قصة حقيقية The Revenant
ما هي قصة حقيقية The Revenant؟ وكيف تناول الفيلم هذه القصة؟ لنجيب على تلك الأسئلة علينا في البداية أن نتعرف على شخصية هيو غلاس صائد الجوائز الأمريكي الذي ألهمت قصته العديد من الفنانين والكتاب مثل فلمنا اليوم.
قصة حقيقية The Revenant
لاقى فيلم The Revenant استحسان الجمهور والنقاد عند إطلاقه في 8 يناير لعام 2015، لكن يجب أن نتساءل حول قصة هذا الفيلم العظيم، من أين أتى الكتاب مارك إل سميث بالتعاون مع المخرج أليخاندرو غونزاليز إيناريتو بكل هذا الألم والمعاناة.
- قد اصطدم البعض بحقيقة أن تلك الاحداث الدموية العنيفة التي تكون أغرب من الخيال في بعض اللحظات مستوحاة من قصة حقيقة.
- الأغرب أن أحداث القصة الحقيقة تفوق الفيلم إبهارًا حتى أن هناك بعض الأحداث إذا عرضت على السينما لن يصدقها أحد، والسيناريو مستوحى من حياة واقعية لصياد يسكن الحدود يسمى هيو غلاس.
- تبدأ قصة حقيقية The Revenant مع هيو جلاس الذي كان مستكشف وصائد فراء أمريكي، ولد في ولاية بنسيلفانيا وكان والديه من أصول مشتركة بين أسكتلندية وأيرلندية.
- حياة هيو جلاس يحيط بها الغموض نظرًا لقدم القصة لا يوجد أي سجلات موثقة عن تفاصيل حياته، والقصة المنتشرة عبر الإنترنت ما هي استنتاجات أو نظريات.
- اضطر هيو غلاس إلى العمل قرصان حتى تمكن من الفرار عام 1818، حيث تمكن من السباحة إلى شواطئ غالفستون.
- كما جاء في إحدى الروايات أن جلاس وقع ذات مرة أسيرًا في يد زعيم القراصنة في خليج المكسيك جان لافيت سنة 1816
- تقول روايات أخرى أن قبائل السكان الأصليين التي تسمى الباوني قد أسرت هيو غلاس وأنه قد عاش عند الباوني عدة سنوات وتزوج منهم.
- بنيت تلك الرواية على تقارير تاريخية عن زيارة هيو غلاس لسانت لويس برفقة بعض أفراد قبيلة الباوني.
- لكن الفيلم كان مُخلص بشكل كبير للرواية الثانية حيث كانت أم ابنه من قبيلة الباوني.
- بينما كان هيو غلاس مع ابنه الذي كان في مطلع الشباب تعرض لهجوم ضاري من قِبل دب أشيب وكانت حالته خطيرة ونزف الكثير من الدماء.
- بدلًا من دعم أصدقاءه له تركوه جريحًا يحارب من أجل البقاء وقاموا بقتل ابنه، كما قاموا بسرقة ونهب حصيلة عمله حتى يموت بائسًا وحيدًا في الغابة.
- الغدر والقسوة التي لاقاها هيو من رفاقه ولدت عنده الغضب الدفين وقتل ابنه قام بإحياء غريزة الانتقام، بالإضافة إلى غريزة البقاء.
- قرر غلاس أن يعود وينتقم ممن خانوه ودمروا حياته وسرقوا روح فلذة كبده، فقرر قتلهم جميعًا بعد أن يتماثل للشفاء.
- المعجزة في هذه القصة أنه استطاع أن ينجح في مهمته بعد قطع رحلة طولها 320 كيلومترا زحفًا حتى يحصل على الانتقام.
- استغرقت الرحلة أكثر من شهر ونصف حتى يصل إلى فورت كيوا في داكوتا الجنوبية ليقدم انتقامه باردًا في النهاية.
اقرأ أيضًا: هل قصة فيلم طروادة حقيقية
مراجعة فيلم The Revenant
هناك العديد من العناصر الفنية القسمة في هذا الفيلم التي تمكن المخرج من عمل التناسق اللازم، بينها للوصول إلى هذه التحفة الرائعة وتحقيق العديد من الجوائز على مستوى الإخراج والتمثيل.
1- السيناريو والحوار
تعتبر قصة The Revenant الحقيقية هي العامل الأساسي لهذا الفيلم، نظرًا لأن القصص الحقيقية غالبًا ما يكون لها مذاق خاص وغموض من نوع آخر ومصداقية عند المشاهد لاسيما عشاق الأفلام الأسطورية والحركة، وأجواء الانتقام والنجاة من الموت، سوف يجدون الكثير من المتعة عند مشاهدة الفيلم.
- قام الكاتب باقتباس بعض الأحداث من الرواية التي تحمل نفس الاسم لمايكل بنك.
- القصة أكثر من رائعة وتحمل العديد من الرسائل الخفية التي يجب تحليل الأحداث بشكل جيد للوصول إليها.
- الأحداث مُتلاحقة والإيقاع مُتزن وبعض اللحظات تحتمل التأمل والتفكير العميق لمعرفة دوافع الشخصيات.
- مشهد النهاية على الرغم من أنه لم يكن على مستوى الفيلم من حيث القوة إلا أنه مكتوب بشكل جيد ولا توجد به أي مشاكل في الحوار.
- استطاعت القصة أن تجذب تعاطف المشاهد، كما تم التسويق لها من قبل العاملين على الفيلم على أنه مستوحى من رواية تحكي قصة The Revenant الحقيقية.
2- التصوير والإخراج
- تمكن المخرج الكبير أليخاندرو غونزاليز إيناريتو من عمل معايشة حقيقية للمشاهدين من خلال بناء مواقع تصوير أشبه بالحقيقة واختيار ملابس ملائمة لتلك الفترة الزمنية.
- يعتبر تصميم المعارك والحروب أكثر من رائع وأشبه بالحقيقي، لاسيما الحروب مع السكان الأصليين.
- مشهد الدب هو الأفضل في مشاهد الحركة على الإطلاق في هذا الفيلم، حيث استطاع انيريتو أن يضع المشاهد في مواجهة صعبة مع وحش كاسر وساعده مساعد التصوير في ذلك.
- كما استطاع انيريتو استخدام المواهب التمثيلية الجبارة المشاركة في الفيلم مثل توم هاردي وليوناردو دي كابريو في توصيل المشاعر المتباينة مثل الحقد والانتهازية عند توم هاردي، ومشاعر الانتقام والغضب من قِبل ديكابريو.
- يحسب لهذا المخرج أيضًا قدرته على تقديم الانتقام بشكل مفاجئ للمشاهد وزغير نمطي ولكنه لاقى الكثير من الانتقاد حول عدم ملائمة الفصل الأخير من الفيلم للفصول الأولى.
- قام بالتصوير مدير التصوير العالمي إيمانويل لوبزكي، وكان له دور هام في فلسفة سرد الفيلم ومعايشة المتلقي مع الأحداث.
- حيث كانت الكاميرا توضع في موقع أحد المحاربين؛ لكي يشعر المشاهد أن يتوسط أرض المعركة.
- لا يمكن إغفال الموسيقى التصويرية للموسيقار ريويتشي ساكاموتو بالتعاون مع بريس ديسنير وألفا نوتو.
3- الأداء التمثيلي
- تخلى ليوناردو دي كابريو تمامًا عن مظهره الوسيم المعروف عنه، حيث ظهر بشعر أشعث ولحية طويلة لإمكانية تجسيد هذه الشخصية الأسطورية ببراعة.
- التقمص الذي قدمه دي كابريو لأداء الشخصية استحق عنه الأوسكار بجدارة، حيث تمكن من إقناع المشاهد بجميع المشاعر والانفعالات التي تعيشها الشخصية.
- لا يمكن أن نغفل الدور الرائع الذي قام به توم هاردي في تجسيد شخصية جون فيتزجيرلاند، حيث تمكن هارد حضوره المعهود تقديم دور الشر بطريقة جديدة ومبتكرة.
- ابتعد هاردي عن النمطية في أداء الشخصية كما استطاع إقناع المشاهدين بالدوافع والجوانب الشخصية المعقدة التي تتضمنها.
- المستوى التمثيلي العام أكثر من رائع وليست هناك أي مشكلات تتعلق بالأداء أو الإحساس أو التقمص بين ممثلين العمل.
4- الإنتاج ومواقع التصوير
- اختار المخرج مواقع تصوير حقيقية بين المناظر الطبيعية الخلابة للغابات الأمريكية، ولم يلجأ إلى تقنية السي جي آي إلا في مشهد الدب لصعوبة تمثيله مع دب حقيقي.
- مواقع الحروب ومعسكرات السكان الأصليين من القبائل كانت أكثر من رائعة وأعطت ثقل وقوة للفيلم.
- حسب ما نشر من خلال موقع تقارير هوليوود قد تخطت ميزانية فيلم العائد 130 مليون دولار، المبلغ الذي يعد ضخمًا وقت صدور الفيلم.
- لكنه لاقى نجاحًا كبيرًا وقت صدوره، حيث تخطت أرباحه حاجز 60 مليون دولار أمريكي في أول أسبوع فقط.
- قام بالمشاركة في إنتاج الفيلم كل من أليخاندرو غونزاليز، كيث ريدمون، ستيف كولن، ماري بيرنت، أرسنون ميلتشن، جيمس سكوتشدوبل.
- تم تصوير الفيلم في استوديوهات Regency Enterprises، New Regency Pictures وهو من توزيع: تونتيث سينتشوري فوكس.
هذا الفيلم أكثر من رائع على مستوى الأحداث ومبهر على المستوى البصري، كما أنه تجربة إنسانية متكاملة لذلك ينصح بالمشاهدة والاستمتاع في أقرب وقت.
تابعنا على جوجل نيوز