لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء
لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟
نزلت التشريعات من الخالق على عبادة لضبط الحياة والعمل بها لِما فيها من نجاة في الدنيا ومنع عذاب في الآخرة، وللتعرف على أحد الأحكام التشريعية يجب اللجوء لمتخصص لغلق باب الفتنة، وأخذ القول من أهله، ونوضح جواب سؤال لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ عبر السطور الآتية:
1- توفر القوامة عند الرجال
لإدراك الجواب على سؤال لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ نرد بأن هناك الكثير من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة توضح حق النفقة الواجب على الرجل دون المرأة ومنها قوله تعالى:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ” (النساء – الآية :34).
كما ورد في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ“، ما جاء في الآية والحديث خير دليل على أن النفقة على الرجل وليست على المرأة فالقوامة يندرج تحتها النفقة والباءة من تفاسيرها أنها القدرة على الإنفاق.
بعد تقديم هذه الأدلة يكون الرجل المكلف بالإنفاق له الحق في التعدد، لتوافر القدرة والحالة الجسدية والنفسية التي تسمح بذلك.
تعرفي أيضًا على: حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق بدون سبب
2- عدم اختلاط الأنساب
عندما يتزوج الرجل بأكثر من امرأة يكون من المعروف لدى الجميع أن هذا الولد ناتج عن زواج شرعي صحيح، ويكون معلوم نسب هذا الطفل لهذا الرجل، ولا يحتاج لأي إثبات سوى عقد النكاح الصحيح.
إذا تخيلنا تبديل الوضع وتزوجت المرأة من أكثر من رجل وهي التي تحمل وتلد وليست الواضعة للنطفة كالرجل، فكيف لنا أن نحدد ولد الطفل من بين أزوجها، فإن جامعت أكثر من رجل في ليلة وعلمت بالحمل في اليوم التالي يصعُب التعرف على والد الطفل.
لذا تحكُم المشرع في ضبط هذا الأمر بجعل التعدد للرجل دون المرأة للقدرة على تحديد الأنساب لضبط ما يترتب عليها من مواريث وأحكام أخرى، وهذا لجواب سؤال لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء.
3- ضبط النفس والعواطف
عندما يحدُث أمر عارض أو مشكلةٍ أو حدوث تحكيم في أمرٍ ما نجد أول من يتأثر بها النساء، عندما خلق الله الرجل والمرأة أعطى غريزة الأمومة بما تشملها من رحمة للمرأة دون الرجل، لذا تأثر المرأة عاطفيًا على درجة أعلى من الرجل.
لو تصورنا حالة التعدد من قِبل المرأة وكثرة الأولاد وحدث لها أحد العوارض الجسدية أو النفسية مثل: (حدوث الحيض الشهري – الغضب)، فيُمكن أن تهدم الأسرة نتيجة لتراكم العواطف الذي تعاني منه.
نظرًا لتأثر المرأة العاطفي السريع وكثرة مسؤولياتها عن الرجل جعل المشرع التعدد للرجل لكونه الأكثر حكمة في إدارة الأمور وعدم الانسياق خلف عواطفه، ويعد ذلك من أفضل الأجوبة على سؤال لماذا خص الله التعدد للرجال دون النساء.
4- الفروق الجسدية
خلق الله الرجل أولًا ومن أحد ضلوعه خلق المرأة، ويدل هذا على حكمة إلهية تأتي من ضرورة العطف الإحسان لهذه المرأة لِما تُعانيه من فروقات في البنيان الجسدي، غير أن الخالق اختصها بمهام الأمومة التي لا يقدر عليها الرجال.
تتعرض المرأة للكثير من الأمور التي تجعلها غير مستعدة للمهام المطلوبة منها خاصةً المهام الزوجية فالمرأة يأتيها الحيض شهريًا من ثلاثة لخمسة عشر يومًا كلٍ على حسب حالتها، ويأتيها النفاس مدة أربعين يومًا عقب كل ولادة، لذا لا تستطيع في هذه الأوقات آداء واجباتها الزوجية، فكيف لها أن تعدد الأزواج.
الرجل في حالة استعداد دائمة لإقامة العلاقة الزوجية ولأكثر من مرة ومتاح له ذهاب الوضع طوال العام دون انقطاع، نظرًا لبنيانه الجسدي وطبيعته النفسية، ولا يتعرض لأي من أحوال الحمل أو الإرضاع للإنقاص من جسده، لذا يكون هو الأولى في تشريع التعدد.
5- الأثر المجتمعي
عندما يتزوج الرجل بأكثر من امرأة فإنه يعمل روابط مجتمعية عن طريق ربط نسبه بنسب العائلات الأخرى، مما يزيد من التداخل المجتمعي وتوطيد العلاقات الإنسانية.
أما عن المرأة فإن حالها مبني على الستر لِما لها من قدر وشأن داخل الشريعة الإسلامية، فإن تزوجت بأكثر من رجل فكيف يكون حال باقي النساء من الزواج، لذا فضل المشرع أن يكون التعدد للرجل دون المرأة لتعفُف النساء به، نظرًا لوجود حالات تكون فيها المرأة في احتياج لِمن ينفق عليها أكثر (المطلقات – الأرامل – اليتيمات).
6- العدل في الحقوق
نظرًا لأن المرأة خُلقت من ضعف وتعاني من أداء الكثير من المهام الموكلة بها، من حمل وإرضاع ومتابعة أطفال وغيره، ويأتيها الحيض كل شهر، فكيف لها أن تضيف إلى هذا حق استمتاع أكثر من زوج بها، أين الوقت أو القدرة الجسدية والنفسية لذلك.
عندما يتزوج الرجل بأكثر من امرأة فإنه يستطيع الإنفاق عليهم والإنجاب منهم جميعًا، وإن تطلب الأمر بقيام العلاقة الزوجية في يوم واحد فهو يستطيع، لذا اختص هو بهذا الحق لِما يملكه من قدرة جسدية ونفسية على إعطاء الحقوق بتساوٍ لكل زوجاته.
تعرفي أيضًا على: بحث عن حقوق المرأة في الإسلام بالمراجع
الحكمة من إباحة التعدد للرجال
عقب التعرف على جواب سؤال لماذا جعل الله التعدد للرجال دون النساء؟ نذكر الحكم التي من أجلها شُرع التعدد للرجال للرد على الكثير من الشائعات التي تثار داخل المجتمع عن هذا الأمر عبر السطور التالية:
1- لتعفف النساء
هناك حالات كثيرة من النساء من لم يكن لهن عائل كالأرملة والمطلقة واليتيمة، ولعدم وقوعها في الفواحش شرع التعدد والحكمة منه صونها من الأذى في غير موضعه وأن يكون لها رجل يحافظ عليها من هذا.
2- السيطرة على الشهوة
يعاني بعض الرجال من زيادة في القدرة الجنسية ولا تكفية زوجته أو قد لا تحتمل ذلك، لذا شُرع له التعدد لتفريغ هذه الشهوة في أكثر من امرأة لعدم ظلم الواحدة التي تكون معه.
3- إكثار الذرية
يرغب الكثير من الرجال في أولاد ويكون لديه القدرة على الإنفاق عليهم، أو قد تكون الزوجة عاقرًا لا تنجب، لذا شُرع التعدد لحصول الفائدة لكلٍ من الطرفين، فالزوج يحقق حلم الإنجاب والزوجة تظل تحت رعايته.
4- زيادة العلاقات
الزواج بأكثر من واحدة يزيد من الروابط الأسرية والمجتمعية بين العائلات، ويكون بذلك الرجل قد تواصل مع عدد كبير من المسلمين للوقوف مع بعضهم في الكثير من المواقف الحياتية.
تعرفي أيضًا على: متى يبحث الرجل عن الزوجة الثانية
5- درء مفاسد العلاقة الزوجية
هناك بعض الزوجات يرفضن الإنجاب أو يرفضن كثرة إقامة العلاقة الزوجية غير مراعية لحالة الزوج لهذه الأمور في حياته، لذا شُرع التعدد لحصول الرجل على مرادة وترك المرأة بكامل حقوقها مصونه تحت رعايته.
التعدد من الأمور المشروعة لاستقامة الحياة بين الأزواج ودرء الكثير من المفاسد التي قد يتعرض لها الزوج، لذا يجب التعرف على حكمة هذا التشريع لفهم المقصد منه.
تابعنا على جوجل نيوز