الخرس الزوجي بيوت عامرة يسكنها الصمت.. أفضل طرق الحل

الخرس الزوجي بيوت عامرة يسكنها الصمت من أهم المشكلات التي تواجه الكثير من العلاقات الزوجية لا سيما بعد مرور عدة سنوات من بداية الزواج، الأمر الذي يتسبب في تجمد العلاقة ومن ثم فتورها لذا يجب الاستماع إلى عدة نصائح وضعها خبراء العلاقات الزوجية وصولًا إلى علاقة مستقرة.

الخرس الزوجي بيوت عامرة يسكنها الصمت

حين يبقى الزوجان في حالة في الصمت الدائم، لا كلام ولا حتى مُشاركة لأبسط الأنشطة اليومية، ولا يُوجد سوى الأحاديث العابرة مثل “هيا لنأكل؟ أين جواربي؟” ولا يوجد عبارات مثل “ماذا فعلت في العمل اليوم؟ وكيف كان يومك مع الأولاد؟” فكم من بيوت عامرة يسكنها الصمت.

ليس الصمت دائمًا هو المشكلة، بل قد يكون علاجًا لمشكلة أخرى، مثل المُشاحنات على الأسباب التافهة، وعدم القدرة على التفاهم حتى في أبسط الأمور.

وقتها يكون الصمت مقبولًا كونه علاج، إلا أنه فيما عدا ذلك يجدر بنا علاجه، فرغم أنه من الظاهر يبدو البيت يسير على خير ما يُرام، إلا أن الحياة لا يُمكنها أن تسير على هذه الوتيرة طوال الوقت، ويحدث هذا عبر تبيُن أسباب هذا الخرس الزوجي.

أقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع أم الزوج النرجسي

1- الخوف من التكلُم

تُعد هذه هي المشكلة الأكبر التي تُسبب للأزواج هذا الصمت، فغالبًا ما يكون لديك سوابق كثيرة في نقاشات لم تُجدي نفعًا، لذا نِتاج ذلك إذا كانت لديك قضية تُضايقك سيكون حالكما هو الصمت الطويل؛ خوفًا من بدء النقاش في هذا الأمر.

2- التباعد العاطفي

من الطبيعي أن يكون كلا الزوجان لبعضهما سكَنْ، ألا يكون هُنالك أسرار، أو أمور علينا إخفائها، الراحة والانفتاح في الحديث، هو الذي يولده الود والعاطفة التي بينهما.

مع اختفاء هذا الود يُصبح الزوجان في حالة من التباعد العاطفي، فلا توجد متعة ولا راحة في مشاركة أبسط الأمور وأهمها.. مما يأخذهما إلى الصمت طويل الأجل.

3- عدم الولاء للشريك

الإنسان منّا غالبًا لا يكون بارعًا بهذا القدر في التعامل مع البشر جميعًا بذات القُرب، لا يحتاج أكثر من شخص واحد كي يكون هو أنيسة ورفيقه الدائم، فإذا ما كان لأحد الشريكان أو كلاهمًا شخصًا آخر تُشارك معه كل القصص والحكايات، سيكون من الصعب فعل ذلك مع الشريك.

غالبًا أيضًا ما يلجأ البعض إلى إيجاد شخص آخر إذا ما أصبحت العلاقة بين الزوجين بها بعض المُشاحنات، إلا أن هذا عار على الولاء، بل يجب التريث وإعطاء الطرف الآخر فرصة للتعبير عن نفسه والدفاع.

اقرأ أيضًا: أسباب الطلاق في المجتمعات العربية

4- كثرة النقد

إذا كُنت ترى أن شريكك لا يُبادلك أموره الخاصة، ويحتفظ ببعض الأشياء لنفسه، فقد يكون السبب أنك دائمًا ما تنتقد كل أحاديثه وأفعاله، فإذا أخبرك أنه صارت مشكلة مع رئيسة في العمل، لا يحتاج أن تقول له أن معه حق وأن هذا نتيجة استهتار منه.

قد تكون صادقًا فيما تقول، إلا أن قولك هذا لا يُحسن الوضع أبدًا، ولا يجعل مشاعره أفضل تجاه العمل أو الرغبة فيه، بل يضع الكثير من جبال الجليد بينكما يصعب هدمها فيما بعد.

المساحة بين الزوجين تحتاج قدرًا من التقبُل، أي أن رغم كل خطأ قد يقترفه الآخر هو لا يزال هذا الحبيب الذي لا أحد أهم منه، ولا أفضل منه حتى.

5- عدم اهتمام أحد الطرفين

من الجيد أن تكون أحاديث شريكك ذات أهمية بالنسبة لك، هذا يخلق قدرًا من التناغم بينكما، إلا أنه في حال غياب هذا الاهتمام يبدأ الصمت يسود وجه الشخص الذي يُكثر من التكلم.

فمثلًا إذا كانت كل أحاديث الزوجة عن صديقتها في العمل التي قررت أن تُقلدها في ملابسها فعليك أن تكون  مهتمًا بالقضية ولا تعتبر ضيقها تفاهة أو تتعامل كأن الأمر لا يستحق الاهتمام.

حتى إن كان صراحة أمرًا تافهًا عليك تُبدي قليلًا من الاهتمام بما يضيق له صدرها، وأن يُهمك شعورها هي لا الموقف بحد ذاته.

أقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج البخيل ناعمة الهاشمي وما هي أسباب بخل الزوج؟

علاج الخرس الزوجي

إن كسر حاجز الصمت الزوجي ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق، وإنما هذا الرباط المقدس الذي بينك وبين زوجك يستحق منك أن تهتمي لإصلاح الشقوق به.

1- تغيير لغة الحوار

إن التعامل بتبلد كبير أو عجرفة لا سبب لها، سيكون قادرًا على جعل زواجك في طريق الهاوية، لذا عليك استبدال العبارات الخاطئة التي تتكرر بينكما بما هو أكثر تفاهمًا.

فبدلًا من رفض التعبير عن سبب ضيقك، يُمكنك أن تقولي ببساطة، “لست مستعدًا للحديث الآن، وفيما بعد يمكنني التكلم” أو “آسف إن كان وجهي عابسًا، أشعر بالضيق ولا أريد التكلم وأنا في هذه الحالة”.

كذلك إذا حدث بينكما شجار مُحتد فلا بأس في الخلاف، إنما هُناك بأس كبير في الطريقة التي تختلفا بها، لذا لا داعي لقول الكلام الجارح، وذكر عيوب الطرف الآخر، هذا الموقف فعلًا لا يستدعي هذا.

ضعا معًا قائمة بالمشكلات التي تواجهكما وتودا إيجاد حل لها، وضعها كافة الآراء والحلول على الورق، ويمكنكما بحسبة بسيطة أن تقربا المسافات، بحيث لا تُظلم رغبات أي طرف في المُناقشة، ليس المهم من يفوز في النهاية.. المهم أن تبقيا بسعادة ورضا بما وصلتما إليه.

2- التكلم في المشكلة

إن تجاهل وجود مشكلة الخرس الزوجي من الأساس ليس حلًا، بل إنه من الصواب أن تجلسا وتضعا معًا الأسباب التي أدت بكما إلى هذه الحالة، فالحفاظ على هذه العلاقة من التفكك قضية تستحق.

لا مشكلة إن عبرت عن مخاوفك بصراحة شديدة، كخوفك من عدم التقبل، أو أنك تشعر بأن الآخر غير مهتم بما تقول، والأمر الجيد أن تختار الطريقة التي تقول بها هذا.

كأن تقول أعلم أني لست محاورًا جيدًا لكن أريد المحاولة معك أنت بالذات، هذا سيُشجع الآخر على النقاش هو أيضًا، ولا تُهاجم مهما حدث، حتى إن كُنت تُريد أن تذكر عيبًا أو مشكلة في الطرف الآخر.. تذكر أنك تُحاول إصّلاح الوضع وليس تعقيده أكثر.

3- وضع قائمة للمهام

إن هذه الطريقة دائمًا ما تُفلح في علاج الخرس الزوجي، فليس من الصحيح أن يبقى البيت في هذه الحالة من الصمت، حتى إن كانت هُناك بيوت عامرة يسكُنها الصمت، إلا أن هذا العمار لا يدوم طويلًا، وإن دام فإن الحياة تكون باهتة، لا معنى لها ولا طعم.

لماذا يقبل الإنسان بأن يحيا حياة التُعساء إن كان في يده أن يكون سعيدًا وهانئًا بشكلٍ أفضل؟

  • يجب أن تتفقا على موعد تجلسا فيه معًا بلا أي مُشتتات.
  • الاتفاق على أنشطة تقوما بها معًا، على أن تكون مُفضلة لكلاكما ومتحمسان لها، ويوجد أمثلة كثيرة مثل: “تعلم لغة جديدة، تعلم عزف آلة موسيقية بيانو أو جيتار، صفوف الطبخ، وصناعة الفخار، التزلج على الجليد، الذهاب لصالة الرياضة، أو حتى مُشاهدة فيلم معًا”.
  • تحديد وقت للتحدث فيه عن النشاط الذي قمتما به معًا، ماذا تعلمتما، وماذا تريدان أن تفعلا فيه أيضًا، وليصف كل واحد منكما شعوره وقت تأدية ها النشاط.

تُساعد هذه التجربة على أن يكون لكلاكما مهارة تبادل الأحاديث العابرة، ومُشاركة الاهتمامات، والتعبير عن المشاعر، وبهذا يُصبح الخرس الزوجي في طي النسيان.

أقرأ أيضًا: علامات السحر بين الزوجين وطرق علاجه

هل يوجد فوائد للصمت بين الزوجين؟

لعلك ترى أن هذا الصمت القاتل لا يفعل شيئًا سوى القضاء على الحياة الزوجية بالبطيء، إلا أنه يُمكنك الاستفادة منه ببعض الحالات، للحفاظ على استقرار زواجك، فكم من بيوت عامرة يسكُنها الصمت.

  • يُعطيك وقتًا للتفكير في الطريقة الأنسب لقول الأمور التي تُغضبك، بدلًا من رميها في وجه شريكك فتندلع الحرائق بينكما.
  • يجعلك تُفكر مليًا في أي مشكلة بينكما لتُدرك أسبابها ومن المُخطئ فيها، وتُدرك بهذا ما إذا كان لِزامًا عليك أن تعتذر.
  • يُساعدك الصمت قليلًا للاستماع إلى صوت الآخر، فهم احتياجاته، والتعرف على آلامه.
  • قد يكون الصمت بديلًا أفضل عن الهجر، حيث يولد هذا الأخير الجفاء مع الوقت.
  • يترك لك المساحة للتفكير في الخطوة التي عليك أخذها.
  • أحيانًا يكون عدم الخوف من الصمت، أو عدم وجود أحاديث لليوم، أو أن كلاكما مُتعب ويريد فقط أن يرتاح جوار الآخر، هو أحد أشكال النُضج في العلاقات، وعليه فإنه لا ضير في تناول وجبة الفطور في هدوء، أو أكل الفشار أمام الفيلم في المساء دون التحدث كثيرًا.
  • غالبًا ما يكون الصمت حين تكون غارقًا بين أحضان شريكك من الإيجابيات له، فالاسترخاء هُنا يحتاج إلى بعض الهدوء بالفعل، وإلى القليل من الكلام.
  • بعض الأزواج لا يحتاجون بالفعل لكثير من الكلام للتواصل، يكفي فقط أن يكون بينكما تواصل بصري وجسدي جيد.
  • وقت احتداد المُشكلات يكون الصمت الحل الأمثل كي تأخذا وقتًا لشفاء الحُزن الذي خيّم عليكما.

بعد طرح أهم أبعاد مشكلة الخرس الزوجي بيوت عامرة يسكنها الصمت نجد أن الكثير من أسباب المشكلات التي تواجه الزوجين بسبب عدم التجديد في العلاقة وعدم البحث عن اهتمامات مشتركة، الأمر الذي يتسبب في فتور العلاقة وهذا ما لا يحمد عقباه.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا