زوجتي تطلب طلبات غريبة
زوجتي تطلب طلبات غريبة من ضمن الجمل التي ردّ عليها فقهاء مختلفين ومختصين في العلاقات، وبتسليط الضوء عليها يمكن للرجال أن تفهم طريقة التعامل في مثل ذلك الوضع، وهل كل طلبات المرأة مجابة أم هناك ما يجب وضع حد عنده.
طلبات الزوجة الغريبة
العلاقة الزوجية قائمة على الفهم والترابط ما بين كل من الرجل والمرأة، وإن حدث خلل في ذلك فقد تنشأ بعده العديد من المشكلات والتعاملات الغير حسنة، والأساس في ذلك هي النظرة من كل منهما تجاه الآخر.
النظرة هنا لا تعني الإعجاب بالمظهر الخارجي، ولكنها تكمن في الفكرة عن الدواخل للطرف الآخر الذي أمامي، ومن هنا فإن رؤيتك أن زوجتك تطلب منك طلبات غريبة يجعل من الهام التوقف ومحاولة فهم الأمر وكيفية التعامل معه، حتى لا يصبح هناك وساوس تجعل العلاقة تذبل.
إن مربط الحديث هنا سيكون له شقين، أحدهما ديني وهو ما سيتم ربطه بالطبع بالطلبات الغريبة في العلاقة الزوجية، والآخر ما سيكون اجتماعي وهو ما يتضمن تصحيح وجهة نظر الرجل وكيفية التعامل في مثل تلك المواقف.
طلبات الزوجة الغريبة في العلاقة الزوجية
العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات في المجتمع، وهي ما يجب أن يتم تقديس طقوسها واحترام أدائها كما أمرنا الله تعالى وشرّعها في كتابه الكريم، فقد وُضع لها حدود وأي ما دون ذلك هو جائز، وهي الموطد الأقوى للحب والود بين الرجل والمرأة.
على هذا فإن أي من الأمور الغريبة التي قد يطلبها أي من الطرفين غريبة وتخرج عن الشرع أو العادات والتقاليد فهي محرمة، ولا يجب الانسياق لها من قبل الرجل أو المرأة، والغريب أن الأمر يُسلط على الرجال فقط في ذلك الشق.
إلا أن هناك حالات قد اشتكت للفقهاء من زوجاتهم أنهنّ يطلبن طلبات غريبة، منها ما هو إتيانها من الدبر، أو المطالبة بالسب والشتم أثناء العلاقة، وغيرها من الأمور المستنكرة في الدين والدنيا.
كان رد الفقهاء هنا هو أن تلك الأمور محرمة وتبقى محرمة، وعلى رغم من أن العلاقة ما بين الزوجين لا يتواجد لها شكل معين أو طريقة، إلا أن لها إطار لا يجب أن يتم الخروج عنه، وإطارنا في تلك الأمور هو حدود الله تعالى.
فعن خزيمة بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ: “إِنَّ اللهَ تعالى: لا يستَحِي مِنَ الحقِّ؛ لا تأتوا النساءَ مِنْ أدبارِهِنَّ” [صحيح الجامع].
ذلك ما يُطبق على أي من الطلبات الأخرى الغريبة في العلاقة، طالما كان الأمر منافيًا للشرع أو العادات والتقاليد فلا يجب أن يتم الاتصاف بما هو ليس من شيم المسلمين.
اقرأ أيضًا: أسباب الخيانة الزوجية
كيفية التعامل مع جرأة المرأة
الجرأة للمرأة إما أن تكون مثيرة أو مخيفة، ففي حالة كانت طلبات الزوجة الغريبة تخص العلاقة الحميمية، فهناك بعض السبل التي عليك اتباعها بدلًا من الرفض أو الرد بشكل حاسم وجعل العلاقة بينكما غير مُرضية، وهي:
1- تناقش معها
في وقت آخر عليك أن تقوم بمناقشة المرأة بخصوص ما تريد في العلاقة، وإن كان محرمًا فعليك أن تقوم بإيضاح الأدلة من السنة النبوية والقرآن الكريم لها، ونصيحتها بما هو حق، ومن ثم تركها لكي تفكر بكلماتك وتعود لصوابها.
أما إن كان الأمر منافيًا للأخلاق أو العادات فاشرح لها وجهة نظرك، وتبادلا وجهات النظر بخصوص شكل العلاقة الذي تريدون، ولا تحاول أبدًا أن تحسم الجدل أو تنحاز لرأيك عن رأيها رغمًا عنها، فالرضا أهم العوامل التي تجعل العلاقة أفضل.
2- نظرتك لها
أوضح للزوجة في النقاش أن ذلك الأمر الذي تطلبه في العلاقة يؤذي نظرتك لها، وأنك ترغب في أن تظل هي أفضل الناس بقلبك وعينيك، واحرص أثناء ذلك أن يكون كلامك بالطيب واللين لا بالزجر والنظرات الحادة.
3- ابحث عن السبب
في حالة كان هناك فكرة ترسخت بذهن الزوجة بخصوص العلاقة وظنّت أنها ستجعلها أكثر سعادة فبالطبع هناك سبب وراء ذلك، قد يكون في الغالب نابع عن عامل نفسي وأنها تمر بفترة سيئة، أو قد يكون نابع عن جلساتها مع الأصدقاء الغير جيدين أو مشاهدتها للمشاهد المحرمة.
هنا يأتي دورك في الحفاظ على عقل زوجتك ومحاولة النقاش معها بخصوص مصدر تلك الفكرة الغريبة التي طلبتها فجأة في العلاقة، وحين تصل إليها فلا عليك سوى أن توضح أنها خاطئة دون أن تصدر الغضب عليها وعلى من جعلها تعلم مثل تلك الأمور.
فإن كان الأمر نابع عن جلسات الأصدقاء فعليك أن تحاول تجنبها إياهم بالعقل والمنطق، وإن امتنعت فلا بأس من استخدام أسلوب الأمر، بينما في حالة كان الأمر نفسي فعليك أن تهتم بأن تحاول حل مشكلتها النفسية ويمكن أن يتم عرضها على طبيب نفسي.
طلبات الزوجة
إن المرأة لا تكف عن الحديث أو الطلبات ما إن شعرت بالأمان تجاه الرجل والاحتواء، فأولًا لا تبتأس أو تنزعج إن كانت طلبات زوجتك الغريبة تابعة لطلب التعبير عن الحب أو القيام بشيء ما من أجلها، فالأمر نابع عن حبها لك ورغبتها في أن تكون العلاقة بأفضل شكل ممكن.
فهناك بعض الرجال تشعر بالقلق أو التوتر ما إن طلبت الزوجة مثلًا أن يقبل يديها بعد إعدادها للطعام المفضل له، أو أن يعاملها بطريقة معينة قريبة لقلبها، فما المشكلة في ذلك ما دام في نطاق الشرع ولا يخالف أي من العادات! بل إن الانسياق له في تلك الحالة يكون أفضل لتوطيد العلاقة.
فمن تجارب أحد الرجال الذي شاركها موقعنا أن زوجته تريده أن يضع لها هو المكياج مرة في المنزل لكي تلتقط بعض من الصور، وقد كانت ردة فعله على ذلك الأمر أنها تريد أن تؤذي رجولته من وجهة نظره.
لكن إن نظرنا إلى الأمر هنا من منظور أنثوي سنجد أنها ترغب في إزالة الملل والروتين من حياتهما تلك الأيام، وتحب أن ترى لمسته على وجهها حتى وإن كان الشكل النهائي للميك اب عبثي، فيكفي أن يتبادلا الضحكات.
غيرها وغيرها من الطلبات التي يراها الرجال غريبة كوضع المانكير، الجري في الشارع أو النزول في منتصف الليل لشراء الحلوى معًا، ونصحيتي هنا أن يتم النظر في الأمر بعينيها لا عيناك، وأن تحاول أن ترضيها لكي تكون العلاقة قائمة على التفاهم والود.
اقرأ أيضًا: زوجتي عندها برود عاطفي
المرأة بعد الزواج
إن الخلاف بعد الزواج في وجهات النظر دائمًا ما سيكون متواجد، ومن الهام العلم أن الشخصية التي تظهر لك أثناء فترة الخطبة هي أفضل ما لدى الطرف الآخر، لذا فلا تتفاجأ في حالة ظهر من المرأة أي طلب غريب من وجهة نظرك أو عما كانت عليه في السابق.
لذا في حالة صدر من الزوجة أي فعل غريب أو لا يتماشى مع عاداتك وأخلاقك فإن النقاش هو الحل الوحيد، للوصول إلى الشكل الملائم لعلاقتكما، وحاول ألا يتم هدم الود مهما حدث.
الطلبات الغريبة من الزوجة تحتاج إلى وقفة حاسمة مع النفس، ومحاولة النظر في السبب ورائها، ومن ثم إيجاد الحل السليم والمناسب دون أن يتم افتعال أي من الخلافات أو كسر شيء جيد داخلها دون حاجة لذلك.
تابعنا على جوجل نيوز