ما هي العين الحمئة التي ذكرها القرآن

ما هي العين الحمئة التي ذكرها القرآن؟ وماذا قال عنها عُلماء المُسلمين الآن؟ فإن ذِكر العين الحمئة في قصة ذا القرنين لم تأتِ موضحة ما هو المقصود منها، وسعى العُلماء من أجل بيّان الآيات وما تُشير إليه القصة في التاريخ الإسلامي.

ما هي العين الحمئة التي ذكرها القرآن؟

 

جاءت في سورة الكهف قصة ذي القرنين في قوله تعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)”.

تحكي الآيات عن الملك صالح الذي مكنّه الله تعالى في الأرض، ومع ذلك لم يستغل المُلك، فعلى الرغم أنه بلغ المغرب والمشرق، إلا أنه لم ينحرف عن العدل ولو لبرهة.

كانت القصة عبرة وموعظة للمُسلمين أن الجاه والسُلطان ليسوا سببًا في الانحراف عن العدل، فكما تعود المُسلم ألا يعمل سوى الحق عليه استكمال ذلك.

جاء لقوله يا ذا القرنين أنه اتجه إلى جهة الغرب، إلى أن وصل لأقصى مكان به، وحينها ظهرت الشمس وقت الغروب وكأنها غرب في عين حمئة، وهو ما قيل إنه الطين المُتغيّر.

فكأن الشمس كانت تقع عند الغروب في هذه العين، كما لو نظرنا إلى وقت غروب الشمس عند البحر وكأنها تقع داخل البحر، على الرغم أن هذا ليس حقيقة.. فتغرب من قوم لتشرق عند آخرين.

لذا فإن ما قيل في قوله تعالى: “وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ“، أي أنها في نظر الرائي تسقط داخل عين عميقة؛ قد يكون لأن ذا القرنين قد وصل إلى اتصال النهر بالبحر عند الفيضان، لهذا عند غروب الشمس تظهر وكأنها تقع في عين عميقة.

تأويل آيات قصة ذي القرنين

ما جاء في سورة الكهف في قصة ذي القرنين قد يكون غير ظاهريًا لبعض المُسلمين، ففي قراءة الآيات اختلف العُلماء في بيان المقصود، وهو ما سنُبيّنه في الجدول التالي:

قوله تعالى القراءة الأولى القراءة الثانية
حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذو القرنين
وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ: أنها تغرب في عين ماء ذات حمأة. فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ: أي أن الشمس تغرب في ماء شديدة الحرارة.
وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا هُم قوم ناسك.
قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ أي إمّا أن تقتل من هم الرافضين في الدخول في توحيد الله وطاعته.
وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا أي إمّا أن تُعلمهم الهُدى وتصبر عليهم حتى يصلون إلى طريق الرُشد.

اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر

العين الحمئة.. بحيرة إيسيك كول الآسيوية

إنّ العلماء المُسلمين اختلفوا في النقطة التي وصل إليها جيش ذا القرنين في الغرب، حتى رأوا مسقط الشمس في العين الحمئة، فقيل إنها أمريكا الشمالية؛ لأنها هو المكان الأخير الذي يغرب عنه الشمس.

لكنت الرأي الثاني يرى بأن العين الحمئة هي بحيرة يلوستون، إلا أن العُلماء في الآونة الأخيرة وبعد بحث دقيق أشاروا إلى أن بحيرة “إيسيك كول” الموجودة في قيرغيزستان آسيا.. هي العين الحمئة.

فإن العلماء المُسلمين رأوا أن الشمس عند هذه البحيرة تغرب وكأنها تسقط في عين حمئة، إلا أن كافة الدلائل المُقدمة ما هي سوى اجتهادات من العُلماء، فلم تثبت السُنة أو القرآن بأن هذا هو موضع العين الحمئة.

العين الحمئة.. جزر الهاواي

في أقصى نقطة في غرب أمريكا عند جزر الهاواي تحديدًا، وجد العُلماء أن هذه المنطقة تضم عدد مهول من البراكين، كانت بالفعل في الماضي نشطة، ولكن إلى وقتنا هذا لم يبقَ سوى القليل، تضُم هذه المنطقة العديد من الظواهر.

  • عدد كبير من أطنان الحمم المُنصهرة المُتدفقة سنويًا، من فوهات البراكين.
  • الحمم المُتدفقة من شقوق الأرض، وفتحاتها.
  • الينابيع شديدة الحرارة، والتي تغلي بشدة.

عند غروب الشمس في هذه المنطقة يكون المظهر في غاية الروعة، وقيل إن هذه المنطقة وهذا المظهر بغروب الشمس في أرض يتدفق منها الماء وكأنها تسقط فيها هي العين الحمئة.

العين الحمئة المذكورة في القرآن وربط العُلماء وجودها في الجُزر الموجودة هو دليل على إعجاز القرآن الكريم، بعلم الرسول لظاهرة سوف يتوصل لها العُلماء في العصر الحديث.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة