خطبة محفلية قصيرة عن الزواج

انتقاء خطبة محفلية قصيرة عن الزواج بيوم العقد من الخيارات اللطيفة التي تُعزز أهميته وقيمته لدى المسلمين، كيف لا وهو النعمة التي وهبها الله لبني آدم، بأن خلق لكل منهم زوجًا يسكن إليه، فيكون أقرب له من العالمين جميعًا.

خطبة محفلية قصيرة عن الزواج

ليس الزواج مُجرد عُرس جميل.. وطلة باهية للعروس، وغناء وسعادة من الأقارب وحسب، إنما هو عقد شراكة لمدى الحياة، وعلى الرغم من أنه يحق للشريكين إنهائه، إلا أن الأصل فيه أن يبيّتا النية بأن يكون أبد الدهر، فيأمن كل منهما الآخر.

خلق الله آدم عليه السلام.. وخلق منه زوجه، ثم جئنا جميعًا لهذه الأرض لنُعيد الفطرة من جديد، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” سورة النساء.

كما قال في سورة النجم: “وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى” خلقهما سُبحانه ليكونا لبعضهما أمانًا.. يتحابا ويعملا معًا على بناء بيت يُذكر فيه اسم الله، قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون“ سورة الروم.

شرّع الله لنا الزواج، وشرّع معه تعاليم عِدة، فأمر الرجال ألا تُواعد النساء بل يقدمون على الزواج مباشرة بعقد بيّن، قال تعالى: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ”. سورة البقرة.

الزواج ليس بتكرار لعادة مجتمعية، إنما هو شرع الله الذي قصد به أن يجد كل مسلم أنيسًا ورفيقًا له، فلم يخلق البشر إلا ليكونوا بمجتمعات متآلفة، ويغلب الظن أن ما يُعرقل الشباب عن هذه الخطوة هي الأوضاع المادية.

إلا أن الأصل في هذا أن يسعى الشاب للحلال، والله سبحانه هو من يعينه بذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: “حَقٌّ علَى اللهِ عونُ مَنْ نَكحَ التِماسَ العَفافِ عمَّا حرَّمَ اللهُ” رواه أبو هريرة.

كلمات لخطبة محفلية عن عفة الزواج

بخضم خطبتنا المحفلية عن الزواج من الجدير بنا أن نُدرك جليًا قيمته في الإسلام، فقد أمرنا به الله عز وجل، وحثنا عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد عنه: “كُنْتُ مع عبدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بمِنًى، فَقالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَوَا، فَقالَ عُثْمَانُ: هلْ لكَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ في أنْ نُزَوِّجَكَ بكْرًا، تُذَكِّرُكَ ما كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عبدُ اللَّهِ أنْ ليسَ له حَاجَةٌ إلى هذا أشَارَ إلَيَّ.

فَقالَ: يا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يقولُ: أمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلكَ، لقَدْ قالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاء“ صحيح البخاري.

بما يعني أن الرجل وإن كان فقيرًا عليه بالزواج إن كان بإمكانه ذلك، وليس فقط الرجل الفقير من يحق له أن يجد زوجًا يؤنسه، إنما النساء أيضًا، حيث قال تعالى: “وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”. سورة النور.

فالزواج ليس مُقتصرًا على غنيّ أو فقير، إنما هو حقٌ مشروع للجميع، على أن يكون عفة للإنسان كالأصل فيه.

اقرأ أيضًا: قصص عن الحياء في الإسلام

خطبة محفلية عن اختيار شريك الحياة

شرّع الإسلام أن الأصل اختيار زوج مسلم، أو زوجة مسلمة، وأن يكون الخلق الكريم هو سيد الموقف، فقال صلى الله عليه وسلم: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” رواه أبو هريرة | المحدث: مسلم.

كما حثّ -سبحانه وتعالى- بكتابه الكريم على حسن الاختيار فقال في الذكر الحكيم: “وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ *وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ* أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ“ سورة البقرة.

هذا هو الحق الذي يجدر به أن يتبع، فالإنسان جزوع ينسى دائمًا وقد تلهيه الدنيا عن عبادته سبحانه، لهذا أمرنا بأن يكون الأصل بالزواج هو شريكٌ يُعيننا على طاعته، فهذا هو الهدف الأساسي من الحياة.

كما جعل لكل ما بين الزوجين ثواب إذا كانت النية رضا الله عز وجل، فالأصل في الأعمال النيات، فيجب أن ينوي المسلم من الزواج العفة والتماس رضا الله سبحانه وتعالى.

على إثر هذا جاء حديث نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: “إنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتَغي بها وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فَمِ امرأتِكَ” رواه سعد بن أبي وقاص.

من الجميل أن ننهي خطبتنا المحفلية عن الزواج.. بأن نؤكد على كونه نعمة من الله عز وجل، فلنبارك لكل من ظفر بها، ولندعو لكل من لم يرزقه الله بعد بأن يُقر عينه بزوجٍ يكون له أنيسًا طيبًا.

اختيار خطبة محفلية قصيرة عن الزواج يجب أن يُراعى فيه انتقاء الكلمات بعناية استنادًا إلى ما ذُكر في كتاب الله تعالى.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة