حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان
حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان من الأحكام الدينية التي سوف نحتاجها في الفترة المقبلة، خاصةً أننا على وشك الدخول في تلك الأيام المباركات التي تأتي إلينا من عام إلى آخر من أجل أن تضمد قلوبنا وتدخلنا في حالة روحانية تحتاجها أفئدتنا، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتناول كل ما يخص ذلك التشريع عبر السطور التالية.
حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان
إتيان الدورة الشهرية في شهر رمضان المعظم من الأمور التي تزعج المرأة كثيرًا في ذلك الشهر المعظم كونها تشعر برغبتها في اللحاق بقافلة الصائمين، لكنها في تلك الحالة تُعامل معاملة المرضى، أي يستوجب عليها القضاء فيما بعد بقدر الأيام التي أفطرتها برخصة من الله عز وجل.
فقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآيات من 183 إلى 185” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”
لكن في بعض الأحيان قد تستمر الدورة الشهرية أكثر من الأيام المعتادة، فما حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان، هذا ما سنعرفه عبر السطور التالية.
فقد أشار أهل العلم أن الدورة الشهرية في المتعارف عليه من ثلاثة أيام إلى عشرة أيام وما زاد عن ذلك فهو استحاضة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ فمَا زادَ على ذلِكَ فهي استحاضةٌ تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ إلا أيامَ أقرائِهَا ولا نفاسَ دونَ أسبوعَينِ ولا نِفَاسَ فوقَ أربعِينَ يومًا فإنْ رأَتْ النفساءُ الطهرَ دونَ الأربعِينَ صامَتْ وصلَّتْ ولا يأتِيهَا زوجُهَا إلا بعدَ أربعِينَ” رواه معاذ بن جبل.
تبعًا لذلك فإنه على المرأة إن استمرت الدورة الشهرية لأكثر من عشرة أيام أن تقوم بالاغتسال والصوم على أن تتوضأ وتحسن الوضوء لكل صلاة، وإن استمر الأمر على تلك الوتيرة فعليها ألا تنسى الذهاب إلى الطبيب كي لا يشكل النزيف الدموي خطرًا عليها، وبذلك نكون قد تعرفنا على حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان.
تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة المرأة لنفسها في رمضان
الأعمال المستحبة في رمضان أثناء فترة الحيض
رخص الله للمرأة أن تفطر في شهر رمضان المعظم كونه يعلم ما تمر به في تلك الفترة العصيبة من تقلبات مزاجية وآلام نفسية وجسدية، فقد أسقط عنها الصلاة والصيام وممارسة العلاقة الزوجية، فقد قال تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية 222
” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”
لذا على المرأة أن تستغل الفرصة التي أنعم الله بها عليها، وأن تقوم بالكثير من الأعمال التي يحبها الله عز وجل في تلك الفترة، والتي تتمثل فيما يلي:
أولًا: ذكر الله عز وجل
ينبغي على المرأة أن تغتنم تلك الأيام الفضليات في ذكر الله عز وجل، فهي تثاب وتؤجر عليه بأجر الشهر الفضيل، حتى وإن كانت غير صائمة، فإن الأمر رغمًا عنها.
كذلك من الممكن أن تقوم بقراءة آيات من الذكر الحكيم من خلال تحميل أحد التطبيقات على الهاتف وقراءة ما تيسر من آياته، فقد أجاز لها أهل العلم ذلك كونها لم تقوم بمساس المصحف الشريف كما أمرها الله عز وجل.
فعليها ألا تنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مَن قرَأَ حَرْفًا مِن كتابِ اللهِ، كتَبَ اللهُ له به حَسنةً، لا أقولُ: (الم) حرْفٌ، ولكنِ الحروفُ مُقطَّعةٌ: الألِفُ حرْفٌ، واللَّامُ حرْفٌ، والميمُ حرْفٌ” رواه عوف بن مالك الأشجعي.
ثانيًا: إعداد الطعام للصائمين
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية سلمان الفارسي: “ مَن فطَّرَ فيهِ صائمًا كانَ مغفرةً لذنوبِهِ وعتقَ رقبتِهِ منَ النَّارِ، وَكانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ من غيرِ أن ينقصَ من أجرِهِ شيءٌ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ليسَ كلُّنا يَجدُ ما يفطِّرُ به الصَّائمَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: يعطي اللَّهُ عزَّ وجلَّ هذا الثَّوابَ مَن فطَّرَ صائمًا على مَذقةِ لبنٍ أو تمرةٍ، أو شَربةِ ماءٍ ومن أشبعَ صائمًا أسقاهُ اللَّهُ مِن حوضي شربةً لا يظمأُ حتَّى يدخلَ الجنَّة“
لذا فإنه في حالة إن قامت المرأة بإعداد الطعام للصائمين على أن تعزم نيتها أنها تفعل ذلك من أجل نيل عظيم الأجر والثواب، فإن الله لن يحرمها من ذلك كونها لم تلحق بقافلة الصائمين لعذرها الشرعي.
لكن ينبغي أن تكون نيتها خالصة لوجه الله في ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى” صحيح رواه عمر بن الخطاب.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة
ثالثًا: القيام بالتصدق
يقول الله تعالى في سورة البقرة في الآية رقم 261″ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ“.
لذا فإنها من الممكن أن تضاعف أجرها من خلال إخراج الصدقات في شهر رمضان المعظم، فهو فيض من الحسنات على المرأة أن تغتنمه، حتى وإن كانت لم يحالفها الحظ في الصوم كونها في أيام عادتها الشهرية.
تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة الثدي في رمضان
حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان من الأحكام الدينية التي توضح كم أن الله عز وجل رحيمًا بالمرأة، مما يستوجب الحمد والشكر كوننا على دين الإسلام.
تابعنا على جوجل نيوز