سمات مدرسة الديوان
سمات مدرسة الديوان عبّرت عما ارتأى إليه روادها، فهي تُمثل حركة تجديد في الشعر العربي فأعلنت التمرد على الأساليب القديمة المتبعة في شكل ومضمون وبناء الشعر العربي.
سمات مدرسة الديوان
فتحت مدرسة الديوان في الأدب بابًا جديدًا يمتاز بالحرية والاستقلال عن القيود التي كبدت الشعر سلفًا، فقد صبغته بالوجدان والتعبيرات الصادقة.. بين إبداع وتميز جعل أنصارها هم شعراء ونقاد عصرهم حقًا.
- ابتعدوا عن المبالغات أو الأساليب البنائية المتكلفة.
- امتازوا باستخدام لغة العصر بمستجداتها اللغوية.
- التطلع إلى الطموحات والأماني والمثل العليا.
- تميزوا بالصدق في التعبير بمشاعر حقيقية.
- جمعوا بين الثقافة العربية والإنجليزية في آن واحد.
- حاولوا منع الملل والرتابة في الأبيات الشعرية.
- الحزن كان له نصيبًا وافيًا في أشعارهم.
- دعوا إلى الشعر المرسل.
- طغى الفكر والعقل على العاطفة.
- عزموا على التجديد في ابتكار موضوعات غير مألوفة.
- عوّلوا على طريقة السرد والحكاية في عرض الأفكار المطروحة في القصائد.
- غلبة التشاؤم واليأس على أشعارهم.
- القصيدة كانت تمثل لديهم كائن حي، تمامًا له وظائف لكل عضو فيه.
- كان الشعر يُمثل لديهم تعبيرًا عن النفس البشرية.
- كان هناك وحدة عضوية في الأبيات.. وحدة الجو النفسي السائد، وكذلك وحدة موضوع القصيدة.
- كانوا متعمقين في أسرار الكون.
- لم يشغلوا بالًا بوحدة الوزن والقافية.
- وضع عنوان للديوان بأكمله، وعنوان لكل قصيدة على حدة.
- الاستفادة من الأدب الغربي.
- انتهاج الأسلوب الرومانسي أحيانًا.
- استفادوا من الاطلاع على الشعر العربي القديم.
- استفادوا من مدرسة التحليل النفسي.
- غلب على أشعارهم الاتجاه إلى الشعر الوجداني.
اقرأ أيضًا: أذكى جرائم القتل
مفهوم الشعر عند مدرسة الديوان
- هو التعبير الذي يستخدمه الشاعر في وصف وجدانه.. بصدق بالغ دون مغالاة.
- ليس منه شعرًا للمجاملات ولا يُطرح في مناسبات.
- لا يكون خاليًا من وصف الشعور.
- لا يكون من قبيل من ينظر إلى الخلف ويعيش في أطلاله البالية.
- يكون مبتكرًا به كثير من التجديد.
- يغمره التعبير الإيجابي عن الذات والعاطفة.
- يُعاصر المُستجدات في العصر من أحداث هامة أو مشكلات مؤرقة.
- يميل إلى الجفاف.. على إثر غلبة الطابع العقلي الفكري على الجانب العاطفي.
القصيدة كائن حي عند جماعة الديوان
من أشهر سمات مدرسة الديوان والتي ميزتها عن غيرها هو اعتبارها أن القصيدة بمثابة كائن حي.
- يقصدون الوحدة العضوية في أجزاء القصيدة الشعرية.
- الالتزام بوحدة الموضوع فلا تتعدد الموضوعات التي تتناولها القصيدة الواحدة.
- الالتزام بوحدة الجو النفسي، فلا تتعدد الأغراض الشعرية للنص الواحد بين رثاء وهجاء وما شابه كما كان في القصائد الكلاسيكية.
- لا تتنافر أو تتنافى الاجزاء عن بعضها البعض، بل تجتمع كلها تحت عنوان القصيدة.
- يكون عنوان القصيدة معبرًا عما تؤول إليه.
- عند حذف بيت أو نقله من القصيدة يُمكن أن يخل بها كليّة.
أعمدة مدرسة الديوان
- عباس العقاد
- إبراهيم المازني
- عبد الرحمن شكري
رغم اتفاقهم في كثير من الأفكار وفي بيان سمات مدرسة الديوان، وجعلوا منها موضعًا للتنفيذ.. إلا أن الاختلاف كان بيّنًا فيما بعد بين المازني وشكري.. فقد تناقضت آرائهما حول بعض القضايا الشعرية، فتوقف كلاهما عن الشعر.
فقد انفرط عقد شعراء الديوان.. بيد أنّ العقاد عزم على الاهتمام بالنثر أكثر من الشعر، فكتب الكثير من المقالات السياسية الأدبية.
لم اتجه شعراء الديوان إلى الطبيعة؟
ربما كان اليأس حليفهم، فقد اتجه شعراء الديوان إلى الطبيعة بالحديث عنها في أبياتهم، حينما تصادمت آمالهم المزهرة مع الواقع المرير.
فما كان منهم القدرة على تغيير الواقع، لذا كانوا لاجئين إلى الطبيعة، حتى يبثون آمالهم التي ذهبت مع الريح.. فتأملوا في الكون، وتعمقوا في أسراره؛ للفرار من الحياة.
لماذا سُميت مدرسة الديوان بهذا الاسم؟
نسب تسميتها إلى الكتاب الذي تم تأليفه على يد العقاد والمازني عام 1921 وكان بعنوان “الديوان في الأدب والنقد”.
فقد وضعا فيه أهم المبادئ التي ارتكزوا عليها في مدرستهم، وأوضحوا سمات مدرسة الديوان في الشعر والنثر.. وكذلك تحديد أهدافها.
فقد قيل في الكتاب على لسان العقاد: “وأوجز ما نصف به عملنا إن أفلحنا فيه أنه إقامة حد بين عهدين لم يبق مال يسوغ اتصالهما والاختلاط بينهما، وأقرب ما نميز به مذهبنا أنه مذهب إنساني مصري عربي“.
على أن أنصار المدرسة عزموا على التجديد والإتيان بفكر مغاير، لتحجيم الفوضى والجهل المنتشر آنذاك، في محاولة منهم للمحافظة على التراث العربي.
الفرق بين مدرسة الديوان ومدرسة مطران
تتجلى أهم سمات مدرسة الديوان بالنظر إلى الفارق بينها وبين مدرسة أصيلة في الشعر العربي ألا وهي المنسوبة إلى مطران خليل مطران.
مدرسة مطران | مدرسة الديوان |
التزم بوحدة الوزن والقافية. | لم يلتزموا بها. |
تأثر بالرومانسية الفرنسية. | تأثروا بالرومانسية الإنجليزية. |
انتقالًا من الكلاسيكية إلى الرومانسية. | انطلاقة كاملة في طريق الرومانسية. |
لذا يُمكن القول إنّ مدرسة الديوان ابتعدت تمامًت وبشكل كلي عن مبادئ المدرسة الكلاسيكية في الشعر العربي.. والتي كانت تعتمد على محاكاة القدماء ولغة التراث.
مآخذ الديوان على الإحيائيين
الإحيائيين هم أصحاب المدرسة الكلاسيكية “الإحياء والبعث”.. وكما سبق القول إنهم مختلفون تمامًا عنهم في بناء القصيدة الشعرية يُمكن التطرق إلى الانتقادات التي وجهوها لهم.
- المبالغة وعدم الصدق في المشاعر.
- تعدد الأغراض في القصيدة الواحدة.
- الاهتمام بالقشور والمظاهر على حساب الجوهر.
- عدم وضوح شخصيات الشعراء في قصائدهم.
- الاهتمام المبالغ فيه بالمحافل.
- البعد عن تصوير النفس.
- اتخاذ البناء القديم للأبيات مثالًا لهم.
- الاهتمام بالبيان على حساب الفكرة.
أمثلة على الحداثة في شعر الديوان
ظهرت في أشعارهم الدعوة إلى الشعر المرسل، علاوة على طريقة الحكاية والسرد.. وهذا ما يُمكننا ذكره في بعض القصائد.
1- حلم البعث “عبد الرحمن شكري”
رأيت في النوم أني رهن مظلمة
من المقابر ميتًا حــوله رمم
ناء عن الناس لا صوت فيزعجني
ولا طموح ولا حــلم ولا كلم
مطـهر من عيوب العيش قاطبة
فليس يطرقني هـــم ولا ألم
ولست أشقي لأمر لســت أعرفه
ولست أسعى لعيش شأنه العدم
2- الإنسان والغرور “المازني”
أقم وداعًا واصبر على الضيم والأذى
فإنك إنســـان وجدك آدم
وهَبك علي الدنيا سَخـِطت وظلمها
أتملك دفع الظلم والظلم لازم
3- عابر سبيل “للعقاد”
متحكِّمٌ في الرَّاكبينَ ومالَهُ أبدًا ركــوبَة
أنا راكبٌ رجلي فلا أَمْر عليَّ ولا ضريبة
وكذاكَ راكبٌ رأسَه في هذه الدنيا العجيبة
فمن أهم ما رآه العقاد ضروريًا في البناء الشعري أنّ يكون الشاعر حقيقيًا يشعر بجوهر الأشياء.. لا يأبه بأشكالها بقدر ما يكشف عن حقيقتها، فيكون ذا صلة بالحياة من حوله متعمقًا في أغوارها؛ ليكون شعره ترجمان لنفسه وخياله وعاطفته الصادقة.
من مدارس الشعر الجديدة التي خرجت إلى النور داعية للتجديد عوضًا عن الرتابة التي طغت على الكلاسيكيات.. وعرضت ما تدعو إليه من خلال أعلامها الثلاثة وأشهرهم العقاد.
تابعنا على جوجل نيوز