هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام
هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام؟ وما هي حقوق الزوج على زوجته في الإسلام؟ فنحن بحاجة إلى التعرف على كافة التشريعات التي سنها الله عز وجل في دينه، والتي علينا اتباعها من أجل السعادة في الدارين، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتعرف على إجابات تلك الأسئلة بشيء من التفصيل عبر السطور التالية.
هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام
عندما شرع الله الزواج بين الرجل والمرأة جعل أساسه المودة والرحمة، وذلك لقوله عز وجل في محكم التنزيل في سورة الروم الآية رقم 21“ مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
لذا على كل من الزوجين أن يكونا على قدر من التفاهم وأن يجعلا المودة والرحمة هما العنصران الأساسيان لتلك العلاقة، حتى يشعران بالنعمة التي أنعم الله بها عليهما، وهي تواجدهما بجوار بعضهما البعض.
إلا أنه في بعض الأحيان قد يختلف الزوجين في أمور تشريعية، ولا يعلم أي منهما من هو الأصح، لذا ومن خلال ما يلي سوف نجيب على سؤال هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام وذلك من خلال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:“ لا تَصُمِ المرأةُ وبَعْلُها شاهدٌ إلا بإذنِه غيرَ رمضانَ، ولا تَأْذَنْ في بيتِه وهو شاهدٌ إلا بإذنِه، وما أَنْفَقَتْ من كَسْبِه من غيرِ أمرِه، فإنَّ نِصْفَ أجرِه له” صحيح.
فمن خلال ذلك يتبين لنا أنه لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من صيام رمضان ولا يجوز لها طاعته في ذلك، حيث إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أما إن كان الأمر فيما يتعلق بصوم القضاء أو النافلة أو التطوع، فإنه في تلك الحالة له أن يمنعها وعليها أن تستجيب له، وبذلك نكون قد تعرفنا على جواب سؤال هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام.
تعرفي أيضًا على: حكم بلع ريق الزوجة في نهار رمضان
حق الزوج على زوجته
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام، من الأمور الهامة التي ينبغي على كلا الزوجين معرفتها هو حقوق الزوج على الزوجة في الإسلام، والتي أتت على النحو التالي:
أولًا: طاعة الزوج
كما رأينا في الجواب على سؤال هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام، فإنه على المرأة أن تكون مطيعة لزوجها تسمع كلامه، ولا تجادله كثيرًا في الأمور التي ترى أنها لا تستحق الجدال.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الزوجة الصالحة:” ما استفادَ المؤمنُ بعدَ تقوَى اللَّهِ خيرًا لهُ من زوجَةٍ صالِحَةٍ، إن أمرَها أطاعتهُ، وإن نظرَ إليها سرَّتهُ، وإن أقسمَ عليها أبرَّتهُ، وإن غابَ عنها نصَحتهُ في نفسِها ومالِهِ” رواه أبو إمامة الباهلي.
لذا على المرأة التي تريد أن تنال رضا ربها أن تمتثل إلى أوامر زوجها فيما يخص صيام أي من الأيام سوى شهر رمضان المعظم.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبو هريرة ومعاذ بن جبل:” لو كنتُ أمِرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها“.
تعرفي أيضًا على: حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان
ثانيًا: حفظ الرجل في نفسها
حينما تتزوج المرأة من رجل ما، عليها أن تعلم أن الله عز وجل قد جعله سكنًا واكتفاءً لها، ويجب عليها أن تتقي الله فيه وتحفظه في نفسها، فلا تنظر إلى سواه ولا تدخل بيته ما لا يرضى سواء أكان بعلمه أو عدمه، فهي بذ لك تأثم إثمًا مبينًا.
كذلك عليها أن تراعي حرمة بيته، ولا تجلس أمام الأجانب بملابس كاشفة أو تظهر مفاتنها لسواه، فقد قال الله تعالى في سورة النور الآية رقم 31
“ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“
ثالثًا: حفظ مال الزوج
مال الزوج أمانة لدى الزوجة، لا يجوز لها أن تجور عليه بموجب عقد القران إلا أن يأذن لها بالأخذ منه، كما أنه ينبغي عليها ألا تقوم بإرهاقه بالكثير من المتطلبات.
فقد قال الله تعالى في سورة الطلاق الآية السابعة:“ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا“
تعرفي أيضًا على: زوجي عاد من السفر وجامعني برضاي في نهار رمضان
رابعًا: خدمة الزوج والقنوت له
ظهرت في الآونة الأخيرة المساواة وحقوق المرأة والتي تبث داخلنا الشعور إلى أن الدين الإسلامي يكفل للمرأة تلك الحقوق التي تنادي بأن الزوجة لا ينبغي أن تقوم بالواجبات المنزلية.
إلا أنه من حسن إسلامها أن تكون قنوتًا لزوجها، كونه يقوم بما أمره الله به تجاهها، فعليها أن تراعي شئونه وتهتم به وتغض بصره وألا تتمنع أبدًا من ممارسة العلاقة إن طلب منها ذلك حتى لا تقع في إثم مبين.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمر:“ أنَّ امرأةً قالَت: يا رسولَ اللهِ ما حَقُّ الزَّوجِ علَى زوجَتِه؟ قالَ: لا تمنعْهُ نَفسَها، وإن كانَت علَى ظهرِ قَتَبٍ ولا تَصومُ إلَّا بإذنِهِ، ولا تخرجُ من بيتِه إلَّا بإذنِه، فإن فعَلتْ لعَنتَها الملائكةُ حتَّى تموتَ، أو تُراجِعَ، قالتْ: يا نبيَّ اللهِ، وإنْ كانَ لها ظالمًا ؟ قالَ: وإنْ كانَ لها ظالمًا“
فالمرأة الصالحة هي التي تطيع زوجها وتفي بكافة الواجبات التي أمرها الله بها تجاهه، فكما أمره أن ينفق عليها، فعليها أن تكون من القانتات، كما جاء في الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء، حيث قال الله تعالى:
“ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“
إن أرادت الزوجة السعادة في الدنيا والآخرة، فعليها أن تفعل ما يأمره بها ربها وأن تطيع زوجها، خاصةً بعد أن رأت إجابة سؤال هل يجوز للزوج منع زوجته من الصيام.
تابعنا على جوجل نيوز