هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب
هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب؟ وما حكم الدين في ذلك؟ فهناك العديد من الأشخاص يرون أنه ليس هناك من الأمر شيء، ما دامت العلاقة لم تصل إلى حد التلامس أو الوقوع في المحظور، أهذا يبيح الكلام بين امرأة ورجل خارج إطار الزواج؟ هذا ما سنتعرف على إجابته بشيء من التفصيل من خلال موقع إيزيس.
هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب
من هو الحبيب؟ أيقصد به الرجل الأجنبي الذي لم يعقد قرانه بعد على الفتاة، إن كان الأمر كذلك، فإن التحدث بينهما في مطلق الأمر محرم، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الأحزاب الآية رقم 32
” فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا“.
حتى وإن كان ذلك الحبيب هو خطيب الفتاة، فما دام الأمر لم يوثق بعقد القران، فلا يحل لهما التطرق إلى أي من الأحاديث، ويزيد الأمر غِلظة إن كان في نهار رمضان، فعلى الرغم من أنه ليس من مبطلات الصوم، إلا أنه يتسبب في انتقاص الأجر، وعلى كل منهما التوبة النصوح لله عز وجل.
فشهر رمضان للتعبد والصيام والقيام، وليس لتلك الأفعال التي حرمها الله عز وجل، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآيات من 184 إلى 186
“ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ“.
لذا حري بالفتاة الابتعاد عن تلك الأمور إلى أن يمن الله عليها بالزوج الصالح الذي يتقي الله فيها، وفي تلك الحالة يجوز أن يحدثها زوجها بمعسول الكلمات في نهار رمضان من باب توطيد العلاقة العاطفية بينهما، فالزواج في الإسلام مبني على المودة والرحمة.
تعرفي أيضًا على: حكم مداعبة الثدي في رمضان
الأعمال المستحبة في شهر رمضان
بعد أن أجبنا على سؤال هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب، علينا أن نعرف أنه هناك العديد من الأعمال المستحبة التي من الممكن أن تقوم بها المرأة في نهار رمضان أفضل من الكلام مع شخص لم يحل لها بعد، على أن تضمن أن صيامها صحيح، وأنها ستحصل على كامل الأجر والثواب، حيث تتمثل الأعمال المستحبة إلى الله عز وجل فيما يلي:
أولًا: أداء النوافل
من المتعارف عليه أن أداء الصلوات المفروضة أمر لا ينبغي أن ننوه إليه خاصةً في شهر رمضان المعظم، إلا أنه في أيام هذا الشهر المبارك من الأمور المحمودة التي يجب أن تغتنمها المرأة أن الله يؤجرها أضعافًا مضاعفة من الحسنات إن قامت بأداء النوافل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ يا أيُّها النَّاسُ قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ مباركٌ شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ شهرٌ جعل اللهُ صيامَه فريضةً وقيامَ ليلِه تطوُّعًا من تقرَّب فيه بخَصلةٍ من الخيرِ كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواه ومن أدَّى فريضةً فيه كان كمن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه” رواه سلمان الفارسي.
كما أن أداء النوافل من الأمور التي تعينها على الابتعاد عن التحدث مع الحبيب مما يكون سببًا في حصولها على السيئات، ففي حالة اللجوء إلى الله عز وجل تكون في معيته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي برواية أبي هريرة:
“ إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ” صحيح.
تعرفي أيضًا على: حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان للمرأة
ثانيًا: قراءة القرآن الكريم
في سياق التعرف على جواب سؤال هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب، على الفتاة أن تعرف أنها من الممكن أن تستغل أوقات رمضان فيما ينفعها في حياتها الدنيا والآخرة، فلها أن تقرأ ما تيسر من القرآن، فهو الذي يشرح الصدر ويتسبب في أن يشعر المسلم بالراحة والسكينة.
كما أنها في تلك الحالة تنال جبالًا من الحسنات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مَن قرَأَ حَرْفًا مِن كتابِ اللهِ، كتَبَ اللهُ له به حَسنةً، لا أقولُ: (الم) حرْفٌ، ولكنِ الحروفُ مُقطَّعةٌ: الألِفُ حرْفٌ، واللَّامُ حرْفٌ، والميمُ حرْفٌ” رواه عوف بن مالك.
كذلك عليها ألا تنسى أن ذكر الله والاستغفار من الأمور التي تيسر لها الكثير في حياتها، وتكون سببًا في نيلها عظيم الأجر والثواب.
ثالثًا: المشاركة في إعداد الطعام
كذلك بدلًا من أن تقضي الفتاة الساعات المطولة تتحدث مع حبيبها فيما يغضب الله عز وجل، وفي إطار التعرف على جواب سؤال هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب، نجد أنه من الأفضل لها أن تقوم بالمساهمة في إعداد طعام الإفطار، على أن تكون نيتها أن تحصل على ثواب إفطار الصائم.
ففي تلك الحالة يمن الله عز وجل عليها بالحصول على مثل أجره من دون أن ينتقص أجر الصائم، فشهر رمضان من الأشهر التي تحتوي على الكثير من الفرص التي حري بها استغلالها على أكمل وجه، وعدم التفريط في تلك الأيام المعدودات من خلال قضاءها في التحدث في الهاتف فيما يغضب الله جل في علاه.
تعرفي أيضًا على: حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين
رابعًا: إخراج الصدقات
ينبغي على الفتاة في شهر رمضان أن تقوم بإخراج الكثير من الصدقات، فهي التي تطفئ غضب الرحمن، وتتسبب في نيل الكثير من الحسنات، فقد قال الله تعالى:
“ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” سورة البقرة الآية رقم 261
كذلك فإن سنحت لها الفرصة في المشاركة في الأعمال الخيرية التي تعمل على انشغالها عن التفكير في الأمور التي تغضب المولى عز وجل، فالأفضل لها أن تقوم بذلك على الفور.
على الرغم من أن التحدث مع الأجنبي من الأمور التي حرمها الله إلا أنها عدم إبطالها للصوم كما رأينا في الجواب على سؤال هل يجوز في رمضان الكلام مع الحبيب يؤكد لنا أن ديننا دين التيسير على أصحابه.
تابعنا على جوجل نيوز