من محظورات الإحرام التي اختصت بها المرأة دون الرجل هي ما ساعدت على تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة حول هذا الموضوع، حيث إن هناك الكثير من الأشخاص الذين اختلفوا في هذا الأمر، وبناءً على ذلك اتخذ أهل العلم القرار بتوضيح إجابة مُفصلة عنه بالأدلة الدينية، وهو ما سنوضحه لكم بشيء من التفصيل من خلال موقع إيزيس.
من محظورات الإحرام التي اختصت بها المرأة دون الرجل
يختلف العديد من الأشخاص في هذا الأمر، فهناك من يتحدث عن لباس المرأة وهناك من يتحدث عن طوافها، ونتيجة لتعدد تلك الأقاويل فقد اهتم أهل العلم بالإجابة عمن محظورات الإحرام التي اختصت بها المرأة دون الرجل.
فهم لم يوضحوا تلك الإجابة بناءً على معتقدات وظنون، أو كثرة أقاويل، وإنما جاءوا بما سننقله لكم من خلال الإثباتات الدينية القوية، واقتصرت إجابتهم على النقاب والقفازين، فقد حُرم على المرأة في الإحرام لبس النقاب، وكان استنادهم في تلك الإجابة على الحديث الشريف في قول عبد الله بن عُمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية] ولَا ورْسٌ. وكانَ يقولُ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية] عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ“
هنا اختص النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه جزء خاص بالمرأة فيما حُرم له ارتدائه بالإحرام وهذا الجزء ذُكر في: “لَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ“ وفي رواية أخرى يقول: “لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”.
موضحين معنى النقاب وهو الساتر الذي تضعه المرأة على وجهها بالكامل ولا يتبين منه سوى عيناها، أي لا يوجد به فتحة سوى التي تسمح لها بالرؤية من خلالهن ولكنهم اختصوا التركيز على كلمة ساتر مُفصل، وذلك وفقًا لِما سيوضع من تبريرات خاصة بتلك الكلمة في أقاويل أخرى تدور حولها.
أما عن القفازين فهم لباسين للأيدي ترتديهم المرأة لتغطية الأصابع والساعد والكف، وأيضًا أكدوا على كونهم مُفصلين لِما سيُذكر عنها فيما بعد من أقاويل يختلف بها الكثير وحكم بها أهل العلم.
ففي هذا الحديث نهي عن ارتداء النقاب والقفاز للمرأة، ولكن يأتي هنا اختلافات أخرى فيما يخص هذا الأمر وهي أن معنى ذلك ألا تغطي المرأة وجهها عن الرجل الغري، وتوضيح ذلك يكون كالتالي.
تعرفي أيضًا على: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان
هل محظورات الإحرام تعني أن المرأة تكشف وجهها للرجال الأجانب؟
من الأشياء التي تُعد بمثابة أقاويل مُختلفة متداولة صنعت شيء من الاختلاف بين البشر، والسيدات على وجه خاص، وبها اختلف الرأي بمجرد التعرف إلى إجابة من محظورات الإحرام التي اختصت بها المرأة دون الرجل.
فلا يجوز اتخاذ تلك الإجابة بمثابة نفي لما أمر به الله وهو الخمار، أو تأكيد على ضرورة ارتداء النقاب لِما أتى في الحديث، فقد أختص الحديث الإحرام فقط، وبناءً على ذلك:
فالدين نص على مواصفات مُحددة في الحجاب، والسُنة النبوية ذُكر بها ما حرم النقاب في الإحرام، لذا فمن الأفضل الالتزام بما ذُكر في القرآن والسُنة وهو ارتداء الحجاب كما أمر الله به، والابتعاد عن لبس النقاب.
لكن هناك من قال من أهل العلم عن المرأة التي تُريد تغطية وجهها يُمكنها الاستعانة بأي شيء لتغطية الوجه من الأقمشة الغير مُفصلة على الوجه، للابتعاد عن شبهات النقاب، ولمن تريد تغطية يدها يمكنها الاستعانة بالعباية أو ما زاد عن أقمشة الذراع التي ترتديها، والله أعلم.
استندوا في هذا التصريح بالنص النبوي مؤكدين أنه تم به فقط تحريم النقاب مفسرين ذلك بأنه القماش المفصل على الوجه، والقفاز أيضًا مُفصل بشكل خاص لليد، كان ذلك بمثابة تبرير لإتاحتهم تغطية الوجه واليد، والله أعلم.
بناءً على ذلك يأتي في حكم لبس المرأة النقاب إجابة واضحة وصريحة للجميع، وهي أنه مُستحب أن تضع المرأة ساتر على وجهها وتبتعد عن ارتداء النقاب.
تعرفي أيضًا على: حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين
هل الحيض المفاجئ من محظورات الإحرام؟
في ذلك الأمر اختلف العديد من أهل العلم في توضيح الإجابة، ولكنه من ضمن الإجابات التي توضع في ظنون محظورات الإحرام التي اختصت بها النساء دون الرجال، لذا سنعرض لكم إجابة الدكتور أحمد كريمة عن ذلك.
نقلًا عنه فقد أوضح أن إذا طرأ على المرأة دم الحيض في الإحرام، فقد حُرِم عليها دخول المسجد الحرام، لكن حال أنها تخاف من إلغاء الحجز، أو فوات الفوج التي قد ذهبت معه للإحرام، فلابُد من الاسترشاد بالاجتهاد الفقهي.
نص الاجتهاد الفقهي في ذلك على أن المرأة في تلك الحالة عليها ارتداء حفاضة تساعدها على الحد من وصول دم الحيض إلى ملابسها، إذا كانت مضطرة للطواف فعليها الطواف، لكن يسقط عنها طواف الوداع وعليها الاكتفاء بطواف الإفاضة، وأكد على حرمانية دخولها المسجد النبوي الشريف والتوقف عن قراءة القرآن الكريم.
تعرفي أيضًا على: حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان للمرأة
لابُد التأكد من الأقاويل التي تتداول حول أمور الدين وذلك لا يحدث إلا من خلال التعرف على الأدلة الدينية المُثبتة والتي تقطع أي مجال للشكوك.
تابعنا على جوجل نيوز