مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر
مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر من التشريعات الدينية التي يجب أن تتنبه إليها المرأة الجزائرية حتى تتم شهرها ويكون صيامها صحيحًا، فنحن على وشك اِستقبال الشهر الكريم وعلينا أن نكون على قدر كافٍ من الإلمام بالأحكام الدينية المتعلقة به، لذا دعونا نتعرف على ذلك المقدار من خلال موقع إيزيس.
مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر
شرع الله عز وجل للمرأة أن تُفطِر في شهر رمضان المعظم إن كانت حائضًا، ففي تلك الحالة تعامل معاملة المريض، والذي أجاز الله عز وجل له الإفطار في تلك الأيام المعدودات، وذلك استنادًا إلى قوله جل في علاه في سورة البقرة الآيات من 183 إلى 185:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ“.
ففي حالة الحيض أثناء الشهر الكريم على المرأة أن تقضي الأيام التي أفطرتها، ولا يكون عليها كفارة في ذلك، حتى وإن أجلت القضاء لأعوام لأي من الأسباب، على أن تعلم أن الأولى بها القضاء على الفور بعد الانتهاء من عيد الفطر المبارك.
لكن في حالة إصابتها بمرض مزمن أو أي من الإصابات التي لا يرجى شفاؤها، ففي تلك الحالة عليها أن تقوم بالتكفير من خلال إخراج المقدار الذي نص عليه التشريع الديني، وهو نصف صاع من التمر أو الأرز أو ما شابه ذلك من قوت الدولة، وهو ما يعادل كيلو ونصف على الميزان المعتاد.
ففي حالة الرغبة في التعرف على مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر، نجد أنه يجدر بالمرأة احتساب قيمة صاع مما سبق ذكره بالعملة الجزائرية على أن يكون ذلك المقدار لليوم الواحد الذي أفطرته من أيام شهر رمضان.
تعرفي أيضًا على: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام في رمضان
موعد دفع كفارة عدم صيام القضاء
بعد أن تعرفنا على مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر، ينبغي أن نعلم أن الأمر لا يحمل تعسيرًا على الإطلاق، فيُمكن إخراج الكفارة اليوم بيومه، ومن الممكن تأخيرها إلى الانتهاء من الحيض، وأيضًا من الممكن الانتظار إلى انتهاء أيام الشهر الفضيل.
الجدير بالذكر أنه على المرأة أن تعلم أن أيام الدورة الشهرية من شأنها ألا تتجاوز عشرة أيام في المعتاد، فإن كانت المرأة تعلم أنه من الطبيعي أن تكون دورتها أكثر من ذلك، كونها تستعمل أي من موانع الحمل التي تعمل على اضطرابات الهرمونات، فهي الأعلم بذلك، ومن شأنها أن تعرف أيام دورتها من أيام الاستحاضة.
أما إن كانت أيام طمثها الشهري في المعتاد لا تتجاوز العشرة أيام، ورأت أنها اِستمرت أكثر من ذلك، فما زاد من شأنه أن يكون استحاضة، ولها مراجعة الطبيب للتأكد من الأمر، ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معاذ بن جبل:
“لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ، ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ: فما زاد على ذلك فهي مُستحاضةٌ، تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ، إلا أيامَ أقرائِها، ولا نفاسَ دون أسبوعَين، ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ يومًا، فإن رأتِ النُّفَساءُ الطهرَ دون الأربعِين صامَتْ وصلَّتْ، ولا يأتيها زوجُها إلا بعد الأربعِين” صحيح.
كذلك من الممكن أن تميز المرأة طهرها من خلال رؤية القصة البيضاء، والتي جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كانت النساءُ يَبْعَثْنَ إلى عائشةَ بالدُّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ فيه الصُّفْرَةُ، فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ” صحيح عن عائشة أم المؤمنين.
أفضل الأعمال التي تقوم بها الحائض في رمضان
في سياق التعرف على مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر، كان من الضروري أن ننوه المرأة إن عدم صيامها في تلك الأيام لا يعني حرمانها من عظيم الأجر والثواب، فيُمكن أن تحصل عليه من خلال القيام ببعض الأعمال التي يحبها الله ورسوله وتتناسب مع الطمث الشهري، حيث أتت على النحو التالي:
أولًا: ذكر الله عز وجل
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة آل عمران الآية رقم 191: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ“.
فذكر الله عز وجل من الأمور المستحب القيام بها من قِبل الحائض في رمضان، فالأمر لا يحتاج إلى طهرها، ولها أن تذكر الله عز وجل دون تقيد بموعد أو ذكر معين.
تعرفي أيضًا على: أفضل وقت لممارسة الرياضة في رمضان
ثانيًا: إعداد الطعام للصائمين
إن نوت الحائض أنها تقوم بإعداد الطعام للصائمين لنيل ثواب الإفطار، فإن لها ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ” صحيح رواه عمر بن الخطاب.
حيث إنها في تلك الحالة من الممكن أن يمنّ الله عليها بمثل ثواب الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئًا، وذلك امتثالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من فطَّرَ صائمًا كان مغفرةً لذُنوبِه وعتْقَ رَقَبَتِه مِن النَّارِ، وكان له مِثْلُ أجْرِه مِن غيرِ أنْ ينقُصَ مِن أجْرِه شَيءٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، ليس كلُّنا يجِدُ ما يُفَطِّرُ به الصَّائمَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُعْطِي اللهُ هذا الثَّوابَ مَن فطَّرَ صائمًا على مَذْقَةِ لبنٍ، أو تمْرٍ، أو شَربةِ ماءٍ، ومَن أشبَعَ صائمًا سقاهُ اللهُ مِن حَوْضي شربةً لا يظمَأُ حتَّى يدخُلَ الجنَّةَ” رواه سلمان الفارسي.
ثالثًا: إخراج الصدقات
كذلك من الممكن أن تقوم الحائض بإخراج الصدقات، والقيام بالأعمال الخيرية التي تتضاعف أجورها في أيام شهر مبارك المعظم، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 261:
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ“.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز رسم الحواجب في رمضان
رابعًا: قراءة القرآن من الهاتف
نعلم جيدًا أنه لا يجوز للحائض أن تقوم بمس المصحف الشريف، إلا أنه وبعد أن تعرفنا على مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر يجب أن نعلم أن علماء الدين شرعوا للمرأة أن تقرأ القرآن الكريم من خلال تحميل أي من تطبيقاته على الهاتف، وستؤجر على ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَن قرَأَ حَرْفًا مِن كتابِ اللهِ، كتَبَ اللهُ له به حَسنةً، لا أقولُ: (الم) حرْفٌ، ولكنِ الحروفُ مُقطَّعةٌ: الألِفُ حرْفٌ، واللَّامُ حرْفٌ، والميمُ حرْفٌ” رواه عوف بن مالك.
بالنظر إلى مقدار كفارة عدم قضاء الصيام للحائض في الجزائر، نجد أن ديننا دين اليسر من شأنه ألا يجعل الأمر عسيرًا على المرأة في حالة عدم قدرتها على قضاء ما أفطرت في الشهر الفضيل.
تابعنا على جوجل نيوز