قضاء الصيام للحائض في شعبان

هل يجوز قضاء الصيام للحائض في شعبان؟ وما حكم القضاء بعد النصف من شعبان؟ حيث تسعى المرأة إلى قضاء ما فاتها من أيام صيام في شهر رمضان إثر حيضها، وهو ما يجب عليها فعله كفارة لانقطاع صومها المفروض مادامت لا تعاني مما يمنعها من صيام القضاء، من هنا يسعنا من خلال موقع إيزيس أن نشير إلى حكم تأخير قضاء الصيام للحائض إلى شهر شعبان.

قضاء الصيام للحائض في شعبان

إن كان على المرأة أيام يجب قضاؤها في الصيام عليها أن تفيها قبل دخول رمضان، ولا يوجد عذر أن تؤخر هذا القضاء مادامت على استطاعة وقدرة أن تصوم، فإن أخرت قضاء صيامها حتى دخل عليها رمضان فهي آثمة، أما إن عزمت على قضاء أيام صيام رمضان السالف في شهر شعبان أو حتى بعد النصف الآخر من شعبان فليس عليها حرج في ذلك وهو أمر لا يتخلله نهي.

نستند في حكم قضاء الصيام للحائض في شعبان إلى الحديث الشريف:

كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وفي رواية: وَذلكَ لِمَكَانِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: لم يُذكَرْ في الحَديثِ الشُّغْلُ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ” (صحيح مسلم).

إذًا يجوز قضاء الصوم على التراخي، ما نعني به قضاء ما فات من رمضان قبيل رمضان آخر، وهذا ما جاء باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وهذا في الأصل العام، ولكن تشمله عدة أحكام متعلقة بوجود العذر في التأخير من عدمه، فيما يخص القضاء مع الفدية –وهي إطعام المساكين- في حال عدم وجود العذر، أو القضاء دون فدية في حال النسيان أو وجود العذر.

كذلك في هذا الصدد نشير إلى أنها من الممكن أن تؤخر أيام القضاء إلى الشتاء، هذا إن كانت أيام الصيف طويلة النهار بها من المشقة ما يمنعها عن الصيام، فالإسلام دين اليسر وأحكامه ليس بها مشقة على المسلم الذي يرغب في اتباع أوامر الله تعالى.

من الجدير بالذكر أن من أرادت قضاء أيام كثيرة من سنوات سالفة تزيد عما يقرب من ثلاثين يومًا فلها ذلك وليس عليها حرج في أن تقوم بصيام شهر شعبان كاملًا، فيجوز شرغًا قضاء الصيام للحائض في شعبان كله أو بعضه، وهذا ما أكدنا عليه في الحديث الشريف السابق ذكره.

نذكر للتوضيح أن حديث النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان لا يخص صيام القضاء إنما يتعلق بصيام النافلة المطلقة، حتى لا يتم الجمع والخلط مع الصيام المفروض وهو صيام شهر رمضان.

تعرفي أيضًا على: آيات تحريم الصوم للحائض

حكم نسيان قضاء الحائض

إن لم يتم قضاء الصيام للحائض في شعبان بسبب النسيان، هنا نشير إلى أن النسيان لا يمنع من القضاء، بل عليها القضاء بعد أن تذكرت، ولكنه لا يجعلها آثمة بسبب التأخير، وليس عليها كفارة إطعام المساكين ما لم تتذكر وقد مر عليها رمضان آخر، فهي في تلك الحالة معذورة بالنسيان.

فقد قال الله تعالى في الذكر الحكيم في سورة البقرة:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)“.

أما من أخرت قضاء أيامها دون عذر أو نسيان فعليها:

  • التوبة إلى الله تعالى عما بدر منها من تغافل عن حدود الله.
  • قضاء الأيام المفروضة.
  • إطعام مسكين عن كل يوم، وتلك هي الكفارة.

تعرفي أيضًا على: هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء للحائض

صوم الحائض

بادئ ذي بدء نستند إلى الحديث الشريف عن عائشة –رضي الله عنها-:

أنَّ امْرَأَةً قالَتْ لِعائِشَةَ: أتَجْزِي إحْدانا صَلاتَها إذا طَهُرَتْ؟ فقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ كُنَّا نَحِيضُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا يَأْمُرُنا به أوْ قالَتْ: فلا نَفْعَلُهُ”، “لقد كُنَّا نَحيضُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا نَقْضي، ولا نُؤمَرُ بالقَضاءِ]. وزادَ فيه: فنُؤمَرُ بقَضاءِ الصومِ، ولا نُؤمَرُ بقَضاءِ الصلاةِ” (صحيح البخاري).

من هنا نشير إلى أن الحائض لا تقضي من الصلاة ما فاتها لأن الصلاة مفروضة في كل يوم، فلا عليها قضاء، وهذا من قبيل التيسير على النساء فيما فاتهنّ فترة الحيض أو فترات العذر الشرعي كالنفاس، أما عن الصوم الفرض فهو يأتي في رمضان وليس عادة، من هنا وجب عليها القضاء.

أيضًا يُمكن أن تقضي المرأة تلك الأيام متتابعة، ومن المعلوم أن متابعة الصيام هي الأجدر والأيسر على المسلمة، أو تقوم بتقسيمها كيفما شاءت، بحيث تكون جميعها قبل شهر رمضان، وإذا تأخر القضاء دون عذر فوجب عليها قضاء الأيام صيامًا وكذلك إطعام فدية المساكين، أما إن كان هناك عذر من مرض وما شابه فعليها قضاء الأيام دونما وجوب إطعام المساكين.

من الجدير بالذكر الإشارة إلى وجوب اغتسال المرأة وطهارتها من حيضها بمجرد العلم بالأمر، وليس عليها التهاون والتغافل والتماطل في الأيام التي تفطرها في رمضان، حتى لا تقع تحت الإثم البيّن.

كذلك إن كانت صائمة في يوم في رمضان وقبل الغروب بقليل جاءها الحيض فهذا يعني أن صومها بطل وعليها احتساب ذلك اليوم في أيام القضاء، وعن قضاء تلك الأيام فمن المستحب التعجيل فيها إبراءً للذمة وإسقاطًا للواجب.

تعرفي أيضًا على: هل يجوز الزواج في شهر شعبان

إن ما فات من أيام في شهر رمضان الكريم ولم تستطع المرأة تأديتها فعليها أن تقضيها متى تتاح الفرصة لها طيلة العام حتى قبيل رمضان التالي، الأمر الذي يدل على السعة والتيسير في الشريعة الإسلامية.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا