هل المرأة خلقت من ضلع أعوج
هل المرأة خلقت من ضلع أعوج؟ أم خلقها الله سبحانه وتعالى في جسدٍ مستقل؟ هذان السؤالان يدوران في أذهان النساء والرجال على حدٍ سواء ممن يتعصب لبني جنسه ويريد الإقرار بأنه أصل البشر.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع إيزيس سنعرض لكم إجابة سؤال هل المرأة خلقت من ضلع أعوج، والأحاديث والقصص الشاهدة على إجابة السؤال وشروح العلماء.
هل المرأة خلقت من ضلع أعوج
قال الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من سورة النساء..
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
فخلق الله سبحانه وتعالى البشر كلهم من نسل آدم عليه السلام، فأخذ قبضة من طبقات الأرض السبعة، ثم سواه سبحانه وتعالى حتى جعل من آدم عليه السلام دون روحٍ بضع أيام حتى أن إبليس جلس يدور ويخرج فيه ولا يعرف ما هو هذا المخلوق، حتى نفخ الله فيه من روحه.
ثم خلق الله سبحانه وتعالى من ضلع في آدم عليه السلام امرأة وهي حواء، والضلع الذي خلق منه سبحانه وتعالى حواء ضلع معقوف أي مقوس، والشاهد هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث من رواية أبي هريرة عن رسول الله.
أخرجه البخاري في صحيحه برقم 3331 “اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ“.
كما أورده مسلم في صحيحه برقم 1468 في رواية أخرى عن أبي هريرة عن رسول الله “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا“.
لعل هذا الحديث هو الشاهد الحق الذي ورد عن سيد الخلق في إجابة سؤال هل المرأة خلقت من ضلع أعوج.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة الاجتماعية
شرح ابن عثيمين وابن باز لخلق المرأة
الشيخان ابن عثيمين وابن باز من كبار علماء الأمة الإسلامية في العصر الحديث، وقد تعرض الشيخان إلى شرح حديث المرأة خلقت من ضلع أعوج.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- في شرحه لفوائد رياض الصالحين، وقال إن النساء قاصرات في جميع شئونهن، فخلقن من ضلعٍ في آدم، ولما أراد الله أن يبث منه الخليقة خلقها من الضلع الأعوج، وقال إن الإنسان عليه أن يعاشر المرأة على عوجها.
فإن استمتع بها استمتع بها على عوجها فيرضى بما تيسر، وإن أراد أن تستقيم لن تستقيم بل وكسرها، فهي إن استقامت دينها فلا تستقيم فيما تقتضيه طبيعتها، ولا تكون لزوجها على الوجه الذي يريد، ففي طبيعة خلقها مقصرة، وكسر المرأة طلاقها.
أما الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-، قال إن الحديث فيه من الحث على احترام الزوجات، وعدم معاملتهن سوء المعاملة، وقال الشيخ إن الحديث ورد في الصحيحين.
قال الشيخ إن المرأة خلقها الله وفي نفسها نقص، فهن ناقصات عقلٍ بالنسبة للرجال، وناقصات في الدين بسبب ما يصبن به من طمث ونفاس يمنعهن من الصلاة، وهذا فيه نقص في الدين عن الرجال.
تعرفي أيضًا على: أدعية نساء الجنة
شرح العلماء المعاصرين في حديث خلق المرأة
إجابة سؤال هل المرأة خلقت من ضلع أعوج، أجاب عليه بعض من العلماء المعاصرين، في حلقات برامجهم التليفزيونية، أو المقاطع المنتشرة في التواصل الاجتماعي.
من ضمن من ذكر إجابة هذا السؤال المهندس أيمن عبد الرحيم حيث قال في منصة شيخ العمود، يقول الشيخ إن معاملة النساء بذات المبدأ ستفسد ما أردت إصلاحه، لأنها فطرتهن، وأن التعامل بالمثل يفسد الزواج، وذكر شاهد قصة السيدة عائشة مع رسول الله.
أما الشيخ عبد العزيز الفوزان فذكر أن المرأة يستحيل أن تكون للرجل كما يريد في كل شيء، وذكر حديث رسول الله، ثم قال إما أن ترضى بما في المرأة من نقص وقصور وعيب، وإما فالطلاق، كما ذكر الشيخ في شرحه لحديث رسول الله أن المرأة لن تستقيم للرجل على طريقة.
الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الدِّدو قال إن هذا الحديث موعظة للرجال وعدم التجاوز بالاعتداء عليها، وقال إن من شأن معاملة الرجل للمرأة هو على عوجها.
فإن كانت صالحة تفعل بعض الأمور التي تريد بها زيادة المحبة، كما قال إن العوج هو الحساسية المفرطة والعواطف الجياشة مع الزوج على وجه الخصوص.
تعرفي أيضًا على: دعاء المطلقة أن يردها الله إلى زوجها
ما جاء في البداية والنهاية في باب خلق المرأة
كتاب البداية والنهاية يعد من أهم الكتب الموسوعية في الإسلام، قام بتأليفه الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير القرشي، وذكر فيه من أخبار الخليقة منذ أن خلق الله آدم حتى توفي ابن كثير في سنة 774 هجريًا.
ذكر الإمام الحافظ ابن كثير في الصفحة رقم 173 من الجزء الأول في المجلد الأول من كتاب البداية والنهاية، ناقلاً عن السُّدي عن أبي صالح عن أبي مالك عن ابن عباس وعن ابن مسعود، أن آدم أسكن الجنة بعد طرد إبليس منها.
فكان يمشي في الأرض وحشًا “أي منفردًا”، فنام نومة فاستيقظ وقد وجد عند رأسه امرأة قد خلقها الله من ضلعه، فسألت الملائكة آدم عن اسمها لما أعطى الله آدم عليه السلام من العلم، فقال لها حواء، فقيل حواء تعني المخلوق من شيء حي.
المرأة فطرتها تميل إلى النقص، وقد أمر الله سبحانه وتعالى الزوج بمعاملة زوجته معاملة حسنة، دون أن يكسر فطرتها أو يقوَّمها فهذا خلق الله وتلك فطرتها.
تابعنا على جوجل نيوز