الحائض إذا احتلمت.. هل يجوز لها تلاوة القرآن؟
إن المعروف في ديننا الحنيف بعدم جواز الصلاة والصوم للحائض بشكلٍ عام، لا في شهر رمضان فقط، وما إن فعلت ذلك وقعت في إثم، لكن ماذا عن قراءة القرآن؟ لا سيما إن احتلمت؟ دعينا نُخبرك عن الحُكم تفصيليًا من خلال إيزيس.
حكم تلاوة القرآن للحائض إذا احتلمت
إن الحديث القائل بأن: “لا تقرأِ الحائضُ، ولا الجنُبُ شَيئًا مِن القُرآنِ” من الأحاديث الضعيفة غير المؤكد صحتها، لذا لا يجب الأخذ بها في حكم قراءة القرآن للحائض أو من كانت جنبًا.. هنا نشير إلى المذهب المالكي وما جاء به من جواز قراءة الحائض للقرآن من هاتفها أو مما تحفظه عن ظهر قلب دون لمس المصحف، خاصة لأن فترة الحيض تطول ومن الممكن أن تكون المرأة ملتزمة بحفظ أو تدريس بعض الآيات فلا يسعها تفويت الأمر أو تأجيل القراءة.
أما عن المحتلم فليس له أن يمس المصحف أو يقرأ القرآن، لأنه يكون جنبًا، ويجب الاغتسال حتى يتطهر، من هنا كان الحكم لقراءة القرآن للحائض إذا احتلمت أنه لا يجوز لكونها احتلمت لا لكونها حائضًا، فمن شروط الطهارة أن تكون طهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
من هنا يجب على الحائض التي احتلمت وأرادت أن تقرأ القرآن دون مس المصحف أن تقوم بالاغتسال من الجنابة أولًا لتطهر منها قبل العزم على القراءة، فإن اغتسلت بنية التطهر من الجنابة في فترة حيضها زالت عنها الجنابة وتطهرت منها، فأصبح مباحًا لها أن تقرأ القرآن.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء للحائض
حكم الاحتلام
إن الاحتلام هو الأقل ضررًا من الاستمناء، ويختلف عنه، نظرًا لأن الاحتلام يحدث دون قصد أو إثارة شهوة، فمن الممكن أن يحدث جراء تخيلات أو في منام أحدهم، فيكون دليلًا على الانشغال بالأمور الجنسية، لكن الاحتلام لا يضر مقارنة بالاستمناء كذلك فالحكم يختلف فيه.
إذا احتلمت المرأة فإنها تغتسل في حال رأت المني، أما الاحتلام دونما وجود المني فلا يستوجب الغسل، فإن رؤية المني تستتبع الغسل حتى وإن لم يكن السبب احتلامًا، أما عن وصفه فهو ماء غليظ لا ينتج إلا عن شهوة.
الدليل من السنة النبوية الشريفة: “جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا” (صحيح البخاري).
تعرفي أيضًا على: آيات تحريم الصوم للحائض
كيف تعرف الحائض أنها احتلمت؟
من المعروف أن المني لا يُمكن التحقق منه تزامنًا مع وجود دم الحائض، فهل للحائض أن تعتمد في هذا الأمر على الشعور باللذة من عدمها؟ فعلى سبيل المثال إن تذكرت أنها شعرت باللذة تعتبر جنبًا وإن لم يكن كذلك لا تعد جنبًا، هذا ما يجب التفرقة بينه خاصة أن نزول المني يستوجب على المرأة الغسل في غير أيام الحيض، فماذا عن الأمر ذاته في أيام الحيض؟
فالأصل العام يشير إلى أنه ليس على المرأة أن تغتسل بمجرد أنها احتلمت طالما لم يكن هناك من المني يلزمها للغسل، كذلك من الممكن ألا يمنع الحيض التحقق من المني ومن الإحساس بخروجه إثر شهوة وما إلى ذلك، وعلى أي حال نذكر أن اغتسال المرأة من حيضها يكفيها عن الاغتسال من الجنابة إن كانت جنبًا بالفعل.
يجب على المرأة العلم بالأحكام الواردة في إطار الطهارة والجنابة والحيض وما إلى ذلك مما تتعرض له ويخل بأداء الفرائض.
تابعنا على جوجل نيوز