هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها؟ وما هي حقوقها على زوجها؟

هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها؟ وما هي حقوق الزوجة في الإسلام يجب على كل زوجة معرفة حقوقها وواجباتها من خلال إجابة هذه الأسئلة ولكن يجب التأكد من مصداقية المصادر التي تتعرف من خلالها على هذه المعلومات، وهذا ما نطرحه في المقال التالي.

هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها

ليلًا ونهارًا تطرحن النساء التساؤلات المُثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل للطريقة المثالية التي من المُفترض أن يُعامل بها الزوج زوجته في المنزل من بينها “هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها؟” وقد تكون الإجابة مختلفة باختلاف ما تتساءل عنه الزوجة.

1- راتب الزوج

يرى الكثير من الأزواج أنه ليس من حق الزوجة أن تتعرف على الراتب الفعلي له، ذلك ليس من ضمن الأساسيات، وفي الواقع أن هذا إثم كبير وغير صحيح، فالرجل مُلزم أنه ينفق على زوجته ويوفر لها كافة الاحتياجات الأساسية، كما قال الله في كتابه العزيز “ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ“

بمعنى أنه يجب على الزوجة أن تعلم دخل زوجها وذلك حتى تستطيع أن توفر الاحتياجات الأساسية للمنزل بناءً على هذا الدخل، وأن ذلك من الأمور التي لا يمكن إخفائها عن الزوجة.

كما أن الأعمار بيد الله وحده، وفي حالة وفاة الزوج في أي وقت فذلك قد يتسبب في وضع المرأة في حالة عدم دراية بحقوقها وحقوق أولادها، فتبدأ في السكة الضياع بسبب تعسف زوجها لإخبارها بمصدر رزقه، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر في السنة النبوية حين قال “ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ”.

2- علاقات الزوج

على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن تتعرف المرأة على علاقات زوجها المُختلفة، إلا أنه من الأفضل للطرفين التعرف على طبيعة علاقات بعضهم في المُحيط، وذلك لأنه من المفترض ألا يكون هناك علاقة ما بين الرجل وزميلاته في العمل كونها امرأة أجنبية عنه، وهذا الأمر قد يتسبب في ظهور الكثير من المُشكلات في العلاقة الزوجية.

هناك بعضًا من الرجال يبررون ذلك كونهم سوف يتعرفون على النساء بهدف الزواج، وتُجدر الإشارة أن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن ذلك في كتابه العزيز حين قال “لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا” كما قال “وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا”

3- الأماكن التي يذهب إليها الزوج

عند الإجابة على هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها؟ نجد أنه يُعتقد الكثير من الرجال أن عدم إخبار زوجاتهم بالأماكن التي يذهبون إليها من الأمور الطبيعية إلا أن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، حيث إنه قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ“.

فبما أن المرأة لا يمكنها أن تذهب إلى أي مكان دون أن تخبر زوجها بهذا، فيجب على الزوج من باب الاحترام أن يخبر زوجته بمحل وجوده.. عند النظر إلى الأمر من ناحية أخرى، سوف تجد أنه في بعض الأحيان قد تحتاج الزوجة لزوجها بصورة طارئة.

ففي حالة معرفة مكان تواجده يمكنها التوصل إليه بسهولة، وقد ورد عن عائشة رضى الله عنها حديث في السُنة النبوية “سَمِعْتُ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ فَقالَتْ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنِّي؟ قُلْنَا: بَلَى. [وفي رواية] عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ بنِ المُطَّلِبِ، أنَّهُ قالَ يَوْمًا: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي؟ قالَ: فَظَنَنَّا أنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتي وَلَدَتْهُ، قالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا: بَلَى، قالَ: قالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتي الَّتي كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فِيهَا عِندِي، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ………).

أقرأ أيضًا: مواصفات الزوجة المثالية في الإسلام

ما هي حقوق الزوجة على زوجها؟

1- حُسن المُعاشرة والمُعاملة

لقد ذكر الله في كتابه العزيز ضرورة معاملة الزوجة بطريقة حسنة ولطيفة، حيث ذكر في سورة النساء في الآية رقم 19 “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ”. فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا“.

فيجب على الزوج أن يحسن من معاملة المرأة بل ويكرمها، فهذا ما قد يُساهم في الألفة ما بين الزوجين والتأكيد على المودة والحب، كما أن المعاملة الحسنة للزوجة قد ذُكرت في السُنة النبوية حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي“.

2- العدل بين الزوجات

إذا كان الرجل متزوج بأكثر من امرأة فعليه أن يعدل فيما بينهم، وذلك وفقًا لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء: 3].

إذا لك يستطيع الرجل العدل ما بين الزوجات فعليه أن يكتفى بواحدة لقوله “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”، كما أن العدل بين الزوجات ليس بمعنى العدل في الحب، حيث ذكر الله تعالى “وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا” [النساء: 129]

لكن على الرجل أن يُعدل في كل شيء آخر من النفقة وأمور الاستطاعة والمبيت، وغيرها من الأمور التقليدية.

3- تجنب الأذى والضرب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” (.. ولا تضرب الوجه، ولا تقبح..) وقال:(لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم)، ولكن قد أحل لله سبحانه وتعالى ضرب الزوجة الناشز عن زوجها في حالة عدم إطاعتها له، وذلك حين قال ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: 34].

لكن تُجدر الإشارة أن هناك بعض الأحكام والضوابط للضرب والتي من بينها الوعظ بكتاب الله وتذكريهن بأوامر الله عز وجل، ومن ثم الهجر في المضاجع، وفي نهاية المطاف الضرب غير المبرح.

حيث قال ابن عباس في هذا الأمر “ أدبًا مثل اللكزة، وللزوج أن يتلافَى نشوز امرأته بما أذن الله له، مما ذكره الله في هذه الآية: ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ﴾، فيما يلتمس منهن ﴿فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾؛ وقال ابن عباس: “فلا تتجنوا عليهن العلل”[10].

4- الاستماع للزوجة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مُستمتعًا مُنصتًا إلى السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، حينها كانت تقص عليه حديث النساء اللاتي تجلسن معهن، وعلى الرغم من كبر الحديث إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمل من الاستمرار في الحديث معها.

أقرأ أيضًا: أسباب الخيانة الزوجية وما هي علاماتها؟

5- الأذن عند الخروج

من حقوق الزوجة على زوجها أن يُأذن لها بالخروج، ولا يمنعها من ذلك إلا في حالة إذا كانت مُعرضة للفتنة، كما أنه لا ينبغي على الزوج أن يمنع زوجته من الخروج لزيارة الأقارب أو الأهل.

6- تلبية احتياجات الزوجة

كما خلق الله سبحانه وتعالى الرجل أكثر شهوة في الرغبة الجنسية، يجب على الرجل أن يعف زوجته عن الحرام، وأن يجعلها تستمع برغبتها الفطرية، وذلك حتى لا تقع في فخ الزنا، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلك لذلك حين قال لعثمان بن مظعون “ وإن لأهلك عليك حقًّا“.

7- النفقة والسُكن بالمعروف

هناك الكثير من الحقوق التي يجب أن تحصل عليها الزوجة من حيث النفقة والكسوة السكن بالمعروف، والمقصود بالنفقة هي الأموال التي يصرفها الزوج على الزوجة والأولاد من حيث توفير المأكل والملبس وفقًا لما جاء في الكتاب والسُنة.

8- عدم نشر الأسرار

على الزوج أن يحفظ أسرار زوجته، وتجنب ذكر عيوبها أمام الآخرين، وذلك لأن هذه الطريقة قد تتسبب في سوء العلاقة الزوجية ما بين الطرفين.

9- حُسن الظن

يجب على المسلم أن يُحسن الظن بالآخرين من حوله، لأن هذا من واجبات الدين الإسلامي، نظرًا لأن سوء الظن يجلب الضغينة والفساد في المجتمع، ولهذا حرص ديننا الكريم أن يغرس هذه الأخلاق في الإنسان.

من أولى الناس بحسن الظن الزوجة، التي تستمر الحياة معها تحت سقف واحدة، ولأن الحياة الزوجية التي تتعرض للشك وسوء الظن عُمرها قصير، وهذا وفقًا لما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى “لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا” [النور: 12]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: 12].

10- تعليم أمور الدين والحث على الطاعة

كما ذكرنا من قبل أنه واجب على الزوج أن يُحسن من معاملة زوجته حسن المعاملة، ولكن هناك بعض الأمور التي لا يجب على الرجل التواني بها والتي من بينها الحث على طاعة الله سبحانه وتعالى، وذلك تطبيقًا لما جاء في كتاب الله العزيز ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].

يجب أن يكون هذا الأمر بالنصح كما جاء في السنة النبوية “روي أن عمر قال حين نزلت: يا رسول الله، نَقِي أنفسنا، فكيف لنا بأهلينا؟ فقال – عليه الصلاة والسلام -: (تَنْهَوهن عما نهاكم الله عنه، وتأمروهن بما أمركم الله به، فيكون ذلك وقاية بينهن وبين النار)“.

اقرأ أيضًا: مواصفات الزوجة المثالية في الإسلام

آداب التعامل مع الزوجة

  • احترام المرأة ومنحها الاحترام الكامل عند التحدث أو التعامل معها.
  • تجنب رفع نبرة الصوت أثناء مخاطبة المرأة.
  • مساعدة الزوجة في الأعمال المنزلية مراعاة لمشاعرها.
  • مشاركتها في كافة تفاصيل الحياة.
  • الانتباه والملاحظة لسلوكيات المرأة المختلفة في المواقف المتنوعة.
  • الدعم المستمر لها في كافة نواحي الحياة.
  • الحرص على فهم مشاعرها وما تمر به من ظروف مُختلفة.
  • التعامل مع المرأة باللين والمرح.
  • منحها المساحة الخاصة بها للتقليل من أعباء الحياة.
  • إظهار الاحترام والتقدير والحب بها أمام الآخرين.
  • الحفاظ على المودة والحب بينهم.
  • الاعتذار عن الخطأ.
  • طرح فرص للنقاش معها من أجل الحصول على الحياة الزوجية المُستقرة.

من خلال التعرف على إجابة سؤال هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها؟ يمكن الوقوف على بعض القواعد الهامة التي تنظم العلاقات الزوجية وتحافظ على استقرار البيت.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا