معلومات عن سفينة نوح

المعلومات عن سفينة نوح يجب على الجميع معرفتها، نظرًا لأنها من أهم قصص الأنبياء كما تعتبر من أهم القصص في التاريخ الإنساني عامةً.

معلومات عن سفينة نوح

أهم النقاط حول سفينة نوح أنها من رموز التراث الإنساني وقد تم ذكرها في جميع الديانات ليس في الدين الإسلامي فقط، كما جاء ذكرها في كتب المؤرخين وفي بعض الحضارات القديمة، وعلى كل مسلم أن يعرف هذه القصة ويتخذ منها العبرة والعظة مثل بقية قصص القرآن.

أولًا: دعوة نوح عليه السلام لقومه

يعتبر نبي الله نوح عليه السلام من أهم الأنبياء في تاريخ الإسلام، وتعتبر قصته عبرة لمن لا يتبع الأوامر والنواهي التي يحددها الله عز وجل، ولقد تم ذكر سيدنا نوح في عدة آيات قرآنية، فقد جاء ذكره في 25 سورة حيث تبين الآيات دعوته لقومه (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)

جاء رد قومه بالرفض والإصرار على بالباطل مثل ما جاء سورة هود حيث قال أعز من قائل في سورة هود (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ*قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ).

فما كان من سيدنا نوح عليه السلام إلا أن صبر على قومة وضلالهم وظل يدعوهم لسنين طوال حتى أتى أمر ربه.

ثانيًا: الوحي من الله ببناء السفينة

بعد جدال قومه له ورفضهم ما جاء به من الحق، أمر الله نبيه نوح أن يبني سفينة عملاقة، وما كان من سيدنا نوح إلا أن بدأ يغرس الشجر ليوفر الأخشاب التي سوف يبني بها السفينة حتى أنه عليه السلام قد انتظر سنوات طوال حتى تمكن من الحصول على الأخشاب التي يحتاجها.

حتى جاء وقت الحصاد وبداية العمل الشاق من تقطيع وحمل الأشجار، والبدء في أعمال النجارة المرهقة، حتى تمكن بفضل الله من بناء سفينة عظيمة الحجم بينما كل ما مر عليه الكافرون وهو يتم عملية بناء السفينة على هذه الأرض الجافة، فيقوموا بالسخرية منه ويتعجبون من كيفية سير السفينة دون ماء.

بينما كان قومه يسخرون منه وتتعالى ضحكاتهم واتهاماتهم له بالجنون، أمره الله بأن يحمل في السفينة كل أهله وكل من آمن به وأن يترك الكافرين الذين كذبوه وسخروا منه، كذلك أمره الله أن يحمل زوجين من جميع الكائنات الموجودة في البيئة المحيطة وقتها بهدف بناء حياة جديدة بعيدة عن الكفر والضلال.

اقرأ أيضًا: النسوية الإسلامية.. تيار فكري لهدم النسوية الغربية

ثالثًا: الطوفان ونجاة المؤمنين

ظل نوح ينتظر علامة بدأ الطوفان العظيم، فقد أوحى الله إلى نوح أنه إذا فار التنور بمعنى ثوران البركان فسوف تكون تلك هي العلامة على بداية الطوفان فعليه أن يكون مستعدًا لتلك اللحظة هو ومن معه، ومن الجدير بالذكر أن من آمن مع نوح بلغ عددهم ثمانون.

الأمر الذي كان يحزن سيدنا نوح أن امرأته كانت كافرة، كذلك أحد أبنائه الذي كان يظهر الإيمان أمامه وهو كافر، وكما بين الله تعالى في قصة نوح في القرآن: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ).

عندما جاء اليوم العظيم وثار البركان، سارع سيدنا نوح بفتح السفينة ودعوة من آمنوا به بالصعود إليها، وعندها هبط جبريل عليه السلام إلى الأرض، ليحمل نوح إلى السفينة ومن معه من المؤمنين ثم يحمل جميع الكائنات الحية التي جمعها سيدنا نوح ليصعدوا جميعًا إلى السفينة.

جهز نوح أقفاصًا للوحوش عندما كان يبني السفينة، وقام سيدنا جبريل عليه السلام بتوجيه جميع الكائنات من كل زوجين اثنين في مشهد مهيب، لضمان بقاء جميع سلالات الحيوانات والطيور على كوكب الأرض.

وسرعان ما بدأت السيول بالهطول بأمر الله وزاد الفيضان، ولما وجد نوح ابنه لم يركب السفينة نادى عليه وطلب منه الركوب معه ومع المؤمنين، فلم يستجب الابن العاق وقال إنه سيحتمي بمكان مرتفع من الأرض، فرد نوح عليه السلام (قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) وحال الطوفان بين نوح وابنه ولم يستطع إنقاذه.

استمر الطوفان العظيم يحمل السفينة، ولم يبق على قيد الحياة إلى من عليها، ولم يبقي على كوكب الأرض إلا المؤمنين، وأزواج الكائنات الحية، ثم أوحي الله إلى نوح بأن يهبط من السفينة في أمان وأن الطوفان قد انتهى وأصبحت الأرض مؤهلة للعيش وبناء حياة جديدة، فما كان من نوح عليه السلام إلا أن أطلق الطيور والوحش من أقفاصها فتفرقت في الأرض، ونزل المؤمنون بعد ذلك.

وصف سفينة نوح في القرآن الكريم

وصف القرآن الكريم سفينة نوح بالفلك، وفي وصف آخر بالفلك المشحون للتعبير عن الحمولة الثقيلة من بشر وحيوانات وطيور، وكلمة فلك في الاصطلاح تعبر عن الشكل الأشبه بالوعاء، وهو ما يشير غالبًا إلى نوع محدد من السفن تشبه قوارب النجاة في عصرنا الحالي والذي يسمى حتى الآن في بـالفلوكة في بعض البلاد.

الفلك في اللغة العربية كلمة تشير إلى الشكل المستدير المرتفع عن الأرض، فبالرغم من كونها سفينة لم يتم ذكرها في القرآن بلفظ سفينة إلا مرة واحدة في سورة العنكبوت وكانت أغلب التعبيرات القرآنية بالفلك وليس السفينة، وجاء وصف السفينة كذلك في القرآن بالجارية تعبيرًا عن سرعتها فوق صفحة الماء بفعل الرياح، كما جاء في سورة الرَّحْمَن (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ)

كما وصفها القرآن وصفًا تفصيليًا حسن قال تعالى (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ)، والألواح يقصد بها الألواح الخشبية التي اقتطعها سيدنا نوح من الأشجار التي كان يزرعها لهذا الغرض، أما الدسر فهي المسامير والتي تتميز عن المسامير العادية أنها يشد بها كما ورد في المعاجم اللغوية، ولكن البحارة العرب قد استبدلوا هذه الدسر المعدنية بالحبال.

يشير القرآن أيضًا أنها ذات مسالك في قوله تعالى (فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ) وهذا التعبير القرآني يشير إلى شكل السفينة من الداخل وأنها مثل المخزن وبها طرقات لانتقال الحيوانات داخلها دون أن يعتدوا على بعضهم البعض.

بقاء السفينة لتكون عظة للناس

كما ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن السفينة ظلت باقية لتكون عبرة وعظة لجميع الأجيال التالية لهذا الجيل فقد قال الله تعالى: (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) كذلك قوله تعالى (ولقد تركناها آية فهل من مدكر) وقوله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَان أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) كل تلك الآيات تؤكد أن آثار السفينة وبقاياها ظلت موجودة كأثر لهذا الحدث العظيم.

قال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة، وقال ايضًا ألقى الله عز وجل السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرًا، وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادًا، أبقاها الله آية فهي على الجودي تفسيرًا لقوله تعالى (وجعلناها آية للعالمين).

قال عبد بن حميد: أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة.

الدروس المستفادة من قصة سفينة نوح

بعد معرفة الكثير من المعلومات عن قصة نوح عليه السلام ووصف السفينة وإلى ماذا ترمز علينا أن نستنتج الدروس المستفادة من تلك القصة لأخذ العبرة والعظة، ولأن قصص القرآن ليس الهدف منها الترفيه وإنما ليعلمنا الله الحكمة وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز (َنحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).

  • السعي المتواصل وراء الهدف والصبر على إحباط الناس حتى نتمكن من تحقيق أحلامنا، فإذا اقتدينا بنوح عليه السلام سنتعلم منه الصبر والصمود والثقة العمياء بالله عز وجل.
  • اللجوء إلى الله وحده عند مواجهة الصعوبات والعراقيل، فإن الشكوى إلى الناس لن تسد حاجة إنما الشكوى إلى الله تغير من حال إلى حال لأن الأمر بيد الله، وأن الله وحده هو من يصنع المعجزات وقادر على فعل أي شيء، لذلك يجب علينا الثقة بقدرة الله في تبديل الأمور.
  • الدعاء لله وحده عند التعثر مع اليقين أنه سيستجيب وهذا بالفعل ما حدث في قصة سيدنا نوح عليه السلام.
  • عدم الخجل من طاعة الله وعدم الخوف من سخرية وتهكم الناس، كما حدث من قوم نوح لكن هذا لم يصده عن سبيل الله وظل واثقًا بوعد الله لسنوات طويلة.
  • تنفيذ أوامر الله حتى ولو كانت على حساب المصلحة الشخصية، فقد ترك سيدنا نوح ولده وفلذة كبده يغرق تنفيذًا لأحكام الله عز وجل.
  • الثقة بفرج الله وأن مع العسر يسرًا، فعند النظر في القصة نجد أن سيدنا نوح عليه السلام قد انتظر مئات السنين حتى يهدي الله قومه ولم ييأس وظل واثقًا في حكمة الله وتدبيره حتى جاء الطوفان ليفرق بين الحق والباطل.
  • الصبر الجميل هو السبيل لدعوة الناس إلى الحق وليس الإرهاب والعنف، كما تعلمنا من قصة سيدنا نوح عليه السلام.
  • استشعار أهمية الدعوة إلى الله وتحقيق الخير وفضلها وما فيها من أجر حتى وإن تطلبت بعض التضحيات، فعلينا اليقين بأن الحق والعدل أغلى من أي شيء في الوجود.
  • فعل الصواب دون انتظار مقابل مادي، فلقد تحمل نوح عليه السلام الكثير من الصعاب والمشاق والتضحيات فقط لينتصر الحق، دون البحث عن مقابل مادي أو مجد شخصي.
  • عدم الرضوخ لإرادة المجتمع فيما لا يُرضي الله، عندما يكون المجتمع فاسدًا على المؤمن أن يظل على طريق الحق وإن كان معه عدد قليل أو حتى كان وحده.
  • عدم مناصرة القريب أو الصديق في الباطل فعلينا أن نقول الحق بغض النظر عن المتنازعين أو صلتنا بهم، وألا ننافق الناس.
  • عدم الإصرار على الباطل والكبر عند تقبل النصيحة، فكما رأينا فيما حدث لابن سيدنا نوح أنه رأى المعجزة بعينيه ولم يخضع لأمر التي حتى أتاه العقاب الشديد، وعلينا أن نتخذ العبرة من هذا حيث إذا تأكدنا من أننا على خطأ نعود إلى الطريق الصحيح ونستغفر الله دون كبر.
  • تنفيذ أوامر الله حتى وإن كان العقل لا يقبلها، وهذه من أهم العبر في القصة، فسيدنا نوح عليه السلام قد نفذ أمر الله ببناء سفينة برغم غرابته، لأن الله هو خالق الكون ويعلم ما لا نعلمه لذلك علينا أن ننفذ أوامره حتى وإن لم تقبلها عقولنا القاصرة.

المعلومات عن سفينة نوح تثري العقل بالمعرفة عن تاريخ الأنبياء، وتزيد من الثقافة الإسلامية والدراية بالمزيد من قصص القرآن الكريم، لنتعلم الدروس والعظات منها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة