة في تحقيقها.

4- سماح سبيع

محامية يمنية تعمل بجد منذ اندلاع الحرب في بلادها اليمن عام 2015، ذلك العمل تكرسه سماح في توفير الدعم القانوني لأهالي المعتقلين السياسيين والمختفيين قسرًا وضحايا التعذيب، كما أنها خاطبت منظمات حقوق الإنسان ونجحت في فك احتجاز العديد منهم كما أنها تطرقت لحقوق الطفل.

5- العنود الشارخ

واحدة من مؤسسات حملة إلغاء المادة 153 في القانون الكويتي، تلك الحملة التي تُنادي بإلغاء ما يسمى بجرائم الشرف، الكويتية العنود الشارخ تعمل أيضًا مع عدد من المؤسسات الدفاع عن حقوق المرأة في المساواة، كما أنها أول كويتية تحصل على وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي لدفاعها عن حقوق المرأة.

6- رنا القليوبي

رائدة الأعمال المصرية المختصة بالذكاء العاطفي الصناعي، قامت بتطوير برنامج لفهم المشاعر عن طريق تحليل تعابير الوجه الظاهرة في الكاميرا، حصلت على درجة الدكتوراه في مجالها من جامعة كامبريدج، كما حصلت على شهادة من معهد ماساتشوستس التكنولوجي، في ضوء معاناتها لتحقيق مشروعها.. تتبني رنا الدفاع عن فكرة توفير الفرص العملية المختلفة أمام النساء في المجتمعات العربية.

معاناة المرأة في المجتمع العربي تنتج من التمسك بقديم الفكر ووجهات النظر، وللحد من ذلك يجب التكاتف للتخلص من هذه العراقيل والمعوقات.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة