من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها
من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها؟ وهل ورد في هذه المرأة قصة في الكتاب أو السنة؟ فالمسلم دائم التحري من صحة الأخبار التي تطرق مسامعه في أمور الشريعة.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع إيزيس سنعرض لكم إجابة سؤال من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها، وبيان أصل هذه القصة في سُنة رسول الله، وفي القرآن الكريم.
من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها
الدين الإسلامي كرَّم المرأة، بعد أن كانت في الجاهلية مهدرة الحقوق، فكفل لها الحق في الميراث كما أجاز لها أن تعمل بخلاف عملها المنزلي المرتبط بتكوين الأسرة، وتربية الأبناء، وإنباتهم حسن النبات.
جاء في الأحاديث النبوية الشريفة أن الله سبحانه وتعالى ضحك من أفعال عباده خمس مرات “قال بعض العلماء إن الضحك بمعنى الرضا” (من رجل قام الليل، يوم وفاة سعد بن معاذ، آخر من يدخل الجنة، رجلين يقتتلان، ورجلٍ من الأنصار وامرأته).
للإجابة عن سؤال من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها، سنعرض لكم الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري في صحيحه برقم 3798.
“أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ إلى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَضُمُّ -أوْ يُضِيفُ- هذا؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا، فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ.
فَقالَ: أكْرِمِي ضَيْفَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، ونَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أنَّهُما يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ.
فَلَمَّا أصْبَحَ غَدَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أوْ عَجِبَ- مِن فَعَالِكُما. فأنْزَلَ اللَّهُ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الآية التاسعة من سورة الحشر“.
المرأة التي ضحك الله لفعلها هي زوجة الصحابي الجليل ثابت بن قيس الأنصاري، وقيل أبي طلحة، وقيل أبي طلحة زيد بن سهل.
تعرفي أيضًا على: المرأة التي جادلت الرسول في زوجها
شرح الحديث الذي يوضح من هي تلك المرأة
إجابة سؤال يوضح فعل الضحك لله سبحانه وتعالى مثل سؤال من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها، يحتاج إلى توضيح شرح الحديث للعديد من علماء الحديث الشريف.
يقول العلامة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-، في شرح الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية إن الزوجين، ثابت بن قيس وامرأته، لم يكن عندهما إلا عشاءه وعشاء أبنائه، وأطفئوا مصباح بيتهم، كي لا يشعر الضيف بالحرج.
فأكل الضيف حتى شبع، وأتى ثابت رسولَ الله في اليوم الذي يليه، فقال له المصطفى “ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أوْ عَجِبَ- مِن فَعَالِكُما“، هذا الشرح فيه شاهد، أن الله لم يضحك لفعل المرأة وحدها كما يعتقد البعض، بل ضحك الله لفعل المرأة وزوجها، كما فيه إثبات بأن الله يضحك.
لكن ضحكه سبحانه وتعالى ليس مثل ضحكنا نحن البشر بل ضحك يليق بجلاله وجماله سبحانه وتعالى على غير قول المعتزلة النافين ضحك الله سبحانه وتعالى، وقيل إن الضحك قد يكون بمعنى الرحمة، أو يتباهى الله سبحانه وتعالى بعباده ملائكته، كما في الحديث شاهدٌ آخر لكن يختص برسول الله.
فهو يوضح أن رسول الله كان يعاني من المعيشة الضنك السيئة، وفيه من الشواهد الأخرى التي تدل على عِظَم الإيثار ولا ذم في عرض الضيافة على الناس.
تعرفي أيضًا على: قصة المرأة التي استحى الله عز وجل منها
شرح الشاهد القرآني الذي ورد في هذه القصة
المرأة التي ضحك الله سبحانه وتعالى لفعلها لم يأتِ ذكر خبرها في السُّنة النبوية فقط، بل نزل فيهم قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وقد ذُكرت قصة هذه المرأة في العديد من كتب تفسير القرآن.
فقال سبحانه وتعالى في الآية التاسعة من سورة الحشر (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
جاء في تفسير الإمام الحافظ ابن كثير، أن معنى لفظة خصاصة هي الحاجة، وقال في تفسير هذه الآية إن من الناس من يؤثر على نفسه، ويقدم ذي الحاجة على نفسه وأهل بيته، وإن كان في حاجة، وأن من سلم من البُخل “الشُّح” فقد أفلح ونجح، ومن ثم قصة الصحابي وزوجته.
كما جاء في تفسير الطبري لهذه الآية قصة الصحابي وزوجته وذكر فيها أن اسمه أبو طلحة، وقال لامرأته أن تنوم الأطفال، ويتظاهرا بالأكل معه لأنه ضيف رسول الله، فنزل قوله سبحانه وتعالى في هذه الآية (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ).
روى الإمام الحافظ ركن الدين البغوي في تفسيره للقرآن قصة الصحابي وزوجه، لكن لم يذكر البغوي في تفسيره اسم الصحابي، فعرض أنه المجيب لرسول الله حينما عرض المصطفى على أصحابه أن يضيفوا ضيف رسول الله.
تعرفي أيضًا على: السيدة التي كان قبرها مكان عرسها
المرات التي ضحك الله سبحانه وتعالى فيها
في السطور السابقة عرضنا لكم إجابة سؤال من هي المرأة التي ضحك الله لفعلها، وأوضحنا أن الله ضحك من فعلها وفعل زوجها، والشواهد التي وردت في تلك القصة، لكن هذه المرة لم تكن الوحيدة التي ضحك فيها الله سبحانه وتعالى.
فقد ذكرنا أن الله سبحانه وتعالى ضحك في خمس مواضع، كان أولها الرجل الذي قام الليل، فذكر الشيخ محمد العريفي حديثًا عن رسول الله رواه أبو الدرداء وأخرجه الألباني حسنًا في صحيح الترغيب برقم 629.
“ثلاثةٌ يُحبُّهُم اللهُ، ويضحَكُ إليهِم، ويستبشِرُ بِهم: الَّذي إذا انكشفَتْ فئةٌ قاتلَ وراءَها بنَفسِه للهِ عزَّ وجلَّ فإمَّا أن يُقتلَ، وإمَّا أن ينصُرَه اللهُ ويكفيَه، فيَقولُ: انظرُوا إلى عبدِي هذا كَيف صَبرَ لي بنَفسِه والَّذي لهُ امرأةٌ حسَنةٌ وفراشٌ ليِّنٌ حسنٌ، فيقومُ من اللَّيلِ، فيقولُ: يَذرُ شهوتَه ويذكُرُني، ولَو شاءَ رقدَ..”.
أما الصنف الثاني ممن يضحك الله لهم، هو آخر من يدخل الجنة، فذكر الشيخ عمر عبد الكافي في إحدى حلقات برنامجه رحلة إلى الدار الآخرة، أن آخر رجلاً يدخل الجنة يكن مقبلاً بوجهه على النار، ثم يطلب من الله أن يقربه من الجنة ثم أن يشم ريحها، ثم يطلب أن يدخلها.
فيضحك الله سبحانه وتعالى ضحكًا يليق بجلاله سبحانه وتعالى، أما الصنف الثالث فهما رجلان اقتتلا ودخلا الجنة، والحديث رواه أبو هريرة، وأخرجه البخاري في صحيحه برقم 2826 والحديث فيما معناه أن رجلين يقتتلا أحدهما على غير الإسلام.
ثم يُقتل المسلم فيدخل المسلم الجنة كونه شهيدًا في سبيل الله، ثم يتوب الله سبحانه وتعالى على القاتل فيُسلم ثم يقاتل في سبيل الله فيُقتل ويدخل الجنة، أما ما جاء في قصة بن معاذ مُرسل.
يجب أن يكون المسلم على علمٍ بصفات الله سبحانه وتعالى، فالله عز وجل يضحك ضحكًا يليق بجلاله سبحانه وتعالى، فاللهم اجعلنا ممن تضحك لهم فترحمهم.
تابعنا على جوجل نيوز