قرار منع الحجاب في الهند
قرار منع الحجاب في الهند من القرارات التي أحدثت ضجة لم يشهدها المجتمع الهندي من قبل، حيث كان الأمر بمثابة ثورة غضب على الرغم من أن دولة الهند ليست دولة إسلامية، لذا كان من الضروري أن يغطي موقع إيزيس الحدث برمته من أجل التعرف على أدق التفاصيل التي تخص ذلك القرار.
قرار منع الحجاب في الهند
من المتعارف عليه أن دولة الهند من الدول غير الإسلامية، إلا أن قرار منع الحجاب الذي صدر في الأيام المنصرمة كان قرارًا مفاجئًا، ليس فقط للوطن العربي والشرق الأوسط، بل للعالم أجمع.
فهناك الكثير من الفتيات اللواتي يتلقين العلم في دولة الهند مسلمات، وكانوا لا يخرجون من دون الحجاب فما حال الأمر إذن، ولما أصدرت الهند ذلك القرار الذي أزعج كل من يغير على دينه الحنيف والبنات المسلمات في تلك البلدة؟
إلا أن دولة الهند قد بررت الأمر بأن الحجاب يعد من الملابس التي تزعج المساواة والنزاهة، وكذلك القانون والنظام العام، لكن من وجهة نظركم هل يعد ذلك أمرًا منصفًا؟
أين الحرية إذًا في ذلك القرار، هل من شأننا أن نجبر من يأتي إلينا من أي من البلدان الأجنبية على ارتداء الحجاب كونه الزي الرسمي داخل البلد الإسلامية؟ من وجهة نظري المتواضعة أرى أنه لا يوجد أي إنصاف في ذلك القرار.
تعرفي أيضًا على: نص قانون منع الحجاب في فرنسا
احتجاجات المسلمات على قرار الهند
بعد التصديق على قرار منع الحجاب في الهند شهدت الدولة العديد من الاحتجاجات غير المسبوقة على أي من القرارات من قبل، حيث قامت الفتيات المسلمات بالاحتشاد اعتراضًا على ذلك القرار، والجدير الذكر أنهن لم يتركن حجابهن على الرغم من أن القوانين في دولة الهند صارمة ولا تقبل النقاش.
حيث قوبل الأمر بالقنابل المسيلة للدموع من قبل الشرطة، وذلك من أجل فض التجمعات، حتى لا يتفاقم الأمر ويصل إلى حد الأزمة، وهنا أسرع حزب بهاريتا الهندوسي بإصدار العديد من التصريحات التي تدلي بأنه لا نية في التراجع عن القرار.
الجدير بالذكر أن كافة دول العالم كانت تقف صامتة أمام القرار منتظرة أحدث التطورات، ولا تعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك ثورة على وشك الانفجار من أجل أقلية مسلمة من شأنها أن تسكن بلد الهند سواء من أجل العمل أو الدراسة إلا أن الأمر كان غير كذلك.
حيث اندلعت الشرارة عندما أقبلت فتاة مسلمة على تقديم أوراقها في الجامعة وهي ترتدي الزي الذي نص الدين الإسلامي عليه، تم منعها من الدخول فهتفت بصوت جهور الله أكبر الله أكبر، إلا أن الأمر قد قوبل بالتعامل غير الآدمي من قبل الشرطات الهندية التي حاولت التدخل للسيطرة على الموقف في حين تدخل رجال الأمن من أجل حماية الفتاة.
أزمة اعتراض الطالبات المسلمات على القرار
بعد انتشار القرار وبدء تنفيذه، تعرضت الكثير من الفتيات إلى منعهن من الدخول إلى الفصول الدراسية من أجل ارتدائهن للحجاب، إلا أنهن على الرغم من صغر السن، أبين أن يتخلين عن رمز الإسلام في بلد غير مسلمة ولا تتعامل بالمبادئ الإنسانية على الإطلاق، ومن هنا بدأ الأمر في أن يستقطب أنظار العالم، فكيف لدولة متقدمة أن تتعامل مع الأمر بذلك العنف.
كيف لها أن تمنع قاصرات من تلقي العلم كونهن يحاولن المحافظة على القيم الدينية الخاصة بهن، خاصةً أنهن حضرن العديد من الاجتماعات من أجل إقناع أي منهن بخلع الحجاب داخل الفصول على أن ترتديه داخل الحرم المدرسي.
إلا أن ذلك لا يصح في ديننا الحنيف، فالحجاب ليس لُعبة من الممكن أن نلهو بها، نضعه على رأسنا حسب الأوامر ونقوم بإزالته حسب الأوامر أيضًا، لكن هناك بعض الأقوال التي تنقل لنا أن الهدف من ذلك القرار، أن تكون ملامح الفتاة واضحة داخل الفصل ليتعرف عليها المعلمين، وأن الأمر من شأنه أن يشمل المنتقبات على وجه الأخص.
إلا أن ذلك من وجهة نظري ما هو إلا استخفاف بالعقول، فلو كان الأمر كذلك لما كان القرار عن الحجاب برمته، ففي تلك الحالة كانت الهند قد اكتفت بإصدار قرار لمنع النقاب وحده معللة الأمر بأسباب واضحة وصريحة.
تعرفي أيضًا على: الفرق بين حقوق المرأة والنسوية
اتساع الأزمة لتصل إلى كافة المدارس
اتسع الأمر بعد ذلك ووصل إلى العديد من المدارس على مستوى الدولة برمتها، مما تسبب في المزيد من الاحتجاجات، وهو الأمر الذي اضطرت الهند من أجله أن تغلق المدارس لعدة أيام تفريقًا لتلك التجمعات التي كانت سببًا في تسليط الضوء على الأمر من كافة الأنحاء.
خاصةً بعد أن تداولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المقاطع التي تشير إلى إغلاق أبواب المدارس والجامعات في وجه الطالبات طالما ترتدين الحجاب.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهر المؤيدون لتلك الاحتجاجات من الأولاد المسلمين في المدارس، حيث قاموا بارتداء الشال البرتقالي الذي يعرب عن دعمهم للأمر.
رد الهند على الاحتجاجات
بعد تلك الاحتجاجات على قرار منع الحجاب في الهند، ما زالت الدولة متمسكة برأيها وقرارها، بل وزعمت أنه من يقوم بارتداء الشال البرتقالي ما هو إلا محرض على التظاهر وعلى المدارس الاستمرار في منع المحجبات من الدخول إلى الحرم المدرسي، وكذلك منع الطلاب ذوي الشال برتقالي اللون.
رأي المحكمة في قرار منع الحجاب وتوابعه
في سياق تلك الأحداث تم تقديم التماسين بناءً على رغبة الطالبات المحجبات من أجل إعادة النظر في القرار من قبل هيئة القضاء، حيث أشارت الطالبات أن ارتداء الملابس حرية شخصية وأن أمر إقصاءهم من الفصول وحرمانهم من الحصول على نصيبهم من التعليم أمر غير صحي ويتنافى مع تقدم دولة عريقة مثل الهند.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة الاجتماعية
رأي أمريكا في قرار الهند
ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن قرار منع الحجاب في الهند ما هو إلا انتهاك للحريات، كما أنه يتعرض مع حقوق الإنسان بشكل عام، والتي على رأسها أنه من الممكن أن يعبر الشخص عن انتماءه إلى دينه دون أن يتعرض لأي من أساليب التعنيف طالما لا يلحق الضرر بغيره.
كذلك على صعيد آخر ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن إجبار أي من الأشخاص على الالتزام بالزي الديني من الأمور التي تتنافى مع حقوق الإنسان، فلكل شخص مطلق الحرية في اختيار مظهره، على ألا يكون مؤذيًا لغيره أو يدعو إلى الجدل والإخلال بالأمن القومي للدولة التي يقطن بها.
إلا أن دولة الهند على الرغم من ذلك قابلت الرأي غير مرحبة به، وأفادت أن هيئة القضاء هي التي لها القرار في النهاية، وأنها تنظر إلى الأمر من عدة جوانب.
قرار منع الحجاب في الهند حقًا من القرارات غير الجيدة، والذي يطمس كل معالم الحريات والتقدم، لذا عليها أن تراجع نفسها كي تكون محققة لما تناشد به دائمًا.
تابعنا على جوجل نيوز