هل الصدقة تدفع شر الحلم

هل الصدقة تدفع شر الحلم؟ وما فضلها؟ الصدقة هي شعار المتقين المؤمنين الصادقين، ولواء الصالحين؛ لما تبثه من تزكية وتطهير النفس البشرية، ومرضاة للرب وإزالة الدنس من البدن.

هل الصدقة تدفع شر الحلم؟

تدفع الصدقات الخالصة لوجه الله تعالى شرور الاحلام والكروب الناجمة للفرد المسلم بمختلف أسبابها،فالرؤى السيئة تأتي من هلاوس النفس ولا تعتمد على أي رسائل من المولى تعالى لعبد، فتراوده الأفكار السلبية المتمثلة في تلك الأحلام السيئة التي تزوره خلال تلك الفترة التي ينتظرها الانسان ليتناول قسط من الراحة بعد عناء اليوم الطويل.

فعلاج تلك الوساوس الشيطانية المتمثلة في الأحلام هي الكتمان والاستعادة واللجوء إلى المولى عز وجل بالصلاة والدعاء والصدقات.. لكن هل الصدقة تدفع شر الحلم بالفعل؟

  • إذا كان شر الحلم قادم إثر ذنوب العبد المسلم، فالصدقة تنقى العبد المسلم من الخطايا وتمحوها.
  • قد يكون الحلم السيء نتيجة دخول النار لا قدر الله، فالمتصدقين ذوي الصدقات الخالصة لوجه الله دون رياء أو نفاق يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله الواحد الأحد.
  • أما إذا كانت الرؤية نتيجة بلاء قدره المولي سبحانه وتعالى، فالصدقة تدفع شر الحلم بفضل الله تعالى عن المسلم الذي قام بإخراجها بنية خالصة.

فيكمن إجابة سؤال هل الصدقة تدفع شر الحلم؟ في أن تلك الوساوس الشيطانية قد تكون لبث الخوف والفزع بقلب عباده المؤمنين، حيث إن الخوف غريزة طبيعية بالنفس البشرية لكن المؤمنين الصالحين يستطيعون تفادي هذا الفزع عن طريق التنفيث على الجهة اليسرى من الكتف والاستعاذة من شر الرؤى.

بالإضافة إلى إخراج الصدقات والصلاة وقراءة القرآن الكريم، وذلك كما في الحديث الشريف (الرؤيا الصالحةُ من اللهِ، والحلمُ من الشيطانِ، فإذا رأى أحدُكم ما يكرهُ فلينفثْ عن يسارِه ثلاثًا، وليتعوَّذْ باللهِ من شرِّ ما رأى ومن الشيطانِ، ثم ينقلبْ على جنبِه الآخر، فإنها لا تضرُّه).

فضائل الصدقة

لا يقتصر فضل الصدقة في أنها إجابة سؤال هل الصدقة تدفع شر الحلم؟ لكن لها عدة فضائل على العبد الصالح أن يتمسك بها إثر تلك الفضائل.

  • تطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى وتمسح الذنوب والخطايا وتنقي العبد من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، كما تبعد عنه الشيطان المسئول عن الأحلام السيئة.
  • تقي الإنسان شر النار وعذابها فهناك حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)
  • يستظل العبد المسلم في ظل صدقته يوم القيامة وهناك حديث صحيح عن عقبه بن عامر يقول فيه َقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ – أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ).
  • تعد الصدقات هي الدرع الواقي من جميع الأمراض والأسقام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة).
  • أكد ابن القيم أنه علاج لكافة الابتلاءات “للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر، أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه”
  • تعويد النفس على العطاء والمنح، لنيل البر والبركة ولمضاعفة الحسنات والخيرات كما قال الله سبحانه في الكتاب الكريم في سورة آل عمران (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92))
  • تقى الشخص من هواجس النفس فالصدقة تدفع شر الحلم السيء النابع من الأفكار السيئة.
  • كما تساهم في تيسير الكروب وتخطي الأزمات، وتطهر القلب من اللغو والكذب.
  • يدخل المتصدقين من باب مُخصص لهم يوم القيامة يسمي باب الصدقة.
  • يحتل العلماء المتصدقين بعلمهم مكانة خاصة فهم المقربون إلى الله وبأعلى المنازل في الجنان.

اقرأ أيضًا: حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي

أهمية الصدقات للمجتمع

الصدقة وإخراج الأموال في سبيل الله من أركان الدين الإسلامي الحنيف شريطة أن يكون ذلك في السر ولا يتخلله أي رياء، حتى لو كان لأن الصدقة تدفع شر الحلم، فيجب أن تكون في السر مهما كان مبتغاها.. حيث تعود على العبد بفضائل عديدة والمجتمع أيضًا.

  • تقتل كل أشكال الفقر في المجتمع.
  • تساعد في القضاء على مختلف الأمراض المجتمعية وتساعد في إنشاء مجتمع سليم ومعافى من الجريمة والفحشاء والحقد والحسد والبغضاء .
  • تنشر روح المحبة والألفة بين البشر.
  • إن الصدقة تدفع شر الحلم عن المسلم السيء، فتعزز من ثقته بنفسه وتحسن من صحته النفسية، ومن ثم صلاح المجتمع بأكمله.

أنواع الصدقات

الصدقة الجارية هي أفضل أنواع الصدقات؛ لأن ثوابها لا ينقطع فهو مستمر بحياته وإلى بعد الممات فعن أبي هريرة رضي الله عنه روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)، لكن للصدقة في العموم نوعان رئيسين.

أولًا: الصدقة النافلة

تشمل جميع سبل العطاء والهبات والمنح الموجهة للفقراء والمساكين من أموال خلاف الزكاة، التي بدورها المنبثقة من تعاليم الدين الإسلامي السمحة ومن الجليّ أن صدقة التطوع لا تقتصر على نوع واحد من أعمال الخير.

  • الكلمة الطيبة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم الموعظة و النصيحة والمشورة.
  • تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها.
  • سقاية الماء لكل عطشان وعابر سبيل.
  • الابتسامة في وجه أخيك المسلم وهي من أبسط الصدقات مما يدل على سماحة الدين الإسلامي وبساطته.
  • زراعة الأشجار وسقاية النبات والطير والحيوانات.

ثانيًا: الصدقة المفروضة (الزكاة الواجبة)

تحتاج إلى شروط خاصة ومصارف محددة شرعًا، وقد فرض الله الزكاة على المسلمين في العام الثاني للهجرة، كما ثبت وجوب الزكاة في القرآن الكريم في الكثير من الآيات.

لمن تصرف الصدقات؟

الصدقة لغويًا ما يمنح للفقير بغرض التقرب إلى الله ولاسيما عندما تمنح بشكل سري، والصدقات تكون في عدة أشكال من أموال وعقارات وثياب أو طعام أو بناء مساجد والذي يعد من الصدقات الجارية، بالإضافة إلى الخبرات والمهارات الشخصية المقدمة لخدمة أفراد المجتمع.

فقد أشار المولي سبحانه وتعالى عن المستحقين للصدقات والزكاة في سورة التوبة (۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)).

1- الفقراء والمساكين

بالإضافة إلى أهل الحاجة الذين لا يملكون قوت يومهم ولا ما يكفيهم فقد قال العلماء أن الفقراء أشد حاجة من المساكين.

ذلك إسنادًا إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( اللَّهمَّ أَحيِني مِسكينًا، وأَمِتْني مِسكينًا، واحشُرني في زُمرةِ المساكينِ يومَ القيامَةِ، فقالَت عائِشةُ: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّهم يَدخُلون الجنَّةَ قبلَ أغنيائِهم بأربعين خريفًا، يا عَائشةُ، لا ترُدِّي المِسكينَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ، يا عائشةُ، أحِبِّي المساكينَ، وقَرِّبيهم؛ فإنَّ اللهَ يقرِّبُكِ يومَ القيامَةِ).

2- العاملون على الزكاة

هم الأشخاص المسؤولة عن جمع الزكاة وأموال المسلمين الأغنياء ولا يشترط لكي يأخذوا من هذه الأموال أن يكونوا فقراء..

3- المؤلفة قلوبهم

هم الذين يمنحوا من الزكاة ترقيقًا لقلوبهم للدخول في الإسلام.

4- في الرقاب

هم ثلاثة أنواع المكاتبون المسلمون لفك كربهم، وإعتاق الرقيق، والأسرى من المسلمين.

شروط قبول الصدقة

لا يجب أن تكون الصدقة الواجبة فقط ما يلزمها الشروط، بل النوافل أيضًا يجب أن تخضع للشروط التي تزيد من أجر العبد المسلم.

  • أن يكون مسلم ومؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتبع شرائع الدين الإسلامي الموجودة بالكتاب السماوية.
  • أن يكون الشخص عاقل بالغ كامل الأهلية.
  • يجب أن يكون المتصدق حر مستقل له الاحقية في التصرف في أمواله كيفما يشاء.
  • الصدق في النية وأن يكون المال حلال واكتسبه من الطرق الشرعية لكسب الأموال.

الصدقة هي الأربطة التي تشد بنيانه وتقوية والملجأ والملاذ الواقي من تقلبات الدهر ووساوس الشيطان.. فالصدقة تدفع شر الحلم عن الحالم بما ينتابه من فزع وهلع.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة