متى انتشر الحجاب في مصر
متى انتشر الحجاب في مصر؟ وما هو تاريخ الحجاب؟ يعتبر الحجاب أحد ركائز الإسلام بالنسبة للمرأة حيث كلمة الحجاب تعبر عن الستر والاحتشام، فإن وضعت المرأة الحجاب عليها فهذا يعني أنها امرأة محجوبة أي سترت شعرها، لذا سنتعرف اليوم من خلال موقع إيزيس في هذا المقال على كل ما يتعلق بتاريخ دخول الحجاب إلى مصر.
متى انتشر الحجاب في مصر
يوجد الكثير من التساؤلات حول متي انتشر الحجاب في مصر، وهل كان متواجدًا قبل الاسلام في الأساس أم هو فقط ظهر مع الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، حيث إن الحجاب جزء لا يتجزأ من فروض المرأة في الإسلام.
فقد أشارت الأبحاث التاريخية قديمًا إلى أن الحجاب ظهر وانتشر في الحضارة الفرعونية، حيث أكد المؤرخ الإغريقي هيرودوت أثناء زيارته لمصر في القرن الخامس قبل الميلاد أنه أحس بالغرابة والدهشة من الحياة المتقدمة التي تشهدها المرأة المصرية من حيث تحررها واختلاطها بالرجال.
خلال الاحتلال الهكسوسي الذي تعرضت له مصر في العصور الفرعونية القديمة والخوف منهم، قامت النساء المصريات بارتداء الحجاب خوفًا من تعرض جنود الهكسوس لهم، وعندما قام الملك رمسيس الثالث بالانتصار عليهم أصدر قرار برفع المرأة لحجابها بدون خوف أو ذعر وكانت هذه الإجابة على سؤال متى انتشر الحجاب في مصر؟
تظهر البرديات التي تم العثور عليها في العصور الفرعونية القديمة في مصر أن لباس المرأة دومًا ما يتكون من قطعتين، إحداهما على شكل قميص داخلي رقيق والأخرى على هيئة غلالة فضفاضة يربط رباطها فوق منطقة الصدر ثم تنزل تلك الغلالة على إحدى اليدين وتبدو الأخرى ظاهرة، لم يكن هناك حجابًا بمعناه الحالي ولكن قطعتان مزخرفتان بالحلي تنزل من التيجان التي ترتديها النساء.
تعرفي أيضًا على: ما معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه
الحجاب في مصر على مر العصور
بعد أن تعرفنا على متى انتشر الحجاب في مصر اكتشفنا أن الحجاب جاء قبل الإسلام، حيث كان الحجاب جزءً من المرأة المصرية على مر العصور خلال حكم الدولة الفاطمية وكذلك العباسية حتى في العصر المملوكي كانت تحافظ النساء على حجابها على الرغم من ابتعادها قليلًا عن الملبس المحتشم المستتر.
ظل هذا الوضع قائمًا إلى أن أصبحت مصر ولاية تابعة لحكم الدولة العثمانية فعادت النساء المصرية مرة أخرى للستر والحجاب كما ينبغي رغم بقائها عليه طيلة العصور وقامت بارتداء ما يعرف بالبرقع الذي كان يغطي الوجه بشكل كامل.
حتى أن جاء العصر الحديث في عام 1919م قامت السيدة صفية زغلول بمظاهرة تشتمل على النساء فقط لمواجهة الاحتلال الأجنبي لمصر، حيث انطلقت المظاهرة من ميدان التحرير بمدينة الإسماعيلية، أثناء المظاهرة قام القائد الإنجليزي بإخطار الجنود الإنجليز ألا يتصدوا للنساء المصريات.
أثار هذا التصرف غضب السيدة زوجة الزعيم سعد زغلول فقامت بخلع الحجاب عن رأسها لتدهسه بقدمها مخبرة القائد الإنجليزي أن نساء مصر مثل رجالها، ليقوم بفتح النار عليهن مما أدى إلى انتشار دعوات المساواة بين الرجل والمرأة إلى جانب دعوات بنزع الحجاب وغطاء الوجه.
كما جاءت الحركة النسائية بقيادة السيدة هدى شعراوي بإقامة تحدي جديد عقب ثورة 1919م حيث قامت بخلع البرقع هي وابنتها بعد عودتها من فرنسا، فكانت في أحد المؤتمرات النسائية ومن ثم تلتها مجموعات كبيرة من النساء اللواتي قررن خلع البرقع والحجاب.
استمرت عملية خلع الحجاب فترة طويلة حتى أصبحت النساء مع بداية العقد الثالث من القرن العشرين بدون أغطية رأس على عكس كثير من الدول الإسلامية في ذلك الوقت مثل تونس والجزائر، بينما في مصر لم يصدر في وقتها أي قرار رسمي بمنع الحجاب.
منذ ذلك الوقت ظل موضوع الحجاب اختيارًا شخصيًا للنساء، وفي الفترة الزمنية خلال حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ظهرت بعض الآراء السياسية التي تدعو إلى جعل الحجاب فريضة على النساء، حينها كان رد الزعيم المصري أن الحجاب له من يفرضه سواء الدين أو الزوج ولكن لا دخل للدين في السياسة وكذلك العكس فهو حرية شخصية.
تلت هذه الحقبة الزمنية عقود كثيرة لم ترتدي فيها المرأة المصرية الحجاب حتى باتت النساء المصرية طيلة فترة الخمسينات والستينيات غير محجبات إلى أن ذكرت صحيفة يونايتد برس إنترناشونال أن “الحجاب لم يعد معروفا هنا” ومن ثم عاد الحجاب مرة أخرى في ثمانينيات القرن المنصرم لكي يؤكد على أنه عادة وتقليد مصري متعارف عليه منذ أيام الفراعنة مرورًا بالدول المختلفة التي حكمت مصر.
بدأ انتشار الحجاب من جديد مع دخول التيارات السياسية الإسلامية مثل الجماعة المحظورة جماعة الإخوان المسلمين، وذلك في فترة حكم الرئيس أنور السادات، كان لهذه الجماعات تأثير كبير في عودة الحجاب والنقاب للمرأة المصرية، حيث شهد المجتمع المصري تغيرًا جذريًا في شكل ارتداء غطاء الرأس ولكن الانتشار اكتفى بالحجاب فقط.
حكم الحجاب في الشريعة الإسلامية
ألزم الدين الإسلامي النساء بلبس الحجاب حيث إنه واجب شرعيًا على كل مسلمة بالغة عاقلة؛ لذلك كانت نساء مصر على مر العصور يرتدونه وملتزمين به ودل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم والسنة وفيما يلي بعض من هذه الأدلة:
قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ).
حيث إن الأمر جاء في الآية الكريم بغض البصر وحفظ الفرج وإخفاء الزينة ومن ضمن أمور إخفاء الزينة هو استكمال النساء حجابهن عن طريق لبس الخمار إلى الجيوب، فالخمار هو غطاء الرأس وهو كان يمثل الزي التقليدي للنساء العربيات قبل دخول الإسلام.
يقول تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
حيث تم توجيه الدلالة في هذه الآية على أنه يتم رفع الحرج عن العواجز اللواتي لا يرغب بها الرجال وهو دليل كافٍ على ضرورة التستر ومع أن الله أحل لهن ذلك إلا أنه أشار إلى فضل العفة والستر.
تعرفي أيضًا على: قرار منع الحجاب في الهند
دور الحجاب في المجتمع المصري
للحجاب كثير من الوظائف المختلفة منها ما قد يفهم أنه رمز للتحضر والمدنية ومنها ما يؤخذ على أنه رمز للرجعية والتخلف لكن دومًا دور الحجاب في مصر كان لا يقتصر على الجانب الإسلامي والديني فقط بل كان الحجاب دلالة على الحياء.
كما أن الحجاب يتناسب مع مفهوم الغيرة الغريزية الموجودة لدى الرجل الشرقي، حيث تدفعه إلى محاولة الحفاظ على الزوجة من كل ما هو سيء أو عار وهي صفة من صميم الإسلام بالإضافة إلى أن الحجاب يضيق الطريق نحو المعاصي والخواطر الشيطانية حيث فيه وقاية للمجتمع المصري من الفتنة والأذى.
الأسئلة الشائعة حول الحجاب
بغض النظر عن سؤال متى انتشر الحجاب في مصر؟ الكثير من الناس لديهم الكثير من التساؤلات الأخرى بخصوص الحجاب من ضمنها:
لماذا بدأت الكثير من المصريات بارتداء الحجاب بعد عام 1967؟ | بسبب تواجد التيارات السياسية الإسلامية التي حثت على ارتدائه. |
ما هي نسبة المحجبات في مصر؟ | حوالي 90% من النساء المصريات وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. |
متى بدأ لبس الحجاب؟ | ما بين 1400 إلى 1100 قبل الميلاد في الدولة الآشورية. |
تعرفي أيضًا على: نص قانون منع الحجاب في فرنسا
دومًا ما كان الحجاب في المجتمع المصري حاضرًا بدايًة من الحضارة الفرعونية إلى يومنا هذا، ليؤكد على أهميته ودوره في الحد من مخاطر التبرج والخروج عن الشريعة الإسلامية.
تابعنا على جوجل نيوز