الفرق بين الكلابية والأشاعرة
الفرق بين الكلابية والأشاعرة يكون في عدد من الصفات التي تميز كل مذهب منهما، وعلى الرغم من الأخطاء أو العيوب التي قد يتبعها أحدهما، لكن هُناك دائمًا خُطى صائبة بطريق العلم.
الفرق بين الكلابية والأشاعرة
الكلابية والأشاعرة هي عبارة عن مذاهب، تُنسب كلٌ منها إلى مؤسس، والاختلاف يكون في وجهة نظر كلاهما في الحكم بين القضايا الفكرية، ويتجلى هذا الفرق بمواضع عدة.
أولًا: مؤسس كل مذهب
علينا بداية تعريف كل مذهب لمؤسسه، إذ يرجع كلاهما لأصل مختلف.
- ترجع الكلابية إلى عبد الله بن سعيد بن كلاب، وهو وتلميذه أبي حسن الأشعري، وكلاهما من علماء الكلام، ويمكننا القول إن عبد الله بن سعيد كان محنكًا بالمناقشات، وكان يصف نفسه كونه وسطًا بين أهل السنة والجماعة وأهل الاعتزال.
- أمّا الأشعرية فهي منسوبة إلى أبي الحسن الأشعري، تبنى الاعتزال، ثم عاداه، واتبع بالأساس منهج الدليل العقلي والبرهاني، وكان يستخدمه كي يرد أساسًا على الفلاسفة والمعتزلة، متبعًا بهذا إمامه عبد الله بن كلاب.
ثانيًا: تصور القرآن الكريم
يرى الكلابية أن القرآن عبارة عن حكاية لكلام الله عز وجل، أمّا الأشاعرة رأوا أنه كلام الله ورفضوا اعتباره حكاية، ولكن ما الفرق بين الرأيين؟
فبحسب ما ورد عن أبي حامد الإسفراييني، أن الحكاية إلى أن هذا الكلام كما المرآة، أو الصدى عن كلام المتكلم الأصلي، بينما العبارة هي ما عبر من كلماته بنفس الضمائر والصوت والحروف، وهذا الرأي نُقل عن ابن تيمية كذلك.
أمّا الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمة الله فقد نقد هذه التفرقة تمامًا، وقال إن بالنسبة له كلاهما شيءٌ واحد وكان يرى أن كلًا من الأشعرية والكلابية مخطئين في وضع هذه المسميات من الأساس.
اقرأ أيضًا: ما هو اسم جد الرسول عبد المطلب
ثالثًا: الفرق بين الكلابية والأشاعرة بالمعتقد
على الرغم من الأشعرية غالبًا ما كانت تتبع الكلابية، إلا أنها اختلفت معها بعدة مواضع.
1- معتقدات الكلابية
قالوا إنهم اتبعوا السلف الصالح، متبعين بهذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم خالفوهم في عدد من المسائل.
- محاولتهم لإثبات الصفات الفعلية والاختيارية، كما أوّل مثلًا صفة الأصابع كونها من نعم الله سبحانه.
- يؤكدون على أن الإيمان عبارة عن تصديق قلبي مع قول باللسان، ولا يضيفون أي سيء في الإيمان غير ذلك، حتى أنهم قالوا إن مرتكب الكبيرة لا ينقص إيمانه، إذ لا يعتبرون للجوارح تأثير فيه.
- لا يعتدون بعلم أخبار الآحاد.
2- معتقدات الأشعرية
كان منهجه ما ينقل، ثم يُعقل، وكانوا فعليًا يتبعون السنة في تصديق أوصاف الله والاعتقاد بأن بالحساب والملائكة والحساب والعقاب والثواب.
- استدلوا دائمًا في كل آرائهم على ما جاء بالكتاب والسنة، ولم يكن يستخدم العقل بدايةً، بل كان يرجع للأدلة والبراهين، ويُصدق عليها كما جاءت، ثم يُعمِل العقل لفهمها وتفسيرها.
- كان ينتسب للمعتزلة، لمعرفة عقائد القرآن، ولكنه لم يتبعهم في فهم نصوص القرآن والحديث.
- بل كان يرد على المعتزلة حجتهم بطريقتهم.
- كان مذهبًا متصديًا للرد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية.
هل هُناك تشابه بين الأشعرية والكلابية؟
كتاب “آراء الكلابية والعقدية وأثرها في الأشعرية” لهدى بنت ناصر، تؤكد فيه أن ابن تيمية قال إن الأشعري تأثر كثيرًا بالكلابية، وأورد عددًا من الأمور المتشابهة.
- الطريقة التي اتبعها كلاهما في إثبات صفات الله تعالى هي ذاتها، حتى اتبعا الأسلوب ذاته بإثبات أزليتها.
- وحدة صفات الله تعالى كان للأشعرية الأسلوب ذاته بإثباتها.
- قال ابن كلاب عن صفة الإرادة مثلًا إن الله سبحانه لم يزل مريدًا، وجاءت الأشعرية لتكرار ذات وجهة النظر.
- اتفقا على عدم تسمية الصفات أعراض.
- لم يختلفا على أن أسماء الله تعالى وصفاته لذاته هو سبحانه.
الفرق بين الكلابية والأشاعرة يعرض لنا مدى الاختلاف الفكري الذي ساد بين أصحاب كلا المذهبين، لكن الأحكام الدينية في النهاية تؤخذ على ما اجتمع عليه العلماء.
تابعنا على جوجل نيوز