نهاية مسلسل البروفيسور
نهاية مسلسل البروفيسور لم تكُن متوقعة، حيث يعتبر واحدًا من المسلسلات الرائعة التي حققت نسب مشاهدة غير مسبوقة، وعلى الرغم من عدم انتشار المسلسلات الإسبانية في المجتمعات العربية، إلا أنه حقق نجاحًا غير مسبوق؛ لِقصته الرائعة والمليئة بالإثارة والتشويق.
نهاية مسلسل البروفيسور
مسلسل La casa de papel أو كما يُطلق عليه في الوطن العربي مسلسل البروفيسور كان واحدًا من المسلسلات الرائعة التي شهدت إقبالًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، حيث كانت تدور أحداث المسلسل حول فرقة مكونة من ثماني أفراد يرتدون قناع الفنان الإسباني سلفادور دالي، وذلك مُعبرًا عن المقاومة تجاه السلطة الإسبانية والنظام الرأسمالي المُتبع في إسبانيا.
كل ما كان يشغل بال المؤلف كيف يمكن إنهاء هذه القصة العبقرية، هل من الأفضل أن ينتصر السارق! أم سوف يُسبب ذلك مشاكل سياسية؟ وهل يمكن هزيمة الأبطال الذي تعلق بهم ملايين من البشر! كل تلك الأسئلة وأكثر جعلت نهاية مسلسل البروفيسور لا تخرج على ما يُرام.
على الرغم من أن النهاية سعيدة ولكنها لم تكُن متوقعة على الإطلاق، حيث إنه بعد كثرة الأحداث المأساوية التي شهدها أبطال العمل طوال الأربع مواسم السابقة، فعجز البروفيسور والذي كان يقود اللعبة عن الإمساك بزمام الأمور، إلى أن شعر المشاهد أن هناك ممُاطلة في الأحداث تسبب بها كُتاب العمل.
حاز برلين على إعجاب شديد في الموسم الثاني، لذا فكان من الخطأ أن يُقتل في الموسم الثاني، ومن الجدير بالذكر أن وقت عرض المسلسل لأول مرة لم يحُقق كل هذا النجاح، ولم يكُن من المتوقع استكمال حلقاته ثانيةً، وبالتالي فعاد بعض الشخصيات إلى الموسم الرابع والخامس ولكن في صورة فلاش باك تُذكر المُشاهد بهم.
سرقة احتياطي الذهب وتحويله إلى كرات صغيرة يمكن الخروج بها عبر نفق كان عبارة عن درسًا اقتصاديًا يُشير إلى تأثر اقتصاد أي دولة يبدأ من المصرف المركزي، وأهم أحداث الموسم الخامس هي موت طوكيو، وإصابة هلسنكي بالعديد من الجروح، كما حاولت أليسيا، وهي المُحققة السابقة في القضية تعذيب البروفيسور لكي يُخبرها بخطته.
لكنه أكد لها أن هذه الخطة وضعت لكي تتغلب على كل ما يُواجهها من مخاطر، وأنه لن يقوم بتسليم فرقته مهما كلفه الأمر، وكانت أليسيا على وشك الولادة، لذا سمحت للبروفيسور بمساعدتها حتى تضع مولودها بسلام، وبالتالي فإنها تعاطفت معه كثيرًا، إلى أن أصبحت فردًا من أفراد العصابة.
أصبحت النهاية مفتوحة حينما قرر كُتاب العمل ترك حرية النهاية للمشاهد يتخيلها مع الكاتب، حيث أرسل ورقة لابن برلين ولكن غير معروف ما كتب البروفيسور بها، وبالتالي
فإن النهاية تظل مُبهمة، هل يكون ابن برلين عصابة جديدة تستكمل المسيرة! أم هي مُجرد وصايا برلين لأبنه! أم برلين ما زال على قيد الحياة! كل هذه الأسئلة وأكثر دارة في ذهن المُشاهد؛ مما جعل النهاية سيئة لمَنّ لا يهون النهايات المفتوحة.
اقرأ أيضًا: مسلسلات تاريخية إسبانية
أبطال مسلسل البروفيسور
على الرغم من أن نهاية مسلسل البروفيسور لم تكُن كما توقع أغلب المشاهدين، إلا أن تعلقهم بأبطال المسلسل أمرٌ مفروغ منه، وحتى إن اسم المسلسل La casa de papel والذي يعني بيت من ورق والمقصود منه البنك المركزي، إلا أن اسم المسلسل تحول إلى البروفيسور لتعلق المُشاهدين به.
اسم الممثل الأصلي | الاسم في المسلسل | العمر (عام) |
ألفارو مورتي | البروفيسور | 46 |
أورسولا كوربيرو | طوكيو | 32 |
ألبا فلوريس | نيروبي | 34 |
باكو توس | موسكو | 53 |
لإيتزيار إيتونو | المحققة راكيل وفيما بعد لشبونة | 47 |
ميغيل هيران | ريو | 25 |
بيدرو ألونسو | برلين | 50 |
خايمي لورينتي | دنفر | 29 |
داركو بيريك | هلسنكي | 44 |
استر اسيبو | مونيكا | 38 |
فرناندو سوتو | المحقق أنخيل | 52 |
نجوى نمرى | أليشا سيرا | 49 |
حقائق حول مسلسل البروفيسور
على الرغم من نهاية مسلسل البروفيسور الغريبة، إلا أن هذا العمل التلفزيوني الرائع كان مكتوب بشكل احترافي للغاية، حيث إن كل حركة كان يقوم بها أحد أعضاء الفريق كانت محسوبة بدقة، وهناك العديد من الحقائق التي قد لم تسمعها عن هذا المسلسل من قبل.
- بالرغم من أنه لم يتم ذكر علاقة برلين بالبروفيسور في بداية ظهوره، إلا أن المشاهدين كانوا على يقين بأنهم إخوة، ومن ثم تأكد الظن من خلال سرد الأحداث، وظهور أن برلين أخيه ولكن من أم مختلفة.
- استخدام أسماء المدن على الشخصيات لم يكُن من أجل التخفي فقط، بل إن الخطط أيضًا كانت تحمل أسماء مُدن ومناطق، وقد يكون هناك مقصد سياسي من أسماء هذه المدن.
- نظارة البروفيسور كان دائمًا ما يهتم لضبطها حتى وإن كانت معتدلة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحركة كانت محسوبة بدقة بالغة، حيث كان مُهندس، ومن المعروف أن نظره من الطبيعي أن يكون ضعيف، وإن كان مارس الهندسة فبالطبع يحتاج إلى ضبتها عِدة مرات في الموقع، فلم تكُن هذه الحركة عبثية.
- تم استلهام شخصية طوكيو من ماتيلدا، وهي نفس الشخصية التي لعبتها من قبل وبرعت بها، فقام صُناع العمل بأخذها كما هي بدايةً من قصة الشعر، والنظارة الشمسية الصغيرة، والملابس والقلادة، وحتى التصرفات الجنونية.
- لم يتم حصول الفريق على آلة طباعة الأموال الحقيقة؛ الأمر الذي دفعهم نحو الاستعانة بآلة لطباعة الجرائد، حتى لم يتمكنوا من أخذ ورق طباعة الأموال فقاموا بالاستعانة بورق طباعة الجرائد.
- لم يتسنى لصناع المسلسل التصوير في البنك المركزي أو مركز صك الأموال بسبب الإجراءات الأمنية وعدم توافق مواعيد التصوير مع العمل، وبالتالي فإن المبنى كان مركز التحقيقات العلمية.
- كان عدد الحلقات في البداية 9 حلقات فقط ومُدة الحلقة يبلغ 70 دقيقة، ولكن تم تقسيمها إلى 13 حلقة تتراوح أوقاتها من 40 إلى 50 دقيقة لكي تكون أكثر مُتعة وتشويقًا.
- بيت من ورق أو La Casa De Papel لا يعتبر الاسم الأصلي للمسلسل، حيث كان اسمه المطرودون أو Los Desahuciados؛ لكونه العامل المشترك بين جميع أفراد العصابة.
- تم استخدام ألواح السكر لكي تكون بمثابة بديل لزجاج السيارات حتى لا يُصيب أي شخص من الممثلين بالأذى.
- في أولى حلقات المسلسل عند مقابلة البروفيسور مع طوكيو تم إعادة هذا المشهد 10 مرات، حيث كان يريد المخرج الحصول على حلقة قوية للغاية لكونها من بدايات المسلسل، وإن كانت قوية سوف تؤثر بشكل كبير جدًا على باقي الحلقات.
- استغرقت الحلقة الأولى أكثر من 50 سيناريو حتى تم الاستقرار على السيناريو الذي عُرض، فكان يسعى المخرج نحو توضيح شخصية كل عضو في العصابة، دون الحاجة للإسهاب الذي قد يُصيب المُشاهد بالملل.
اقرأ أيضًا: قصة مسلسل أجندة
أخطاء مسلسل البروفيسور
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، إلا أن هناك العديد من الهفوات التي خرجت عن يد المؤلف وجعلت المشاهدين غير مُستمتعين بالقدر الذي كانوا يتخيلونه، ومنها:
1- موت برلين (أخو البروفيسور)
منذ أن ظهر برلين بشخصيته العبقرية في أولى حلقات المسلسل وهو يُلاقي حُبًا كبيرًا من قِبل المُشاهدين، فبالرغم من أنه شخصية نرجسية تُحسب نفسها كما كان يبدو عليه، إلا أنه كان بمثابة عقل مُدبر للفرقة، كما كان يقودها بشكل رائع، وكان لموته أزمة نفسية كبيرة كانت تدفع المشاهد نحو الملل.
كان موت برلين خطأ غير مقصود من المؤلف، حيث إنه كان يعتقد أن لا رجعة للمسلسل بعد الموسم الثاني، ومن الجدير بالذكر أن منصة نتفليكس حينما اشترت المسلسل حقق نجاحًا غير مسبوق، وصرح مؤلف العمل أنه نادم على موت برلين في المواسم الأولى، وبالتالي فهو حاول تعويض هذا النقص من خلال مشاهد فلاش باك ظهر بها برلين يسرد أحداث متنوعة.
2- تشويه شخصية أرتورو
قام المؤلف بتشويه شخصية أرتورو وهو الحبيب السابق لمونيكا قبل دنفر، وذلك من خلال جعله مُغتصب، ومتحرش، وهي من الأمور التي لم يكُن لها أي داعِ، وهو من الشخصيات التي كانت محبوبة إلى حد كبير، نظرًا لمحاولاته المتكررة في إنقاذ الضحايا بالمصرف، ومن الجدير بالذكر أن المسلسل كان يهدف إلى تحريك الغرائز وإبراز فكرة مُعينة نجح فيها.
لا تعتبر شخصية أرتورو فقط التي تم تشويهها، فهناك العديد من الأخطاء الصغيرة التي كان لا داعي إظهارها، ومنها أفعال الاغتصاب التي مارسها برلين مع أحد رهائن البنك وكانت فتاة صغيرة، وغيرها من الشخصيات التي تم إدخالها في مشكلات لم تكُن بحاجة لها.
3- غياب الواقعية في عملية نيروبي
عندما أصيب نيروبي بطلق ناري في الرئة قامت الفرقة بإجراء عملية جراحية شديدة الدقة بمساعدة أحد الأطباء عن طريق مكالمة فيديو، كان الأمر أشبه بأفلام الكرتون، فكيف يمكن إجراء عملية جراحية غاية في الدقة دون أي مُعدات طبية، فهي عملية تهدف إلى اقتطاع جزء من الرئة، وإبعاد فقرات العمود الفقري.
على الرغم من كل هذا العبث، إلا أن العملية نجحت وعادة نيروبي للحياة مُستعيدة كامل صحتها بعد عملية تستلزم فترة نقاهة أكثر من عام، بالإضافة إلى أن نيروبي تعرضت لطلق ناري آخر على يدها ولكنها لم تشعر به لتناولها حقن المورفين، وهو أمر غير واقعيًا أيضًا.
4- التشجيع على المثلية الجنسية
كما هو الحال في كافة الأعمال التي تتولاها منصة نتفليكس العالمية، حيث تم وضع أكثر من مشهد يُشجع على المثلية الجنسية في العمل، وكان لا يحتاج ذلك على الإطلاق، مثل مشهد بين طوكيو ونيروبي، فضلًا عن القُبلة بين باليرمو وبرلين.
من الجدير بالذكر أن أغلب المشاهدين انتابهم الاستياء من هذا المشهد، وخاصةً في الوطن العربي، حيث لا تُشجع المجتمعات العربية على ذلك ولا حتى يروق لهم مشاهدته.
5- خطة إنقاذ لشبونة
قام البروفيسور بوضع خطة وتدريب فريق جديد لإنقاذ حبيبته لشبونة في وقت قياسي، على الرغم من أنه مكث لعِدة أشهر يُدرب فريق على اقتحام بنك إسبانيا، لذا اعتبر المشاهد هذه الخطة عبثية وخالية من الواقعية تمامًا، فكيف يتم تهريبها من الحراسة وتوفير واحدة أخرى في سيارة نقل المُجرمين.
بل وبناء حائط أيضًا، كل هذا في سبيل أن تهرب لشبونة في غضون أيام، وهذا ما لم يُصدقه المشاهد، ولكنها كانت أخطاء المؤلف الذي كان يكتب الأحداث على عاجلة من أجل تسليم الحلقات للمنصة بناءً على طلب المشاهدين.
لم تكُن نهاية مسلسل البروفيسور متوقعة من قِبل أغلب مُشاهديه؛ الأمر الذي دفع المخرج نحو كتابة نهاية مفتوحة ترك فيها حرية التفكير للمشاهد، وهو ما لم يروق إلى أغلبهم، ووصفوها بالسيئة.
تابعنا على جوجل نيوز