يُمكن تعريف العمل الإعلامي اعتمادًا على ركائزه، ومن أهمها الإخبار والتثقيف في مؤسسة كاملة لها عظيم الأثر على المجتمع بكافة أفراده ومؤسساته، فالإعلام من القوى الموجهة لمعتقدات الأفراد وما يتبعونه من أفكار وتوجهات وأيديولوجيات.
تعريف العمل الإعلامي
إنّ الإعلام هو علم الوقائع وما تؤول إليه، والإعلامي هو من يكون بمقدوره رصد الظواهر الإعلامية، فيعمل على تحليلها وصولًا إلى استنباط النتائج التي تخدم العمل الإعلامي.
فهو يتجلى في إخبار الجمهور عن الأشياء الأكثر شيوعًا في المجتمع، فيطلعوا على أبرز المستجدات، حتى يكونوا على علم بمواكبتها.
اقرأ أيضًا: من أهم أساليب وأدوات حروب الجيل الرابع
أخلاقيات العمل الإعلامي
يجب على من يعمل في الإعلام أن يتمتع بالكفاءة العلمية والأكاديمية، ناهيك عن تحليه ببعض الأخلاقيات.
فهي تلك المبادئ والمعايير التي تعني بترشيد سلوك الإعلاميين، إبّان تغطيتهم للأحداث، حتى يتخذوا القرارات المناسبة، إيفاءً بحقوق الجمهور في حرية النقاش والتعبير.
أولًا: أخلاقيات الإعلان
- تجنب نشر إعلانات الخمور والمخدرات والمضاربات وما شابه.. (الإعلانات غير الأخلاقية).
- الابتعاد عن عرض إعلانات السب والقذف والألفاظ البذيئة.
- عدم إعلان الفظائع والقضايا الإجرامية المنتهكة للآداب.
- الاتفاق مع المادة الإعلانية المتفق عليها دوليًا.
- عدم الإغفال عن مضمون الإعلان في سلوكياته وقيمه التي يدعو إليها.
- ألا يبتعد الإعلان في مضمونه عن مبادئ المجتمع ومعاييره المثلى.
- يكون المضمون الإعلاني سليمًا بحيث لا يشوبه عدم الوضوح أو الغموض.
- البعد كل البعد عن استغلال الطفل أو المرأة كأداة ترويجية.
ثانيًا: أخلاقيات التعامل مع المصادر
- الالتزام بسرية المصادر.
- المسؤولية في انتقاء المصادر.
- الحرص على مصداقية المعلومات.
- المسؤولية أمام الجمهور بصدد المعلومات.
ثالثًا: أخلاقيات السياسات التحريرية لوسائل الإعلام
- الدقة في تحري الأخبار.
- الصدق والشفافية.
- تجنب التشويه أو التحريف.
- الإنصاف والتوازن.
رابعًا: أخلاقيات التعامل مع المواطنين
- عدم التطفل على حياة الآخرين، أو الخوض في أمورهم الشخصية.
- تجنب الكشف عن أسرار حياتهم الخاصة.
- عدم تحقيق مصالح معينة باستغلال الآخرين.
مع العلم أنّ تلك الخصوصية لا تشمل الشخصيات العامة، أو ذوي المناصب المعروفة؛ لأن شخصياتهم العامة تؤثر على حياتهم الخاصة.
خامسًا: أخلاقيات حقوق الزمالة
- الابتعاد عن معاملة زملاء المهنة معاملة سيئة، بالاحتقار أو السخرية.
- عدم الاستهزاء بآرائهم.
- تجنب الاعتداء عن حقوقهم فيما يخص سرقة المادة الإعلامية أو انتحال آرائهم.
- عدم الاعتداء عليهم بالسب أو القذف.
سادسًا: أخلاقيات مجتمعية
- عدم التحريض على ما يخالف القيم المجتمعية أو العادات والمعايير الراسخة.
- الابتعاد عن إثارة الفواحش والعنف والسلوكيات الشاذة أو الجنسية أو المُبتذلة والنابية.
- عدم تجميل الجرائم.
- تجنب وصف المُجرمين بالأبطال.
- الابتعاد عن عرض تفاصيل المجرم حتى يُحفظ له الحق في عيش حياة كريمة مستقبلًا.
سابعًا: أخلاقيات المستوى المهني
- نزاهة الإعلامي أمر لا مفر منه.
- الالتزام بقوانين المهنة.
- لا يسعى وراء مصلحته الذاتية.
- لا يقبل بأي رشاوي مقابل مصالح.
- يبتعد عن الجمع بين عمله وجلب الإعلانات.
أهمية أخلاقيات العمل الإعلامي
- المسؤولية تجاه كثير من الجهات، الجمهور والمعلنين والملاك والزملاء والمجتمع، والمسؤولية الأولى أمام نفسه.
- الرقابة ذاتية والرادع ذاتي، فضمير الإعلامي هو ما يجعله يبحث عن الموثوق من المصادر وما هو محل ثقة.
- كلما كان الإعلامي ملتزمًا بأخلاقيات مهنته محبًا لها كان له نصيبًا وافيًا من ثقة الآخرين من الزملاء والمسؤولين والجمهور.
- أخلاقيات المهنة الإعلامية تعمل على تنظيم كل ما هو موضوعي وصحيح، حيث تعتمد على السلوكيات الأخلاقية المنتقاة ليكون للمؤسسة الإعلامية دورًا في توجيه الرأي العام المجتمعي إلى الأفضل.
- أهمية تلك الأخلاقيات تعزو إلى أنها توجيهات داخلية للقرارات في المواقف المختلفة التي يواجهها الإعلامي.
الإطار الكلي الحاكم للعمل الإعلامي
- ضرورة التواصل بين الثقافات.
- الحرص على إعطاء الناس حقوقهم في معرفة الحقائق.
- ترسيخ مبدأ حرية التعبير.
- تحقيق المصالح العامة للمجتمع.
ضوابط العمل الإعلامي
- الصدق
- الدقة والأمانة
- أخلاقيات نشر المعلومات
- مراعاة الصالح العام
- النقل الذاتي
- مبدأ النزاهة
وظائف الإعلام
سلطة الإعلام لا تتشابه مع سلطات التشريع والتنفيذ والقضاء كغيرها، ولا تتشابه في عملها مع تلك السلطات، فوظائفها تأتي على النحو التالي:
- تكوين التوجهات.
- الإعلان والدعاية.
- زيادة المعلومات والثقافة.
- الوظيفة الإخبارية.
- زيادة التماسك الاجتماعي.
- تنمية العلاقات الإنسانية.
أي أنها توفر المعلومات التي يستفيد منها المجتمع بأسره، بكافة أفراده ومؤسساته.
مسؤوليات وسائل الإعلام
بناءً على الوظائف السابقة، يقع على ممارسي العمل الإعلامي بعض المسؤوليات.
- مسؤولية الإعلامي تجاه نفسه لأداء الرسالة الإعلامية على أكمل وجه.
- مسؤولية الإعلامي تجاه المجتمع المحلي.
- مسؤولية الإعلامي تجاه المجتمع العام من خلال إتاحة الكافي من المعلومات.
على أنّ أهم أهداف العمل الإعلامي تتجلى في التأثير في الجمهور إضافة إلى الإخبار بأبرز وأهم المعلومات، إلى جانب إعطاء فرصة كافية للمبدعين للخروج إلى النور.
الدور الإيجابي للإعلام
- يحمل رسائل للإقناع.
- أداة ربط الأفراد في المجتمع.
- مصدر للأخبار والترفيه والتسلية.
- مصدر للترويج والتسويق.
- يجعل هناك قاعدة مشتركة للمعلومات والمعارف.
- يخلق المزيد من ثقافة الحوار.
- لا يضع حدودًا للمعرفة.
- أداة هامة لنشر وتحديد القيم المجتمعية.
- المُساهمة في الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
- يُقلص الضغوطات.
- يُقدم أنواعًا شتى من المعارف.
سلبيات العمل الإعلامي
- ترسيخ حب الموضة بشكل أعمى.
- يؤثر على طريقة التفكير والسلوكيات.
- يُرسخ قاعدة التقليد والمحاكاة.
- أحيانًا يجعل هناك حالة من الغموض والضبابية بين الصواب والخطأ، فيفقد الجمهور القدرة على التمييز بينهما.
- الترويج للشائعات.
- المعلومات التافهة التي يُروجها تؤثر على عقول أفراده.
- تزيين الأخبار الزائفة بالكلمات الجاذبة للمُشاهدين.
- التكنولوجيا التي تؤثر سلبًا على النشء.
- التبعية التكنولوجية.
- التأثير السلبي على الصحة النفسية والجسدية.
- تدمير علاقات الأفراد ببعضهم.
الإعلام والمجتمع
على العمل الإعلامي أن يضخ المعلومات الكافية التي تتناسب مع عقول فئات المجتمع، وتحذيره من المخاطر المحدقة الداخلية والخارجية.
حتى تعمل السلطة السياسية على وضع التدابير الوقائية الكافية لتحجيم تلك المخاطر، من خلال نشر آراء المختصين.
يزداد تأثير العمل الإعلامي حينما تكون حرية التعبير سائدة في المجتمع، وهو الحق في نقل الأفكار دون قيود.. فيما يتعلق بصالح المجتمع.
ناهيك عن أنّ الإعلام الحر هو ما يكون مناوئًا للحكومة لا العدائية، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد إعلام لا يخطئ، فلا يزال بحاجة إلى النقد البنّاء والتقويم حتى يُراعي أخلاقيات العمل الإعلامي.
مواثيق الشرف المهني في الإعلام
- المواثيق الإجبارية: التي تتضمن العقاب لمن ينتهك المعايير، وتتفاوت درجات العقاب بين الاحتقار أو التأنيب أو التوقف عن المهنة.
- المواثيق الاختيارية: رغبة العاملين وموافقتهم على الالتزام بتنفيذ ما جاء في تلك المواثيق إبّان ممارسة المهنة، أي أنها بمثابة التنظيم الذاتي لهم.
أصبح الإعلام أكثر ثراءً على المستوى الفكري ومستوى الممارسة كذلك، وهذا لا ينفي كونه أكثر تعقيدًا، وكأنه محكومٌ عليه بأن يحوي كثير من التناقضات.
تابعنا على جوجل نيوز