حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم
حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم وذلك تبعَا لِما جاء في أحكام الصيام التي من الضروري أن نتعرف عليها قبل أن نستقبل الشهر الكريم، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتعرف سويًا على حكم صوم الزوجة دون أن تستأذن زوجها، سواء أكان صيام فرض أو نافلة، وذلك عبر السطور التالية
حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم
أيام قليلة تفصل بيننا وبين أفضل شهور العام، فنحن على وشك استقبال شهر رمضان المعظم، والذي فرض الله عز وجل صومه على سائر المسلمين، ففي حالة صيام شهر رمضان المعظم هي ليست في حاجة إلى إذنه كونه فرض من فروض الله على المسلمين، ولا يجوز له منعها على الإطلاق، وإلا يكون آثمًا، ولا ينبغي عليها طاعته.
كذلك الأمر في حالة القضاء، فهي تقضي ما أفطرت في رمضان أي أنها تكمل فرضها، لكن من باب أولى إعلام الزوج، بينما في حالة صيام التطوع أو النافلة فمن الضروري أن تأخذ الزوجة إذن زوجها، وإن لم يأذن لها لا ينبغي أن تصوم، وذلك استنادًا إلى ما جاء في السنة النبوية المطهرة:
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “لا يحِلُّ للمَرأةِ أن تَصومَ وزَوجُها شاهِدٌ إلَّا بإذنِه“، وفي روايةٍ: “لا تَصومُ المرأةُ وزَوجُها شاهِدٌ يَومًا مِن غَيرِ شَهْر رَمضانَ إلَّا بإذنِه” صحيح.
لكن لا يعني ذلك أن صيامها غير مقبول، ففي تلك الحالة تكون آثمة فقط، لكن لا يبطل صومها، وبذلك نكون قد تناولنا حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم.
تعرفي أيضًا على: حكم بلع ريق الزوجة في نهار رمضان
مبطلات الصوم للزوجة
بعد أن تعرفنا على حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم، علينا أن نتناول كافة الأمور التي تكون سببًا في بطلان صيامها، والتي جاءت على النحو التالي:
أولًا: نزول الحيض
أهم مبطلات الصيام للمرأة أن يداهمها الحيض في النهار، ففي تلك الحالة عليها أن تفطر، ولها أن تصوم بعد انقضاء فترة الحيض، والتي في أغلب الأحوال لا تتجاوز سبعة أيام، استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا حيض دونَ ثلاثةِ أيامٍ ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ فما زاد على ذلك فهي مستحاضةٌ فما زاد تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ إلى أيامِ أقرائِها ولا نفاسَ دونَ أسبوعينِ ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ فإن رأت النُّفَساءُ الطهرَ دونَ الأربعين صامَت وصلَّت ولا يأتيها زوجُها إلا بعدَ الأربعينِ“ رواه معاذ بن جبل.
ثانيًا: ممارسة العلاقة الحميمة
في حالة إقبال الزوجين على ممارسة العلاقة الحميمة والتقى الختانان في نهار الصوم، ففي تلك الحالة باطلًا لا محالة، سواء أكان في شهر رمضان أم غيره، إلا أنه تحديدًا في نهار الفريضة وهي شهر رمضان المعظم، فإن ذلك إثم مبين، وهتكًا لحرمة الصوم.
هنا يجدر بالزوجين التكفير عن ذلك الإثم من خلال عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين دون انقطاع، أو إطعام ستين مسكينًا في حالة عدم القدرة على الصوم، ذلك تبعًا لِما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا، قالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقالَ: تَصَدَّقْ بهذا قالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَما بيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فأطْعِمْهُ أَهْلَكَ. [وفي رواية]: بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ وَهو الزِّنْبِيلُ وَلَمْ يَذْكُرْ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ“ صحيح رواه أبي هريرة.
أما في حالة كان صيام تطوع أو نافلة، فمن الممكن أن تصومه في آنٍ آخر، والأولى بها الحفاظ على صومها ما دامت قد نوت وأخذت إذن الزوج.
تعرفي أيضًا على: زوجي عاد من السفر وجامعني برضاي في نهار رمضان
ثالثُا: الإغماء فترة الصوم
الصوم ليس تركًا فقط للطعام والشراب، وإلا في تلك الحالة لا يكون هناك فائدة من ذلك الصوم، فعلى المرأة إن أرادت أن تنال ثواب صوم النافلة أو التطوع بعد أن تأخذ إذن الزوج كما جاء في حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم.
ألا ترفث في صومها أو تقول الكلمات الخارجة، وذلك استنادًا إلى قول رسول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إِلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فلا يَرْفُثْ يَومَئذٍ وَلَا يَسْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَومَ القِيَامَةِ، مِن رِيحِ المِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ” صحيح رواه أبو هريرة.
ففي تلك الحالة لا يفسد صومها لكن يقل أجرها، لكن عليها أيضًا أن تعرف أنه في صيام النافلة أو التطوع تحديدًا، يرى المذهبين الحنبلي والشافعي أن إغماء الزوجة طيلة النهار، دون أن تستفيد من الصوم، يكون سببًا في بطلانه.
لذا تجنبًا للشبهات، على المرأة في حالة العزم على الصوم أن تنام بشكل جيد يخول لها القيام بالعبادات أثناء الصوم، وكذلك لا تسب أو تشتم فيكون أجرها كاملًا.
رابعًا: الاستمناء
من المؤسف أن نقول إنه هناك بعض الزوجات تقوم بمثل تلك الممارسات لأسباب متعددة، إلا أنها في حالة القيام بذلك أثناء الصوم وصولًا إلى الإنزال، ففي تلك الحالة قد خسرت الصوم، واقترفت إثمًا عظيمًا.
ففي سياق التعرف على حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم نجد أنه هناك الكثير من الأمور التي لم تأتي بشكل مباشر في القرآن أو السنة، إلا أنه على المسلم أن يكون مميزَا لها من خلال ما يمليه عليه قلبه.
“سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ” صحيح رواه النعمان بن البشير.
خامسًا: إدخال الأشياء إلى الجوف
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة: “مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ” صحيح.
إلا أن قوله صلى الله عليه وسلم لا ينطبق سوى على صيام شهر رمضان المعظم، أما في حالة صوم الزوجة التطوع أو النافلة وأدخلت أي من المأكولات أو المشروبات إلى جوفها، ففي تلك الحالة يكون الصوم باطلًا.
سادسًا: القيء المتعمد
بعد أن تناولنا كل ما يخص حكم صيام الزوجة بدون إذن الزوج يختلف حسب نوع الصوم، علينا أن نعرف أنه في حالة تقيؤ المرأة بشكل متعمد في فترة الصيام، فذلك مبطلًا له، أما إن كان الأمر رغمًا عنها، فلا حرج عليها في ذلك، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذرَعهُ القيءُ وهو صائمٌ فلا قضاءَ عليه ومنِ استقاءَ فليقضِ” رواه أبي هريرة.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز للزوج رؤية زوجته بدون ملابس في رمضان
سابعًا: القيام بالولادة
إن كانت المرأة حاملًا وأتاها المخاض في فترة الصيام، ففي تلك الحالة سوف تخضع إلى عملية الولادة، وعليه سوف تكون نفساء، فقد بطل هنالك صومها، ولها أن تقضيه إن كان فرضًا بعد الانتهاء من فترة النفاس، ولن تحتاج حينها إلى أخذ الإذن من الزوج.
يجب على المرأة أن تخضع إلى التشريعات السماوية فيما يخص الصوم وطاعة الزوج حتى تنال الخير في الدنيا والآخرة.
تابعنا على جوجل نيوز