متى تكون العادة حلال للمتزوجة
متى تكون العادة حلال للمتزوجة؟ وما هي الأضرار التي من الممكن أن تقع على الزوجة نتيجة تلك الممارسة؟ فالعادة السرية من الأمور الشائكة التي أراد موقع إيزيس أن يسلط الضوء عليها للتعرف على الكثير من الأحكام الدينية التي تدور حولها، وهل هناك بالفعل مجالًا لممارستها دون الوقوع في المعصية؟ هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية.
متى تكون العادة حلال للمتزوجة
يقول الله -عز وجل- في محكم التنزيل في سورة المؤمنون الآية الخامسة: “والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون”.
فحفظ الفرج هو أن تصون المرأة نفسها عن أي من الممارسات الحميمة إلا مع زوجها الذي أحل الله لها الاستمتاع معه على أي نحو شاءت مع الابتعاد عن المحرمات.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية النعمان بن البشير: “الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ وبينَهُما مشتَبِهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ منَ النَّاسِ فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأ لدينِهِ وعِرضِهِ ومن وقعَ في الشُّبُهاتِ وقعَ في الحرامِ كالرَّاعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يرتَعَ فيهِ ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حِمَى ألا وإنَّ حِمَى اللَّهِ محارمُهُ ألا وإنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسَدُ كلُّهُ وإذا فسَدَت فسَدَ الجسَدُ كلُّهُ ألا وَهيَ القَلبُ” (صحيح).
فالعادة لا محالة من الأمور التي حرمها الله عز وجل تحريمًا قطعيًا، حتى وإن لم يكن هناك نص ديني صريح بذلك، فهناك بعض الأمور التي من ِشأننا أن نتبين مدى حرمانيتها دون الحاجة إلى مستند ديني.
إلا أن هناك حالة واحدة من الممكن أن تجعل العادة أقل حرمانية، ونقصد بهذا أن الأمر لا يحلها، فإن أردنا أن نجيب على سؤال متى تكون العادة حلال للمتزوجة، فحتمًا ستكون الإجابة لا يوجد في الأصل ما هو يحلها، لكن إن كان الزوج مسافرًا ولا تطيق الزوجة ابتعاده عنها، مما قد يوقعها في الزنا، فمن الممكن أن تلجأ إليها.
فهنا يكون ذنب العادة أقل من وزر الزنا، والذي يعد من الكبائر، حيث يرى الفقهاء أنها من الممكن أن تمارسها حين عدم القدرة على كبح الاحتياج الحميمي على ألا تكون مفرطة في الأمر، وتشاهد الأفلام الإباحية التي تزيد من وزرها.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “العين تزني، والقلب يزني؛ فزنا العين النظر، وزنا القلب التمني، والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه” (صحيح) رواه أبو هريرة، كما أنها حري بها أن تبلغ زوجها بأنها لا تطيق العيش بدونه، فإما أن يحاول أن يأتي إليها أو أن يصطحبها معه، كما يجوز لها الطلاق إن لم يرد أن يلبي رغبتها كون الزواج أساسه أن يعف الرجل زوجته والعكس.
تعرفي أيضًا على: ماذا تفعل المطلقة إذا احتاجت للعلاقة
أسباب ممارسة الزوجة للعادة
في سياق التعرف على جواب سؤال متى تكون العادة حلال للمتزوجة نجد أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الزوجة إلى ممارسة العادة وفي تلك الحالة تكون محرمة تحريمًا قطعيًا، لذا سنتعرف عليها من خلال ما يلي:
1- عدم توافق الزوجين
من الممكن أن تكون حاجة المرأة الحميمة أكبر من قدرة الزوج، وفي تلك الحالة تبدأ المرأة في التفكير في سبيل يمكنها من خلاله إفراغ مشاعرها الحميمة دون الوقوع في الفحشاء من خلال ممارسة العادة، وهو أمر غير صحيح، فمن الممكن أن تتحدث مع الزوج في الأمر.
حيث إن الله -عز وجل- قد شرع لها الاستمتاع معه على أكثر من نحو بعيدًا عما حرم في العلاقة، لذا عليها أن تنتبه لذلك، ومن حقها إن رأت أنه لا فائدة في الأمر وتود أن تعف نفسها أن تطلب الطلاق منه.
كما أنه من الممكن أن يرجع سبب ممارسة العادة أنه لا يكون هناك مشاعر بين الزوجين وبدأ كل منهما في أن يكره الآخر، وفي تلك الحالة فإن الانفصال أفضل لهما.
2- إصابة الزوج بمرض
من الممكن أن يصاب الزوج بأحد الأمراض التي تمنعه من ممارسة العلاقة الحميمة مما يشعر المرأة بالحاجة إليها، وفي تلك الحالة عليها أن تصبر إلى أن يبرأ الزوج وتقف إلى جواره ولا تشعره بالأمر، فإن لم يكن ذلك بمقدورها فإنه لها أن تطلب الطلاق ولن تكون آثمة في ذلك.
3- هجر الزوج زوجته
يقول الله -عز وجل- في سورة النساء الآية رقم 34: “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“،
أي أنه أجاز للمسلم أن يهجر زوجته التي أساءت إليه ولا يعاشرها معاشرة الأزواج.
في تلك الحالة من الممكن أن تحاول المرأة الحصول على الإشباع الحميمي من خلال تلك الطريقة، وهو أمر منبوذ للغاية، بل عليها الاعتذار للزوج عما بدر منها والعودة إلى حياتها الحميمية بشكل طبيعي.
تعرفي أيضًا على: المدة الكافية لترك العادة قبل الزواج للبنات
4- انخراط الزوج في العمل
في بعض الأحيان قد ينشغل الزوج كثيرًا عن زوجته مما يصعب عليهما اللقاء للعلاقة الحميمة، وهو ما قد يحزن الزوجة كثيرًا، وعليها في تلك الحالة التحدث إليه بدلًا من الوقوع في العادة السرية التي لها الكثير من الأضرار بخلاف أنها من المحرمات، وهو الأمر الذي تأكدنا منه في سياق الجواب على سؤال متى تكون العادة حلال للمتزوجة.
5- إدمان الزوجة للعادة من قبل
أيضًا من الأسباب التي قد تدفع الزوجة إلى ممارسة العادة أنها قد تكون من الفتيات اللواتي مارسنها قبل الزواج لفترة ليست قليلة مما أدى بها إلى إدمانها، وهو الأمر الذي يجب أن تقلع عنه على الفور، ففي تلك الحالة هي تقوم بإلحاق الكثير من الأضرار بنفسها وجسدها علاوة على أنها تحصل على الكثير من الذنوب.
أضرار العادة السرية للمتزوجة
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال متى تكون العادة حلال للمتزوجة، من الضروري أن نتناول أضرار ممارستها، والتي أتت على النحو التالي:
- لا تستطيع الزوجة الشعور بالاستمتاع الحميمي مع الزوج، كونها اعتادت على ممارسة الأمر بطريقة معينة.
- الشعور بعدم رضا الرحمن على الزوجة مما يكون سببًا في افتعال الكثير من المشكلات.
- شعور الزوجة بعدم اكتمال أنوثتها كونها تقوم بأمر منبوذ لا تجني منه المتعة للحظات ثم تحمل الذنب الذي يعكر صفو حياتها.
- تؤدي ممارسة العادة إلى إصابة المرأة بالحالة النفسية السيئة.
- تؤدي إلى الالتهابات المهبلية في الكثير من الأحيان.
- الشعور بإرهاق الجسد وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة.
تعرفي أيضًا على: متى يفقد الرجل هيبته أمام المرأة
على المرأة أن تضع في حسبانها أن الأحكام الدينية جاءت من أجل أن تعف نفسها بالطرق التي أحلها الله لها، كون الدين الإسلامي حريص على الحفاظ عليها كما رأينا في الجواب على سؤال متى تكون العادة حلال للمتزوجة.
تابعنا على جوجل نيوز