مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة
مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة يتردد عليها كثير من المصريين، ويعمدون إليها للتبرك والدعاء بها، ويطلبون ما يتمنون من الأولياء.. حتى أنها أصبحت من تراث البلد الذي يعمد إليه السائحين والزوار، وتعددت تلك المقامات، فتتواجد بكثرة في مختلف أنحاء القاهرة.
مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة
يُطلق الضريح على القبور التي شُيدت بحجر ونحوه لتخليد ذكرى صاحب هذا القبر، وهذا ما يجعله يختلف عن المقام، إذ لا يشترط أن يكون قبرًا بل أي مكان خلد فيه هذا الميت ذكرى قد يطلق عليه مقامًا، والذي شاع كثيرًا تواجده في مصر منذ مئات السنين.
1- مسجد السيدة زينب
يقع بحي السيدة زينب في شارع ساحل الغلال، بولاق 4، بولاق، محافظة القاهرة، يرتاد عليه الكثير من المصريين للتبرك بها، ويقطعون المراكز والمحافظات والمسافات البعيدة من أجل زيارته كواحد من مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة، تم ترميم المسجد وتوسعته عدة مرات، حتى صار ضعف مساحته الأصلية.
يزعم الكثير وجود قبر السيدة زينب بنت على أخت الحسين رضي الله عنهما في أحد زوايا المسجد وأنها توفيت بمصر، وهذا غير صحيح، إذ لم يثبت أنها قدمت إلى مصر أصلًا ناهيك عن دفنها بها، وذُكر أنها عادت إلى المدينة عقب مقتل الحسين، ولم يرد أنها قدمت إلى مصر.. وإنما دُفنت بجوار أهلها بالمدينة.
2- مسجد السيدة نفيسة
يعد من أقدم المساجد بالقاهرة، ويتردد عليه الكثير من الزوار، من أجل التبرك والدعاء، إذ يشتمل على مقام السيدة نفيسة بنت الحسن، والذي يعد واحدًا من أشهر مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة.
- تعرض المسجد للتجديد والترميم على مر العصور منذ عهد الناصر بن قلاوون.
- ثبت وفاة السيدة نفيسة بمصر، حيث ورد أنها قدمت إلى مصر برفقة زوجها، وتوفيت بها عام 208 هـ.
- قال عنها العلامة الذهبي: “ وَلَمْ يَبْلُغْنَا كَبِيْرُ شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهَا. وَلِجَهَلَةِ المِصْرِيِّيْنَ فِيْهَا اعْتِقَادٌ يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ، وَلاَ يَجُوْزُ مِمَّا فِيْهِ مِنَ الشِّرْكِ، وَيَسْجُدُوْنَ لَهَا، وَيَلْتَمِسُوْنَ مِنْهَا المَغْفِرَةَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ دَسَائِسِ دُعَاةِ العُبَيْدِيَّة.”
3- مسجد الإمام الحسين
بُني هذا المسجد في عهد الدولة الفاطمية، وسمي بذلك للاعتقاد المزعوم بأن رأس الإمام الحسين دفنت به، يحتوي المسجد على ثلاثة أبواب، وله منارة في الركن الغربي منه، وبنيت أبوابه من الرخام الأبيض، وورد عن دفن جثمان الإمام الحسين في كربلاء حيث استشهد، بينما اختلف في رأسه.
- قيل إن الخليفة الفاطمي خشي على رأسه الشريفة من الأذى، ولذلك أرسل في إحضارها إلى مصر من مدينة عسقلان بفلسطين، ثم دفنها في الموضع الحالي، ومن ثم بناء المسجد عليها.
- بينما يرى شيخ الإسلام بن تيمية أن المشهد الموجود بالقاهرة وغيره من المشاهد التي بنيت للإمام الحسين غير صحيحة.. حيث إنه تم بناء ضريح القاهرة عام 540 تقريبًا، وأنه نقل من ضريح بعسقلان الذي شُيد بعد عام 490، أي أنه أقيم بعد مقتل الحسين بنحو 430 عام.
قال ابن تيمية رحمه الله أن رأس الإمام الحسين دفنت بالمدينة، وليس كما يزعم البعض أنها دفنت بمصر، واستشهد لذلك حيث قال:
” أن دفنه بالبقيع: هو الذي تشهد له عادة القوم. فإنهم كانوا في الفتن إذا قتلوا الرجل – لم يكن منهم – سلموا رأسه وبدنه إلى أهله، كما فعل الحجاج بابن الزبير لما قتله وصلبه، ثم سلمه إلى أمه.”
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن سلمان الفارسي
4- “مسجد السيدة فاطمة “
يقع في منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة، وزُعم أنه تم بناء المسجد على مشهدها، منذ الحاكمية، بينما يتفق الفقهاء على أن السيدة فاطمة رضي الله عنها دفنت بالبقيع في المدينة المنورة، يقع الضريح داخل المسجد على شكل قبة مرتفعة، والتي جددها عباس باشا فجعل لها ميضة، ومنبرًا ودكة.
- يقام لها مولدًا سنويًا يستمر لمدة 10 أيام، وحضرة لها يومًا كل أسبوع هو يوم الثلاثاء، ظنًا أنه نفس اليوم الذي كانت تعقد فيه السيدة فاطمة مجلس العلم.
- يرتاد عليه العديد من المصريين تبركًا به، وتوسلًا به، ويعد واحدًا من مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة.
5- مقام ومسجد السلطان أبو العلا
يقع في بولاق بالقاهرة ونسبت إليه منطقة بولاق أبو العلا، هو الحسين بن على الملقب بالسلطان أبو العلا، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين والسيدة فاطمة، ولد في مكة ثم اعتمد إلى مصر من أجل الالتقاء بعلمائها، وعُرف بزهده وورعه، ويذهب إلى مقامه الكثير من أجل التبرك والدعاء، فإنه يعد واحدًا من مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة.
موقف الإسلام من الضرائح والمقامات
اتخذ الإسلام موقفًا واضحًا من المقامات والمشاهد، فبين ما ينبغي للمسلمين فعله تجاه الموتى، وحذر مما لا يجوز.
حكم بناء المقامات على القبور
وفقًا لما بينه لنا بعض المشايخ عن أحكام تتعلق بالقبور، فإنه لا يجوز شرعًا بناء الأضرحة والمقامات على القبور.
حيث إنهم قالوا: نهت سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن دفن المسلمين في المساجد، أو بناء أحد الضروح والمساجد على القبور، مهما بلغت منزلتهم ومكانتهم، فكان أمر النبي هو دفن جميع الموتى في مقابر المسلمين.
- نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبور.
- لو كان أمرًا جائزًا لكان أولى به صحابته من بعده، أو فعله النبي في أصحابه بعد وفاتهم.
- كان قبره عليه الصلاة والسلام لا مبني ولا مطين، وكذلك كان قبر صحابته من بعده.
- قال ابن القيم في حكم المساجد التي شيد عليها القبور: “ وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بني على قبر، كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد”.
لكن أقر دار الإفتاء بأن المقامات جائزة، وذلك وفقًا للنية، ومن الطبيعي أن تكون نية زوار المقامات هي الرغبة في الترحم عليهم فقط، وليس الطواف حول مقاماتهم كالكعبة.
يجوز للمسلم عند مروره على أحد تلك الأضرحة والمقامات إلقاء السلام عليهم، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ قولي السلام عليكم دار قوم مؤمنين”.
تابعنا على جوجل نيوز