هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة

هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة؟ وما هي رخص الإفطار في شهر رمضان بشكل عام؟ فجميعنا نعلم أن الله فرض علينا الصوم في هذا الشهر الكريم وأن الإفطار به إثمًا عظيمًا، ولكن رحمة الله شملت كل شيء فهناك استثناءات حللها الله وهي ما سنتعرف عليها من خلال موقع إيزيس.

هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة

أيام قليلة ويأتي إلينا شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران، فيض من الطيبات ننتظرها من عام لآخر، ذلك الشهر الفضيل الذي قال عنه المولى جل في علاه في سورة البقرة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

إلا أن المرأة في حالة إن كانت مرضعة، فإنها من الممكن أن تجد أنها غير قادرة على الصوم، هنا يأتي الجواب على سؤال هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة على النحو التالي، حيث أجاز الله عز وجل لها أن تفطر في حالة عدم قدرتها على الأمر خوفًا على نفسها وطفلها.

ففي تلك الحالة لا يكون عليها سوى القضاء، أما إن أفطرت خوفًا على الطفل فقط، لكنها لا تشعر بأي من الأعراض التي تتطلب خوفها على نفسها أيضًا، فإنها في تلك الحالة يكون عليها أن تقضي وتدفع الكفارة.

أي يستوجب الأمر صيامها يومًا عن كل يوم أفطرت فيه من أيام شهر رمضان المعظم، كما ينبغي أن تدفع فديته أيضًا، والتي قدرت بإطعام مسكين عن كل يوم بقدر صاع، وهو ما يساوي في جمهورية مصر العربية ثمن 2.750 كيلو جرام من الأرز.

أما إن رأت أنه لا خوف عليها وعلى طفلها من الصوم، فأولى بها أن تغتنم أيام الشهر الفضيل، ولتعلم أنها ستحصل على الثواب العظيم كونها لحقت قوافل الصائمين.

تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة الثدي في رمضان

ما هي رخص الإفطار في رمضان

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة، ينبغي أن نعلم أنه من رحمة الله عز وجل فإنه كما فرض الصوم، أوجد بعض الرخص لمن لم تُهيئ لهم فرصة الصيام في أيام الشهر الفضيل.

لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على كافة الرخص التي منحها الله عز وجل لعبده المؤمن، والتي تمثلت في الأمور التالية:

أولًا: مرض المسلم

في حالة إصابة المسلم بأي من الأمراض التي تستوجب الإفطار بدلًا من أن يتأثر جسده سلبيًا، فهنا عليه أن يفطر تبعًا لقول الله تعالى:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” سورة البقرة الآية رقم 185

فإن كان المرض يٌرجى منه الشفاء، فله أن يقضي عن كل يوم أفطر فيه يومًا مثله فيما بعد، أما إن كان قد أفطر جراء مرض مزمن يؤثر على الجسم بشكل كبير في حالة الصوم، فإنه في تلك الحالة أولى به أن يخرج الفدية ولا يكون عليه من الأمر من شيء.

الجدير بالذكر أن نزلات البرد والأنفلونزا، والصداع بأنواعه من الأمور التي لا تستدعي أن يفطر المسلم، كونه لا يجد مشقة في الأمر، فهو بذلك يحرم نفسه من عظيم الأجر والثواب، ففي حالة الصوم لا يمكننا أن نقدر حجم الحسنات التي يحصل عليها المسلم.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:

كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ يُضاعَفُ، الحَسَنةُ عَشَرةُ أمثالِها، إلى سَبعِ مِئةِ ضِعفٍ، إلى ما شاءَ اللهُ، يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إلَّا الصَّومَ؛ فإنَّهُ لي، وأنا أجزي به، يَدَعُ طَعامَهُ وشَرابَهُ مِن أجْلي. ولِلصَّائمِ فَرحتانِ: فَرحةٌ عِندَ فِطرِهِ، وفَرحةٌ عِندَ لِقاءِ رَبِّهِ. ولَخُلوفُ فيه أطيَبُ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن ريحِ المِسكِ، الصَّومُ جُنَّةٌ، الصَّومُ جُنَّةٌ” صحيح.

ثانيًا: في حالة السفر

أيضًا في إطار التعرف على جواب سؤال هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة ينبغي أن نعلم أنه من الممكن أن يفطر المسلم في رمضان إن كان على طريق سفر، على أن يقضي بعد ذلك الأيام التي أفطرها في هذا الشهر المعظم.

إلا أن الأمر يقتضي عدة ضوابط، ألا وهي ما يلي:

  • أن يكون السفر شاقًا للحد الذي يمكنه من استخدام رخصة الله عز وجل الأخرى، وهي قصر الصلاة.
  • ألا تكون نية المسافر أنه سوف يذهب إلى بلدة ما من أجل الإقامة فيها، ففي تلك الحالة عليه أن يصوم كالمعتاد، لكن اختلف الفقهاء في مدة الإقامة، حيث يرى الحنابلة أنه في حالة إن كانت المدة تزيد عن أربعة أيام فإن تلك الرخصة تحل له، بينما يرى الشافعية والمالكية أن المدة إن كانت أربعة أيام فقط فإن له أن يفطر ويقضي الأيام التي أفطر بها فيما بعد.

في حين أن الحنفية يرون أنه من شأن المسلم أن يفطر مادامت تلك المدة لم تصل إلى الخمسة عشر يومًا، ونحن نعلم أن اختلاف العلماء رحمة، لكننا نسير على مذهب الشافعية.

  • أن تكون مسافة السفر 81 كيلو متر أو أكثر من ذلك.

بخلاف ذلك على المسلم أن يكون صادقًا مع نفسه، فإن كانت له القدرة على الصيام خاصةً إنه لم يعد هناك مشقة في التنقل من بلد إلى آخر كما في السابق، فإنه عليه أن يتبع قوافل الصائمين.

تعرفي أيضًا على: حكم المداعبة الفموية في رمضان

ثالثًا: النفاس والحيض

كذلك أجاز الله عز وجل للمرأة أن تفطر في شهر رمضان المعظم إن كانت حائضًا على أن تقضي تلك الأيام عقب انقضاء الشهر الكريم من خلال احتساب عددها، وكذلك الأمر في حالة النفاس، وهي الفترة التي تعقب الولادة، سواء الطبيعية أو القيصرية.

فما إن ترى المرأة أنه لم يعد هناك نزولًا للدم، عليها أن تقوم بالاغتسال تبعًا للطريقة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تنوي صيام ما تبقى من الشهر المعظم.

رابعًا: كبر السن

إن كان هناك مسنًا يشق عليه أمر الصوم، فإن في تلك الحالة لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ويمكنه أن يفطر على أن يخرج كفارة فطره بمقدار إطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيه.

تعرفي أيضًا على: هل يجوز للزوج رؤية زوجته بدون ملابس في رمضان

خامسًا: في حالة الحمل

كما في الجواب على سؤال هل يجوز الإفطار في رمضان للمرضعة نجد أن الله عز وجل قد أباح للحامل أن تفطر إن كانت تخشى على نفسها وجنينها، وعليها القضاء، أما إن كان الخوف على الجنين فقط، فإنها في تلك الحالة يجب أن تقضي وتخرج الفدية.

أما إن أشار الطبيب أنها بصحة جيدة، فلا داعي لفطرها، والأولى بها الصيام كما أمرنا رب العالمين.

أحل الله للمسلم أن يفطر للعديد من الأسباب تيسيرًا عليه، فحري بمن مَن الله عليه بذلك الدين أن يشكر الله ليل نهار على يسره.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا