تجارب مرضى القولون التقرحي
تجارب مرضى القولون التقرحي أصبحت مطلوبة من قِبل بعض المرضى الذين يتساءلون دائمًا عما إذا كان هناك شفاء دائم من هذا المرض أم لا، لذا سنساعدكم بتوضيح هذا الأمر من خلال عرض التجارب التي مر بها مرضى القولون التقرحي.
تجارب مرضى القولون التقرحي
يمر مرضى التهاب القولون التقرحي بالعديد من الأعراض المزعجة المصاحبة للكثير من الآلام، وهذا ما يدفعهم إلى السؤال عن التجارب التي مر بها أصحاب ذلك المرض، قد يكون ذلك بدافع الاطمئنان، وقد يكون بهدف معرفة طريقة التعايش معه التي تجنبهم الشعور بأعراضه المزعجة.
حيث إن هذا المرض يتسبب للمريض في الشعور بالألم الشديد في البطن، والتعب المستمر بل ويجعل المريض يخسر وزنه دون أن يسعى إلى ذلك، ذلك بالإضافة إلى درجة الحرارة المرتفعة باستمرار والتي تتسبب في الكثير من المضاعفات.
كل تلك الأعراض وغيرها المرتبطة بالتهاب القولون التقرحي تُعد سبب كافي ورئيسي للبحث عن معلومات عن التعايش معه من خلال التجارب التي مرت به، ويبقى السؤال الدائم الذي تظل إجابته مُحيرة لجميع مرضاه، هل يمكن الشفاء منه؟
ما وجدناه من التجارب الحياتية التي مرت به، والتي سنعرضها لكم بهدف التعلم منها والتعرف إلى بعض المعلومات الهامة عن هذا المرض من خلالها وجدنا أنه لا شفاء من هذا المرض، بل هو مرض مزمن يحتاج إلى نمط حياة مُختلف يساعد على التعايش معه وتفادي أضراره وأعراضه.
لذا قررنا أن نقدم لكم تلك التجارب التي قد تكون تعليمية للبعض، والتي قد تبدو بصيص من الأمل للبعض بالقدرة على التعايش معه، فكل حالة لها الظروف التي تختلف عن غيرها، وطبيعة الحياة التي أجبرتها على العيش بشكل مُختلف مع هذا المرض، إليكم التجارب:
التأقلم من خلال التغذية مع القولون التقرحي
تحدثت تلك الحالة عن أنها عانت كثيرًا مع القولون التقرحي، وذهبت إلى العديد من الأطباء الذين قد كان منهم من تسبب في زيادة الألم نظرًا لكون الدواء الموصوف لم يُضيف لها أي جديد، على الجانب الآخر قد توجهت لطبيب كان له الفضل في الحياة كأي شخص طبيعي ليس لديه أي مشكلة صحية، وتوصل إلى ذلك بعد أن اتبع معها العديد من الطرق، وتحدثت عن تجربتها وقالت:
أنا مريضة قولون تقرحي، وهو أصعب الأمراض التي يمكن أن يُصاب بها الإنسان، منذ أن زارني وقد تملك من أمعائي وكأنه طفل وجد أمه تشبث بها ولن يتركها أبدًا، لم أجد تشبيهًا أعظم من ذلك، هو بالفعل يتشبث بالقولون ولم ولن يتركه مهما حدث.
ماذا على الأم أن تفعل عندما ترى ابنها يتسبب في إيذائها؟ هل تقتله؟ أم تتخلى عنه؟ وجوده أمر واقع لا محالة منه ولا يوجد له أي علاج يجعلني اتخلص منه بشكل دائم، فمن الضروري أن اتأقلم معه.
اتبعت الكثير من طرق التأقلم وحاولت التعايش معه، إلى أن توصلت إلى آخر طبيب ذهبت إليه، وبعد أن اتبع معي العديد من الطرق وجد أنه لا حل لي سوى أن أتأقلم معه من خلال تغيير نمط غذائي والتزم به، أريد أن أبدل حال ابني من شيء مؤذي إلى شيء طبيعي لا ضرر ولا ضرار منه، لذا اتبعت نصائح الطبيب التي كانت كالآتي:
- منعت تناول الملح من غذائي تمامًا، وإذا كان لا بُد منه كنت استخدمه بشكل طفيف جدًا لا يُذكر، وهذا جعلني أصنع غذائي بشكل منفصل بعيدًا عن أطفالي، ولكن لا بأس من ذلك.
- امتنعت عن تناول جميع منتجات الألبان، وذلك لأنني أعاني من المواد الموجودة بها وكان يُسمى هذا النظام نظام غذائي خالي من اللاكتوز.
- لم أتناول طعامي بالكميات التي كنت أتناولها بل كنت أقوم بتقسيم الوجبة الكبيرة إلى وجبتين صغيرتين وكنت أتناولها على مرتين بفارق 3 ساعات بين الوجبة والأخرى، واتبعت ذلك في جميع وجبات يومي، فكنت أمنح جهازي الهضمي بهذه الطريق فرصة أفضل لهضم الطعام بشكل جيد.
- سعيت نحو التقليل من كمية نسبة الألياف في غذائي، فمن المعروف عنها أنها تساعد على تنشيط حركة الأمعاء وهذا كان يتسبب في تهيج القولون.
- امتنعت عن تناول الأطعمة الحارة فهي بكل تأكيد تؤثر بالسلب على القولون وجميعنا نعلم بذلك ولكن الطبيب أكد لي ذلك بضرورة الابتعاد عن تناولها.
- أكثرت من تناول السوائل مثل العصائر الطبيعية والماء ولكن منعت تناول السكريات بشكل يزيد عن الحاجة فكان استخدامي لها مُعتدل.
- نصحني الطبيب بتناول بعض أنواع الفيتامينات لأن جسمي كان بحاجة إليها وكانت فيتامين C وفيتامين د وحمض الفوليك.
- تناولت الأدوية التي كانت تتناسب مع حالتي والتي وصفها لي الطبيب بانتظام، وتخليت عن إهمالي لها الذي كنت أفعله من قبل.
هذا الأمر لا تتوقعوا أنه شفاني من القولون التقرحي، بل ساعدني في تفادي أعراضه المؤلمة، وذهبت عني أعراض الألم المستمر والرغبة في القيء وتلك الأعراض التي تتسبب لكم أنتم أيضًا بالازعاج.
نصيحتي لكم من خلال تجربتي أن تمتنعوا عن تناول المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين تمامًا فقد كانت سببًا في تهيج القولون أيضًا، واتبعوا نظام غذائي صحي سيفيدكم كثيرًا في التأقلم مع هذا المرض، لأن التاقلم معه شيء حتمي يجب الاستسلام له ولا يوجد حلًا بديلًا.
اقرأ أيضًا: تنظيف القولون في 8 دقائق
التأقلم من خلال النفسية مع القولون التقرحي
في تلك التجربة سننقل لكم حديث الحالة المريضة بالقولون التقرحي وكيف تأقلمت معه من خلال تغيير أحوالها النفسية والتي أحدثت فارقًا قويًا في حياتها لم تتوقعه، وستفيد كثيرًا من يتساءلون عن التجارب الخاصة بمرض القولون التقرحي، وقالت الآتي:
أنا كارهة للقولون التقرحي، ما معنى أن استيقظ من نومي للتقيؤ؟ وما معنى ألا أستطيع أن أتناول الأطعمة التي أحبها بشكل طبيعي كمن حولي؟ لِمَ أذهب إلى الجامعة وأنا على حذر من تناول الطعام من الخارج ولا أستطيع أن أعيش بشكل طبيعي مثل أصدقائي؟ ما هذا المرض الذي يمنعني من الاستمتاع بحياتي في هذا السن المُبكر؟ أكرهه بشدة.
آسفة على حديثي بهذا الشكل، ولكن وددت أن أوضح لكم حالتي النفسية المظلمة التي كنت أعيش بها، ما أتناوله من علاج وما أشعر به من أم جعل الستار الأسود حاجزًا بيني وبين رؤية الحياة الوردية السعيدة التي تتمناه أي فتاة في سني الجامعي، هذا السن الذي يجب أن أعيش به حياتي السعيدة بمختلف أشكالها وجوانبها، أيمنعني عنها هذا المرض المزعج؟
مللت من بؤسي، ومللت من نظرتي المظلمة المكسورة للحياة، نصحني الطبيب كثيرًا أن أغير من نمط حياتي لكيلا أشعر بالملل والحزن طوال الوقت، ولكن لم يكن لدي الرغبة الداخلية في ذلك، لا يوجد طاقة لديَّ، الاكتئاب وسيري على نظام صحي طوال الوقت والسير على إرشادات وتعليمات طوال الوقت كان يُشعرني بالضيق.
لكن سئمت من نظرة أصدقائي ليّ والتي كانت توضح كم أنا بائسة وأتحول من فتاة كانت تضفي الروح الجميلة على المكان إلى فتاة حزينة شاردة متألمة.
اتخذت القرار بأن أنظر إلى الجانب الإيجابي من المرض، ما المشكلة في تناول الطعام الصحي ما دام يخفف عني الشعور بالألم، الكثير من حولي يتمنون لو أن يعيشوا حياة صحية، فقد أكرمني بها الله دون سعي نحوها، لكن لم يكن تفكيري هكذا كافي، فقد كنت أشعر بالضيق أيضًا بعض الأحيان، لذا سعيت نحو تغيير حالتي النفسية كما نصحني الطبيب، وفعلت الآتي:
- بالطبع اتخذت القرار في البداية أن أتناول جميع الأدوية في المواعيد المضبوطة، ولا بأس أن أتناول طعامي المخصص والذي كان يعتمد على الخضراوات المسلوقة والبروتين المسلوق وبعض الموانع التي كان من غير المسموح لي أن أقترب منها.
- كنت أسهر كثيرًا، والسهر هو ما يجعلني بالفعل أشعر بجلد الذات، لذا اتخذت القرار ألا أترك لنفسي الفرصة لذلك، وبدأت في تنظيم وقتي وأخذ القسط الكافي من النوم، أُرهقت في البداية سعيًا للتأقلم على المواعيد الجديدة التي اتبعتها، ولكن استمتعت بعد فترة براحة البال والهدوء النفسي والاستقرار.
- من المعروف عني أنني لا أتحدث عما أشعر به، اكتفي بالشعور بالاكتئاب واجلس بمفردي حزينة، ولكن بدأت أن أتحدث مع أختي وأمي وأوضح لهم ما يشعرني بالألم النفسي، فلا شك في أن حديثهم كان سببًا في تحسين أحوالي النفسية كثيرًا.
- أما عن وقت فراغي والذي كان سببًا أساسيًا خاصةً أنني قد امتنعت عن الذهاب إلى الجامعة لكيلا أرى في أعين صديقاتي كم أنا بائسة فتصرفت به كذلك:
- ذهبت إلى جامعتي مرة أخرى وكان بداخلي طاقة ونشاط، وكنت أذهب بعد الجامعة إلى الجيم لكي أمارس بعض الأنشطة الرياضية التي كانت سببًا أساسيًا لا غنى عنه في تفريغ طاقتي السلبية واستبدالها بأفضل منها.
غير أنه ساعدني كثيرًا في تنظيم نومي بسهولة في الفترة الأخيرة، لأنني كنت أعود بعد يوم طويل خارج المنزل أبذل به مجهود وبالطبع أحتاج إلى الراحة.
- تمارين الاسترخاء والتي لا أجد أي وصف يمنحها حقها، وما ساعدتني به من تقبل حياتي وأحوالي الصحية ونمط حياتي الجديد.
نصائح منقولة عن أصحاب تجارب القولون التقرحي
في نهاية كل تجربة قدمت صاحبتها النصائح التي تُفيد من يشبهها في معاناة القولون التقرحي، ومن المتوقع أن تكون تلك النصائح المنقولة عن تجارب مرضى القولون التقرحي سببًا في تغيير حياتكم للأفضل، وقالت صاحبة التجربة الأولى:
- لا تنسوا تناول الأدوية في المواعيد المخصصة لها.
- ابتعدوا عن جميع الاطعمة السيئة حتى لو تعدوا منها لأطفالكم.
- تعاملوا مع هذا المرض وكأنه طفل متشبث بكم يحتاج إلى تعامل وأسلوب خاص.
أما عن صاحبة التجربة الثانية فقالت:
- من لا يستطيع الذهاب إلى جيم يمكن أن يفرغ طاقته السلبية بالمشي كل يوم.
- لا تتركوا مجالي الأهل والتجمعات مع العائلة، فهي شفاء من أي حالة نفسية سيئة.
- دعم من حولكم لكم أثناء المرض لا يُعد شفقة، بل هو جزء من الشفاء النفسي الذي يتبع الراحة من المرض العضوي.
- لا تسئموا من نمط الحياة الصحي، فهناك من يتمناها، واعتبروا هذا النمط هدية لنا من الله سبحانه وتعالى لكي نتجنب أمراض أخرى كانت من الممكن أن تصيبنا بسبب تناول أغذية غير صحية.
- التفكير الإيجابي هو أساس الراحة النفسية.
- لا تتركوا لانفسكم أوقات فراغ تجعلكم تفكرون بشكل سلبي.
- استثمروا وقت الفراغ في تغيير الأحوال النفسية السيئة إلى الأفضل.
- لا تنسوا تناول الدواء، لا أعدكم أن يشفيكم تمامًا ولكن أعدكم أن يُنظم حياتكم قليلًا ويجعلها أكثر استقرارًا.
- أتمنى لكم الشفاء من كل مرض، والرضا بما يكتبه الله لنا في جميع الأحوال.
مرض القولون التقرحي يحتاج إلى التزام، في حالة ما حدث تنتهي المشكلة، وفي حال تناول الدواء يرجى الالتزام بالجرعات المُحددة، ويكون تحت إشراف طبيب مُتخصص، شفاكم الله وعافاكم.
تابعنا على جوجل نيوز