حكم لبس شراب لون الجسم.. في المنزل أو الخارج
تحري الحرام من الحلال من صفات المؤمن، وهو الذي يخشى أن يقع فيما يُغضب الله عز وجل، لذا فاتباعًا لِما أمر به سبحانه، وما حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تبيني الحكم الصحيح عبر إيزيس.
حكم لبس شراب لون الجسم
قال النووي رحمه الله:
“يجوز لبس الثوب الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر والمخطط، وغيرها من ألوان الثياب، ولا خلاف في هذا، ولا كراهة في شيء منه” المجموع (4 / 452).
قد أجمع غالبية العلماء أن حُكم لبس شراب لحميّ أو لون الجسم لا بأس به ما دام لا يُثير شهوة أو لا يُظهر القدم في شكل فاتِن، وإلا فإنه لا يجوز، وفي المنزل فلا بأس من ارتدائه ما دامت أمام زوجها الذي أحل الله لها، ما دون ذلك فلا يجوز.
تعرفي أيضًا على: من ضوابط اللباس الشرعي للمرأة.. هل اللون الأصفر حرام؟
أحكام الدين في ثياب المرأة
لم يترك النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا قضية إلا بين لنا الحُكم فيها، وكل ما يقول واقع كفرض، فقال تعالى في سورة الحشر :
“مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)“.
أولًا: لا تكون ثياب شُهرة
هذا يعني ألا تكون الثياب الغرض منها فخرًا أو تكبرًا، ويُعنى بها أيضًا التفاخر بالملابس غالية الثمن والتي من الماركات العالمية، الدليل قوله صلى الله عليه وسلم:
“من لبس ثوبَ شهرةٍ ألبسَه اللهُ يومَ القيامةِ ثوبًا مثلَه ثم تلهبُ فيه النارُ وفي لفظٍ ثوبَ مذلَّةٍ“ رواه عبد الله بن عمر، في صحيح أبي داوود.
كما قال صلى الله عليه وسلم:
“كلُوا، واشربُوا، وتصدقُوا، والْبَسُوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ” رواه عبد الله بن عمرو، في صحيح الجامع.
ثانيًا: السُترة
يعني بهذا أنه لا يصح أن تكون ثياب المرأة شفّافة، أو تُظهر ما ورائها، هذا يُنافي فكرة الستر التي هي أساس الحجاب.. والتي أمر الله سبحانه وتعالى بها في سور الأحزاب:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)“.
هذا يعني أنه يُشترط ألا تُرى أجسادهن ولا تُعرف! لهذا فإن حُكم لبس جورب لون الجسم لكن شفاف لا يصحّ، وحتى لو كان أسودًا.
تعرفي أيضًا على: صفات الحجاب الشرعي.. هل ارتداء الخمار المشجر حرام؟
ثالثًا: فضفاضًا
أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- نسائِه بالحجاب كما قد أنزل الله تعالى في كتابه، وحثّنا على أن يكون هذا الحجاب غير ضيق، فقد روى عنه أبو هريرة أنه قال صلى الله عليه وسلم:
“صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا” صحيح مسلم.
رابعًا: ألا يكون فتنة
من شروط الحجاب أنه لا يفتن الرجال! صحيح أن هذا لا ينفي ضرورة غضهم للبصر، إلا أن الله وجّه أمرًا للنساء.. يجب الالتزام بتطبيقه حتى لو كان صِنفًا من الناس لا يُطبّق، فقال تعالى في سورة النور:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)”.
بالمثل من ضرب الأرض ليسمع الرجال صوت الخلخال هو كذلك حُكم الجورب الشبيه بلون الجلد إذا كان شفافًا أو يُظهر القدم كأنها لا غطاء عليها.
خامسًا: ألا يكون تشبهًا بالرجال
ثياب الرجال معروفة، وثياب النساء كذلك، لذا لا يجوز للمرأة أن تلبس ثيابًا تُظهرها من بعيد كأنها رجل.. ومن تفعل ذلك تقع في حُكم الملعونة، أي الخارجة من رحمة الله عز وجل، وروى عبد الله بن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ” صحيح البخاري.
تعرفي أيضًا على: “ألا يكون الحجاب زينة في نفسه”.. تعرفي على مواصفات الحجاب الشرعي
لماذا يجب احترام الحجاب؟
لعلّك تتساءلين عن السبب الذي شرّع الله لأجله الحجاب على المرأة ولم يفرضه على الرجل؛ لأن المرأة بجمالها هي مصدر الفتنة بالأساس، ويزيد على هذا حُبها للزينة الذي جُبلت عليه.
أتى أمر الله تعالى وهو نافذ لسبب وحكمة.. فقد كان حفظًا للمرأة والرجل ولقلبيهما من الفتنة والوقوع في المحرمات، فقال تعالى في سورة الأحزاب:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)”.
صحيح أن الآية وقعت في نساء النبي وأصحابه وكان الأمر واقعًا عليهم تحديدًا، إلا أن هؤلاء كانوا أطهر نساء الأرض، وأطهر رجالها، أين نحن من نقاء قلوب هؤلاء حتى لا نكون أكثر حِرصًا منهم!
ارتداء الزي الذي يتناسب مع ما يأمر الإسلام هو فرض على كل مسلمة، والجوارب واقعة ضِمنه؛ لأنها تندرج ضمن الحجاب الذي لا يُكشف فيه غير الوجه والكفين.
هل يجوز لبس لونين مختلفين؟
نعم، طالما ليس ملفتًا أو له شكل غريب.
هل يجوز عدم لبس الجوارب للنساء؟
يتعين على المرأة ستر قدمها في حال خروجها من المنزل أو الصلاة، ولا يشترط أن يكون هذا بجورب، القضية ليست في المُسمى بل في الستر فقط.
تابعنا على جوجل نيوز