من ضوابط اللباس الشرعي للمرأة.. هل اللون الأصفر حرام؟

إن الإسلام كرّم المرأة ووقرّ من مكانتها، وشرّع لها الحجاب ليكون ساترًا وحافظًا لها من الزينة المُحللة لزوجها فقط، إلا أن الدارج في موضة العصر الملابس المُخالفة للشريعة، وغيرها مُتعددة الألوان.. لا سيما اللون الأصفر موضة الصيف، فهل فيه شُبهة مُخالفة للشريعة؟ دعينا نُعلمكِ بالأمر في موقع إيزيس.

حكم ارتداء ملابس باللون الأصفر للنساء

أمرنا الله بالتستر فألزمنا بارتداء اللباس الشرعي، والذي يتمثل في بعض المواصفات التي ذكرها النبي توضيحًا لنا ظاهر الآية المُتعلقة بالحجاب، فأمرنا بارتداء الملابس الواسعة التي لا تشف الجسم ولا تُحدده، ونهانا عن ارتداء الملابس المُلفتة، سواء من حيث الشكل أو اللون.

فهل يندرج اللون الأصفر تحتها؟ لم يرد نص في القُرآن الكريم أو السنة النبوية تمنع ارتداء هذا اللون، لذا لا بأس من ارتداء المرأة اللون الأصفر على الأغلب، فالأصل المأخوذ به في الأحكام الشرعية الإباحة إلا إذا دلّ نص صريح يُنافيها.

كما أن هُناك حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يؤيد عدم حُرمانية ارتدائه، فقد ورد في حديث أم خالد -رضي الله عنها:

(أَتَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع أبِي وعَلَيَّ قَمِيصٌ أصْفَرُ، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَنَهْ سَنَهْ – قَالَ عبدُ اللَّهِ: وهي بالحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ..).

تعرفي أيضًا على: حكم لبس اللون الوردي للنساء

حكم لبس الملون للنساء

نهى الإسلام عن التبرج وشدد في حُكمه، قال تعالى: “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ” (الأحزاب: 33) فنجد الكثير يحرمون ارتداء الملابس الملونة، فيكون حكم ارتداء الملابس ذات اللون الأصفر للنساء غير جائز ويجعلها في حكم المتبرجة، فهل يُعد هذا الحُكم صحيحًا؟ وما الذي اتفق عليه العلماء في حكم ارتداء الملابس الملونة؟

اتفق العُلماء على اختلاف حُكم ارتداء الألوان، والأصل فيه الجواز، قال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”، فلم يُحدد الله في الآية ألوانًا مُعينة، وعلى من يُخالفون ذلك الإتيان بنص صريح يدل على عكس ذلك، كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه …).

يُعد محل خلاف العُلماء في ارتداء الملابس الملونة فيما كان عُرفًا، فإذا كان السائد بين أهل البلد ارتداء الملابس الملونة فيكون حينها ارتداءها جائزًا ولا خلاف في ذلك فلا يُعد حينها ارتداء اللون الأصفر للنساء لافتًا.

أما إذا كانت عادة البلد ارتداء الملابس السوداء، فيكون ارتداء الألوان غير مألوفًا ولافتًا لأنظار الرجال، وبالتالي يخرج من كونه لباسًا شرعيًا ولا يجوز ارتدائه حينها.

تعرفي أيضًا على: ما معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه

شروط ارتداء المرأة الملابس الملونة

لم يفرض الإسلام على المرأة الالتزام بلون مُعين في الملابس، فلا حرج في ارتداء ما شاءت من الألوان -إلا إذا كانت عادة أهل البلد تُنافيه- ما دامت مُلتزمة بمواصفات الحجاب الشرعي التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

  • تجنب ارتداء الألوان اللافتة للنظر والمثيرة للفتنة، فيجب أن يكون اللون مألوفًا وسائدًا في البلد الذي تعيشين فيه.
  • ألا يكون اللون مُختصًا بالرجال، فيدخل حينها في حُكم التشبه بالرجال والذي يُعد مُحرمًا، لحديث ابن عباس: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال).
  • يجوز ارتداء الملابس الملونة إذا كانت فضفاضة غير مُحددة لتفاصيل الجسم.

يجب الحرص على الرجوع إلى أهل العلم في الأخذ بالأحكام الشرعية، فنجد الكثير يطلقون الأحكام المتشددة دون أي مرجع ديني فيأولون الأحكام على ظاهرها، مما يجعل الكثير ينفر من الدين.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا