حكم خلع النقاب في المصيف
ما حكم خلع النقاب في المصيف؟ وما الضوابط التي يجب أن تلتزم بها المرأة في المصايف؟ إن الإسلام هو دين الستر والعفة، أمر المرأة أن تكون حيّية محتشمة حفاظًا لها من أصحاب القلوب المريضة والنفوس الخبيثة.. ولمّا كانت المصايف والتنزهات وما شابه مدعاة للتبرج والسفور كان هناك من الضوابط ما يحدها حتى تسير صحيحة دون إخلال، فتتحقق الرفاهية دون تضييق أو مبالغة.. ومن خلال موقع إيزيس يسعنا أن نتناول الأمر عن كثب.
حكم خلع النقاب في المصيف
نعلم أن النقاب ليس من الفريضة وفقًا لجمهور الفقهاء، فهو من قبيل الفضيلة، من ترى أن فيها من الفتنة وترغب أن تزيد من الفضائل فلها أن ترتديه ما إن عزمت على ذلك.. كما أن من تقوم بخلع النقاب ليست آثمة، لأنه من الأساس ليس بفريضة، أيًّا كان سبب خلع النقاب.. فإن الأصل العام في الحكم جائز.
لكن نشير هنا إلى أمر هام، أن من تخلع النقاب لسبب مرضي أو تنفسي وما شابه فإنه يجب خلعه نظرًا لما يتراتب عليه من الضرر وهو ليس من الفرائض فلا ينبغي أن تُلقي بنفسها إلى التهلكة، أما من تخلع النقاب لسبب آخر كالذهاب في مصيف على سبيل المثال، فيجب أن تنوي على خلعه لعدم احتمالها ارتدائه لمثل تلك الظروف، لكن أن تعزم على خلعه في فترة المصيف ومن ثم ارتدائه مجددًا فهذا ليس من قبيل التأدب مع تلك الفضيلة.
فمن تذهب إلى إحدى المصايف وتخلع غطاء وجهها أمام الأجانب وهي في الأساس منتقبة، فلا يجوز لها ذلك حتى لا يفتتن الناس بها، فهي بذلك لا تمثل فضيلة النقاب في شيء، كذلك من الجدير بالذكر أن من تخلع النقاب عليها أن تلتزم بالحجاب الشرعي.. فلا تخلعه وتتبرج، بل من الواجب عليها أن تلتزم بهيئة الحجاب.
تعرفي أيضًا على: خلع النقاب لضيق التنفس
حكم خلع النقاب في بعض الفتاوى
كما ذكرنا حكم خلع النقاب في المصيف نشير إلى ما ذُكر في النقاب أنه من المستحب ارتدائه خشية الفتنة، أما عن من ارتدته وأرادت أن تخلعه فيما بعد، فهنا نشير إلى رأيين في جموع أهل الفقه:
- من تخلع النقاب وهي تعتقد في وجوبه وليس لديها ما يبرر هذا الفعل فإنها آثمة.
- من تعزم على خلع النقاب وهي تعلم باستحبابه، ولها من الأسباب ما يخول لها خلعه، فليست آثمة.
النقاب والبحر.. مصيف هذا الصيف
دعونا بعد التطرق إلى حكم خلع النقاب في المصيف أن نتطرق إلى شق هام في تلك المسألة، فعلاوةً على الحكم الديني علينا أن نشير إلى جوانبه الأخرى.. فلا يعني أن خلع النقاب ليس حرام أن تفعل من كانت ترتديه ما يجعلها في طائلة الشبهة والحرمانية.
فلا يجوز مثلًا لامرأة منتقبة أن ترتدي من الملابس غير المحتشمة في ظل ارتدائها النقاب وهي في البحر أو على الشاطئ وما إلى ذلك.. كأن تكون الملابس مخالفة للزي الشرعي للمرأة، فتصف وتشف وتكون زينة في نفسها.
فهذا يجعلها موضع فتنة، فينظر إليها ناظر وهي منتقبة، ويقول ها هي المتنقبة التي تخالف شرع الله، فتكون مسيئة لغيرها من المنتقبات.. فهو ليس فقط غطاء للوجه، فلا يجب أن تكون مثل المشاهدات في المصايف وما شابه دون حياء أو خجل، فهذا من عدم التأدب بطبيعة الحال أيًا ما كانت المرأة منتقبة أم لا.
تعرفي أيضًا على: لبست النقاب وندمت
ضوابط ذهاب المرأة للمصيف
مصداقًا إلى قول الله تعالى في محكم التنزيل في غير موضع، نشير إلى أنه من الجائز الذهاب إلى المصايف بقصد الترفيه مع وجود بعض الضوابط التي لا تخل بزي المرأة الشرعي.. ولا تبيح من ظهور العورات، فعورة الرجل من السرة إلى الركبة، وعورة المرأة بدنها كاملًا عدا الوجه والكفين.
من هنا.. إن كان المايوه الذي ترغب الفتاة في ارتدائه في المصيف تتواجد فيه الشروط التالية فلا جناح عليها من ارتدائه:
- ساترًا للعورة.
- ليس رقيقًا فيشف.
- ليس ضيقًا فيصف.
- أن ترتدي ما يسترها عند الخروج من الماء (نظرًا لالتصاق الماء به فمن الممكن أن يكون كاشفًا).
فلا مجال للتشدد في الدين الذي لا يجعل له سبيلًا، فالمصيف ليس حرامًا، إنما ما يؤدي فيه من أوجه التشدد والتبرج هو الحرام بعينه، وهذا للجميع.. لا للنساء فحسب، بل للرجال أيضًا، وللمنتقبات والمحجبات من النساء على السواء، فلا تُخص المنتقبة وحدها بالذكر، هكذا كما ذكرنا حكم خلع النقاب في المصيف.
كما أنه على المسلم انتقاء الأماكن التي يتخذها مصيفًا له لقضاء وقت المتعة، فلا يذهب إلى الأماكن التي تكثر بها المحرمات وتستبيح فيها النظر إلى العورات، بل من الممكن انتقاء أفضلها وأكثرها احترامًا، تلك التي تُكلل بضوابط، حتى يكون فيها محافظة على العفة والسلامة.
علاوةً على أن المنتقبة التي تريد خلع النقاب عند الذهاب إلى المصيف، فقد ذكرنا أنه لا جناح عليها إن هي أرادت، لكن عليها أن تلتزم بالضوابط الشرعية المذكورة آنفًا، حتى لا تكون آثمة.
تعرفي أيضًا على: مميزات وعيوب النقاب
الزي الشرعي للمرأة في الشريعة
قال الله تعالى في سورة النور: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)”.
عن عروة بن الزبير –رضي الله عنه-: “عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ؛ لَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا” (صحيح البخاري)
هذا وفي اتباع ما سبق كل السلامة حتى لا تُظهر المرأة من مفاتنها أمام الرجال الأجانب، وهذا ما يجعلها آثمة، فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا” (صحيح مسلم).
لا يُصنف النقاب بكونه مستحبًا أو مكروهًا أو ممنوعًا، إنما هو من الفضيلة التي يُمكن اتباعها إن توافرت الظروف التي تتيحها، أما إن كانت الظروف لا تتوافق معه فليس من الإثم تركه.
تابعنا على جوجل نيوز