متى سمح للمرأة بالقيادة في السعودية؟ وكيف جاء هذا القرار بعد سنوات من العناء؟

المعروف أنه لم يُسمح للمرأة القيادة لسنوات، إلا أنه بعد شنّ الحركات النسوية من المرأة السعودية مُطالبة الحصول على حقوقها، بدأ النظر في قرار السماح لها بالقيادة، وعبر موقع إيزيس نُعلمكم بكافة التفاصيل عنها.

متى سمح للمرأة بالقيادة في السعودية؟

مُنذ فترةٍ ليست بالبعيدة كان يتم تصنيف المملكة بكونها البلد الوحيدة والمُتفردة بفكرة منع السيدات من قيادة السيارات، وقد وصل الموضوع إلى مرحلةٍ كان فيها أشبه بقضية رأي عام ذات انتشار واسع تخطى الشرق الأوسط.. شمال إفريقيا، حتى وصل وبلغ حدود العالمية.

هُناك العشرات ورُبما المئات من الجمعيات الحقوقية داخل المملكة وخارجها سعت وحاولت بكُل ما لديها من قوة في سبيل امتلاك السعوديات هذا الحق الذي تم التعبير عنه بكونه منهوبًا ومسلوبًا، وقد كان الدافع الأكبر وما تسبب حقًا في تحرك العديد من المؤسسات عدم وجود مُبرر للمنع.

الجدير بالذكر وما هو مُذهل بشكلٍ ساخر في هذه القصة كون عدم وجود قانون يمنع قيادة السيدات في السُعودية مُنذ فجر التاريخ بدايةً من تأسيسها وحتى يومنا هذا..!

كل ما في الأمر هو أنه كان من غير المسموح للمرأة استخراج رُخصة للقيادة، فيُمكن القول إنها أزمة بدأت من اللا شيء في المقام الأول.. وأخذت بالزيادة في حِدتها حتى آلت إلى ما آلت إليه.

لكن كُل ذلك تغير بعد سنواتٍ طوالٍ من السعي للمساواة بين الرجل والأُنثى في هذا الصدد.. سنوات تخطت الثلاثة عقود.. وكانت نُقطة التحول الحقيقية هي الأفكار التي أتى بها صاحب السمو الملكي وولي العهد محمد بن سلمان آل سعود.. فقد رأى أن الوقت قد حان لمواكبة العصر الحديث.

لذا وبناءً على ذلك أصدر العاهل السعودي وخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود مرسومًا ملكيًا فيه توجيه لإدارة المرور يأمرها بالبدء في إصدار رخص القيادة للمواطنات السعوديات، وقد صدر هذا القرار في يوم 26 من شهر سبتمبر عام 2017م، مع العلم أن رُخصة القيادة الأولى لامرأة سعودية ظهرت في 4 يونيو 2018م.

تعرفي أيضًا على: بحث عن قيادة المرأة للسيارة في السعودية

قرار الملك سلمان

صدر القرار السامي للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ليجعل النساء السعوديات يتنفسن الصُعداء بعد أعوامٍ طويلة تم منعُهُن فيها من قيادة السيارات.. وجاء في هذا القرار أمر مُباشر لوزير داخلية المملكة يقضي في المقام الأول بتشكيل لجنة مُكونة مِن كبار رجال وزارات المملكة.

تكونت هذه اللجنة من وزارة الداخلية، والمالية، بالإضافة إلى العمل، والتنمية الاجتماعية.. والجدير بالذكر أن السبب الرئيسي لقيام هذه اللجنة هو دراسة كافة الترتيبات اللازمة لتنفيذ هذا القرار الملكي، وهو ما كان أمرًا لا بُد من التخطيط له في واقع الأمر في سبيل التأكد من سريان العملية بالشكل المطلوب.

فقد توقعت الحكومة أن يكون إقدام السيدات على استخراج رخص القيادة تاريخي وغير مسبوق، وقد كان في واقع الأمر، لذا وعلى الرغم من كون القرار الملكي الذي سمح للمرأة بالقيادة في السعودية صدر في سبتمبر 2017م إلا أن بدء العمل به وسريانه كان بعد حوالي عشرة أشهر، وتحديدًا في يونيو 2018م.

في خلال هذه الفترة وضعت اللجنة كافة توصياتها وعملت على رفعها للديوان الملكي، كما عملت الحكومة على توفير كافة مُتطلبات البنُى التحتية بهدف خلق البيئة والمُناخ الأمثل لقيادة المرأة.

كما قد اختص الملك سلمان بن عبد العزيز في قراره بالحديث عن كافة ما ترتب على المملكة من سلبياتٍ نتيجة عدم السماح للمرأة بالقيادة على مر السنوات الطوال الماضية، وتطرق للحديث عن الإيجابيات التي ستعود على المُجتمع السعودي فور تطبيق هذا القرار، وهو ما عملت حكومته بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود على إبرازه للصحافة السعودية.

تعرفي أيضًا على: دورات معهد التدريب النسوي بالأمن العام

رأي هيئة كبار العُلماء

علم الملك سلمان بن عبد العزيز أن إعلانه السماح للمرأة بالقيادة في السعودية سيلقى هجومًا من البعض بدافع البُعد الديني للموضوع، وهو ما تطرق إليه في الأمر الملكي بقوله:

ولكون الدولة هي بعون الله، حارسة القيم الشرعية فإنها تعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته“.

هدأ ذلك من وتيرة الهجوم، بل أنه على النقيض تمامًا حظي قرار خادم الحرمين الشريفين بموافقة كبار أعضاء هيئة كبار العُلماء في المملكة بالإجماع تقريبًا، فلم يتم السماح للسيدات بالقيادة إلا باتباع الضوابط الشرعية اللازمة والتحلي بالقانون.

مع العلم أن الحكومة عملت على المساواة في تطبيق العقوبات وردع المُخالفين، فلم يتم التفرقة على الإطلاق بين الإناث والذكور في هذا الصدد، وهو ما رأته مُنظمات حقوق الإنسان وغيرها من المُنظمات الحقوقية تطبيقًا أمثل للقوانين.

تعرفي أيضًا على: رسوم التسجيل في مدرسة تعليم القيادة للنساء بجدة

إيجابيات اقتصادية للقرار

كشفت بعض الدراسات الاقتصادية التي تم إعدادها بالاستناد إلى وزارة المالية أن تطبيق قرار السماح للمرأة بالقيادة في السعودية ساهم بشكل كبير في التقليل من الأعباء المالية المُلقاة على عاتق الأُسرة السعودية وخاصةً أبناء الطبقة المتوسطة.

يرجع السبب في ذلك إلى كون الأُسر السعودية كانت تعتمد قبل القرار إلى حدٍ كبير على السائق الشخصي أو الخاص، وهو ما يُكبد خزائنهم شهريًا ما يتراوح من 1000 وحتى 1800 ريال سعودي، وذلك دون النظر إلى تكاليف استقدام العمالية الخارجية، وهو ما يصل في أدنى مستوياته إلى 15 ألف ريال سعودي تقريبًا.

الجدير بالذكر هُنا هو كون هذا القرار لم يتسبب بما تم توقعه من قِبَلِ المُتشائمين من حوادث أو قضايا جانبية مرورية، فقد أثبتت الإحصائيات الناتجة من الهيئة المرورية ووزارة النقل في المملكة كون نسب الحوادث للسيارات لم ترتفع فور السماح للمرأة بالقيادة.

بل أنه على النقيض تمامًا اعتمدت السيدة على نفسها بشكلٍ أكبر، مما جعل من هذا القرار الملكي السامي قرارًا لا تشوبه شائبة، كما يدل ذلك على حُسن ما اتخذته الحكومة من إجراءات في سبيل الحفاظ على الأمن المُجتمعي وسلامته، فهذا من الأمور التي لا تعرف فيها المملكة التراخي.

ما شروط قيادة المرأة السعودية للسيارة؟

اجتياز اختبار القيادة، بلوغ السن القانوني، تخطي الاختبار الطبي، تسديد كافة الغرامات السابقة بالإضافة إلى دفع رسوم الرخصة، وتبلغ المؤقتة 100 ريال، وعند التجديد تتزايد التكلفة حسب فترة التجديد.. على أنه سُمِح للمقيمات بالقيادة والتقديم للحصول على الرخصة.

لم يقتصر حرص المملكة على الاهتمام بالمرأة على السماح لها بالقيادة في السعودية، فترى الحكومة السعودية ذات العقل الراجح كون السيدة بكُل ما يخصها جُزء لا يتجزأ من نجاح المملكة في الوصول إلى رؤية 2030 وهو ما أكده ولي العهد عندما أقر بوجود حيز كبير للكادر الأنثوي في رحلة تطور أرض العروبة.

هل من حق الزوج منع زوجته من القيادة؟

لا يحق له طالما سمحت المملكة لها بالقيادة، وتوافرت الإمكانيات التي تُساعدها على شراء المركبة.

هل يحق للأب منع ابنته من السواقة؟

برغم السماح للمرأة بالقيادة، إلا أن الأب يحق له منعها لعاطفته وخوفه مما يُلحق بها من أثر القيادة.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة