معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا

علومات لا تعرفها عن كفارة الزنا عليك أيها المسلم أن تكون على قدر كافِ بها، حيث شرع الدين الإسلامي الحنيف ما ينص على كرامة المرء ونقائه وبعده عن الرذائل، لذا حرم كل ما يمس المسلم بدنس ويؤدي إلى دنو شأنه، ومن المُحرمات هي الزنا، الإثم الكبير الذي يقترفه من ينجر خلف شهواته، فيوضح موقع سوبر بابا معلومات غير مألوفة عن الزنا.

معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا

الزنا هو وطء الرجل للمرأة من غير عقد شرعي يبيح ما بينهما، ويسمى الفاعل فيه بالزاني وتسمى المفعول فيها بالزانية، وأحيانًا يُطلق اسم الزنا على الفعل المُخالف للشرع بين الرجل والمرأة، فيعتبره كله من مقدمات الزنا الحقيقي، ويسمى أيضًا بالزنا تخويفًا فروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ”.

من معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا أن هُناك ما يُسمى بالزنا الأكبر، وهو الزنا المعروف الكامل الذي يحتاج صاحبه للتكفير عنه بإقامة الحد عليهم، أما المقدمات من لمس أو تقبيل أو حتى بالمباشرة بدون إيلاج لا يسمى زنا أكبر بل يسمى زنا أصغر، وهو مع كونه ذنب كبير إلا أنه لا يوجب الحد.

أولًا: كفارة الزنا للمُحصن

الكفارة هي العقوبة الدنيوية التي أقرها الشرع لتنفيذها على المخالفين الذين يرتكبون الكبائر المعروفة في الإسلام، وهي عقوبة دنيوية لتعفيهم من العقوبة في الآخرة لهذه الأخطاء، فهي أول ما تشتمل عليه معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا.

الكفارة هي الماسحة التي يستغفر الإنسان بها من خطئه، حيث ثبت أن اثنين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطئا ثم جاءا لرسول الله ليقيم عليهما الحد وأصرا على ذلك؛ لعلمهما أن إقامة الحد في الدنيا تساوي العفو عنه يوم القيامة.

أما في حكم كفارة الزنا فلا اعتبار لجنس الفاعل، فالاختلاف يأتي في حالة زواج الزاني أم لا، لكن في حالة كان متزوج أو أرمل أو حتى مُطلق يكون مُحصن، وكفارة الزنا هي الرجم بالحجارة حتى الموت، سواء كان الفاعل رجل أم امرأة.

اقرأ أيضًا: كفارة الزنا في الإسلام

ثانيًا: كفارة الزنا لغير المُحصن

فكفارة الوقوع في الزنا في حالة عدم الإحصان أن يجلد عدد مائة جلدة على ظهره، وألا يكون ضربهما في مكان خفي فالأصل فيه أنهما يجلدان ويعرف الناس السبب ويشهر بهما حتى لا يعودا إلى ذلك مرة ثانية، وفي هذا يقول الله جل في علاه “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)”.

ففي جلدهما وفضحهما أمام الناس كلهم أن يعرف الجميع جريمتها وهو أمر شديد جدًا عليهما ربما أكبر من الجلد فيعتبر كل من يراهم أو يسمع بهم ولا يفكر في الوقوع في هذه الجريمة حتى لا يتعرض لمثل هذه الفضيحة.

يُلاحظ في الآية الكريمة السابقة أن الله سبحانه بدأ فيها بالأنثى في ذكره ذنب الزنا فقال “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي”، لكن في آية أخرى تشتمل السرقة بدأ بالذكر وذلك في قوله تعالى: “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)”.

حيث في ذلك دلالة على أن جريمة الزنا مبنية على تحريض أنثى فهي من تسمح بها حتى تشجع الذكر، فلولا الأنثى ما تمت الجريمة ويصعب بل يمكن أن تصل لدرجة الاستحالة وقوع هذا الفعل إلا برغبة أو استسلام من الأنثى، أما في غيرها من الجرائم قد تكون هي دور التابع والقيادة للرجل.

كما يُضاف إلى الجلد في الزاني غير المحصن أن يغرب عامًا كاملًا من بلاده فلا يمكنه العودة إليها، لكن اختلف العلماء في التغريب للمرأة، فقال بعضهم لا تغرب خوفًا عليها خارج بلدها، وقال بعضهم بل تغرب، والأشهر والأرجح لا تغرب ويتم حبسها في موطنها عام كامل، وهي من معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا.

ثالثًا: كفارة الزنا غير الكامل

ليس عليه كفارة في فعله وهو مع ذلك ذنب عظيم يجب التوبة منه بالإقلاع عنه والندم عليه والنية على عدم العودة إليه مرة أخرى، ويجب أن يمنع الإنسان كل وسيلة تدفعه إلى ذلك، فالمواقع الإباحية تجعل الإنسان في حالة رغبة شديدة لهذا الفعل.

كما يمكن اعتبار الاعتياد على مشاهدة المشاهد المبتذلة التي تشجع على الانحراف واستمراء النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة، بالإضافة إلى العري الذي تمتلئ به الشوارع كل هذه وسائل تشجع على هذه الانحراف كلها فينبغي أن يحرص الإنسان المسلم على الابتعاد عن كثير ما يثير رغباته ويشعل غرائزه.

رابعًا: كفارة الزنا من الخلف

الزنا من الدُبر مثل الزنا من الأمام سواء بسواء في حكم الكفارة فلا فرق بينهما، فبالرغم ما في الزنا من الخلف من قذارة ودنس تُضاف إلى قذارة الفعل، إلا أن الكفارة واحدة جلد الفاعل والمفعولة فيها لغير المحصنين ورجم المحصنين حتى الموت.

أما رأى بعض العلماء أنه يجب قتل الطرفين سواء كانوا محصنين أم غير ذلك، بسبب أن ذلك من فعل قوم لوط وما بدعوه من فاحشة لم يسبق لغيرهم فعلها.

كيفية إثبات الزنا ليقام الحد

الزنا كحد يرغب في تطبيقه كل مسلم وقع به لرغبته في التخلص من الإثم ومن عقوبة الله في الآخرة، فيثبت فعل الزنا بالإقرار والاعتراف ولا يطالب الفرد إذا أقر بالزنا بالاعتراف باسم الطرف الآخر فهو الذي يريد الحد لا الآخر، وطريقة إثباته أن يقر أربعة من الشهود إنهم رأوا الفعل واضحًا لا لبس فيه أي أنهم شاهدًا يقينًا لا شك فيه وقوع هذا الفعل.

فنلاحظ أن عدد الشهود أربعة يجتمعون على المشاهدة وفي كل قضايا الإسلام التي تتطلب شهودًا يطلب شاهدان فقط، إلا في إثبات الزنا يطلب أربعة شهود شاهدوا الفعل لا مقدماته ولا آثاره ولو رآه ثلاثة مثلًا يطالبون بالسكوت لخوفهم من تطبيق حد القذف عليهم.

ما هو حد القذف في الإسلام

حد القذف في الإسلام هو الحد الذي يضمن أن يكون المجتمع نظيف اللسان فلا يذكر بعض أفراده البعض الآخر بالسوء، وحد القذف يُقام على كل من تكلم على امرأة مسلمة أنها فعلت فاحشة دون دليل على ذلك.

لكن في حال القذف وإحضار شهود بذلك فيخضع الرجل والمرأة لكفارة الزنا، لكن إن لم يحضر فيخضع هو لحد القذف في الإسلام، فإن كان شاهد الفعل يطالب بأن يحضر ثلاثة قد شاهدوا الفعل فان شهدوا بذلك أقيم الحد على المرأة والرجل.

لكن إن لم يأت به يقام عليه هو حد القذف وفقًا لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.. فبالإضافة إلى الجلد ثمانين جلدة لا تُقبل بشهادتهم مرة أخرى، عدم قبول شهادته في أي قضية أخرى.

هل مرتكب الزنا كافر؟

كما تمت الإشارة سلفًا إلى أن الزنا من الكبائر التي يجب التكفير عنها، حيث هل يمتثل الزاني بالكافر الذي لا يؤمن بالله تعالى وما أنزله؟ الإجابة هي لا لكن يجب مراعاة بعض الأمور للتخلص من ذلك الفعل المزري.

  • الإقلاع عنها تمامًا منها فالتوبة تكون مع إقلاع أما التوبة مع استمرار لا معنى لها.
  • الندم عليها فلابد أن يكون شعور المسلم عند تذكرها لها هو الأسف والخجل، فلا يفرح بذكرها ويصف دقائقها.
  • النية والعزم الخالص على عدم العودة إليها.
  • إن وقع في الذنب مرة أخرى بعد تحقيق الشروط الثلاث يرجع إلى الله مرة أخرى ولا ييأس.

يجب التنويه أن ارتكاب المسلم للمعصية كفرًا في حالة واحدة وهي الاستحلال، فإذا قيل له أنت ارتكبت الزنا وهذه مُحرم، فيدعم تحليل الزنا وأنه لا يُمكن للإنسان حياة دون فعل ذلك حتى إن كان بشكل غير شرعي.

الزنا من الكبائر التي عذابها نار إلى الأبد، إلا من يسامحه الله ويعفو عنه ويتغاضى عما اقترف من أمور بذيئة، وشرط ذلك التوبة وعدم الرجوع إلى الفعل مهما كانت المغريات.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة