من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم

من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم؟ يدل الاسم المذكور على أن الشخصية التي سنتحدث عنها من الشخصيات العظيمة في التاريخ الإسلامي، وهو بالفعل كذلك، فهو من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي والعربي بشكل كبير.

من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم

أسد الله هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة بن عبد المطلب، وسبب التسمية لسيدنا حمزة بأسد الله هو عندما نزل الملك الموكل بنزول الوحي على رسول الله وقال له أن سيدنا حمزة مكتوب في السماء عند الله عز وجل أسد الله وأسد رسول الله.

قال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصًا “إن حمزة مكتوب في السماء أسد الله وأسد رسوله”

كما أن لسيدنا حمزة اسم آخر وهو سيد الشهداء، وهو من الشخصيات العظيمة التي يتشرف بها كل عربي وكل مسلم في كل زمان ومكان، ومن خلال الفقرات التالية سنسلط الضوء على شخصية أسد الله حمزة بن عبد المطلب والمناقب التي قادها إلى أخر يوم من حياته رضى الله عنه وأرضاه

1-اسمه ونسبه

من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم؟ هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي الهاشمي القرشي، يعد سيد من سادات قبيلة قريش وأبطالها وصناديدها، كنيته أبو عمارة وأبو يعلي، يلقب بأسد الله وأسد رسول الله وسيد الشهداء.

أبوه هو عبد المطلب بن هاشم، سيد من سادات بني هاشم، خادم الكعبة المشرفة والبيت العتيق، وهو من أكبر سادات قريش سادة العرب.

سيدنا حمزة بن عبد المطلب هو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخيه من جهة الرضاعة، حيث قامت مولاة أبي لهب بإرضاع رسول الله وعمه حمزة معًا.

أمه هي هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهي بنت عم أم رسول السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنهما.

كما يعد سيدنا حمزة بن عبد المطلب أخ للسيدة صفية بنت عبد المطلب، وهي أم الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وهو أخ لتسعة من أولاد عبد المطلب، منهم: العباس والحارث وعبد الله وأبو لهب وأبو طالب.

قد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بينه وبين الصحابي الجليل زيد بن حارث.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره

2-المولد والنشأة

أثناء حديثنا عمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم لا بد أن نذكر مولده ونشأته، ولد حمزة بن عبد المطلب في مكة المكرمة في عام 54 قبل الهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، الموافق 556م.

في أغلب الروايات التي رويت ورد أن مولده رضى الله عنه كان قبل عام الفيل بعامين كاملين، واختلفت الروايات على تاريخ مولده، ومن أصح الروايات التي ذكرت أنه ولد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي 4 سنوات.

كانت نشأة حمزة بن عبد المطلب في كنف أبيه سيد بني هاشم وسيد قبيلة قريش، كانت نشأته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واكتسب من خلال نشأته الشجاعة والكرم والنجدة والكثير من الصفات الحميدة.

كانت ثمرة هذه النشأة هو يوم إسلام سيدنا حمزة ودخوله في دين الإسلام، فقد كان دخوله في الإسلام نصرًا عظيمًا للإسلام والمسلمين.

كان حمزة رضي الله عنه من أشد المسلمين شجاعة وكرم، وقد شهد الكثير من الحروب، وأول الحروب التي شهدها هي حرب الفجار، وقد كانت بعد عام الفيل بحوالي 20 سنة، وكانت تلك الحرب بين قبيلة قريش وحلفائها، وبين قبيلة قيس وحلفائها، والنصر كان من نصيب قبيلة قريش وحلفائها.

من الجدير بالذكر عند الإجابة عمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم أن نذكر أن حرب الفجار كانت تعتبر بمثابة أول تدريب عملي مارس من خلاله سيدنا حمزة استخدام السلاح، بالإضافة إلى تحمل أعباء ومشاق القتال والحروب.

قد كان لحمزة بن عبد المطلب دور هام في زواج رسول الله من السيدة خديجة بنت خويلد، حيث قام بالخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم بخطبتها له ثم تم الزواج المبارك.

3- زوجات حمزة بن عبد المطلب وأولاده

استكمالًا في حديثنا عمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم كان لسيدنا حمزة بن عبد المطلب العديد من الزوجات، وهن:

  • بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن عوف الأوسية الأنصارية، وهذه الزوجة انجبت له ولدان، هما: يعلي وعامر ودرج والأخير هو الصغير.
  • خولة بنت قيس بن فهر الأنصارية من بني ثعلبه بن غنم بن مالك بن النجار وأنجبت له عمارة، وكان سيدنا حمزة يسمى بأبو عمارة.
  • سلمى بنت عميس، أو زينب بنت عميس الخثعمة في رواية أخرى، أنجب منها أمامة بنت حمزة.

4- إسلام حمزة بن عبد المطلب

في نطاق حديثنا عمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم كان عم الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة شديد التعصب للعادات والتقاليد فكان من الصعب أن يدخل في الإسلام وينحرف عن عادات وتقاليد قبيلته.

فقد كان شديد التعصب والحمية إلا أنه كان يحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويغار عليه، فقد كان من أكثر المدافعين عنه قبل إسلامه رغم أنه لم يكن على دينه، فقد كان يحميه إذا حاول أحد أن ينال منه، وكان ذلك منه بدافع القرابة، ولأنه من أحد أفراد العشيرة.

لذلك فقد كان حمزة بن عبد المطلب شديد الغضب من أبو جهل؛ لأنه كان كثير الأذى إلى رسول الله.

كانت قصة إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب، أنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: (يا ابن أخي، إني قد ووقعت في أمر لا أعرف المخرج منه واقامة مثلي على مالا أدري أرشد أم غي شديد، فحدثني حديثًا فقد اشتهيت ان تحدثني.

فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره ووعظه وخوفه وبشره، فألقى الله في قلبه الإيمان بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أشهد أنك الصادق، شهادة الصدق، فأظهر يا ابن أخي دينك، فو الله ما أحب أن لي ما اظلته السماء وأني على ديني الأول، وقد روي عنه أنه قال يوم إسلامه أبيات منها:

حمدت الله حين هدى فؤادي … إلى الإسلام والدين الحنيف.

بعد أن آمن سيدنا حمزة رضى الله عنه بدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء القوم في دهشة من هذا الأمر أحقًا آمن حمزة بدين محمد وترك عاداتنا وتقاليدنا وآلهتنا! هل حقًا ترك دين آبائه وأجداده! فكان رده عليهم أنه نعم تركت دين آبائي وأجدادي وآمنت بدين محمد ورب محمد.

قد أعلن حمزة بن عبد المطلب إسلامه أمام القوم أجمعين، نطق بالشهادة أمامهم، ثم ذهب بعد ذلك وهو في حالة من الغضب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه، وحتى يقوم بمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم على نصرة دين الله ونصرة رسول الله.

قد كان إسلام حمزة بن عبد المطلب عن اقتناع تمام ورضا كاملة، ولا يخفى على أحد أنه كان في البداية بدافع الحمية والدفاع عن العصبية القبلية.

بعد ان أسلم أسد الله حمزة بن عبد المطلب عرف أعداء رسول الله أن الإسلام قد عز بإسلام حمزة، وقد عرفت قريش كلها أن بإسلام حمزة لا يستطيع الكفار أن ينالوا من رسول الله ولا من المسلمين.

تعددت الروايات التي أخبرت عمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم في ذكر السنة التي أسلم فيها أسد الله حمزة بن عبد المطلب، ولكن في المعظم أنها كانت السنة الثانية لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما اختلفت الروايات أكان إسلامه في دار الأرقم بن أبي الأرقم أم لا.

بعد أن أسلم سيد الشهداء سيدنا حمزة بن عبد المطلب ذهب كي يتحدى أعداء نبي الله محمد، وكان من ضمن هؤلاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه من أقوى سادة قريش؛ لذلك عندما ذهب على دار الأرقم بن أبي الارقم بحثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم المسلمون بذلك شعروا بالخوف الشديد؛ لأنه كان معروف ببطشه.

عندما علم حمزة بن عبد المطلب أن عمر بن الخطاب يبحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفه، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن كان يريد خيرًا بذلنا له، وإن كان يريد شرًا قتلناه بسيفه) فأذن له رسول الله.

هذا موقف من ضمن المواقف التي تدل على شجاعة أسد الله حمزة بن عبد المطلب.

لكن كان عمر بن الخطاب ذاهب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدخل في الإسلام، وبعد أن أسلم سيدنا عمر بن الخطاب خرج المسلمون في جميع شوارع مكة في صفين أحدهما يقدمه عمر، والآخر يقدمه حمزة، وقد أعز الله الإسلام والمسلمين بإسلام كلًا من حمزة وعمر رضى الله عنهما.

5- مكانة أسد الله حمزة في الجاهلية والإسلام

استمرارًا لحديثنا ع من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم كانت لحمزة عبد المطلب مكانة كبيرة في الجاهلية قبل الإسلام، فهو فرد من أفراد قبيلة بني هاشم وقبيلة قريش من أعظم القبائل في مكة، وكانت شهرته لا تخفى على أحد، وكان قليل من القبائل العربية في مكة من كان يشبه قبيلة بني هاشم في الشرف والعزة والمكانة.

كانت قبيلة بني هاشم من قبيلة قريش وهي من أولى القبائل العربية في المكانة والشرف وكانوا جيران لبيت الله الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: (قدموا قريشًا ولا تقدموها) رواه البيهقي والطبري.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: (إنَّ اللهَ اصطفَى قريشًا من كِنانةَ، واصطفَى بني هاشمَ من قريشٍ، واصطفاني من بني هاشمَ) حديث صحيح، اخرجه مسلم.

كان أبو حمزة هو سيد من أكبر سادات بني هاشم هو عبد المطلب بن هاشم، كان سيدًا لقريش وكبيرهم، وكانت له الكلمة الأولى في القبيلة، وكان حمزة أحد أولاده، وكان رابع أربعة دخلوا في الإسلام، والاربعة هم أبو لهب، وأبو طالب، والعباس، وحمزة، وقد أسلم من هؤلاء العباس وحمزة رضى الله عنهما.

كان يوصف سيدنا حمزة أنه أعز فتى في قبيلة قريش، كان شجاع وليس بالمنطوي، كان قوي الشكيمة، وكان كل فارس من الفرسان يحسب له حساب، كان معروفًا بنشاطه فقد كان يمارس العديد من الرياضات مثل الصيد والقنص وغيرها من الرياضات الشجاعة.

بعد أن مَن الله عليه بنعمة الإسلام وهب نفسه وحياته كلها لنصر الإسلام والمسلمين ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مكنته شجاعته ومواقفه القوية التي دافع فيها عن رسول الله وعن دينه من أن ينل حب الله وحب رسوله، وقد أثبت في كل موقف من المواقف التي أسندت عليه أن عزة ورفعة للإسلام والمسلمين، وظل أسد الله حمزة بن عبد المطلب يجاهد في سبيل الله لآخر يوم في حياته، حتى نال الشهادة من الله في ساحة المعركة.

6- الهجرة على المدينة

في الحديث ع من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم لا بد أن نذكر أهم نقاط التحول في حياة أسد الله حمزة بن عبد المطلب، فبعد إسلام معظم الناس في مكة وانتشار الإسلام والمسلمين كان نظير ذلك هو أذى من قريش على الضعفاء والمساكين ممن دخلوا في الإسلام ووصل أذاهم هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أذن الرسول بالهجرة من مكة على المدينة حتى يقل أذى المشركين والكفار للمسلمين.

فجاهر أسد الله حمزة مع من هاجر من المسلمين على المدينة المنورة، وقد هاجر المسلمون في جماعات، وكانت هجرة حمزة مع من هاجر من المسلمين قبل رسول الله بوقت قليل وكان معه أبو مرثد وزيد بن حارثة.

عندما جاء الرسول صلى الله عليه إلى المدينة المنورة آخى بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، وكان زيد بن حارثة هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى زيد أوصى حمزة يوم عزوة أُحد بأهل بيته إن حدث له شيء.

بعد أن هاجر حمزة بن عبد المطلب من مكة على المدينة كانت هجرته ليست مكانية فقط وإنما هاجر وترك كل ما حرم الله من المنكرات، بالإضافة على أنه ترك ماله وزاده وجميع سلطانه وملكه الذي كان ينعم به في مكة، ووهب نفسه لله ولرسول الله، وكان من أقوي الجنود المجاهدين في سبيل الله.

استمر أسد الله حمزة في الدفاع عن دين الله وعن رسول الله إلى آخر نفس من أنفاسه وحتى سقط شهيدًا في غزوة اُحد، وكان ذلك في السنة الثالثة من الهجرة.

7- أول لواء في الإسلام

لا بد أثناء إجابتنا عمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم أن نذكر أنه كان أول لواء في الإسلام لسيدنا حمزة بن عبد المطلب.

حيث عقد الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة في شهر رمضان لعمه حمزة لواء ثلاثين رجلًا من المهاجرين؛ حتى يعترضوا عير قبيلة قريش التي كانت قادمة من مدينة الشام على مدينة مكة، فسار أسد الله حمزة حتى وصل على العيص وهناك التقى بأبو جهل وكان يقود القافة وكان معه ثلاثمائة رجل من أهل مكة.

كان فريق حمزة وفريق أبو جهل على وشك أن يحدث بينهما معركة ولكن حجب ذلك مجدي بن عمرو الجهني؛ لأنه كان من حلفاء الفريقين معًا، لذلك افترق الفريقين دون قتال، وذهب أبو جهل على مكة ورجع حمزة رضى الله عنه مع أصحابه إلى المدينة.

ذكر العديد من المؤرخون أن أول راية في الإسلام كانت لأسد الله حمزة بن عبد المطلب، وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة ودّان، وكانت في السنة الثانية من الهجرة في شهر ربيع الأول، وكانت هذه الغزوة على مقربة من مدينة الأبواء، وهي قرية بين مكة والمدينة لذلك سميت هذه الغزوة بغزوة الأبواء أيضًا.

8- غزوات حمزة بن عبد المطلب واستشهاده

حري بنا عند تعريف من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم أن نذكر دوره العظيم في معركة بدر، فقد كانت غزوة بدر على المعرة الفارقة بين الكفر والإيمان وهي من أكبر المعارك في التاريخ الإسلامي وأكثرهم شهرة.

كانت عزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وكانت في يوم السابع عشر من شهر رمضان، وكانت بين جماعة من المسلمون يصل عددهم إلى ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا وجماعة من قبيلة قريش كان عدد حوالي ألف رجل، وكان على قيادة جيش قبيلة قريش أبو جهل.

المقصود من ذكر هذه التفاصيل هو إبراز دور أسد الله حمزة في تلك المعركة، وتندرج هذه التفاصيل تحت الإجابة على من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم.

قد تصدى أسد الله حمزة بن عبد المطلب في هذه الغزوة للأسود بن عبد الله الأسد المخزومي، وتحفز الجميع على أن ينالوا منه على أن حمزة أقسم ألا يتصدى أي أحد آخر له غيره، فتبسم رسول الله وأذن له بذلك، وبالفعل لما التقى به قتله، وخرج مهللًا ومكبرًا، فقد أظهر أسد الله حمزة شجاعة وبسالة كبيرة في جميع المعارك التي دخلها.

من المعارك والغزوات التي شارك فيها غزوة بني قينقاع، وقامت هذه المعركة بسبب نقض يهود بني قينقاع العهد مع رسول الله ومع المسلمين؛ وذلك لأن أحد اليهود من قبيلة بني قينقاع تعرض لامرأة من المسلمين وأساء التصرف معها.

بالإضافة إلى غزوة أُحد كانت المعركة بين قبيلة قريش والمسلمين، وانتهت بهزيمة قريش ومغادرتهم لأرض المعركة، وفي ذلك الوقت دار حوار بين أبو سفيان وبين رسول الله بعد أن صعد أبو سفيان على جبل أحد، وهو:

فـنادى أفيكم محمد‏؟‏ فلم يجيبوه‏.‏ فقال‏:‏ أفيكم ابن أبي قحافة‏؟‏ فلم يجيبوه‏.‏ فقال‏:‏ أفيكم عمر بن الخطاب‏؟‏ فلم يجيبوه ـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم منعهم من الإجابة ـ ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه أن قيام الإسلام بهم‏.‏ فقال‏:‏ أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه أن قال‏:‏ يا عدو الله، إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقي الله ما يسوئك‏.‏ فقال‏:‏ قد كان فيكم مثله لم آمر بها ولم تسؤني‏.‏

ثم قال‏:‏ أعْلِ هُبَل‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا تجيبونه‏؟‏‏)‏ فقالوا‏:‏ فما نقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏قولوا‏:‏ الله أعلى وأجل‏)‏‏.‏

ثم قال‏:‏ لنا العُزَّى ولا عزى لكم‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا تجيبونه‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ ما نقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏قولوا‏: ‏الله مولانا، ولا مولي لكم‏)‏‏.‏

ثم قال أبو سفيان‏:‏ أنْعَمْتَ فَعَال، يوم بيوم بدر، والحرب سِجَال‏.‏

فأجابه عمر، وقال‏:‏ لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار‏.‏

ثم قال أبو سفيان‏:‏ هلم إلى يا عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏انته فانظر ما شأنه‏؟‏‏)‏ فجاءه، فقال له أبو سفيان‏:‏ أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمداً‏؟‏ قال عمر‏:‏ اللّهم لا‏.‏ وإنه ليسمع كلامك الآن‏.‏ قال‏:‏ أنت أصدق عندي من ابن قَمِئَة وأبر‏.‏

كان أسد الله حمزة في تلك المعركة من المسلمين الذين من الله عليهم بالشهادة، ومنذ ذلك اليوم ولقب بسيد الشهداء، استشهد أسد الله حمزة في منتصف شهر شوال في العام الثالثة من الهجرة النبوية في العام 642م، وكان عمره سبعة وخمسين سنة وفي رواية أخرى تسعة وخمسين سنة.

9- الأشعار التي قيلت في رثاء سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب

هناك أشعار قيلت فيمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم، لقد كان عزيز على المسلمين أمر موت أسد الله حمزة، وقال في رثاءه العديد من الشعراء أشعار وكلمات تعبر عن حزنهم ورثائهم له، ومن الأشعار التي قيلت في رثاؤه مما روي عن عبد الله بن رواحة:

بكت عيني وحق لها بكاها … وما يعني البكاء ولا العويل

على أسد الإله غداة قالوا … أحمزة ذاكم الرجل القتيل

أصيب المسلمون به جميعا … هناك وقد أصيب به الرسول

أبا يعلى لك الأركان هدت … وأنت الماجد البر الوصول

عليك سلام ربك في جنان … مخالطها نعيم لا يزول

ألا يا هاشم الأخيار صبرا … فكل فعالكم حسن جميل

رسول الله مصطبر كريم … بأمر الله ينطق إذ يقول

ألا من مبلغ عني لؤيا * فبعد اليوم دائلة تدول

وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا … وقائعنا بها يشفي الغليل

نسيتم ضربنا بقليب بدر … غداة اتاكم الموت العجيل

غداة ثوى أبو جهل صريعا … عليه الطير حائمة تجول

وعتبة ابنه خرا جميعا … وشيبة عضه السيف الصقيل

وهام بنى ربيعة سائلوها … ففي أسيافنا منها فلول

ألا يا هند فابكي لا تملي * فانت الواله العبرى الهبول

ألا يا هند لا تبدي شماتا * بحمزة إن عزكم ذليل

من تلك الأشعار التي قيلت فيمن هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم رثاء الشاعر حسان بن ثابت العديد من الأبيات التي توضح مكانته العالية ومحبته الكبيرة في قلوب المسلمين، وهذه الأبيات هي:

أتعرف الدار عفا رسمها … بعدك صوب المسبل الهاطل

بين السراديح فأدمانة … فمدفع الروحاء في حائل

سائلتها عن ذاك فاستعجمت … لم تدر ما مرجوعة السائل؟

دع عنك دارا قد عفا رسمها … وابك على حمزة ذي النائل

المالئ الشيزى إذا أعصفت … غبراء في ذي الشبم الماحل

والتارك القرن لدى لبدة … يعثر في ذي الخرص الذابل

واللابس الخيل إذ أجحمت … كالليث في غابته الباسل

أبيض في الذروة من هاشم … لم يمر دون الحق بالباطل

مال شهيدا بين أسيافكم … شلت يدا وحشي من قاتل

أي امرئ غادر في آلة … مطرورة مارنة العامل

أظلمت الأرض لفقدانه … واسود نور القمر الناصل

صلى عليه الله في جنة … عالية مكرمة الداخل

كنا نرى حمزة حرزا … لنا في كل أمر نابنا نازل

وكان في الإسلام ذا تدرأ … يكفيك فقد القاعد الخاذل

لا تفرحي يا هند واستحلبي … دمعا وأذري عبرة الثاكل

وابكي على عتبة إذ قطه … بالسيف تحت الرهج الجائل

إذا خر في مشيخة منكم … من كل عات قلته جاهل

أرداهم حمزة في أسرة … يمشون تحت الحلق الفاضل

غداة جبريل وزير له … نعم وزير الفارس الحامل

أتاحت لنا إجابة عن سؤال من هو أسد الله ولماذا سمي بهذا الاسم أن نتعرف على أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، وقد كان لاستشهاده أثر كبير على نفس سيدنا محمد والمسلمين، وباستشهاد أسد الله حمزة فقد الإسلام والمسلمين مدافع قوي ومحارب شجاع.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة