لارتداء الخلخال ضوابط.. فهل يجوز أثناء الصلاة؟
إن الشريعة الإسلامية قد اعتنت بالمرأة المسلمة وحفظتها من كل ما يؤذيها، وأحاطتها بسور من الضوابط التي تجعلها في مأمن من كل سوء، كما أباحت لها كل ما يناسب فطرتها وطبيعتها، ومن خلال موقع إيزيس سنوضح رأي الدين في ارتداء الخلخال كزينة.
حكم ارتداء لبس الخلخال في الصلاة
لطالما حظيت المرأة في الإسلام بالعناية الكاملة والرعاية، فأباح الإسلام للمرأة أن تتزين وتتجمل بكل ما ترغب فيه من أنواع الزينة، إذ أن المرأة بطبيعتها مرتبطة بالزينة مجبولة عليها.
ما دامت المرأة المسلمة لا تبدي تلك الزينة لغير محارمها اللائي أباح الله لها التزين والتجمل أمامهم، وحافظت على الضابط الشرعي الذي بينه الله عز وجل لها؛ فلا حرج عليها، بناءً على ذلك فقد اتفق الفقهاء على أنه يجوز للمرأة لبس الخلخال في الصلاة، شريطة ألا تظهره لغير محارمها، فقد قال الله عز وجل في سورة النور:
“وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ..” (آية 31)
كما أنه لا فرق بين ما إذا كان هذا الخلخال ذهبًا أو فضة، فإنه يجوز للمرأة أن تصلي بخلخال من الذهب أو الفضة؛ لأنهما من الأمور الجائزة شريطة ألا يظهر لأجنبي عنها.
أما إن كانت المرأة تصلي خارج بيتها فإنه يتعين عليها أن تترك الزينة والتطيب، ولا يجوز لها لبس الخلخال ومن ثم لا يجوز لها الصلاة به، فهذا ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“لا تمنعُوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ، وليخرُجنَ تفِلاتٍ.”
ومعنى تفِلات: أي غير متبرجات بزينة ولا متطيبات.
تعرفي أيضًا على: حكم لبس الخمار المشجر
لبس الخلخال للزوج
إن الله عز وجل أباح للمرأة أن تبدي زينتها كاملة أمام محارمها، ومن ذلك الزوج فإنه يباح للمرأة أن تتزين وتتجمل لزوجها بكل ما تشاء من الزينة والحلي، بل إنّ هذا أمر ندب إليه الشرع وأثاب المرأة عليه، بناءً على ذلك فإنه يجوز للمرأة لبس الخلخال لزوجها، ويُستدل على ذلك بقول الله عز وجل في سورة النور:
“وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..”
فهذا الاستثناء يدل على إباحة الزينة للأصناف التي بينها الله عز وجل في الآية والتي منها الزوج.
تعرفي أيضًا على: حكم لبس لونين مختلفين
ضوابط لبس الخلخال
إن الزينة التي أباحها الله عز وجل للمرأة، قد أبيحت في ظروف معينة وبعدة ضوابط يجب على المرأة المسلمة أن تراعيها، ومن تلك الزينة لبس الخلخال، ولبس الخلخال لا بد أن يراعى فيه بعض الضوابط، وهي ما يلي:
- يجوز للمرأة لبس الخلخال في الصلاة؛ ما دامت تصلي في بيتها ولا يراها إلا محارمها فقط.
- أن كل ما جاز للمرأة لبسه، جاز لها أن تصلي به ما لم يخل بشروط صحة الصلاة.
- يجوز للمرأة لبس الخلخال ذهبًا كان أو فضة بشرط ألا تظهره أمام غير المحارم لها من الرجال.
تعرفي أيضًا على: حكم لبس اللون الأصفر للنساء
حكم لبس الخلخال بدون صوت
لا يجوز المرأة المسلمة لبس الخلخال الذي لديه صوت لغير محارمها، فإن ذلك من الأمور المحرمة التي نهانا الله عز وجل عنها فقد قال الله تعالى:
“وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ..”
بناءً على ذلك فإن لبس الخلخال بدون صوت جائز أمام المحارم قولًا واحدًا.. أمّا لبس الخلخال الذي لا يصدر صوتًا أمام الأجانب وإظهاره فقد اختلف فيه الفقهاء.
- قول الجمهور القائل بوجوب ستر الخلخال وعدم إظهاره لأن الساق التي هي محل لبسه؛ عورة يجب سترها عن غير المحارم.
- البعض أجاز إظهار الخلخال مع القدم، باعتبار أن الساق ليس بعورة كالوجه والكفين.
على المرأة المسلمة أن تُراعي دينها في كل أمور حياتها، فتفعل ما أباح الله لها فعله فتتزين وتتجمل فتكون نِعم الزوجة والأم والابنة، وتتجنب كل ما نهاها الله عنه.
تابعنا على جوجل نيوز