هل الحب يأتي قبل الزواج أم بعد الزواج
هل الحب يأتي قبل الزواج أم بعد الزواج؟ وكيف يدوم الحب؟ فكثيرًا ما نرى عددًا من الشباب لا يعرفون الطريق صوب إقامة علاقة صحيّة خالية من التعقيدات.
هل الحب يأتي قبل الزواج أم بعد الزواج
كثيرًا ما نسمع بين الأمهات والجدات أن الحب يأتي بعد الزواج، إلا أن الأصغر سنًا يقولون إن الحب ليس كقطار يتأخر، بل أنه إن لم يأتي أولًا فلن يأتي مُطلقًا، فمن منهم على صواب؟!
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على تفسير ماهية الحب من وجهة نظرك أولًا، ثم بعد هذا يمكننا العمل على التدقيق فيما إذا كان يأتي قبل الزواج أم بعده، فتلك قضية شائكة.
أولًا: الحب بمفهومه التوافق
يعني التوافق أن يكون بين كلا الشريكين نوع من التناغم الاجتماعي والفكري والنفسي والمادي والتعليمي، فيكون كلاهما بذات الخلفية، ويساعد هذا الكم من التناغم بالمعطيات أن تكون الأفكار متشابهة، لهذا ستجد أن كلاهما يقع في حالة من التناغم.
أمّا إذا لم يكن هذا الشكل من التوافق موجودًا قبل الزواج فمن المستحيل أن تولده العشرة، وإن حدثت ذات مرة فهي ليست قاعدة.
مشاكل الزواج بالأصل كثيرة، ومتاعبه ليست سهلة، إلا أن هذا حين يكون مع شريك أيضًا لا يمكنه الاتفاق معك سيكون من الصعب ترك كل هذه المسؤوليات والتركيز في طريقة لتقبل هذا الحجم الكبير من الاختلاف.
فالبشر بالأصل مختلفون ونحن نحاول الحد من هذا القدر الكبير من الاختلاف، لذا فالحب بمعناه التوافق لا يمكن أن يأتي بعد الزواج.
ثانيًا: الحب بمعناه الانجذاب الجسدي
كثيرون هم من يعتبرون الحب لا يأتي إلا على هذه الشاكلة، وهو السبب الذي يجعلهم يتزوجون بالأساس، ثم يقولون بعد مدة أن الحب اختفى!
في الواقع لم يختفي سوى الفضول، كما ذهبت القيود التي كانت تمنعك فما عُدت ترغب الآن في شريكك.
هذا النوع من الحب غالبًا يأتي قبل الزواج وبعده، إلا أنه لا يمكن ألا يكون هناك أدنى قدر من القبول وتود أن يأتيك على طبق من فضة بعد الزواج، هذا لا يحدث بأرض الواقع.
أيضًا لا تترك نفسك للانجذاب الجسدي قبل الزواج بشكل يجعل حياتك بائسة، فالأمر أشبه بأن يكون شريكك واقفًا على أعلى جبل، ومهما تصعد لا تتمكن من الوصول لأنك لا زلت لا تحل له، أما إن وصلت في حرامٍ فستكون كمن ألقى بنفسه من أعلى سفحه.
ثالثًا: الحب كأنه الود والرحمة
الود والرحمة هي الهدية التي أودعها الله بالزواج، نعمته المقدسة، تلك العلاقة التي تخضع دائمًا للتدبير الإلهي، والحب بمعناه الود والرحمة غالبًا ما يأتي بعد الزواج.
فهو يحدث بطول العشرة، وطيب الأصل، واعتزاز المرء بشريكه وتقديره له، كأن يطبخ الزوج لزوجته في مرضها، أو تجلس هي ترعاه في مرض أصابه.
كل هذا من شكل الحب الذي تحدثت عنه أمهاتنا أنه هو ما تقام به البيوت، وهو الذي يظهر بعد الزواج، وبالفعل هو الحب الدائم، والرفق الذي لا يمكن تبديله بأي شعور آخر.
أن تكون آمنًا مطمئنًا، تشعر أنه ما فاتك من حلاوة الدنيا شيء جوار هذا الرفيق الطيب، علاقة يُباركها الله برضاه، فتفيض سعادة على صاحبيها.
اقرأ أيضًا: جواز الصالونات ومقاييس اختيار شريك الحياة
رابعًا: الحب بمعناه المشاعر
تلك الفراشات التي تختلج الصدر على حين غفلة إذا ما ظهر أمامك من هواه قلبك، ولا تتحرك داخلك فقط بل تخرج من عينيك وكلماتك وتحيط بكما معًا في هالة لا تشبه كل ما بالأرض.
هذا الشعور الأفلاطوني كالمخدرات تمامًا، يدمن عليه البشر ويعتقدون أنه الحب الحقيقي، وهو بالواقع ما هو إلا تذبذب بهرمونات الجسم نتيجة رؤية من تنجذب إليه جسديًا.
لا يدوم هذا الشعور طويلًا، إذ يختفي أحيانًا بعد عدة أشهر بغالب الأحوال، ولنسبة قليلة جدًا يمتد إلى عام أو عامين، لذا بالنهاية فالإجابة على هل الحب بمفهومه المشاعر يأتي قبل الزواج أم بعده؟ فالإجابة قبله بالطبع.
السبب الذي يجعل هذا الشعور يأتي سابقًا للزواج أنه يحدث بمجرد ملاقاتك لهذا الشخص، ويطلق عليه البعض الحب من النظرة الأولى، وهو بالأساس لم يكن حبًا.
كيف ينمو الحب بعد الزواج؟
إذا كان الحب يأتي بعد الزواج، فسيكون علينا العمل على إبقاؤه بأفضل شكل ممكن، كيف لا وهو سيد الحياة الزوجية السعيدة.
أولًا: تخصيص وقت للزوجين
إن العامل الأهم في نجاح أي علاقة أن يكون طرفاها على شكل من التناغم في وقت جيد يقضيانه معًا، وعليهما أن يجدا نشاطًا يقومان به؛ لتكون كل أوقاتهما ذكرى سعيدة.
- بالطبع الإجابة على هل الحب يأتي بعد الزواج أم قبله جاءت بالإجابة بعده لأنه الوقت الذي يسمح لكلاهما بممارسة هذا الحب في إطار شرعي، فمن أساسيات الزواج أن يحوي إشباعًا عاطفيًا وجسديًا لكلا الطرفين.
- ممارسة هواية جديدة، مثل رياضة يحبها كلاهما أو الذهاب في رحلة استكشافية، كما يمكن الاستكفاء بمشاهدة التلفاز مع بعض الطعام إن كان هذا مرحًا بالنسبة لهما.
- تعلم شيء جديد، ليكون لكلاهما حديث لا ينفذ حول موضوعات جديدة كل يوم، مثل تعلم الموسيقى والعزف، أو تعلم الطبخ والحياكة، أو حتى الشطرنج.
- يُفضل أيضًا أن يتناول كلاهما الوجبات الرئيسية معًا، فهذا النوع من المشاركة بالذات يُضفي شكلًا مميزًا على العلاقة الزوجية، ويعطيها طابعًا حميمًا.
ثانيًا: معرفة لغة الحب للشريك
الحب الذي يأتي بعد الزواج نابع من الاهتمام بتقديمه وفق لغة الحب الصحيحة، والتي بدونها تبدأ مشكلات عدم الشعور بالحب والألفة تظهر.
- الوقت الجيد: هي أن تخصص لشريكك وقتًا تقضيه معه في ألفة تامة، وهذا الوقت لا يتضمن الصمت أبدًا بل أن يكون وقتًا به قدر من الاستماع وتبادل الأحاديث، وسيقدر شريكك جدًا أن يراك مشغولًا وتفرغ الوقت من أجله.
- التلامُس الجسدي: بعض الأشخاص لا يعبرون عن حبهم سوى بعناق طويل، أو الإمساك بالأيدي، وإذا كانت هذه الطريقة التي يشعر بها شريكك أنه محبوب فعليك السعي على إظهار حبك بهذا الشكل.
- الأفعال الخدمية: البعض لا يشعر أنه مُقدر وشريكه يحبه ويفكر فيه إلا إذا وجده يحمل عنه بعضًا من المسؤوليات، وهذا الأمر له قيمة كبيرة، ومن أمثلته أن تساعد في العمل، أو تنظف البيت.
- الهدايا: لا يمكن عدّها أبدًا لغة حب مادية، فصاحبها يعبر عن مشاعره تجاهك بها أيضًا، ولا يشترط أن تكون هدية باهظة الثمن، يكفي وردة لتشعر الآخر أنك تهتم به أو بما يحب.
- كلمات الشكر والتقدير: غالبية صاحبات هذه اللغة من السيدات، هذا لأنهن أكثر من يحب سماع المديح، أو أن تواسيها بالعبارات أنها تبذل جهدًا كبيرًا، ولهذه اللغة أيضًا أنصار من الرجال يفضلون أن يتم تشجيعهم دائمًا بأيامهم الصعبة.
ثالثًا: حل نقاط الخلاف
لا تعني العلاقة السوية أبدًا أن تكون خالية من أي اختلاف بوجهات النظر، العلاقة غير السوية هي التي تكون بها طريقة الخلاف تلك بها قدر من الإهانة أو الإذلال للطرف الآخر وذكر مساوئه، لذا للحصول على الحب الذي يأتي بعد الزواج عليك اتباع بعض القواعد.
- عدم رفع الصوت أثناء النقاش.
- أن يكون هناك لغة من التفاهم لا من التجادل والتناحر.
- أن تعرض وجهة نظرك وتستقبل وجهة نظر الطرف الآخر دون تحيُز لرأيك، وتحاول تقريب المسافات، يُمكنك التنازل قليلًا في مقابل أن يتنازل شريكك أيضًا.
رابعًا: الصدق والإخلاص
ليس من الطبيعي أن تتوقع ان ينمو زواجك تجاه الأفضل وأنت لا تُخلص لشريكك ولست صادقًا معه، قل الحقيقة حتى إن لم تكن الأفضل، واسمع وتقبل الحقائق التي تُقال لك حتى إن لم تكن تعجبك.
حين تخطئ بحق نفسك فأنت لا تكذب عليها بل تكون حقيقًا تمامًا، وهكذا عليك أن تكون مع شريكك.. طبيعيًا تمامًا، عامله كأنه نفسك.
ليس من المعقول أيضًا أن تنتظر طول الأمد لزواجك وأنت لا تُخلص! وهذا ليس لأن الخيانة فعل فادح ومؤذي للطرف الآخر وحسب.
إنما هي تُسبب أن تبذل كامل مشاعرك الطيبة وقدرتك على مبادلة الأحاديث والتسالي مع أشخاص آخرين، وحين ترغب في فعل هذا مع شريكك لن تستطيع، فقد نفذ كل ما لديك!
كيف أعرف أن شريكي يُحبني؟
إن هذا السؤال بذات أهمية معضلة هل الحب يأتي قبل الزواج أم بعد الزواج؟ فما إن تستمر العلاقة لبعض الوقت ويختفي وهج البدايات يبقى سؤال يجول بخاطر الجميع.. ما الدليل على أن مازال بيننا هو حب؟
أولًا: الخوف على شريكك
قد تظن أن كل الحب قد اختفى فقط لأن الحياة أصبحت روتينية إلى حدٍ ما، ولكن إذا ما شعرت بأي خطر يُداهم شريكك ستجد أنك بحالة من الذعر، ولن تستطيع أن تبقى هادئًا روتينيًا، فأنت من داخلك تريد هذا الهدوء والاستقرار ولا تود فقدانه.
ثانيًا: الاعتماد عليه عاطفيًا
الجميع يعتمد على شريكه بالزواج في الإشباع الجسدي، فهذا هو المشروع مُجتميعًا ودينيًا، لكن ليس الجميع يعتمد عاطفيًا.
فهذا الشكل من الإشباع العاطفي بأن يكون لكلاكما القدرة على مشاركة الهموم والافراح والأتراح بالغ الأهمية، وهنا يمكنك أن تدرك أن الحب يأتي بعد الزواج فعليًا.
ثالثًا: التخطيط للمستقبل
الرغبة في الاستقرار، والشعور بالأمان حيال المستقبل مع هذا الشخص هو بحد ذاته المودة والرحمة التي أفردنا لها، بالتالي فهذا دليل واضح على أن الحب يأتي بعد الزواج.
رابعًا: التعاطف القوي
أن تكون دائمًا محبًا، ترى عيوبه لكن تغفرها، وترى مميزاتها وتضع عليها الدوائر له لتزيده سعادة، وإذا ما آذاه أحد ستكون في صفه حتى لو قتل شخصًا ستذهب لتفكر معه أين تدفناها.
هذا المعنى الحقيقي أن تكون في زواجك واحد وواحد يساوي واحدًا، هذا هو الشكل الصحيح للحب الذي يأتي بعد الزواج.
كيف يتدمر الحب بعد الزواج؟
إن اختفاء العاطفة بعد الزواج راجع بالتأكيد لإهمال قوي من قِبل الطرفين.
- الفتور الذي يأتي من إهمال الزوجين تنمية أواصر المحبة بينهما طوال الوقت، وقد تمون الخيانة أو التعامل مع أشخاص كُثر من الجنس الآخر سببًا كذلك.
- إهمال مشاعر الطرف الآخر، والتعامل معها بأنها لا تعني الكثير، يؤدي لشعور مؤلم بعدم التقبل، مما يهدم الحب سريعًا.
- كثرة المقارنات بين الشريك والأشخاص المحيطين، فمن الصواب أن تحبه هو لذاته ليس لأن يكون هو الشخص المثالي بالمكان.
- اختفاء الرحمة من العلاقة، وعدم غفر الذنب مهما كان صغيرًا أو لا يهم.
- تدخلات الأهل والأصدقاء في مل النزاعات، هذا يجعل المشاكل لا تنتهي سريعًا بل تأخذ أضعاف الوقت، كما تسبب حالة من الجفاء والحزن، وهو تصرف غير لائق يفضح أسرار الزوجين.
- عدم إيجاد الوقت للشريك، وعدم الجلوس معه لوقت كاف للتحدث في شؤونهما، يولد هذا حالة من الحزن والتباعد طويلة جدًا.
إن الحب الذي يستمر بعد الزواج يأتي إثر عمل وجهد طويل الأمد من كلا الطرفين على إنجاح هذه العلاقة، وبالتأكيد الزواج هو أمر يستحق بذل كل هذا الجهد من أجله.
تابعنا على جوجل نيوز