أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث
أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث كَثَرَ ويمكن التعرف عليهم عبر تتبع السيرة النبوية، لكن منهن من كانت الأكثر والحرص على مرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل أحواله قدر استطاعتها، لذا سنوضح من خلال موقع إيزيس الكثير من المعلومات عن أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث، وذلك عبر السطور التالية.
أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث
كان للصحابيات رضوان الله عليهم الكثير من المواقف التي ساعدت فيها الرجال من حروب ودعم وحفاظًا على المال والولد والعرض، لكن من أكثر الصحابيات رواية للحديث والتعمق في المسائل الفقهية هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي وزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحب نسائه إلى قلبه.
علم وفقه السيدة عائشة
تمتعت السيدة عائشة بميزة لم تكن عند الكثير من النساء فهي زوجة النبي، لذا فهي كانت الأقرب لمصدر تلقي العلم والتشريع من الله عز وجل، وكانت من المصادر العلمية المتحركة حتى وفاتها، وكانت سيبل للفصل في الكثير من الأمور، لذا فهي من أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث، وقد روى عنها الكثير من الصحابة والتابعين ومن أهم ما يأتي:
- روت السيدة عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألفين ومائتين وعشرة حديثًا.
- اتفق الإمامان البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثًا منهم.
- أخذ منهم البخاري أربعة وخمسين حديثًا في صحيحه.
- نال الإمام مسلم منهم تسعة وستين حديث منهم في صحيحه.
- روى عنها من الصحابة عمر ابن الخطاب وابنه عبد الله وعبد الله ابن الزبير وأبو موسى الأشعري وعبد الله ابن عباس.
- أخذ عنها من النساء معاذة العدوية وعمرة بنت عبد الرحمن وعائشة بنت طُلحة وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وخيرة أم الحسن البصري وصفية بنت شيبة وجسرة بنت دجاجة العامريّة.
- روى عنها من التابعين عروة بن الزبير، وعلقمة بن قيس، وعكرمة، ومجاهد، والشعبي، ومسروق، وسعيد بن المُسيب، وطاووس، وعلي بن الحسين، وابن أبي مليكة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
- شمل علم السيدة عائشة الفقه والمواريث والأنساب والحديث والإفتاء والطب والشعر.
تعرفي أيضًا على: من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها
رأي أهل العلم في علم السيدة عائشة
ورد في فضل العلم الذي تمتلكه السيدة عائشة الكثير من الروايات المادحة لعلمها الذي تحصلت عليه من كثرة قربها للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكثرة إدارتها الكثير من الأسئلة التي وجِهت من النساء إليه، ولكونها تعتبر أفقه النساء وأهم الصحابيات نقلًا للحديث، نذكر بعض من المدح المذكور عنها عبر النقاط التالية:
- أبو موسى الأشعري: قال عن السيدة عائشة: “ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا” (أخرجه الترمذي).
- أبو سلمة بن عبد الرحمن: “ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أفقه في رأي إن احتيج إليه، ولا أعلم بآية“.
- الإمام الذهبي: “لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ“.
- موسى ابن طلحة: “أفصح النساء هي عائشة”.
- عطاء ابن رباح: “كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة“.
نبذة عن السيدة عائشة
أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث هي السيدة عائشة لِما لها من مكانة عظيمة في القلوب، فهي أحد أمهات المؤمنين وزوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحد رواة الحديث الثقة من بعد وفاته، لذا وجب التعرف على بعض المعلومات الخاصة بها عبر السطور التالية:
1- مولد السيدة عائشة
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، أمها أم رومان بنت عامر الكنانية، ولدت في سنة تسع أو عشر قبل الهجرة أي بعد البعثة بأربع أو خمس سنوات، وعلى ذلك فهي لم تُدرك عصر الجاهلية، وقد روي عنها أنَّها قالت:
“لَمْ أعقِلْ أبوَيَّ قطُّ إلَّا وهما يَدينانِ الدِّينَ”.
2- زواج النبي من السيدة عائشة
تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة بعدما جائه وحي من الله تعالى، فقد جاء عن الرسول الكريم أنّه قال لعائشة رضي الله عنها:
“رَأَيْتُكِ في المَنامِ يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقالَ لِي: هذِه امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عن وجْهِكِ الثَّوْبَ فإذا أنْتِ هي، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ”
خطبها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي في سن السابعة قبل الهجرة النبوية، وبعد الهجرة للمدينة، لُحقت السيدة عائشة به، وتزوجها في المدينة وكان عمرها تسع سنوات وقد تم الزواج في شوال سنة اثنتين للهجرة، ولصغر سنها بقيت تلعب في الألعاب لفترة.
روي عنها أنها قالت:
“كُنْتُ ألْعَبُ بالبَنَاتِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبُهُنَّ إلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي”
وهذا ما جعلها من أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث ومكثت في بيت النبي حتى وفاته، وكانت قد بلغت الثامنة عشر.
تعرفي أيضًا على: من هي المرأة التي كانت ابنة نبي وزوجة نبي وأم نبي وأخت نبي
صفات السيدة عائشة
تتمتع السيدة عائشة بالكثير من الصفات الخُلقية والخَلقية التي جعلتها من أحب النساء إلى قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا ما وضعها في مرتبة أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث، ونتعرف على هذه الصفات عبر الفقرات التالية:
1- الزهد والورع
كانت السيدة عائشة من أكثر الناس زهدًا في الحياة الدنيا فقد ورد عنها الكثير من المواقف الدالة على ذلك عنها أنَّها تَصدَّقَتْ بسَبعينَ ألْفًا؛ وإنَّها لتَرقَعُ جانبَ دِرعِها رضيَ اللهُ عنها، وأما عن ورعها ما ورد:
“أنَّها كانت تحتجب حتى عن العميان، وتتعذر بأنه إن لم يكن يراها فإنها تراه، فتَحتجب عنه”.
2- كثرة التعبد
ذكر عن السيدة عائشة أنها كانت من أكثر النساء قيامًا لليل والأكثر صيامًا، فقد ورد: “كما أخبرت عنها رميثة بنت حكيم أنَّها كانت تُصلي صلاة الضحى ثماني ركعات، وتُطِيل فيهنّ، إضافةً إلى أنّها كانت تُكثِر من النوافل الأخرى كالصيام، حتى إنَّها كانت تصوم في السفر”، مما يدل على كثرة تعبدها وتعودها على أفعاله.
3- اجتناب الشبُهات
اشتهر عن السيدة عائشة اجتنابها للشبهات فقد ورد عنها أنّ عمًّا لها بالرضاعة أراد أن يدخل بيتها، فمنعته إلى أن استأذنت في ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرها بجواز ذلك فأدخلته، وهذا دليلًا على حرصها على الابتعاد عن الشبهات التي من الممكن أن تقع بها.
4- الصبر والجلد
تعد حادثة الإفك التي ابتليت بها السيدة عائشة من أهم المواقف الدالة على قدر صبرها على الأذى والخوض في عرضها لمدة شهر حتى أنزل الله تبرئتها من فوق سبع سماوات، وكانت تردد قوله تعالى تقول:
“فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ” (يوسف – الآية 18).
5- زيادة الحياء
اشتهر عن السيدة عائشة كونها كثيرة الحياء حتى في بيتها ومخدعها الخاص فقد جاء في نص الحديث الشريف أنّ عائشة أم المؤمنين قالت:
“كنتُ أدخلُ بيتيَ الَّذي فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وإنِّي واضعٌ ثوبي وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي فلمَّا دُفنَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنْهُ معَهم فو اللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ”.
تعرفي أيضًا على: من هي المرأة التي جادلت الرسول في زوجها
وفاة السيدة عائشة
بعد معرفة لماذا أصبحت السيدة عائشة أفقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث نذكر بأنها -رضي الله عنها- عند شعورها باقتراب موتها أوصت وقالت: “أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وألا يصلي على إلا أبو هريرة“، فصلى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه- بعد صلاة الوتر.
وصت السيدة عائشة أيضًا بقولها لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وكان ابن أختها: “ادْفِنِّي مع صَوَاحِبِي بالبَقِيعِ لا أُزَكَّى به أبَدًا”، فنفذ ما طلبته ودفنها بالبقيع مع زوجات رسول الله كما أرادت.
هذا وقد كان وقت وفاتها في وقت خلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي في ليلة الثلاثاء في السابع عشر من رمضان في السنة الثامنة والخمسين بعد الهجرة النبوية.
كانت السيدة عائشة من أكثر النساء فقهًا وأكثر الصحابيات رواية للحديث عن غيرها، نظرًا لِما حظيت به من مكانة رفيعة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وعند باقي الأمة الإسلامية.
تابعنا على جوجل نيوز