سبب تورم الذراع اليسرى

يكثر التساؤل عن سبب تورم الذراع اليسرى، فهُناك الكثير من الحالات التي تُعاني من ألم في أحد الأطراف دونًا عن غيرها، وما يجعل الأمر غريبًا هو عدم التعرض لأي نوعٍ من أنواع الإصابة، وهذا يجعل المُصابين بهذه الحالة يبحثون دون توقف عن سببها، خاصةً في حال ما تكررت.

سبب تورم الذراع اليسرى

عند شعورك بالألم المُفاجئ ستُحاول استجماع شتات ذاكرتك للوصول إلى اللحظة التي قُمت بها بجرح يدك فيها، أو تعريضها للإصابة عن طريق الاصطدام، الوقوع وغيرها من الحالات، ولكون العقل يُحب تهيئة الأمور والأسباب لتكون منطقية، سيقوم في الكثير من الأحيان بخلق سيناريوهات وهمية من وحي الخيال في سبيل تفسير هذه الحالة.

ففي واقع الأمر لا يُمكننا الوصول إلى سبب تورم الذراع اليسرى بشكل مُحدد، ولكن هُناك أعراض عدة يُمكن من خلالها تحديد المصدر الرئيسي للتورم، وفي تحديدها والوصول إليها وجب علينا القول إن الآلام والتورمات التي قد يُعاني منها المرء تنقسم في الأساس إلى آلام مفاصل، عظام، عضلات وحتى أعصاب، وجميعها ترجع إلى الإصابة بحالات مرضية مُعينة.

في إطار بحثنا عن سبب تورم الذراع اليسرى وكافة آلامها وجدنا عِدة عوامل وحالات مرضية قد تكون مُرتبطة بهذا التورم بشكل مُباشر أو غير مُباشر، ومن أكثر الأمراض التي جاء أنها تتسبب في إصابة اليد اليُسرى بالتورم المؤلم وفقًا للأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية ما يلي:

1- تصدُعات العظام وكدماتها

قد يظن البعض أن الإصابة بالكسور ينتج عنها علامات ظاهرية وخارجية توحي بالكسر، وفي الواقع هذا صحيح بشكل نسبي فقط، ففي بعض الحالات تحدث الكسور والتصدعات في العظام دون أن تُبدي أيَّ علامات تُشير إلى ذلك.

الإصابة بالكدمات أو تصدع العظام نتيجة الاصطدام أو السقوط متوسط الشدة قد يكون سبب تورم الذراع اليسرى المُرتبط بالعظام والمفاصل، وفي الكثير من الأحيان لا يتم مُلاحظة هذه الإصابات فور حدوثها، فبعض صور التورم تظهر في اليوم التالي للسقوط أو الارتطام.

2- الأزمات القلبية والجلطات

قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء، ولكن مشاكل القلب قد تكون سبب تورم الذراع اليسرى، فإصابة الشريان التاجي بالتمزق أو ظهور بعض الجلطات الدموية قد ينتج عنه انخفاض منسوب ومُعدل الدم الذي يصل إلى أجزاء مُعينة من القلب، وبحدوث ذلك تتضرر العديد من أعضاء الجسم وعضلاته بسبب افتقارها للدم نتيجة عدم اكتفائها.

الجدير بالذكر أن عدم تلقي العلاج المُناسب في المراحل الأولى من الإصابة بالجلطات والأزمات القلبية يزيد من المخاطر بمرور الزمن، وقد يصل في نهاية المطاف إلى توقف عضلة القلب بشكل كُلي عن العمل، ومن أهم العلامات التي قد تُشير إلى إصابتك بهذه النوبات والأزمات ما يلي:

  • الشعور بألم وضغط في منطقة الصدر قد ينتج عنه ضيق في التنفس
  • الإحساس ببعض الأوجاع في مناطق مُتفرقة مثل الكتفين، الفكين، الرقبة وحتى الظهر
  • الشهور بالغثيان والرغبة في التقيؤ
  • الدوخة والشعور بكون الرأس يهوى ويتحرك كيفما شاء
  • الإعياء والشعور بالوهن وعدم القُدرة على الحراك
  • التعرُق البارد
  • تورم اليد اليُسرى بشكل مؤلم بسبب احتباس الدماء وعدم قُدرتها على التوجه إلى القلب وحمل الأكسجين مرة أخرى لليد

على الرغم من عدم كون جلطات اليد أمرًا شائع الحدوث على عكس الجلطات في الأوردة العميقة والأقرب إلى القلب، إلا أن الإصابة بها يُعد أمرًا مُمكنًا، وهي بُكل تأكيد حال حدوثها تُشكل سبب تورم الذراع اليسرى الأول والرئيسي.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع جلطة الساق

3- ضغط الوريد أسفل عظام الترقوة

يُمكن في الكثير من الحالات اعتبار ارتفاع ضغط الدم في أحد الأوردة سبب تورم الذراع اليسرى الرئيس، ومن أكثر الأوردة التي قد يتسبب إصابتها بالضغط في هذه التورمات هي الأوردة التي توجد حول الرقبة، فينتج عن ذلك عرقلة كبيرة في تصريف أوردة الذراع للدماء الموجودة فيها.

عدم قُدرة الوريد على إيصال ما يحمله من دماء بسبب الضغط المُرتفع له ينتج عنه تورم في الذراع، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتحول لونها إلى الأزرق، كما أن الشعور بالوخز في الذراع والأصابع على حدٍ سواء يُعد أمرًا شائعًا للغاية عند احتباس الدماء.

الجدير بالذكر أن هذا الضغط قد يتسبب في ارتفاع مُعدل خطر إصابة أوردة اليد العميقة بالجلطات، لذا من الضروري مُحاولة علاج هذه الحالة في مهدها قبل أن ينتج عنها مُضاعفات، وتُعد أكثر الوسائل العلاجية والوقائية فعالية في هذه الحالات أجهزة القسطرة وغيرها من أجهزة التنظيم.

4- مشاكل الجهاز اللمفاوي

قد يكون سبب تورم الذراع اليسرى في بعض الأحيان احتباس للسائل الليمفاوي في الجسم، وهذا الاحتباس والتراكم المعروف باسم الوذمة اللمفية قد يحدث نتيجة العديد من الحالات المرضية منها وغير المرضية، ومن أمثلة هذه الحالات ما يلي:

  • إجراء جراحات العُقد الليمفاوية
  • الإصابة ببعض العدوات
  • تورم الغُدد الليمفاوية
  • استئصال العقد اللمفية الموجود أسفل الإبط في محاولة علاج الحالات المُصابة بسرطان الثدي

جميع الأمور التي تم ذكرها أعلاه تتسبب في إصابة الأطراف العلوية بالوذمة اللمفية، والجدير بالذكر أن السائل اللمفي هو سائل شفاف يميل إلى اللون الأصفر بسبب تكونه من البلازما وكُريات الدم البيضاء.

لذا فإن استمراره في الحركة يُعد هامًا جدًا في سبيل تعزيز مناعة الجسم وعدم اعتراضه مجرى الدم، وأعتقد أن اعتبار الجهاز الليمفاوي ومشاكله سبب تورم الذراع اليسرى أصبح واضحًا الآن، فالوذمة تمنع المرور السلس للدماء من القلب إلى الأطراف والعكس.

5- إصابة الأوتار بالالتهاب

تربط الأوتار بين العظام ورؤوس العضلات، وتمتاز دائمًا بكونها من الأنسجة المرنة، ولكن هناك بعض الحالات التي تؤدي إلى انخفاض مرونتها، وعلى رأس قائمة هذه الأسباب يأتي التهاب الأوتار، فهذه الإصابة تحد من الحركة الطبيعية للجسم دون الشعور بالألم.

تعرض بعض الأوتار للالتهاب دون غيرها يكون سبب تورم الذراع اليسرى، ومن أشهر هذه الأوتار كل من وتر الكتف والكوع، فهذين النسيجين المرنين يتسبب التهابهما في تورم اليد وتحولها إلى اللون الأزرق في إشارة إلى احتباس الدم فيها.

يُعد التوجه إلى الطبيب المُختص وتلقي الرعاية الصحية أمرًا في غاية الأهمية لمعرفة سبب تورم الذراع اليسرى، فتورم اليدين بشكل عام يُعتبر من الأعراض المُشتركة بين العديد من الأمراض، والتشخيص الصحيح لحالتك هو أولى خطوات العلاج، ولن يتم ذلك بمجرد قراءتك للمقال.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة