هل أهل الزوج من الأرحام
هل أهل الزوج من الأرحام؟ وكيف للزوجة أن تتعامل مع أهل الزوج على النحو الصحيح؟ فالمسلم يجب أن يكون دائم الحرص على الإلمام بكافة الأحكام الدينية التي تمنهج حياته وتضمن له إدراك رضا الله عز وجل، لذا ومن خلال موقع إيزيس سوف نتعرف على الإجابات الصحيحة لتلك الأسئلة، وذلك عبر السطور التالية.
هل أهل الزوج من الأرحام
يقول الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 36: “وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” فصلة الرحم من الأمور التي نوه إليها الدين.
ليس فقط من خلال الآيات القرآنية المقدسة، ولكن أيضًا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أبي هريرة: “خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَ: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، فقالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذَلِكِ لَكِ، ثُمَّ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: {فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ} [محمد: 22]” صحيح.
لذا فإن صلة الرحم أمر مفروغ من فرضيته، لكن ماذا عن أهل الزوج؟ أهل الزوج لهم المكانة الخاصة التي لا يستهان بها، لكن لم يذكر القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة أنهم من الأرحام، فإن قامت الزوجة بوصلهم حبًا فيهم وفي زوجها، فإن ذلك تفضل منها وإحسانًا.
أما إن امتنعت لأي من الأسباب فإنه لا حرج عليها في ذلك، فالمأمور بوصل الرحم في تلك الحالة هو زوجها، فهم أهله الذين سوف يسأل عنهم يوم القيامة.. فعلى الزوج أن يعلم من خلال الجواب على سؤال هل أهل الزوج من الأرحام أن زوجته غير مطالبة بصلة الرحم من ناحية أهله، كونها علاقة مصاهرة ليست إلا، والأولى بها أن تصل هي رحمها، ولا تنسى فضل أهلها عليها كونها قد تزوجت.
فقطع الرحم من الأمور التي كانت تحدث في الجاهلية، والتي أتى الإسلام لإصلاحها من خلال التعرف على قيمة صلة الرحم.. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية البخاري: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” صحيح.
بذلك نكون قد أجبنا على سؤال هل أهل الزوج من الأرحام، لكن على المرأة أن تعرف أن أهل الزوج لهم الفضل الكبير على زوجها، وليس لها أن تنكر ذلك، ومن باب أولى بها أن تقوم بالتودد إليهم.
تعرفي أيضًا على: كيف أتعامل مع أم الزوج النرجسي
كيفية التعامل مع أهل الزوج
بعد أن تعرفنا على الجواب الصحيح على سؤال هل أهل الزوج من الأرحام، يجب أن نتعامل مع الأمر من باب المعاملة الحسنة، فديننا الحنيف قد حثنا على التعامل بأفضل الطرق حتى وإن كان الأمر ليس فرضًا، فهناك ثلاثة أنحاء من الممكن أن تقوم الزوجة من خلالها التعامل مع أهل الزوج.
في تلك الحالة ستضمن أنها لم تخل بأمور دينها على الإطلاق، كما أنها تكون قد اشترت راحتها النفسية والأسرية، مع العلم أن تلك الطرق ترجع إلى عدة عوامل، مثل: طباع الزوجة وأهل الزوج، المسافة بينهم في المسكن وما إلى ذلك.
لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على الطرق الصحيحة التي يمكن من خلالها كسب أهل الزوج، حيث أتت على النحو التالي:
1- الانخراط الكلي مع أهل الزوج
بعض الزوجات ترى أن أهل الزوج يمثلون لها أهلها في المطلق، فكما تزور والدتها تزور الحماة وهكذا، ففي تلك الحالة هي تشعر منهم بالطيبة والمحبة التي تجعلها تألف التواجد وسطهم، ولا شك أنها في تلك الحالة تؤجر على ذلك.. لذا فإن المرأة إن رأت أن الانخراط لا يتسبب في أي من المشكلات بالنسبة إليها أو إلى أهل الزوج، فلم لا.
الجدير بالذكر أنه يزيد الأمر إحسانًا إن كانت الزوجة من النساء التي لها القدرة على اكتساب قلب أهل الزوج، ففي الكثير من المجتمعات نجد أن أهل الزوج يكونون متحاملين على زوجة الابن نوعًا ما، فإن كان لها القدرة على التعامل مع الأمر باللين والحكمة، فلا شك أنها ستكون الرابح في النهاية، وذلك لقول الله تعالى في محكم التنزيل:
“وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” سورة فصلت الآيتين رقم 4، 5.
تعرفي أيضًا على: حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة
2- التوسط في العلاقات
أما إن رأت الزوجة أن أهل الزوج لا يقدرون على التعامل معها كأهلها، فإنها في تلك الحالة من الممكن أن تلجأ إلى التوسط في العلاقات، ويتحقق ذلك من خلال الزيارات المتعددة في المناسبات، الاتصال الهاتفي بين الحين والآخر من أجل الاطمئنان عليهم.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عائشة أم المؤمنين: “فقال لي: يا عائشةُ، ارْفُقي؛ فإنَّ الرِّفْقَ لم يكُنْ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شَيءٍ قَطُّ إلَّا شانَه” صحيح، فالرفق والتوسط من الأمور التي تصحح الأوضاع، وإن دلت على شيء، فإنما تدل على أن تلك الزوجة ذكية وتفهم كيفية التعامل مع الأمور بشكل جيد من أجل المحافظة على بيتها وأسرتها وفي نفس الوقت تحافظ على الشكل الاجتماعي العام.
الجدير بالذكر أن أهل الزوج هم أجداد الأطفال، ففي تلك الحالة عليها ألا تمنعهم من وصلهم، بل تعلمهم فضل صلة الرحم، فليس معنى أنها غير مأمورة بذلك أن ينطبق الأمر على الأبناء، كذلك عليها ألا تنسى رواية عبد الله بن سلام، حين قال:
“لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ أَنْظُرُ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ” صحيح.
تعرفي أيضًا على: حكم الشرع في إقامة أم الزوج مع الزوجة
3- قطع التواصل
لا نعني بقطع التواصل أن تقوم الزوجة بعدم الاتصال بأهل الزوج مطلقًا، فإنها في تلك الحالة تكون مهاجرة لهم، وهو أمر يتنافى مع التعاليم الإسلامية، فإن كانت تتعرض للإيذاء منهم، أو أن هناك بعض الخلافات، فإنها من الممكن أن تقتصر الأمر على السؤال عليهم بين الحين والآخر، وزيارتهم في المناسبات، مع الحرص على إبقاء الود بينهم وبين الأطفال.
كذلك علينا أن نذكر الزوج أنه لا يحق له إجبارها على زيارتهم خاصة إن كانت الأجواء بين الجانبين تشوبها بعض المشكلات.
دين الإسلام دين المعاملة، فعلى الرغم من أن هناك التشريعات القطعية التي من شأنها أن تحلل أو تحرم، كما جاء في سؤال هل أهل الزوج من الأرحام، إلا أنه قد أجبر المرأة على التعامل الحسن معهم.
تابعنا على جوجل نيوز