حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان
حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان من الأحكام الدينية التي ينبغي على المسلم أن يكون على علم بها، فنحن على وشك أن نعيش أجمل الأيام التي ننتظرها من العام إلى العام، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتعرف على ذلك الحكم الديني وكل ما يدور حوله تبعًا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عبر السطور التالية.
حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان
تفصلنا أيام قليلة عن شهر رمضان المعظم الذي قال الله تعالى فيه:
” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” سورة البقرة الآية رقم 185
شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النيران، ذلك الشهر الذي ينبغي على المسلم أن يحرص على اغتنام كل دقيقة فيه، كذلك ينبغي أن يكون ملمًا قدر المستطاع بكافة الأحكام الدينية لهذا الشهر كي يضمن صحة صومه.
فحكم الاحتكاك بالفراش في رمضان من الأحكام الشائكة التي يجب على المسلم أن يتعرف عليها، فإن كان الأمر عن عمد في يقظة المسلم من أجل الحصول على الاستثارة الحميمية، فإن ذلك أمر محرم للغاية، كونه يضاهي الاستمناء، ففي حالة وصوله إلى الإنزال، فإن الصيام باطل لا محالة وعلى المسلم القضاء.
أما إن خرج المذي على أن يتأكد المسلم من ذلك أو عدم خروج أي من السوائل، ففي كلتا الحالتين يصح الصوم، وليس عليه القضاء، إلا أنه عليه أن يعلم أنه في تلك الحالة لم يعطي الصيام حقه، كونه من العبادات المقدسة التي يجب على المسلم أن يُحسن القيام بها.
فأمر الاستمناء من الأمور التي حرمت في الإسلام، ويعظم ذلك التحريم في شهر رمضان المبارك، لكن هناك العديد من الأشخاص يرون أنه ليس هناك ما يدل على حرمانية ذلك، وهنا علينا أن نعرف أن الكثير من الأحكام الدينية لم ترد بنص صريح في الكتاب أو السنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية النعمان بن البشير:
“ الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ وبينَهُما مشتَبِهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ منَ النَّاسِ فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأ لدينِهِ وعِرضِهِ ومن وقعَ في الشُّبُهاتِ وقعَ في الحرامِ كالرَّاعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يرتَعَ فيهِ ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حِمَى ألا وإنَّ حِمَى اللَّهِ محارمُهُ ألا وإنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسَدُ كلُّهُ وإذا فسَدَت فسَدَ الجسَدُ كلُّهُ ألا وَهيَ القَلبُ” صحيح.
الجدير بالذكر أنه في حالة احتكاك الشخص بالفراش كان وهو نائم، فهو في تلك الحالة ليس متعمدًا القيام بذلك وليس عليه وزر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقِظَ، وعن المبتلَى حتَّى يبرأَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يكبُرَ” صحيح روته عائشة أم المؤمنين.
إلا أنه في حالة خروج المني مع التأكد من ذلك فإنه يفسد صومه وعليه القضاء، أما إن وجد أنه لم يحدث ذلك فصيامه صحيح بإجماع أهل العلم، وبذلك نكون قد تعرفنا على حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان.
تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة المرأة لنفسها في رمضان
كيفية التوبة من الاحتكاك في الفراش
في سياق تناول الأحكام الدينية التي تخص الشهر الفضيل وتعرفنا على حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان، تبين لنا أنه من الممكن أن يقوم المسلم بذلك عمدًا، وفي تلك الحالة يقع في إثم مبين، سواء أكان يفعل ذلك في شهر رمضان أم في سائر الأيام.
حيث إنه في تلك الحالة لا يقوم بحفظ فرجه كما أمره الله عز وجل في الآية الكريمة:
” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” سورة النور الآية رقم 30
لذا فإنه في تلك الحالة عليه أن يتوب إلى الله عز وجل التوبة النصوح، وذلك من خلال الخطوات التالية:
أولًا: طاعة الله والتقرب إليه
على المسلم في بداية الأمر وبعد أن تعرف على حكم الاحتكاك في الفراش في رمضان، أن يتقرب إلى الله عز وجل من خلال إقامة الشعائر الدينية، خاصةً في الشهر الفضيل، وأن يتخذ من الصيام وسيلة لذلك، ويمكنه الاستغفار كيفما يشاء، وأن يدعو الله ليل نهار أن يجنبه الوقوع في مثل تلك الأمور مرة أخرى.
كذلك عليه أن يكثر من النوافل، فهي من السبل التي تحبب الله عز وجل في العبد، مما يسهل عليه الكثير من الأمور الحياتية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ” صحيح رواه أبو هريرة.
تعرفي أيضًا على: حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين
ثانيًا: العزم على عدم العودة مرة أخرى
ينبغي على المسلم من داخله أن يكون على اقتناع تام أن ذلك الأمر غير لائق به وبفطرته، لذا عليه الابتعاد عنه على الفور، كما يجدر به أن يعقد النية لله تعالى على ألا يعود إلى ذلك الإثم مرة أخرى، حتى يقبل الله عز وجل توبته، كذلك عليه أن يقلع عن أي من الأمور التي تعمل على إثارته.
فمشاهدة الأفلام الي تبعث على ذلك من الأمور المحرمة تحريمًا قطعيًا، سواء أكان الأمر في شهر رمضان أو غيره، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” العينُ تَزني، والقلبُ يَزني؛ فزِنَا العينِ النظرُ، وزِنا القلبِ التمَنِّي، والفرجُ يُصدِّقُ ما هنالِك أو يُكذِّبُه” صحيح رواه أبو هريرة.
تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة الثدي في رمضان
ثالثًا: عدم الجهر بالذنب
ينبغي على المسلم أن يعلم أن الله لا يغفر لمن يجاهر بالمعصية، حتى وإن كان على سبيل المزاح، كونه في تلك الحالة يدعو من يسرد له الأمر إلى فعل ذلك دون أن يدري، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه” صحيح رواه أبو هريرة.
حكم الاحتكاك بالفراش في رمضان من الأحكام الدينية التي توضح كم أن الله من علينا بدين ليس فيه تعقيدات بل هو حقًا دين اليسر وليس العسر.
تابعنا على جوجل نيوز