هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي!
هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟ وهل يمكن التخلص من الأفكار السلبية عن الذات؟ إن الثقة بالنفس هي ذلك الشعور الإنساني للفرد بأنه مؤثرًا في مجريات الأمور، قادرًا على تحقيق رغباته، مدركًا لإمكاناته وقدراته، فيما يعني أن الثقة بالنفس هي تقدير الفرد لذاته، وعند غيابها يفتقر ذلك الشعور فيجد صعوبة في اكتشاف ما يمتلك من مهارات يمكن من خلالها تحقيق أهدافه في الحياة، ومن خلال موقع إيزيس سنقدم لكم إجابة وافية لتساؤل هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي.
هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي
إنّ الثقة بالنفس تعد من قبيل الصفات المكتسبة، قليل منها ما يرجع إلى الفطرة، حيث إن تأثير الظروف المجتمعية كبير على ثقة الفرد بذاته، لذا فإن عدم الثقة بالنفس لا تعد مرضًا نفسيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إلا أن تتابع مراحلها ووصولها إلى أقصاها يجعلها تصنف من الاضطرابات النفسية، وبأي حال يمكن تقويمها أو علاجها إن كانت مرضًا بحق.
ترجع الكثير من عيوب الشخصيات المختلفة إلى وجود خلل في الثقة بالنفس التي إن كانت معتدلة من شأنها أن تمحو تلك العيوب أو تحد منها، على أن الثقة بالنفس يجب أن تشهد اعتدالًا فلا يكون مبالغًا فيه من قبيل التعالي، ولا يكون قليلًا للدرجة التي يلحقها الكثير من المشكلات النفسية.
أحيانًا يطلق على مشكلة عدم الثقة بالنفس التطرف النفسي، والتطرف يعني الانحراف عن الصواب أو السير الصحيح، هذا إن كان هذا التطرف باتجاه أعلى أو أسفل فهو تطرف بأي حال لا يصاحبه التوازن المرجو، على أن مصطلح أمراض الثقة بالنفس غريب على آذاننا، منها التعالي والإفراط في الكبرياء، ومنها انعدام الثقة بالنفس إلى الحد المبالغ فيه.
إن الشخص الذي يعاني من انعدام في الثقة يحب أن يشعر أنه أقل من المحيطين به، أي أن أول مشكلة يعاني منها منعدم الثقة في نفسه أنه يشعر بالنقص، وما يصاحب ذلك من نظرة مأسوية تشاؤمية، ولا يقف الأمر عند هذا فحسب، إنما من الممكن ألا يحترم نفسه من الأساس ويكرهها، وهذا عند وصول المشكلة إلى مراحل قصوى.
فيحاول أن يهرب من الآخرين الذي يعتقد أنه أقل منهم ليتحول شعوره بالنقص إلى رغبة جامحة في التخلص من نفسه والانتحار، هذا ما يؤول إليه الشخص غير الواثق من ذاته في النهاية إذا لم يعالج تلك المشكلة.
على أن تأثر مريض انعدام الثقة بالنفس بمثل هذه الأمور ليس بشيء عجاب طالما أن ليس لديه درعًا حاميًا له من تلك المشاعر السلبية الساخطة، وهو درع الثقة بالنفس الذي يجعله لا يأبه بما يقوله هذا وما يفعله ذاك.
تعرفي أيضًا على: من هي المرأة التي يخشى الرجل فراقها
أعراض فقدان الثقة بالنفس
من عواقب عدم الثقة بالنفس للفرد بأنه يشعر على الدوام بكونه شخصية ملغية، أشبه القول بالشخصية المهمشة، والأمر في ذاته يمثل كارثة لا مشكلة نفسية فقط، ومن أعراض الشخصية منعدمة الثقة:
- عدم معرفة الذات وكيفية إدارة أمور الحياة.
- صعوبة اتخاذ القرارات بصدد أي موقف يتعرض له.
- صعوبة الحكم على الأمور.
كل تلك الأعراض طبيعية نتاجًا عن عدم الثقة بالنفس، هذا لأنها تحجم الفرد عن ثباته الانفعالي، فيسير وفقًا للتيار دون التأثير في أي شيء، كما أن هناك أعراض تدل على انعدام الثقة في النفس منها ما يلي:
- الشعور بأن الفرد غير محبوب أو غير كفء، ليس لديه القدرة على تحمل أي مسؤولية.
- يميل فاقد الثقة بالنفس إلى الحساسية المفرطة في بعض الأحيان.
- الانتباه المبالغ فيه للعلامات التي تثبت عدم الكفاءة في أمر ما أو الرفض من الآخرين.
- الخوف الدائم من فكرة ارتكاب الخطأ، أو من الحكم الغير صائب على الأمور.
- الخوف من التعرض إلى مواقف الإحراج أو السخرية.
- الانتقاد المبالغ فيه للنفس، الأمر يكون أشبه بجلد الذات.
- الحكم على النفس بتواضع مبالغ فيه، بل الأمر لا يعد تواضعًا بقدر كونه تقليلًا من شأن الذات.
- الحياة بكافة جوانبها ومواقفها تشكل تهديد لفاقدي الثقة في أنفسهم.
- الحديث الذاتي يحمل لومًا كبيرًا على أعتاقهم.
- أحيانًا يصل فاقد الثقة بالنفس إلى إرجاع ما يقوم به من إنجازات إلى دور الحظ، فلا ينسب إليه الفضل أو الذكاء أو نسبة من النجاح.
- اللوم الدائم على النفس جراء أي أمر آخر لا علاقة له بها، كتصرفات الآخرين أو الظروف الحياتية.
- عدم تصديق المدح من الآخرين، واعتباره من قبيل المجاملات.
- التردد وتقلبات الرأي المستمرة.
- الوحدة والتقوقع حول الذات، وعدم المشاركة الاجتماعية.
تعرفي أيضًا على: صفات المرأة الشمالية الغربية
أسباب انعدام الثقة بالنفس
إنَّ الشعور بالدونية واحتقار الذات من أجلّ أسباب انعدام الثقة بالنفس، حيث يجب تقدير الذات واحترامها مهما كانت نسبة الفشل، كما أن تكرار الكلمات التي لها أثرًا سلبيًا يدركها العقل الباطن ويعزز منها، حيث تكرار عبارات الغباء والفشل على النفس من الممكن أن تجعل الفرد فاشلًا بحق.
علاوةً عن التركيز على نقاط الضعف فقط دون النقاط الإيجابية، فلكل منا نسبة ضعف في شخصيته عليه أن يعالجها بشكل قويم لا أن يتذكرها دومًا لتصبح هي محور شخصيته، كذلك فإن الإحساس بأن الآخرين يترقبون تصرفاتك الخاطئة من أكثر أسباب انعدام الثقة بالنفس.
الحقيقة أن انعدام الثقة بالنفس يعود إلى أسباب شتى، من خلالها يُمكنك معرفة هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي أم لا، منها ما يلي:
1– دور الأسرة
إن الشخص الذي يعاني من فقد الثقة في ذاته ومن ثم في الآخرين ربما عانى منذ الصغر وفي مراحل حياته الأكثر أهمية من تعامل جاف صعب مع والديه على وجه الخصوص، كما ترددت على مسامعه عبارات الفشل والاستهجان.
فعندما يشكك الآباء في قدرات أبنائهم، ينعكس هذا مع الوقت إلى مشكلة جللة لا يسع الابن أن يتخلص منها، فقد زُرع بداخله شعورًا بالنقص لا يستطيع التغلب عليه في مواقفه مع الآخرين.
كذلك فإن معاملة الطفل بعنف وقتل روح الإبداع لديه من شأن ذلك أن يجعله ضعيف الثقة في نفسه، فتلك المرحلة الأولى من تكوين شخصيته لا يستهان بآثارها فيما بعد، كذلك نجد أن مقارنة الطفل بأقرانه وإخوته من شأنها أن تصيبه بإحباط إن كان أقل منهم في القدرات، الأمر الذي يعزز من انعدام ثقته في نفسه.
فتلك بمثابة تجارب شخصية يتم غرسها في حياة الفرد ولا يستطيع نسيانها، فتشعره بعد اليقين من ذاته، وتؤثر عليه لفترة ليست بالقليلة.
2– المدرسة والرفاق
كما أن الأسرة هي النواة، فإن جماعات أخرى تؤثر على الفرد تأثيرًا بالغًا أهمها مجتمعه التعليمي الذي يمثل أهم مراحله الحياتية، وجماعة الأصدقاء ورفقاء المدرسة، فإذا كان هناك منهم من يتنمرون أو يدأبون على قول المهين من الألفاظ على مسامع الطفل، نجده عندما يكبر يظل صدى تلك الكلمات مترددًا لديه.
فيشعر وكأن الجميع أفضل منه، وهو المستهجن بينهم، فلا يثق في قدراته ولا مظهره ولا تصرفاته، بل قرر أن يضع نفسه موضع النقص في كل شيء.
فتجارب التنمر والتحرش أو حتى التعرض إلى الإذلال والإهانة من الآخرين بشكل مستمر تلعب دورًا هامًا في تكوين الشخصية المهزوزة، التي لا تثق في نفسها تمامًا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بوجود عيوب معينة في المظهر الخارجي أو القدرات الفكرية أو حتى الجسمانية.
3– العامل الوراثي
غنى عن البيان أن التركيبات الجينية لها دور كبير في تشكيل الاختلافات الشخصية، فقد أوضحت الدراسات أن هناك ما يتراوح بين 25% إلى 50% من سمات الشخصيات تنتقل عبر الوراثة، ومنها ما يتعلق بفقدان الثقة في النفس.
ذلك لأن التركيبات الجينية من شأنها أن تؤثر على كمية بعض المواد الكيميائية التي تقوم بدورها بتعزيز العمليات التي تصل إلى الدماغ البشري، كمادة السيروتونين، فتلك بمثابة ناقل عصبي يمكن أن يثبط من الاختلافات الجينية.
تعرفي أيضًا على: صفات المرأة الاستغلالية
مخاطر فقدان الثقة بالنفس
عندما يتطور الأمر كما أشرنا يتحول من مجرد الإحساس بالنقص إلى رغبة في الانعزالية، فالجميع يشعره بالنقص فلم يتواجد بينهم؟ بل يفضل المكوث مع نفسه لأنه الوحيد من يحتملها.
إن المشكلة الأساسية لانعدام الثقة في النفس تكمن في أن صاحبها يصبح معرضًا لتلقي كل ما هو سلبي من مشاعر أو أفكار، بل ويكون مستقبلًا فعّالًا لتلقي غرور أحدهم وتكبر الآخر، فهو أكثر شخص مناسب من الممكن أن تمارس تجاهه كل الاضطرابات النفسية.
كما نجد أن الانعزال ليس هو الحل، هذا لأن السوية السليمة تفرض على المرء أنه اجتماعي لا يرغب في العيش منفردًا دون الحاجة لوجود الآخرين، لذا فإن انعزاله سيزيد الأمر سوءًا، ومن أكثر مخاطر انعدام الثقة بالنفس التي تعبر عن تطورات الحالة بشكل سلبي ما يلي:
1– التبعية المطلقة
من أهم مخاطر أمراض الثقة بالنفس، فهناك شخصيات لا تحب أن تكون ممسكة بزمام أمرها، إنما تبحث عمن تتبعه، تبحث عن تلك الشخصية المتناقضة تمامًا، فمن يعاني من انعدام الثقة يلقى ضالته فيمن هو واثق في نفسه بشكل مفرط.
ألم ترى كيف يكون ذلك التابع المخلص للبطل المتعجرف في الأفلام والمسلسلات؟ كذلك الحال فضعيف الشخصية غير الواثق من ذاته وقدراته يبحث عن حصن وحماية لأنه باختصار ليس بوسعه توفيرها لنفسه.
فاقدي الثقة بالنفس لديهم قابلية عالية على الترويض من غيرهم، فالأمر لا يقتصر عن مجرد كونهم تابعين بإرادتهم لغيرهم، بل يتعدى ذلك ليكون في إطار الاستغلال، فهم المادة الخام التي من الممكن أن تتشكل وفقًا لإرادة مالكها.
2– متلازمة الفشل
هي تلك المعاناة المستمرة من الفشل رغم عدم وجوده بالفعل في بعض الأحيان، فهذا لا يعد طبيعيًا بل يسير ذلك الفشل في عقولهم اللاواعية فقط، ذلك لأن فاقد الثقة بالنفس لا يرى نفسه ناجحًا ولا يشعر بالقدرة على تحقيق النجاح.
بيد أن من يقنع نفسه بكونه فاشلًا سيفشل بالفعل، فالعقل اللاواعي يترجم تلك الأفكار على هيئة حقائق في التصرفات والسلوك، ليكون عديم الثقة بنفسه في دائرة مغلقة طالما اقتناعه بذاته لم يُشكّل بعد.
3– تفاقم المشاعر السلبية المكنونة
لا شك في أن فاقد الثقة في نفسه لا يعطي مجالًا للتخلص من المشاعر السلبية التي تصيبه، فكما أشرنا إلى تلك العوارض التي يتعرض لها منعدم الثقة، من تدني النظرة إلى الذات والنقد الدائم لها وما إلى ذلك، فكل تلك المشاعر والانفعالات تظل متراكمة إلى أن تتفاقم، فيحدث انهيارًا تامًا، وتضعف الشخصية إلى درجة الهوان.
4– متلازمة اليأس
تلك النتيجة الأكثر خطورة على فاقد الثقة بالنفس، فهو ليس لديه الحافز الداخلي لأي شيء، لذا يكون اليأس دائمًا حليفه.
عندما يعزم على دخول مشروع ما، يتوقع الفشل قبل السعي في خطوات النجاح، عندما يقع تحت اختبار معين نجده يستسلم للرسوب قبل أن يقدم ما في وسعه للنجاح، فالأمر ليس سهلًا على الإطلاق لذا تعد تلك المرحلة من أقصى مراحل انعدام الثقة بالنفس.
حيث إن عديم الثقة في النفس لا يعلم أن إعادة المحاولة هي سر النجاح، فبمجرد وصوله إلى فشل ما يعتبره فشل مطلق لا ينتج عنه نجاحًا مهما فعل، فيلجأ للهروب، لذا يمكن استنتاج أنه في تلك المرحلة مصابًا بمتلازمة اليأس.
5– اضطرابات في العلاقات والتعاملات
هنا نشير إلى اتجاهين، من الممكن أن الشخص فاقد الثقة في نفسه يعمل على تحمل كل ما لا يُطاق من شريكه، لأنه يعتقد بكونه لا يستحق الحب على أكمل وجه، فيرضى بكل العيوب التي تؤرقه أحيانًا في سبيل عدم التخلي والفراق، وهنا يكون الوضع صعبًا للغاية بصدد اتخاذ القرار الصحيح.
أما الاتجاه الآخر فهو الشخص فاقد الثقة في نفسه الذي يتجنب من الأساس الدخول في علاقة مع الجنس الآخر، فهو ما زال مقتنعًا أنه غير محبوبًا عند الآخرين، فكيف يقتنع بوجود علاقة زوجية مستقرة بينه وبين أحدهم؟ لذا يلجأ إلى الهروب تارةً والتحكم في مشاعره تارةً أخرى.
على اعتبار إشارتنا من قبل أن فاقد الثقة في نفسه يخاف من مجرد المحاولة، وأي تجربة أصعب من الدخول في علاقة جادة؟ فتلك مسؤوليات وتحديات من المرجح أن يشك في قدراته التي تمكنه من تجنبها.
6– الاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس
إن الاكتئاب مرض نفسي يولد انعدام في ثقة الفرد بذاته الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تدني تقدير الذات، والنظر إلى النفس من خلال زاوية سلبية.
على أن ما يعزز الاكتئاب هو اعتقاد الفرد أن المواقف السيئة التي تحدث له ترجع إلى أنه شخص غير محبوب أو مرغوب فيه، في معنى أنه إذا تعرض لإساءة من أحدهم في العمل لا يعدها موقفًا عابرًا بل يرجع الأمر إلى ذاته بأنه هو من يستحق تلك الإساءة فهو ليس أهلًا للثقة، مما يعزز من اضطراباته النفسية.
7– إيذاء النفس
أقصى حد من الاضطراب يُمكن أن يصل إليه فاقد الثقة بالنفس هو أن يقوم بإيذاء نفسه، هنا يسعنا القول إن انعدام الثقة تحول إلى مرض نفسي يحتاج إلى علاجات كثيرة حتى يتم التعامل معه أو الحد من تفاقمه، وهنا يشمل الإيذاء أمور معنوية، يتمكن فيها الشخص من الدخول في دائرة لا حصر لها من السلبيات.
من الممكن أن يصل الأمر إلى الانتحار –كما ذكرنا سلفًا- فتلك الرغبة في الانتحار التي تنتابه تجعله يفكر في الأمر جديًا إن حاصرته المشاعر السلبية ولم يحاول التخلص منها.
على أنه يعكف على اتباع بعض العادات الضارة، فقد يهمل نفسه إلى الحد الذي لا يُحمد عقباه، إهمال الصحة وعدم الرغبة في التطوير، وربما إهمال المظهر الخارجي والدخول في حالة اللامبالاة بالآخرين، فقدان المعنى وعدم الرغبة في الذات.
هل يمكن التخلص من الأفكار السلبية عن الذات؟
من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين على قدر من الثقة بأنفسهم هم أهلًا للنجاح مقارنة بذوي تدني تقدير الذات، رغم تساوي الإمكانيات والمواهب لكليهما، وهذا ما يوضح أن الأمر ليس له علاقة بانخفاض المواهب أو القدرات.
على أنه من الممكن علاج انعدام الثقة بالنفس من خلال الطرق التالية:
1– تنمية التعاطف مع النفس
لا ضير من معاتبة النفس وتأنيبها، وصولًا إلى تهذيبها، لكن إذا وصل الأمر إلى إعادة كل السلبيات إلى ذاتك فهذا لا يجدي نفعًا، لذا بدلًا من عدم الثقة عليك التعاطف مع نفسك حتى تعطيها الفرصة للاستقرار الذاتي، وحتى تستقر في علاقاتك مع الغير.
فلا بأس إن تعرضت لانتكاسة ما في جانب من جوانب حياتك، فالجميع يعاني والجميع يفشل، لكن قلة قليلة من تعطي لذاتها الفرصة للوصول إلى النجاح بعد مرات عديدة من الفشل، فقط اعتبر أن الفشل أولى خطوات النجاح.
عليك بتذكير نفسك أن هناك أوقات قد استطعت فيها التأثير في حياتك، وركز على إنجازاتك وإن كانت معدودة، لا تدع لليأس في عقلك مكانًا.
هناك أشياء صغيرة ما إن فعلتها تلقى عظيم الأثر النفسي الإيجابي، كمكالمة صديق جدير بالثقة، أو تخطيط بعض أهدافك التي تسعى إليها مع ذكر مهاراتك التي تؤهلك لتحقيق تلك الأهداف، ربما يكون لبعض أنواع الرياضات أثرًا إيجابيًا أيضًا في تعزيز الثقة بالنفس لديك.
2– تحدث مع نفسك بشكل إيجابي
كن داعمًا، تحرر من تلك القيود السلبية التي ليس لا معنى، وكن متفهمًا لطبيعتك، فلا تقسو ولا تسمح لنفسك بالاضطراب، فالأمر أبسط عندما تدرك أن هناك من نقاط الضعف والقوة في كل منّا، بني البشر سواء لا يوجد من وصل إلى درجة الكمال، فلا عليك السخط، تخلص من مشكلاتك السابقة وتجاربك المريرة، وأنصت إلى احتياجات نفسك ولا تبخس حقها.
من منا لا يرتكب الأخطاء؟ فإذا ارتكبت خطأ ما عليك بإصلاحه لتمجد إنجازك هذا لا أن تنتقد نفسك على فعله، فربما يُمكنك تدارك الخطأ إلى الصواب إن أعطيت نفسك الحق في التفكير، بل على الأرجح يتطلب منك الأمر قليل من الموضوعية، فتجرد من ذاتيتك إن كانت هي مصدر الألم، واحكم على نفسك بعقلك فقط وبمقاييس الأمور الراجحة.
إن الحديث الذاتي السلبي لا ينتج لك إلا مزيدًا من الضغط، لذا في كل مرة تجد نفسك ناقدًا اعمل على ذكر محاسنك، فهي أولى بأن تنقلك من تلك الحالة، كما عليك البحث عن هواياتك الخاصة تلك التي تعطي لك مزيدًا من الإبداع والتفوق، ليس بالضرورة أن تنافس أحدًا فقط عليك بمنافسة ذاتك.
لا تتجاهل المجاملات والمدح، فاهتم بالإيجابيات كما تهتم بالسلبيات، ولا ترفض إنجازاتك المحققة، وعليك بتقدير صفاتك الخاصة ولا تهينها، فهي ما تميزك، وعليك بالتركيز على اللحظة الراهنة بدلًا من سلبيات الماضي الأليمة.
إن الحياة البشرية قيمة في ذاتها، فلا تقارن نفسك بالآخرين، فهذا إجحافًا لك ولهم، بالطبع طالما لكل منا ما يميزه لكن الأمر يعتمد على البحث عن هذا التميز بين الآخرين وليس فيهم، ربما تجد ضالتك بجانبهم فتكون أنت مستكمل تميزهم، لذا ومن هنا نذكر أن الحديث الإيجابي مع النفس له عظيم الأثر على علاج فقدان الثقة بالنفس.
إن تفهمك للأمر سيصل بك إلى الموازنة مع اتباع الطرق الصحيحة، فيجب أن تعي أن التعالي مشكلة من الأساس والشخصية المهزوزة تعد مشكلة أكبر، لذا يجب أن تعزز ثقتك بنفسك وصولًا إلى التوازن الذي يمهد لك الشخصية السوية.
تابعنا على جوجل نيوز