هل تسقط حضانة الأم إذا تزوجت في القانون السعودي؟ وما شروط الحضانة المقررة؟

بعد الطلاق تبدأ المُطلقة في مُعاناة الحصول على النفقة وحضانة الأولاد، لكن مادام الأولاد في سن صغير فتكون الحضانة من حقِها، إلا أن ثمَّة حالات تُسقط عنها الحضانة، هل الزواج منها؟ هذا ما يوضحه موقع إيزيس تفصيليًا.

هل تسقط حضانة الأم إذا تزوجت في القانون السعودي؟

من الحقوق التي يكفلها القانون للطفل ويُلزم بها الآباء على هيئة واجبات هي حق اتخاذ القرار بالنيابة عن الطفل، حق الطفل في الرعاية، الحق الشرعي للأبناء ومن هُم تحت الوصاية القانونية بتلقي الدعم على كافة الأصعدة المادية والمعنوية، مع العلم أن الحضانة في تاريخنا العربي والإسلامي من القوانين التي نصها الشرع مُنذ قرون، وهو النظام التي تستند إليه كافة المحاكم والدساتير العربية في المقام الأول.

مع وضع تغييرات ناتجة عن اختلاف الأوضاع بشكلٍ عام من بلدٍ آخر مثلما قامت السعودية عندما نصت على قانون الحضانة الذي خضع للعديد من التغييرات والتحديثات، وهو أبرز القوانين العربية التي تستند للشريعة الإسلامية بشكلٍ كبير فيما يخص الطفولة والأمومة، ولكن إذا تزوجت الأم، تسقط الحضانة أم لا؟

ينص قانون المملكة لرؤية الطفل وحضانته أن حق الحضانة يُسلب من الأم فور زواجها؛ لكون الوصاية القانونية في حال زواجها غالبًا ما تكون للزوج، وحفاظًا على الأبناء ينتقل حق الحضانة بشكل تلقائي إلى الأب، مع العلم أن هُناك استثناءات لا تُسقط الحضانة عن الأُم حال زواجها ألا وهي:

  • موافقة زوجها السابق على حضانتها لأبنائهما بعد الزواج في بيت الزوج الجديد لا تُسقط حاضنة الأُم إذا تزوجت في القانون السعودي.
  • موافقة الرجل الذي تزوجت منه على حضانة الأبناء لا تُسقط عن الأم الحضانة.
  • ثبات فسوق الأب وكونه لا يصلح لرعاية الأبناء يُبقي الأبناء في حضانة أُمهم.

تعرفي أيضًا على: قانون حضانة الأطفال بعد زواج الأم

شروط الحضانة وموانعها

يتمحور قانون الحضانة حول رعاية الطفل وتقديم الدعم له ليعيش حياة خالية من النزاعات والصعاب التي لا دخل له فيها، وما يزيد على القانون الرئيسي في دستور ولوائح كُل دولة هي فكرة الشروط والموانع، فوفقًا للقرارات والمبادئ التي نص عليها القانون السعودي هُناك بعض الشروط والموانع التي تسري على كُل من الرجال والنساء على حدٍ سواء دون استثناءات:

1- شرط الإسلام

في السعودية يُعد كون الحاضن مُسلمًا للأبناء والأطفال السعوديين أمرًا لا نقاش فيه ولا مساس به، فمن غير المقبول أن تولى حضانة المُسلمين للأطفال لمن هُم على غير دينه، ولا حضانة لكافر على مُسلم، كما أن بعض المحاكم توصي بضرورة تديُن الحاضن، ما يعني أن كونه مُسلمًا فقط قد لا يكفي.

2- رجاحة العقل والبلوغ

من غير المنطقي أن يتم الاعتماد على من هُم دون سن البلوغ في رعاية الأطفال والاهتمام بهم بالإضافة إلى مُحاولة تربيتهم بشكلٍ سليمٍ ليكونوا نتاجًا سليمًا يعمل على إفادة المُجتمع، لذا فإن لا حضانة لقاصر.

كما أن رجاحة العقل وحُسن التفكير والإدراك أمرٌ لا غرابة في كونه مشروطًا، فلا يجوز لمُختلٍ، مجنونٍ أو معتوه أن يرعى طفلًا ويكون له الوصاية القانونية عليه، فغير العاقل في القانون فاقد للأهلية ولا يُمكن الاعتماد عليه، ويبتغي على صاحب العقل أن يكون راشدًا، فلا حضانةً لسفيه.

تعرفي أيضًا على: مقدار نفقة الأولاد بعد الطلاق في السعودية حددته وزارة العدل.. تعرف عليه!

3- شرط الحرية

من الضروري أن يكون الحاضن بجوار من يعمل على احتضانهم ورعايتهم، ما يعني أن فقدان الحاضن لحُريته نتيجة السجن أو إصدار حُكم قضائي ضده يُسقط بشكل فوري عنه حق الحضانة وينتقل بشكل تلقائي في حقها لمن دونه في تسلسل حقوق حضانة الأبناء.

مع العلم أن حضانة المرء للأبناء تمنعه من السفر خارج المملكة العربية السعودية حتى لا يختل شرط التواجد مع الأبناء، وفي بعض الحالات يتم الاتفاق بين الأبوين على الوصول إلى حلٍ وسط يضمن ترك المحضون رفقة الطرف الآخر أو مع جدودهم، مع العلم أنه لا يجوز للطفل السفر في حال ما انتقلت حضانته.

4- شرط الالتزام والثقة

هُناك العديد من النقاط التي تُثبت كون الحاضن محلًا للثقة من عدمها، ومن أبرز هذه النقاط هي ألا يكون خائنًا، فالخائن لا يؤتمن، وألا يكون فاسقًا مُرتكبًا للمعاصي كالزنا ومُتعاطيًا أو مُدمنًا لمُغيبات العقل مثل المُخدرات والخمر أو المشروبات الروحية، كما أن تجنب ارتكاب السلوكيات المُنافية للآداب العامة والشرع كالتحرش، السرقة وغيرها من الأمور تُعد من الشروط التي لا نقاش على ضروريتها، ومن باب الثقة يجب على الحاضن ألا يكون عنيفًا مع من يحتضنهم.

فمن الضروري التعامل بشكلٍ حسن بعيدًا عن الأذى البدني والنفسي الذي يُخل بقانون الحضانة الذي لا يُعد إلا قانونًا لحماية الأبناء، كما أن إخلال أيٍ من الأبوين بحق الآخر في رؤية الأبناء وفقًا لما نص عليه القانون يُسقط عن الحاضن حق الحضانة.

5- شرط القُدرة والأمان

تُعد القُدرة من الشروط الضرورية حتى لا يُمنع المرء من حق حضانة أبنائه سواء كان رجلًا أم سيدة، مع العلم أن القُدرة لا تقتصر على جانبٍ دونًا عن غيره، فمن الضروري أن يكون الحاضن قادرًا من الناحية البدنية، وذلك يعني أن كون الحاضن عاجزًا بدنيًا أو كبيرًا في السن يُسقط عنه هذا الحق ويمنعه منه.

كما أن القُدرة المادية واجبة، فمن غير الطبيعي أن يقوم غير المُقتدر ماديًا أو الفقير على حضانة الأبناء وعولهم، كما أن أمان المسكن الذي يسعى الحاضن لإسكان من يحتضنهم فيه شرطٌ لا مساس به، فلا حضانة لمن يقطن مكانًا غير آمن أو يكثر فيه الفساد والصراع، والجدير بالذكر أن القُدرة على مُتابعة الأبناء دراسيًا واجتماعيًا تُعد أمرًا ضروريًا، ففشل الأبناء في السياق الدراسي والتعليمي يجعل من حق الأبوين رفع دعوى لإسقاط الحضانة عن الحاضن بتُهمة الإهمال.

6- بلوغ الأبناء

وصول الأبناء إلى سن الرُشد والبلوغ يُسقط بشكل فوري الحق في الحضانة عن الأب والأم على حدٍ سواء، فللبالغ الرشيد الحق في الإقامة عند من شاء من أبويه فلا حضانة عليه، أما فيما يخص البنت البالغة فلها الحق أيضًا بشكلٍ مشروط، فمن الضروري الالتزام بالآداب والصيانة، ما يعني أن سفرها مثلًا مع زوج الأُم ممنوع لكونه مُحرم شرعًا دون وجود محرم معهما.

تعرفي أيضًا على: هل الشقة من حق الزوجة بعد الطلاق في السعودية؟ تعرفي على كافة حقوق المطلقة

7- الزواج من أجنبي عن المحضون

زواج الأم من رجلٍ غريبٍ عن أبنائها ممن تحتضنهم تتسبب في سقوط الحضانة وفقًا للقانون السعودي، إلا في حال ما كان هُناك استثناءات ذكرناها أعلاه مثل موافقة الزوج السابق.

مع العلم أن عدم وصول الزوجين لاتفاق واعتراض الزوج السابق على حضانة الأم المُتزوجة لأبنائه يتسبب في انتقال هذا الحق في الوصاية القانونية إلى الجدة أُم الأُم، فالترتيب الطبيعي لمن لهم حق في رعاية الأبناء وفقًا لما جاء في القانون السعودي في الحضانة يأتي كما يلي:

  • الأب والأم في حال ما كانا مُرتبطين.
  • الأُم في حالة الطلاق والفِراق.
  • للجدة من ناحية الأُم (أُم الأُم).
  • للأب.

في الكثير من الأحيان يكون الطلاق السبيل الأخير والوحيد لحل المُشكلات والنزاعات العائلية والأُسرية، ولكن في حال ما وقع بالفعل احرصي سيدتي على عدم فعل ما قد يُعرقل قانونيًا من حضانتك للأبناء، ففي هذه الفترة العُمرية يكونون في أمس الحاجة لكِ.

متى يتم تخيير الأبناء للحضانة؟

عندما يبلغون سن 15 عام، وهو سن الرُشد، يُرفع دعوى تخيير للطفل عمن يُفضل العيش معه.

هل البنت تخير بين الأم والأب؟

نعم، فقط بعد مرور سبعة أعوام من عُمرِها تُخير حول من تُفضل العيش معه.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا