هل العناق يبطل الصيام لغير المتزوجين
هل العناق يبطل الصيام لغير المتزوجين وما هي مبطلات الصوم؟ فنحن على وشك أن نستقبل أفضل أيام السنة، والتي يغفر الله فيها الذنوب ويفيض علينا من بركاته ويعتق فيه الرقاب من النار، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتعرف على إجابات تلك الأسئلة المتعددة التي تخص شهر رمضان المعظم، وذلك عبر السطور التالية.
هل العناق يبطل الصيام لغير المتزوجين
أيام قلائل تفصلنا عن شهر رمضان المعظم، والذي قال الله تعالى فيه في محكم التنزيل بسورة البقرة:
“ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” الآية رقم 185
فهو الشهر الذي تنزل فيه رحمات الله عز وجل، فهنيئًا للمسلم إن خرج منه مغفورًا له، إلا أنه من الممكن أن يقع المسلم في بعض الذنوب خلال ذلك الشهر الفضيل، مثل ملامسة أو معانقة امرأة لا تحل له.
فهل العناق يبطل الصيام لغير المتزوجين؟ لا شك أنه إثم مبين ولا ينبغي على المسلم المحب لله جل في علاه أن يقع فيه، لكنه عليه أن يعلم أنه على الرغم من ذلك فإن صيامه صحيح إن لم يحدث له إنزال، فإن أدى ذلك العناق إلى إنزال ماء الشهوة، فقد فسد صومه وعليه القضاء والتوبة النصوح.
لذا حري بالمسلم أن يبتعد عن ذلك الأمر كونه محرم في رمضان وفي سائر الشهور، ولا ينسَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:
“ لأن يُطعنَ في رأسِ أحدِكم بمخيطٍ من حديدٍ خيرٌ له من أن يمسَّ امرأةً لا تحلُّ له” صحيح رواه أبي هريرة.
تعرفي أيضًا على: حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين
كيفية التوبة من العناق لغير المتزوجين في رمضان
بعد أن تناولنا الإجابة الصحيحة على سؤال هل العناق يبطل الصيام لغير المتزوجين على المسلم أن يعلم أنه في حالة وقوعه في ذلك الإثم، فعليه أن يتوب إلى الله التوبة النصوح، حتى يكون عند الله من المقبولين.
فأول ضوابط التوبة إلى الله جل في علاه أن يكون نادمًا على ذلك الإثم معترفًا به، كما عليه أن يسعى إلى قطع كافة سبل التواصل بينه وبين تلك المرأة حتى لا يقع في ذنوب الخلوات مرة أخرى، كذلك ينبغي أن يكون من المستغفرين، فله أن يغتنم أيام الشهر الفضيل التي تكون فيه الحسنة بأضعاف مضاعفة.
كذلك على المسلم أن يكون حريصًا على الدعاء، وله أن يدعو في الأوقات المستحبة في رمضان حتى ينال استجابته ورضوانه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ” صحيح رواه أبو هريرة.
يجب كذلك أن يقف إثمه عنده، حيث لا ينبغي بأي صورة من الصور أن يقوم بالمجاهرة بما فعل، لما في ذلك من إثم فوق الإثم الذي اقترفه، كونه يدعو إلى الفاحشة، حتى وإن كان لا يقصد ذلك.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:” كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه” (صحيح).
ما هي مبطلات الصوم
أما عن مبطلات الصوم الفعلية التي تستوجب القضاء، والتي لم يكن فيها العناق حتى وإن كان بين الرجل والمرأة الأجنبيين، كما جاء في الجواب على سؤال هل العناق يبطل الصيام لغير المتزوجين، فقد أتت على النحو التالي:
أولًا: العلاقة الزوجية
حرم الله عز وجل على الزوجين ممارسة العلاقة الشرعية في نهار رمضان، وأباح لهما الأمر في وقت الفطر، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 187
” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ“.
إلا أن المداعبات التي لا تؤدي إلى الوقوع في ذلك الأمر من شأنها ألا تبطل الصيام، لكن على المسلم أن يكون صومه صحيحًا، فإن شك أنه من الممكن أن يقع فيما حرم الله، فتوقفه عن تلك المداعبات في تلك الحالة أولى.
ثانيًا: تناول الطعام أو الشراب عمدًا
إن تناول المسلم الطعام أو الشراب في نهار رمضان، وكان ناسيًا غير متعمدًا، فله أن يكمل الصوم وصيامه صحيح، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ إذا أكَل الصَّائمُ ناسيًا فليُتِمَّ صومَه فإنَّما أطعَمه اللهُ وسقاه” صحيح رواه أبو هريرة.
أما إن كان متعمد ذلك فإنه قد أفسد صومه، وإن كان الأمر لعذر فعليه القضاء، أما إن لم يكن كذلك، فيجب أن يعلم أنه اقترف ذنبًا عظيمًا وعليه التوبة إلى الله.
تعرفي أيضًا على: حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان
ثالثًا: التقيؤ عمد
كذلك من تقيأ عمدًا، فإن صيامه قد فسد وعليه أن يقضي الأيام التي حدث فيها ذلك، أما إن كان الأمر رغمًا عنه فصيامه صحيح، وذلك رجوعًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبو هريرة:” من ذرعه القيءُ فليس عليه قضاءٌ ، ومن استقاء عمدًا فليقضِ“
رابعًا: دخول شيء إلى الجوف
أيضًا في حالة دخول أي من الأشياء أو العلاجات إلى الجوف عن طريق منفذ مفتوح، فإنه يفسد الصوم وعلى المسلم القضاء، إما بالصوم أو كفارته، وهي إطعام عشرة مساكين عن كل يوم أفطر فيه.
تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة المرأة لنفسها في رمضان
يجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه ولا يحملها ما لا طاقة لها به من ذنوب حتى يكون من عتقاء الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل.
تابعنا على جوجل نيوز